«القوات اللبنانية» تؤكد أنها من نوع «ياسر» الإيرانية الصنع

شربل يكشف عن اقتراحات بإسقاط طائرة بلا طيار ترصد جعجع

تصغير
تكبير
• قاطيشا لـ «الراي»: رسالة الترهيب لنا كمَن يصطاد في الهواء
على ثلاثة خطوط متوازية انبرى حزب «القوات اللبنانية» في «هجوم دفاعي» على الطائرة من دون طيار «المجهولة» التي حلّقت على «دفعات» فوق مقرّ رئيسه الدكتور سمير جعجع في معراب في تطورٍ اعتُبر بمثابة «رسالة ترهيب» لجعجع بانه بات تحت المراقبة حتى «في حديقة منزله».

الخط الاول تولاه جعجع شخصياً بتعمُّده الظهور في احد المطاعم في منتجع «أده ساندز» في جبيل فجر الاحد في امسية مع زوجته النائبة ستريدا ومجموعة من الأصدقاء في ما اعتُبر «تحدياً بالسهر والرقص» للطائرة وردّاً مباشراً على محاولات ترهيبه وتهديده وتحويله «سجيناً» في مقره، علماً انه كان تعرّض في الرابع من ابريل 2012 لمحاولة اغتيال قنصاً داخل «حصنه».


والخط الثاني واكبه حزب «القوات» بكشْف هوية الطائرة من دون طيار و«سلة أهدافها» والتي كان حتى الامس القريب يتفادى الاشارة اليها مباشرة او توجيه الاتهام بالإصبع لأيّ طرف داخلي او خارجي بالوقوف وراءها مكتفياً بالقول ان هذا النوع من الطائرات تملكه اسرائيل وايران وسورية و«حزب الله».

فـ «القوات» ضيّقت امس «حلقة الاتهام» باعلان نائبها انطوان زهرا ان الطائرة التي حلّقت فوق معراب في 8 و 24 ثم 31 يناير حين رُصدت بالعين المجرّدة وتبين انها بيضاء اللون «هي من نوع ياسر صغيرة الحجم وصوتها اقل من الطائرة المشابهة الاكبر حجما وهي لا تحمل صواريخ ومتفجرات ولكنها دقيقة جدا في التصوير ومداها يصل الى حد الـ60 كيلومتراً»، محدداً أهداف هذا التحليق في اطار التمهيد لاغتيال جعجع بقوله: «يمكن ان تكون هناك طائرة اخرى جاهزة في منطقة اطلاق هذه الطائرة فاذا رُصد الهدف، والذي هو د.جعجع، يمكن توجيه الطائرة الثانية من اجل التفجير والقصف».

وتزامن ذلك مع نشر إعلام «القوات» صوراً لـ «ياسر» مع «سيرة ذاتية» لها تشير الى انها «إيرانية الصنع وتعتبر أحدث جهاز من هذا الطراز في الجيش الإيراني، وهي نسخة معدلة من طائرة الإستطلاع الأميركية Scan Eagle التي أعلن الحرس الثوري الإيراني في 5 ديسمبر 2012 أنه غنمها بعد خرقها المجال الجوي الإيراني فوق الخليج» وانها «طائرة آلية خفيفة توجه عن بُعد، ورأسها يحمل أجهزة الإستشعار التي تبقيها على اتصال بمشغليها على الأرض، وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء للتصوير في الليل، ويتم إطلاقها عبر قاذفات مطاطية من الأرض أو من قطع بحرية».

اما الخط الثالث فـ «تحذيري» من ان «الطائرة لا تستطيع ان تمر بعد اليوم لانه سيتم اسقاطها، وهذا ممكن بأسلحة خفيفة ومتوسطة» على ما اعلن زهرا متداركاً: «لكن الاجدى ان لا يضطر عناصر حماية المقر الى اطلاق النار والافضل ان ترصدها أجهزة الدولة اللبنانية من حين انطلاقها الى حين إسقاطها وليس ان نتعامل معها نحن، لان الموضوع جدي جداً وهو تمهيد لاغتيال جعجع بعد ان استحالت بقية الوسائل».

وفي موازاة سعي «القوات» الى رسم خطوط «دفاعية - هجومية» حول معراب و»الحكيم»، كان البارز صدور اول موقف رسمي لبناني من هذه القضية جاء على لسان وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل الذي قال تعليقاً على الطائرة التي تحلق فوق مقرّ «القوات اللبنانية» ورئيسها ان «المسألة بحسب التقارير الأمنية جدية وليست مزحة وقد شوهدت بالعين المجردة»، مشدداً على «وجوب إتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية معراب وكل مَن يتعرض لمحاولة إغتيال»، مؤكدا أنه «مهما كان مرجعها يجب التعامل معها من قبل الجيش اللبناني».

وعن إمكان وضع مضادات لإسقاط الطائرة، قال شربل: «هذا الأمر من جملة الإقتراحات التي نوقشت في الساعات الثماني والأربعين الماضية».

ومعلوم ان جعجع كان تواصل شخصياً مع قائد الجيش العماد جان قهوجي حول هذه الطائرة بعد رصدها للمرة الثانية فاكد الاخير لرئيس «القوات» تسجيل رادارات الجيش تحليقاً فوق معراب واعداً بمتابعة الموضوع.

وبأي حال فان «المسرح السياسي» لتوجيه طائرة استطلاع نحو معراب يختصره مستشار رئيس حزب «القوات اللبنانية» العميد المتقاعد وهبي قاطيشه بقوله لـ «الراي» بـ «مسار القوات الثابت على مبادىء سياسية معروفة للجميع وغير المرتهن لأي إرادة خارجية، وهو المسار الذي يشكّل الموقف من الحكومة الجديدة امتداداً تلقائياً له».

واذ يعتبر قاطيشا ان ارسال الطائرة بلا طيار للتحليق فوق معراب يجب عدم التعاطي معه بخفّة لان خلفيته يمكن ان تكون التمهيد والتحضير لعملية اغتيال، يرفض الدخول في اي تفاصيل حول طبيعة الطائرة التي رُصدت في أجواء مقر «القوات» مشدداً على «ان القوات لم تنصَع يوماً لترهيب ولا ترغيب ولن تخضع اليوم لابتزازات رخيصة اياً كانت مراميها، ومَن يقفون وراء الطائرة كمَن يصطاد في الهواء وفي المكان الخطأ».

وهل «القوات» في وارد ان تتكىء على إجراءات ذاتية سواء لرصد مثل هذه الطائرات او حتى إسقاطها؟ أجاب: «القوات» اعلنت مراراً وأثبتت انها لا تؤمن ولا تسعى وراء الأمن الذاتي بل ترفضه، وانها تؤمن بالدولة وأجهزتها التي عليها القيام بدورها في هذا الملف كما غيره».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي