فهد دوحان: صباحات الشعر والضوء والفتنة

تصغير
تكبير
(ابقطع هالشجر واجلس برملـه ليـن

يطيح آخر غصوني وانبت بصبـري)

(فهد دوحان)

يحمل هذا البيت في أروقته دلالات نفسية غائرة في تلافيف ذاكرة متشظية، ومن خلال الانزياح الدلالي (ابقطع هالشجر واجلس برملـه).

وتحديدا عند المفارقة في قوله (برمله) لتنهال ومن كل الجهات ذرات الحزن والمزن على صحارى الذات التي استمطرها بمناخ شعري يغري الذائقة والفصول، فكان القطع هنا على مستوى الجمع (الشجر) كدلالة على الكثرة الموجعة المتعبة للنفس وآن الأوان للتخلص منها، أعود وأقول إن شاعرنا فهد هنا استطاع أن يشكل صورة غرائبية كسمة فنية بارزة في تجربته الشعرية، والتي استغل معجمه اللغوي لإعادة بناء ما حطمه من مألوف على مستوى الشعر بشكل أعلى وأنقى، فنعود للشطر الثاني (يطيح آخر غصوني وانبت بصبـري!).

فما بين آخر غصن من (ابقطع) في الشطر الأول وأول ثمرة صبر/ بصر (يطيح) في الشطر الثاني، يرى الاخضرار قد اكتسى المحاصيل والتفاصيل نصر، فنجد استخدامه الانزياح الدلالي كسمة فنية أسلوبية هنا يمنحنا أفقاً للتأويل، والذي يكمن الانزياح في قوله: (أنبت بصبري) فمن خلال الصورة الكلية للبيت والتي توحي للعديد من المعاني والدلالات: الهم، القلق، الذكريات، الحنين، الأمل، نجده استطاع أن ينقل حالته النفسية ورؤيته المتعمقة بالرؤيا بكل دقة عبر سياق شعري جميل، فشكراً لفهد دوحان على هذا الإبداع والوعي.

@ibrahim_alshtwi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي