د. فهيد البصيري / حديث الأيام

الدنيا تمشي بالمقلوب !

تصغير
تكبير
من اليوم وطالع، أو من اليوم و نازل لان كل شيء هذه الأيام بالنازل، سوف أسوق لكم حكمة وربما لكمة في بداية كل مقالة، حتى تبقى شاهدا على ما قلت.

وحكمة اليوم تقول، ( إللي يدري يدري، وإللي ما يدري ما يدري) واقسم بالله أنني صاحب هذه الحكمة، ولا أدري هل هناك علاقة لهذه الحكمة بالموضوع أم لا، ولكن لنرَ.


وشاهد هذه الحكمة أنني في الأيام الماضية استمتعت بحديث النائب السابق (لأوانه) مشاري العنجري، وقال كلاماً كثيراً، ولسنا بصدد استرجاعه، لأن وقتكم ثمين، ولكن الأمانة تقتضي أن نقول إن هذا النائب هو أكثر المعارضين نضوجا فكريا، وأكثرهم وضوحا وصراحة. ومع ذلك لم يقل النائب الفاضل كل شيء، وهذا وضع طبيعي، فليس كل ما يعرف يجب أن يقال، وإلا صارت الدنيا (شل أبوك عن أخوك )، أما أنا فسأتكل على الله، وأملأ الفراغات، وأجيب على كثير من التساؤلات حول بعض المشاكل التي يعتقد البعض أنها ليست سوى (عين ما صلت على النبي).

فأما تساؤلكم لماذا لا يحلون قضية الإسكان؟ فالسبب بسيط، وهو للمحافظة على ارتفاع الأسعار، وحتى يبيع محتكرو الأراضي آخر شبر لديهم، وأما لماذا لم ينشئوا جامعات حكومية جديدة وكل يوم يحرقون جامعة الشدادية؟ فيا (حبة عيني) من سيدخل جامعات التجار الخاصة؟ وكيف سيحصلون على بعثات داخلية؟ وأما لماذا لا ينشئون مستشفيات جديدة؟ فالمسألة محلولة، وهل تريدهم أن يحولوا مستشفياتهم الخاصة إلى بيطريات! أما لماذا لا يحلون مشكلة الزحمة عن طريق النقل الجماعي وقطارات الأنفاق؟ وهنا اسمح لي أقولك (استريح)، فمن سيشتري السيارات إذا تم ذلك لا سمح الله! أما لماذا مناهجنا بهذا السوء ومحشوة بالخزعبلات؟ فيا حبيبي قلنا لك ألف مرة إن ما يقتل هؤلاء هو الوعي والتجهيل صناعتهم، حتى لا نعي ما يحاك لنا! أما لماذا يعيثون في الرياضة فسادا؟ فلأنهم يريدون إما احتلال الرياضة أو خصخصتها بالتي هي أحسن.

أما لماذا كل هذه التبرعات الخارجية؟ يا إخوان الدنيا أصبحت تمشي بالمقلوب والمسألة ليست مسألة كرم، بل مسألة جشع ونهم! فمن قال إن هذه المليارات ذهبت كلها للدول المحتاجة؟ ومن يستطيع التأكد من ذلك؟ يبقى الأكيد الوحيد وهو أنها خرجت من ميزانية الدولة ولن تعود، والباقي عليكم فليس كل ما يعرف يقال طبعا.

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي