الحياة تمتلئ بمشاهد كثيرة ومناظر مختلفة وحيثما يممت وجهك فإنك ترى مشهدا يستحق التفكر فيه ومنظرا يستهويك ان تتأمل في مضامينه ومعانيه ومراميه واهدافه وخصائصه كي تصل الى نتيجة قد تحقق ما تصبو اليه في مجال التمحيص بلوغا لتحقيق الهدف.
عزيزي القارئ نحن اليوم نتأمل في امرين اولهما: مشروع قانون الحضانات الذي عرض على البرلمان اخيرا وفي اثناء التداول للتصويت عليه وجد بأنه قد حذف منه بعض البنود ولم يأت متكاملا كما نوقش من قبل ما ادى بالرئيس ان يحيله الى لجنة للتأمل واعطاء الرأي ومعرفة كيف تم تجاهل بعض البنود.
والمتأمل لهذه القضية تصيبه الحسرة ويتساءل ولو مع نفسه:
هل حدث في مشروع قانون قد نوقش من قبل كما حدث في هذا المشروع؟
وهل تعتبر هذه القضية هي سابقة برلمانية؟
واذا حدث مثل هذا في جهة رقابية فمن ذا الذي يراقب هذه الجهة؟ التي هي ام الرقابة والله لست ادري؟!
اما التأمل الثاني: الذي نرغب ان نتأمل فيه هذا اليوم هو الوثيقة الاساسية للمرحلة الابتدائية التي طبقتها وزارة التربية في العام الدراسي الحالي ضمن وثيقة وطنية تهدف الى تطوير التعليم والعمل على الاهتمام بالبيئة التعليمية والمعلم والطالب.
ولعل من اهم اولويات التعليم هو تمحيص التلميذ فيما درس من معلومات عن طريق اساليب القياس والتقديم المختلفة منذ الصف الاول الابتدائي حيث ينقل التلميذ من صف الى صف على ضوء تحصيله في جميع المواد الدراسية.
وهذا يجعل التلميذ على المحك في مجال التفكير والاعتماد على النفس وازالة الرهبة ونقله من مستوى الى مستوى وهو يتمتع بخبرات ومعلومات متنوعة متمكنا من معرفتها واستيعابها دون النقل العشوائي كما كان من قبل.
فعسى ان تحقق هذه التجربة التي مر بها التلاميذ والتلميذات للمرة الاولى خلال النصف الاول من العام الحالي ما تهدف اليه هذه الوثيقة.
وعسى ان يجد المعلمون آفاقا متعددة لسبل كثيرة في طرق متنوعة من اجل توصيل الحقائق الى اذهان التلاميذ ووضع اسئلة لقياس تحصيلهم تتلاءم مع اعمارهم ومدركاتهم ومستوياتهم حتى يتم تطبيق تجربة تربوية رائدة تعمل على اعداد اجيال قوية في تأسيسها زاهرة في ادائها تعمل على شق الحياة بخطى واثقة نحو بناء صرح قوي لأمة تنشد التقدم والتطور والنمو.
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم
لم يبن ملك على جهل واقلال