عين المانيا على النمسا... و«معجزة كوردوبا 78»
نيقوسيا - ا ف ب - يريد المنتخب الالماني تحاشي الخروج المبكر للمرة الثالثة على التوالي عندما يلاقي النمسا اليوم في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الثانية ضمن الدور الاول لنهائيات كأس اوروبا 2008.
وضمن المجموعة ذاتها، تلتقي كرواتيا مع بولندا.
واستهل المنتخب الالماني البطولة بقوة وهزم بولندا 2 - صفر محققا فوزه الاول في النهائيات القارية منذ 12 عاما، لكنه تعرض للخسارة في مباراته الثانية امام كرواتيا 1-2 وهو في حاجة الى التعادل لبلوغ ربع النهائي للمرة الاولى منذ 1996 ومواصلة سعيه نحو التتويج للمرة الرابعة في تاريخه.
ويحتل المنتخب الالماني المركز الثاني برصيد 3 نقاط بفارق 3 نقاط خلف كرواتيا التي ضمنت تأهلها الى ربع النهائي وصدارة المجموعة، فيما تملك النمسا وبولندا نقطة واحدة وامالهما لا تزال قائمة لحجز البطاقة الثانية.
واكد مدرب المانيا يواكيم لوف الذي مني بالخسارة الثالثة في 24 مباراة على رأس الادارة الفنية للمنتخب، ثقته في لاعبيه على تعويض الخسارة امام كرواتيا وتحقيق الفوز على النمسا ومصالحة الجماهير والتأكيد على هدفه في المنافسة على اللقب، وقال: «لا يجب الشك في قدرة منتخبنا، صحيح ان هناك اشياء يجب تصحيحها لكني لا ارى اي سبب لتغيير الطريق التي قادتنا الى تحقيق النجاحات منذ ثلاثة اعوام».
ولم يخف لوف استياءه الكبير من العرض الذي قدمه الفريق امام كرواتيا واعترف بأنه لم يدخل اطلاقا اجواء المباراة.
وحرص لوف منذ عودته الى معسكر المنتخب بعد المباراة على الاجتماع بمساعديه لتحليل اللقاء امام كرواتيا، كما انه تحدث مطولا مع ميكايل بالاك وكذلك جميع اللاعبين كل واحد على حدة حيث وجه اليهم رسالة مفادها: «لقد تلقينا ضربات موجعة سابقا ونجحنا في استعادة التوازن».
وكانت وسائل الاعلام الالمانية وجهت انتقادات شديدة الى بالاك، بيد ان لوف دافع عنه بقوله: «يجب عدم التركيز على ميكايل حصريا. لقد كسبنا مباريات خلال التصفيات من دونه عندما كان مصابا (من ابريل الى ديسمبر 2007)، وتحمل لاعبون آخرون في غيابه كثيرا من المسؤوليات»، واضاف: «رغم ذلك، سيبقى دوره كما هو امام النمسا حيث سيستمر في تقاسم المهام الهجومية والدفاعية مع تورستن فرينغز لانهما متفاهمان بشكل جيد ولا يوجد حل افضل من ذلك»، وتابع: «لا شك بأن فريقا المانيا اخر سيلعب ضد النمسا».
وحذر مدافع ريال مدريد كريستوف ميتسلدر، الذي رشح هولندا لانتزاع اللقب، زملاءه امام النمسا، وقال: «يجب علينا التركيز جيدا والدخول في المباراة منذ البداية وحتى النهاية. انها مباراة مصيرية بالنسبة الينا ويجب ان نعيد الاعتبار للكرة الالمانية».
من جهته، ابدى مدافع بايرن ميونيخ فيليب لام، والذي تجاوز اصابة تعرض لها في المباراة السابقة، تفاؤله وقال: «لم ننته بعد، خسرنا مباراة واحدة وليس بطولة»، مضيفا: «الامور لا تزال تحت سيطرتنا وتأهلنا يتوقف علينا نحن وليس على منافسينا»، وتابع: «علينا تفادي الافراط في الثقة امام النمسا واللعب من اجل الفوز لتأكيد قوتنا وسعينا للذهاب بعيدا في النهائيات على غرار مونديال 2006».
في المقابل، لا يملك المنتخب النمسوي خيارا سوى الفوز على المانيا شرط خسارة او تعادل بولندا امام كرواتيا للتأهل الى ربع النهائي.
اما في حال فوز النمسا وبولندا فإنهما سيحتكمان الى فارق الاهداف لتحديد صاحب البطاقة الثانية.
وكان المنتخب النمسوي قاب قوسين او ادنى من الخسارة امام بولندا واللحاق بسويسرا والخروج من الدور الاول، بيد انه نجح في ادراك التعادل في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع عبر مخضرمه ايفيكا فاستيتش من ركلة جزاء.
ولن تكون مهمة المنتخب النمسوي سهلة امام الالمان خصوصا وان التاريخ يرجح كفة الاخيرين الذين فازوا 20 مرة مقابل 7 هزائم ابرزها الخسارة 2-3 في الدور الثاني من نهائيات كأس العالم 1978 في الارجنتين والتي حرمت الالمان من التأهل الى نصف النهائي علما بأن النمسا لم يكن لديها ما تخسره كونها كانت فقدت امال المنافسة على بطاقتي دور الاربعة.
ويعقد النمسويون امالا كبيرة على منتخب بلادهم غدا لتكرار انجاز العام 1978 وبالتالي بلوغ دور الثمانية في حال تعثرت بولندا امام كرواتيا.
بيد ان مدرب النمسا جوزيف هيكرسبرغر الذي كان ضمن تشكيلة منتخب بلاده التي تغلبت على المانيا العام 1978، اكد ان «الاحداث التي حصلت قبل 30 عاما لا تعتبر حجة الان. فوز كوردوبا يعود الى الماضي»، مذكرا بأن النمسا دفعت غاليا ثمن ذلك الانجاز لانها استندت عليه كثيرا، لكنه اردف قائلا: «نحن لا نفوز على المانيا الا مرات قليلة في كل قرن. هذه المرة امامنا فرصة تاريخية. نحن غير مرشحين في هذه البطولة لكن بدعم الجمهور تبقى امالنا قائمة».
وفي المباراة الثانية، يسعى المنتخب البولندي بدوره الى تحقيق الفوز على كرواتيا وبفارق كبير من الاهداف لخطف البطاقة من النمسا في حال تساويهما نقاطا.
ويطمح المنتخب البولندي الذي يشارك في كأس اوروبا للمرة الاولى في تاريخه، الى استغلال احتمال لعب كرواتيا ببدلائها بعدما ضمنت التأهل الى ربع النهائي وتحقيق فوزها الاول في النهائيات القارية.
بيد انه مدرب بولندا الهولندي ليو بينهاكر صعوبة مهمة فريقه، وقال: «التأهل الى ربع النهائي صعب للغاية. لا اعتقد بأننا سنتأهل، اشعر بأننا خرجنا من البطولة وهذا امر مؤلم»، مضيفا: «تبقى امامنا معجزة (اليوم) اذا تحققت سنواصل مشوارنا في البطولة، وفي حال العكس سنودعها»، وتابع: «من الصعب ان يسقط الالمان مرتين متتاليتين في البطولة وبالتالي فإن خسارتهم امام النمسا مستبعدة ان لم تكن مستحيلة خصوصا وانهم يلعبون من اجل فرصتي التعادل والفوز وبالتالي فهم الاقرب الى البطاقة من بولندا والنمسا»، وختم: «صحيح ان كرة القدم لا تعترف بالارقام وموازين القوة، لكن المانيا تملك حظوظا اوفر من بولندا والنمسا للتأهل واعتقد بأنها لن تهدر هذه الفرصة».
بودولسكي ... موضع شك
تينيرو (سويسرا) - د ب ا - حرص لوكاس بودولسكي مهاجم المنتخب الالماني على عدم المشاركة في بعض فقرات المران الذي أداه الفريق السبت ضمن استعداداته لخوض المباراة الحاسمة مع نظيره النمسوي خشية تفاقم الاصابة التي تعرض لها حديثا.
ولم يشارك بودولسكي الذي سجل الاهداف الثلاثة للمنتخب الالماني في البطولة الحالية في المباراة التدريبية (التقسيمة) التي خاضها الفريق خلال المران. ويغيب باستيان شفاينشتايغر عن صفوف المنتخب في اليوم بعد نيله بطاقة حمراء أمام كرواتيا
بعد 70 عاما على الـ«انشلوس»
فيينا - ا ف ب - سيكون للقاء النمسا والمانيا طعم خاص يذكر بحقبة تاريخية رئيسة منذ 70 عاما اثمرت دخول القوات العسكرية للفوهرر الالماني هتلر الى الجمهورية «الالبية» في مارس 1938 لتسيطر على جميع مرافقها بما فيها الرياضية.
انذاك، كان الـ«فوندر تيم» او المنتخب النمسوي السحري من الابرز على الساحة الاوروبية حيث لم يتعرض لاي خسارة في 14 مباراة بين ابريل 1931 واكتوبر 1932، وتوج بلقب كأس اوروبا الوسطى 1932، واحرز الميدالية الفضية في العاب ميونيخ الاولمبية 1936، قبل ان ينحل منتخبها مع بزوغ الفورة النازية 1938.
ضمت النمسا الى المانيا، فاختفت هوية المنتخب النمسوي، المعزز بنجوم كبار مثل المراوغ الماهر ماتياس سينديلار، جراء السيطرتين العسكرية والمعنوية للالمان، فتوحد المنتخبان اللدودان في فريق واحد.
كان بالامكان ان ينجب دمج المنتخبين الالماني والنمسوي، ثالث ورابع بطولة العالم 1934 على التوالي، منتخبا ناريا لا يقهر، غير ان حسابات السلطة النازية التي تعتمد على الانجازات الرياضية لتعزيز البروباغندا الحزبية لم تطابق حسابات الملعب، فتعرض المنتخب الالماني لنكسة كبيرة في مونديال 1938 في فرنسا اثر خسارته المخيبة في الدور الاول امام سويسرا 2-4.
وعجز المدرب الالماني سيب هيربرغر، الذي احرز بطولة العالم لاحقا في ايام السلم تحت اسم المانيا الغربية العام 1954، عن الاستفادة من طريقة اللعب النمسوية «شايبرلسبيل» التي تعتمد على التمريرات القصيرة والمراوغات الفردية، فلم يكن مزيج الجارتين متكاملا على المستطيل الاخضر، من هنا يوضح ماتياس مارشيك مؤرخ الكرة النمسوية ابان الحقبة النازية: «لم تكن الروح موجودة داخل المنتخب المندمج نظرا للصراعات الوطنية الحادة بين افراده».
أجهز الـ«انشلوس» او عملية ضم النمسا الى المانيا الكبرى على الدوري النمسوي لكرة القدم، فألحقت الاندية المحلية في المسابقات الالمانية، ورغم الهيمنة النازية تمكن نادي رابيد فيينا من احراز لقب الدوري الالماني العام 1941 على حساب شالكه في العاصمة برلين، بعد ان احرز مسابقة الكأس العام 1938 امام فرانكفورت، في حين نال نادي اف سي فيينا نصيبه من الالقاب اذ احرز الكأس العام 1943 على حساب هامبورغ.
ومع القرب من انتهاء الحقبة النازية، ظهرت مساحات الحرية في الكرة النمسوية، وشهدت الملاعب مواجهات بين الجمهورين الالماني والنمسوي، حتى دخلت القوات الروسية الى فيينا، فانحل الاتحاد المحلي العام 1941 لينطلق الدوري النمسوي بحلته الجديدة العام 1946.
ولن تكون مواجهة النمسا والمانيا عادية اليوم اذ سيشهد ملعب ارنست هابل في العاصمة فيينا موقعة كروية بين المانيا التي ورثت صيت الفوندر تيم وأضحت قوة عالمية لا تقهر بعد احرازها كأس العالم 3 مرات ومثلها كأس اوروبا مسجلة رقما قياسيا لم يهزم حتى الان، في حين تراجعت النمسا كثيرا لتحتل المركز الـ 92 في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم وهي لم تتأهل الى العرس القاري الحالي الا لانها مضيفة المسابقة مشاركة مع سويسرا.
خبر للنسيان
في 28 يناير الماضي وعد يواكيم لوف المدير الفني للمنتخب الالماني جماهير بلاده بالاستعداد بشكل لائق للحصول على لقب بطولة كأس الامم الاوروبية 2008.
واشار المدرب في ورشة عمل لتجهيز الاستعدادات مع الاتحاد الالماني للعبة إلى قدرة منتخبه على هزيمة اي فريق منافس ومن دون خوف. صحيح ان المنتخب المانيا كان اول المتأهلين إلى «يورو 2008» وبين ابرز المرشحين لانتزاع اللقب الا ان الاداء السيئ والخسارة امام كرواتيا جعلاه يخوض مباراة مصيرية اليوم امام النمسا. وفي حال خسارة المانيا اليوم، من سيحاسب لوف على وعوده «الفضفاضة»؟
3.000.000
أعلن الاتحاد البولندي لكرة القدم قبل انطلاق «يورو 2008» ان منتخب البلاد سيحصل على ثلاثة ملايين يورو في حال فوزه بالبطولة.
وذكر رئيس الاتحاد ميشال ليستكيفش ان المنتخب سيحصل على 1.8 مليون يورو في حال وصوله للمباراة النهائية وعلى مبلغ 1.2 مليون يورو عند الوصول إلى نصف النهائي ونحو 400 الف يورو للفوز في كل مباراة ضمن الدور الاول.
يواكيم لوف... هل حان وقت الرحيل؟ (اي. بي. ايه)
(RESPECT) أي الاحترام... هل تفرضه النمسا على ألمانيا اليوم؟ (ا. ب)
لقطة من مباراة ألمانيا الغربية والنمسا في مونديال 1978 والتي شهدت الفوز التاريخي للثانية 3-2 (ا. ب)