د. تركي العازمي / وجع الحروف

النائب خليل عبدالله قبل 30 عاما؟

تصغير
تكبير
تجمعنا مساء يوم الاثنين الموافق 10 فبراير 2014 وعدنا من حيث كانت بداية العلاقة الأخوية حينما كانت الفطرة الاجتماعية السليمة هي القاسم المشترك بين أفراد المجموعة... كانت البداية في عام 1982 أي قبل 32 عاما.

تذكرنا ما أنستنا اياه الظروف وقسوة الحياة المعيشية وظروفها وأمواج التغير في المنظومة العمرانية... والجميع أحاط الشيب رأسه لكن بياض القلوب أحاط الأجواء وكان نجم ذلك المساء!


ليسمح لي الدكتور خليل عبدالله وأخوه الحبيب على نفسي محمود فهما كانا معنا حضورا في الذاكرة فأخذنا نعيد تنشيط الذاكرة «التي حاول أن يمسح ملامحها الجميلة عصر التقلبات» لكنها بفضل أحبتنا ظلت شامخة تنتظر الرد من خليل ومحمود!

المراد من هذا الحديث ان السلوك الاجتماعي وإن حاولت أن « تشخبط» عليه بعض الثقافات الاجتماعية تبقى هي كما هي ما دام الفرد على المستوى الشخصي مؤمنا بأهميتها بعيدا عن المصالح وخلافه من المفاهيم العقيمة!

لم نذكر إلا كل ما هو جميل... وكم هو مبدع الحبيب خليل عبدالله منذ أن كنا طلبة في الثانوية... هو ذاته لم يتغير في أدبه وحسن خلقه وأما أخوه محمود فشهادتي فيه مجروحة على مر عقود مرت ولم ألتقه وأعترف بالتقصير هنا!

إننا في الكويت كأي مجتمع آخر نملك من الإيجابيات الصفات الكثيرة التي تميزنا ولا ننكر بأن السلبيات وإن كانت معدودة «ينفخ» فيها البعض الا اننا وبارادتنا لا بتفويض أو إيعاز من غيرنا نعبر عن الجميل الإيجابي فقط.

ولو عدنا إلى مقالنا السابق مع حديث العم عيسى فهد الغانم في ديوانية الأخ الحبيب يعقوب الصانع ( وأعتذر عن الخطأ المطبعي بالاسم ) يجعلنا بين مقال اليوم والسابق نعيش مع جانب مضيء من فئات مجتمعنا الطيب المعشر... نجتمع على اختلافنا ولم نذكر ان فلانا بدوي أو حضري أو شيعي... نحن حيث كنا في السابق لم نتغير وندعو المولى عز شأنه أن يثبتنا على حسن العلاقة التي تجاوزت ثلاثة عقود من الزمن!

إن العمر يمضي... نعم يمضي بشكل سريع ويغادر هذه الحياة الزائلة من يغادر ونذهب لفرح ابن أخ عزيز ونقدم واجب العزاء في فقيد لأخ عزيز... وهكذا هي سنة الحياة!

ولأن العمر يمضي سريعا ونحن بالكاد نلتقي في المناسبات من فرح وعزاء نظرا لارتباطاتنا. فإنني أشعر بألم شديد عندما يغضب الأخ من أخيه ولا يحاول مد جسور المحبة وبذل الأسباب في تجاهل صغائر الأمور... العمر يمضي فعد إلى رشدك لأنه لا يوجد شيء يحق لك الغضب منه فتبسمك في وجه أخيك المسلم صدقة!

محمود وخليل عبدالله ينقصنا حضوركماً كي نبقى على ما تركناه منذ عقود... تركناه والأصالة الاجتماعية تعطر كل جانب من جوانبه... وعلى الرغم من أن «شقاوة» المرحلة الدراسية ولا سيما الثانوية منها تحمل طابعاً خاصاً لكن دروسها تستحق الإبقاء على التذكير بها وهنا أشعر بأننا في خير متوافق مع ما ذكره الأخ الحبيب الدكتور عمر البناي ولهذا السبب ندعو الجميع للعودة إلى «شريط» الذكريات والعودة إلى أحباء الأمس و «من فات قديمه تاه». والله المستعان!

Twitter : @Terki_ALazmi

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي