رئيس حزب "النور" في مصر: الانتخابات لن تكون استفتاء على السيسي.. واستبعد اقصاءنا من المشهد السياسي

تصغير
تكبير

استنكر يونس مخيون رئيس حزب النور السلفي في مصر تصريحات المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح حول الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي قال فيها انها ستكون أقرب لاستفتاء على شخص وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي، مشددا على ان "الانتخابات ستشهد تنافسا حقيقيا بين عدد من المرشحين، ولن تكون استفتاء لا على شخص السيسي ولا على غيره"، ومستبعداً من جهة ثانية أن تقوم أي قيادة قادمة بعد تثبيت أقدامها بالعصف بحزبه وإقصائه تحت أي ذريعة.
ولفت مخيون في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية بالقاهرة (د.ب.أ) الى اعلان مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي ترشحه للرئاسة، متوقعا ظهور مرشحين آخرين، واصفا الانسحاب من العملية الانتخابية والحكم عليها بالفشل أو بالتزوير قبل الدخول فيها بل وقبل بدئها بـ"الموقف السلبي، الأمر الذي من شأنه ان يشوه صورة الانتخابات بالداخل والخارج".
ونفى مخيون، وهو طبيب اسنان، تواصل أي مرشح مدني أو من خلفية عسكرية مع حزبه للحصول على دعمه، مجددا تأكيده على أن "الحزب لن يتقدم بمرشح خاص به لخوض الانتخابات الرئاسية، ولن يعلن دعمه لأي مرشح قبل اغلاق باب الترشيح حتى يتسنى للحزب المقارنة بين برامج المرشحين واختيار الأنسب منهم لإدارة البلاد في تلك المرحلة".
كما نفى مخيون(59 عاما) أن يكون حزبه قد شارك في تأييد ثورة 30 يونيو ليزيح الذراع السياسية لجماعة الأخوان (حزب الحرية والعدالة ) من خريطة المشهد السياسي ويكون هو الحزب الوحيد الممثل للتيار الإسلامي وبالتالي يحصد أصوات الطبقات الفقيرة والمتوسطة التي تتأثر بالخطاب الديني، وهي قوة لا يستهان بها.
وقال: "هذا غير صحيح بالمرة.. لقد كنا سببا رئيسيا في وصول مرسي للحكم ولو كانت لدينا الرغبة في السلطة لما ساعدناه.. ولقد كنا نرى في نجاحه نجاحا لتيار الإسلام السياسي ككل ولثورة الـ 25 يناير.. لسنا طامعين وليس لدينا نهم على السلطة ولا حلم لنا بالخلافة الاسلامية وهمنا الوحيد نهضة مصر".
ورفض ما يتردد عن أن حزبه سيقايض أي قيادة قادمة للحصول على عدد من المقاعد الحكومية أو تقديم تسهيلات تضمن حصوله على الأغلبية البرلمانية نظير دعمه له بإعتبار أن "النور" حزب خرج من رحم تيار إسلامي في وقت يواجه النظام الراهن فيه معارضة شرسة من قبل جماعة الأخوان المسلمين وعدد آخر من الأحزاب والجماعات الإسلامية والتي تصور المواجهة مع النظام بأنها حرب على الإسلام نفسه.
وأضاف: "هذا غير صحيح.. والدستور نص على أن الحكومة ستشكل من الأغلبية ولا أعتقد أننا سنشكل الأغلبية بمفردنا، ولا أتوقع أن يتمكن أي حزب أوتيار من تحقيق الأمر ذاته وإن حدث وحققنا الأغلبية سنشارك الجميع وسوف نعمل على استغلال كل الخبرات والكفاءات بصرف النظر عن انتمائها السياسي".
وحول إمكانية استعانة الحزب بأقباط في مواقع وزارية إذا ما حقق الأغلبية أو دعم مرشح قبطي خلال الانتخابات البرلمانية، قال:"اذا أجريت الانتخابات بالنظام الفردي فسوف نطرح مرشحين لنا في كل الدوائر.. اما اذا أجريت بالقائمة فنقول أن حزبنا مفتوح لكل مصري. ولكن حتى الحزب الوطني المنحل عندما كان حاكما لم يكن يضع الأقباط على قوائمه".
وتابع: ".. المسألة ستترك للكفاءات ولمدى قبول المرشحين في الشارع لأننا نريد ضمان نجاح قائمة حزبنا.. ومن السابق لأوانه الحديث عن تشكيل الحكومة".
واستبعد مخيون أن تقوم أي قيادة قادمة بعد تثبيت أقدامها بالعصف بحزبه وإقصائه تحت أي ذريعة، وقال: "لا أظن ذلك.. وحتى لو حدث وإن كنت أستبعده تماما، فنحن نأخذ المواقف التي تحقق الصالح العام بصرف النظر عما يترتب عليها من ضرر لنا بالمستقبل".
وحمل مخيون جماعة الإخوان جزءا كبيرا مما آلت إليه أوضاعهم وتصنيف الحكومة المصرية لها على انها جماعة ارهابية، وأوضح "من البداية ومع حدوث رفض شعبي لحكم مرسي رفضوا نصيحتنا بعلاج مسببات الأزمة قبل خروج المصريين في 30 يونيو ضدهم، وأصرّ الاخوان على مقابلة حشود المعارضين لهم بمليونية رابعة التي تصدرت منصتها قبل عزل مرسي وبعده خطابات مليئة بالعنف والتحريض عليه من قبل قيادات الجماعة الإسلامية والجماعات الجهادية مما مهد المناخ للعنف الموجود مع الأسف لليوم بالشارع".
وتابع: "لقد كنت شاهدا بنفسي علي عنف الاخوان وأنصارهم خلال المظاهرات وشاهدت حرقهم لسيارات ومراكز الشرطة ومباني المحافظات ومديريات الامن باستخدام المولوتوف".
واردف: "ثم هناك الإرتباط الظاهر بين عزل مرسي وبداية العمليات التفجيرية في سيناء وما تبع ذلك من استهداف لأفراد الشرطة والجيش هناك، وهو ما اشار اليه القيادي الإخواني محمد البلتاجي بأن ما يحدث في سيناء يتوقف فورا إذا عاد مرسي للحكم".
وأبدى مخيون "تفهمه" لما يحمله البعض من انتقاد للحزب نتيجة لعدم محاولته التواصل مع الجماعات السلفية الجهادية الموجودة بسيناء واقناعها بالكف عن هذا النهج، وأوضح "الإشتراك في لفظ السلفية لا يعني التوافق في الفكر، فنحن ننبذ العنف ونحارب الفكر التكفيري أما هم فجماعات تكفيرية لا أمان لهم ولا عهد ونخشى إن ذهبنا للتفاوض معهم لحضهم على وقف العنف أن يغدروا بنا".
واضاف: "القاعدة وغيرها من الجماعات الجهادية محصورة في أماكن محدودة بسيناء، ولكن بعد تضييق الخناق عليهم عبر توجيه الجيش ضربات قوية لهم بدأوا بنقل نشاطهم للمحافظات المجاورة لحدود شبه جزيرة سيناء كمدن القناة وبعض محافظات الدلتا".
ووجه مخيون النقد للحكومة القائمة واصفا قرارها باعتبار الاخوان جماعة إرهابية بالقرار "السياسي المتسرع الذي اتخذ تحت ضغط الإعلام المعدوم الأثر على الأرض..".
ولفت الى أن "جماعة الاخوان جماعة غير رسمية وليس لها أوراق رسمية تحدد المنتمين لها"، محذرا من مغبة أن "يستخدم تصنيف ارهاب تحت بند الشبهات أو الوشايات بدافع الانتقام من أشخاص ربما يكونون أبرياء وهو الأمر الذي سيكون له مردود عكسي".
وأشار الى ان "الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رغم اختلافنا الشديد معه عندما واجهنفس الظرف الراهن اليوم من المواجهة مع الإخوان لم يركز على الحل الامني فقط بل ركز على صنع إنجازات نجحت في التفاف الشعب حوله والانصراف عن الإخوان، وهو ما يجب على الحكومة الراهنة الاقتداء به لأن المصريين في اغلبهم ملوا من قصة الصراع مع تلك الجماعة ويريدون ان يروا حكومة واعلام يهتم بهم ويسعى لتحسين أحوالهم المعيشية".
انتقد القيادات الحالية بسبب عدم تصديها لعودة بعض رموز نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك وتصدر هؤلاء للمشهد السياسي تحت ذريعة تأييد ثورة 30 يونيو والمشير السيسي ، محذرا من خطورة ذلك علي وحدة الصف الوطني ومدي التفاف الشعب حول أي قيادة قادمة.
ونفى مخيون أن يكون حزب النور قد مارس ضغطا على القيادة والحكومة الراهنة لدفعها لاتخاذ قرارها بإيقاف النشاط السياحي مع إيران لأجل غير مسمى.

(د ب ا)
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي