دراسته بدأت عند الملا بن طريخم النجدي ... ثم درس علم المواريث عند الشيخ عبدالمحسن البابطين

الملا ناصر المزيعل... إماماً وخطيباً ومعلماً

تصغير
تكبير
• صلّى وخطب سنين طويلة في مسجد الردهان

• اختير ليكون معلما في أولى المدارس التي أنشئت في الفنطاس سنة 1954

• احتوت مكتبته أهم الكتب والمصادر في الشريعة والأدب والتاريخ

• رشح مفتيا لبعثات الحج لمدة خمس سنوات متتالية

• أول مسجد تولى الإمامة والخطابة به «المسلم» في حولي
نلقي الضوء اليوم على سيرة الملا ناصر الحنيف فنتطرق إلى تحصيله العلمي اين بدأ به؟ ثم الاعمال التي تولاها وكلف بها كما يتخلل الحديث جوانب مشرقة في حياته فلنترك عزيزي القارئ مع ذلك:

ولد الملا ناصر الحنيف المزيعل عام 1917م في قرية الفنطاس احدى القرى الكويتية التي تقع جنوب البلاد محاذية لساحل البحر ومعروف عنها وفرة مائها وخصبة اراضيها، استهل دراسته على النمط القديم المتوافر في ذلك الوقت، حيث التحق بالكتّاب وتلقى فيها تعليمه الأولي على يد المطوع.


حيث تلقى الملا ناصر تعليمه في بداية الامر على يد المطوع بن طريخم النجدي بالفنطاس، فتعلم القراءة والكتابة ثم حفظ القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة.

الشرق

ثم أكمل مشواره العلمي والشرعي عند الملا أحمد بن الملا حسن في منطقة الشرق حيث مكث مدة عنده وتعلم منه ومن والده فزاد تحصيله الشرعي إكمالا لما درسه عند الملا بن طريخم، وكانت الدراسة في ذلك الوقت من الصعوبة بمكان، إذ لم تكن وسائل العلم وادواته مريحة بل كان طلاب العلم يفترشون الارض ويتحملون صعوبة الجو سواء في الشتاء ام في الصيف.

ولكن الملا ناصر الحنيف كان يتسلح بالصبر والجلد والهمة العالية والرغبة في تحصيل العلم والنبوغ فيه، ومن هنا لم يكتف بمرحلة الفنطاس الاولية عند الملا النجدي وانما سعى وذهب إلى منطقة شرق ليكمل تحصيله العلمي وليرتقي فيه على يد الملا أحمد.

المواريث

وإكمالا لمشواره العلمي والطريق الذي سلكه في تحصيله حيث تنقل من محطة إلى محطة، وفي كل محطة يعلو شأنه ويرتقي مستواه، ولذلك توجه إلى الشيخ عبدالمحسن البابطين ليدرس عنده علما هو من اهم العلوم واصعبها وكذلك من اكثرها استخداما بين عامة الناس في حياتهم اليومية، ألا وهو علم المواريث. كما درس عنده جوانب من ابواب الفقه تكملة لما درسه في بداية رحلته العلمية وكما هو معروف فالعلوم تراكمية يكمل بعضها بعضا وكلما زاد تحصيل علم الشخص ارتقى مستواه وتوسعت مداركه واصبح اهلا للتعليم والتدريس، وكذلك درس فترة من الزمن عند الملا حسين في أحد مساجد الكويت.

البحر

ولم تكن وسائل العيش والرزق متوافرة في ذلك الوقت، وعلى الرغم من أن الملا ناصر الحنيف احب العلم وسعى في تحصيله لكنه أيضاً سعى إلى تحصيل الرزق فركب البحر في مهنة الغوص وكان البحر آنذاك هو المصدر الرئيس للرزق... وكذلك عمل في الزراعة حيث ان مسقط رأسه الفنطاس كانت منطقة زراعية وكان اهلها يعملون في الزراعة فعمل مدة من الزمن فيها ليوفر لنفسه الكسب الحلال.

مسجد المسلم

كان اول عمل التحق به وناسب ميوله وفكره وشخصيته الامامة في مسجد المسلم الكائن في منطقة حولي، حيث تولى الامامة واستأجر بيتا بجانب المسجد ليتسنى له القيام بواجبه في المسجد دون تعطيل أو تأخير، كما تولى الخطابة في هذا المسجد، وكان ذلك سنة 1950م، لم تكن المساجد آنذاك متوافرة بكثرة في منطقة حولي والنقرة، ولذلك كانت الناس تأتي بكثرة إلى هذا المسجد لحضور صلاة الجمعة. وقد هيأ له جو المسجد المراجعة والمدارسة والاطلاع، ومكث بهذا المسجد اربع سنوات كان يؤدي واجبه على اكمل وجه فيها.

الردهان

عاد الملا ناصر الحنيف إلى مسقط رأسه الفنطاس والعود أحمد، وذلك بعد أن ادى رسالته الدعوية بمسجد المسلم في منطقة حولي، عاد إلى الفنطاس ليكون اماما وخطيبا في مسجد الردهان الكائن هناك فصعد منبره وتولى الخطابة خلفا للملا مزعل الصلال الذي كان يتولى الخطابة في هذا المسجد قبله، وحين افتتحت مدرسة الفنطاس اسند إليه تدريس مادة التربية الاسلامية، اول مدرسة انشئت بالنفطاس.

التدريس

عندما تولى التدريس في مدرسة الفنطاس كان التدريس في هذه المدرسة على فترتين: صباحية ومسائية، فحرص الملا ناصر على أن يؤدي عمله بالمدرسة دون أن يخل بعمله في المسجد فكان يتميز بالنظام الدقيق ونجح في التوفيق بين الوظيفتين دون ان يخل باحداهما، وكما انه كان معلما ناجحا ومحبوبا لانه كان يبدع في تبسيط المعلومة وتسهيلها على الطلاب مما حببهم في المدرسة والعلم.

الحرص

كان دائما يحث الطلبة على الالتزام والحضور والحرص على العلم والدراسة مبينا لهم ان العلم هو السلاح الحقيقي لمواجهة الحياة بمصاعبها، كما كان يلفت انتباه الطلبة الى ان بلاده مقبلة على مرحلة جديدة من النهضة الحضارية التي تحتاج الى عقول ابنائها النيرة وايديهم المخلصة.

الخطابة

كانت القراءة والاطلاع جزءا لايتجزأ من حياة الملا ناصر الحنيف، وكانت الكتب الشرعية والادبية والتاريخية هي كنزه الثمين فكان يحرص على اقتنائها وشرائها، وكان في خطبه مميزا مُبدعا لانه كان يعدها اعدادا جيدا ويورد بها الشواهد المنوعة والقصص الهادفة والاقوال الحكيمة، في امتاع المستعمين وجذبهم فكان اسلوبه الرائع في إلقاء خطبته.

المناسبات

كان في المناسبات الدينية التي تتخلل العام يُنتدب لكي يخطب في مسجد السوق الكبير بالعاصمة وكذلك كان يُطلب منه المشاركة في بعض البرامج الاذاعية والاعلامية.

البعثة

اخذت وزارة الاوقاف على عاتقها تنظيم رحلة الحج من خلال انشاء البعثة الكويتية التي تتولى شؤون الحج في كل عام فكانت تختار الائمة والخطباء ليكونوا عونا لها في اداء رسالة البعثة الكويتية للحج، كذلك يتم اختيار من يقوم بمهمة الافتاء لملازمة البعثة، وكان الملا ناصر الحنيف من اوائل المفتين الذين وقع عليهم الاختيار لمرافقة البعثة، حيث ظل مفتيا مرافقا للبعثة الكويتية للحج لمدة خمس سنوات تبدأ من عام 1970م الى 1975.

التلاميذ

استمر يؤدي واجبه العلمي في مدرسة الفنطاس الابتدائية حتى عام 1973م، ثم تقاعد من التدريس في عام 1973 وظل في مهنة الخطابة بمسجد الردهان حتى 1979م.

لقد قام بتدريس العديد من رجالات الكويت الذين اصبحوا من الرجال البارزين في كافة المجالات خدموا البلاد في جميع الاصعدة منهم وزراء ونواب ومدرسون وغيرهم.

التكريم

توفي الملا ناصر الحنيف المزيعل سنة 2002 بعد تاريخ حافل بالعطاء وتكريما له تم اطلاق اسمه على احدى المدارس التي في مسقط رأسه الفنطاس.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي