«جبهة النصرة» تبنّت التفجير

«داتا الاتصالات» كشفت خيوطاً تقود إلى هوية انتحاري الشويفات

تصغير
تكبير
... أين؟ ومتى؟ وكيف؟ تلك هي الاسئلة «المفخخة» بالقلق والخوف والفزع التي تنتاب اللبنانيين الذين صاروا يتوقعون انفجارا بين كل انفجار وانفجار بعدما تسارعت وتيرة العمليات الارهابية وتنوّعت وسائلها وتوسّعت جغرافيتها، وبدت كأنها مجرد رسائل من «حديد ونار» الهدف منها القول لـ «حزب الله»: «لن ندعك ترتاح».

آخر فصول هذه «الحرب المجنونة» كان تفجير انتحاري نفسه في باص صغير للركاب في منطقة الشويفات على تخوم الضاحية الجنوبية وفي الطريق اليها، وذلك بعدما باغته سائق الباص بسؤاله عن سر «انتفاخ بطنه»، فما كان من هذا الانتحاري الا ان كبس على زر حزامه الناسف الامر الذي ادى الى مقتله وحيداً وجرح السائق وسيدة كانت تمرّ في المنطقة.


في الوقت الذي يسود انطباع بان الاجراءات الاحترازية التي تتخذها القوى الامنية والعسكرية اللبنانية و«حزب الله» لن تحول دون استمرار هذا المسلسل الجهنمي، فان التحقيقات استمرت على مدى الساعات الماضية لمعرفة هوية انتحاري الشويفات الذي تطاير أشلاء وبقي رأسه سليماً.

وعلمت «الراي» ان «داتا الاتصالات» كشفت عن خيوط مهمة من شأنها ان تؤدي الى معرفة هوية هذا الانتحاري والمجموعة التي اعدته وتولت نقله الى مكان التفجير على تخوم الضاحية الجنوبية.

واشارت معلومات على صلة بالتحريات الجارية الى انه «تم تحديد هوية شخصين على الاقل على ارتباط بهذه العملية»، التي اعلنت «جبهة النصرة في لبنان» المسؤولية عنها، لافتة الى ان «من غير المستبعد التوصل الى الكشف عن جميع التفاصيل المرتبطة بتفجير الشويفات».

ولم تكترث دوائر مهتمة بمتابعة هذا الملف باعلان «جبهة النصرة» المسؤولية للمرة الثالثة عن تفجيرات انتحارية تضرب مناطق محسوبة على «حزب الله»، فهي اشارت الى انه مهما تعددت الاسماء فالجهة واحدة، وهي تنظيم «القاعدة» الذي يعتمد استراتيجية جديدة تقوم على استخدام اسماء متعددة لجماعاته.

وتركّزت التحقيقات في قضية «انتحاري الشويفات» امس مع حسين مشيك سائق الباص الذي استقله الانتحاري ومع سائق التاكسي ع.غ (وابنه) الذي كان وصل معه الى المنطقة قبل ان يركب الباص ويفجّر نفسه بعدما أخرج رأسه من النافذة وفق تقارير اعتبرت ان هذا ما يفسّر سبب العثور على الجزء العلوي من جسم الانتحاري مع ملامح وجهه الواضحة في مكان الانفجار بينما بقيت أجزاء من أشلائه داخل الباص.

وبحسب التقارير فان الانتحاري شوهد يقف أمام محال «غلف مارت» في خلدة، حيث كان يحمل في يده كيساً من «الجنفيص» مشيرة إلى أن الانتحاري بقي واقفاً نحو ربع ساعة قبل أن يصعد في سيارة تاكسي يقودها ع. غ. وبعد فترة وجيزة من انطلاق السيارة أنزل الشيخ الانتحاري الذي صعد في الباص.

وقالت «جبهة النصرة» في بيان التبني الذي صدر على حساب تابع لـ «القاعدة» على «تويتر» انه «مع استمرار جرائم حزب إيران بحق أهلنا المستضعفين في شامنا الحبيب، وإصراره على إرسال المزيد من مرتزقته لقتل الشعب السوري، ما كان منّا إلا العمل على إيقاف مذابحه والردّ بالمثل في عقر داره كي يضطر إلى إعادة حساباته».

ولفت البيان الى ان «العملية التي استهدفت باصاً لنقل الركاب (30 راكبا) تم تفجيرها امام احد حواجز حزب اللات وتم مقتل جميع الركاب الشيعة بالاضافة الى عناصر حزب اللات الذين كانوا في الحاجز ويزيد عددهم على 10 عناصر، وننبه بأن كل شيعي موجود في حي السلم او الضاحية الجنوبية هو عنصر من مرتزقة حزب اللات ولكنه في إجازة، لذلك فهم هدف مشروع لنا في اي وقت وفي اي مكان».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي