وطن كريم تهفو له الأنفس كي تجد فيه راحة واستقراراً ويهدأ المرء إذا تنفس هواءه وعاش في أوساطه، إنه رحاب مفعم بالخير وكم سعى مواطنوه إلى أن يحققوا وسط هذا الرحاب آمالاً بما أفاء الله الكريم عليهم من نعمة راغدة، تعرض هذا الوطن لرياح عاتية وأمواج عالية في مراحل كثيرة وفي أوقات عديدة ولعل أعنفها ضراوة هجوم هولاكو العراق على ربوعه الآمنة والمطمئنة والمستقرة فأحال ذلك الجار الظالم والآثم والمعتدي.
هذه الربوع الآمنة تحولت إلى دخان كثيف مصحوب بذباب لم نشهد مثله من قبل.
حول الاستقرار إلى فزع والطمأنينة إلى هلع.
هب الأهلون للدفاع عن أرضهم فقابلوا الاستبداد والظلم بعزيمة قوية وإصرار على أن يلثموا تربة الوطن بقلوبهم قبل أفواههم فقادتهم تلك الزمرة المستبدة الحاقدة إلى بيوتهم ونحرتهم على أعتاب منازلهم أمام أعين أهليهم فروت دماؤهم الزكية أرض الوطن فأنبتت نباتاً حسناً ملؤه الإصرار من أجل الحفاظ على أرض الوطن والتشبث به واحتضانه فهب الجميع أشقاء وأصدقاء من أجل تحرير هذه الأرض الطيبة وأتى النصر من عند الله العزيز الحكيم وشمر أهل الكويت عن سواعد الجد ونهضت الديرة وكأنها صقر خرج من تحت أكوام اللظى لآفاق ممتلئة بالبناء والازدهار والتقدم.
عزيزي القارئ نحن اليوم نعيش فرحة الوطن ويوم عيده ونستشعر ضياء التحرير ونور الحرية وآفاق الاستقرار وتبدد الخوف وحلول الأمن.
فماذا علينا أن نعمل تجاه هذا الوطن العزيز؟
لابد للجميع أن يجد ويجتهد ويجعل الكويت وتطورها وازدهارها هو هدفه السامي وغايته وأمله المنشود لأن تقدم هذه الديرة هو تقدم الأمة وازدهارها هو ازدهار لها فلابد أن نحافظ عليه بتوفيق من الله تعالى وبإصرار أبنائها ولتنصهر جميع الطوائف والكتل والتكتلات والتيارات والفرق في بوتقة الكويت!
وليعمل الجميع في مجال خطة لتنمية شاملة ومتكاملة في جميع المجالات ولنرفع أيدينا في هذا اليوم المبارك بالدعاء إلى الله الكريم بأن يرحم شهداء هذا الوطن انه هو ولي ذلك والقادر عليه.
يقولون لماذا تحب الكويت
لماذا أغانيك مسكونة بحب الكويت وأهل الكويت
فقلت اسألوا الفجر عن نوره
وقلت اسألوا البحر عن موجه
وقلت اسألوا الورد عن عطره
وقلت اسألوا الطير عن وكره
إذا ما عرفتم لهذا جواباً
عرفتم لماذا أحب الكويت