مقابلة / «لِمَ لا؟... من الممكن جداً أن أحقق نجومية وشهرة مثل شاكيرا»

ألين لحود لـ «الراي»: خلال 24 ساعة انقلبت حياتي رأساً على عقب

تصغير
تكبير
• خاطرتُ بمشوار فني عمره 8 سنوات ورغم ذلك أقدمت على التجربة

• كنت على يقين بأن ظهوري ولو لمرة واحدة على شاشة «TF1» سيفتح أمامي أبواباً كثيرة

• منتجون وجدوا أن هناك فنانة من الجيل الجديد يمكن أن تكرر تجربة داليدا

• لا شيء يمنع من انتشاري في فرنسا أو سواها من الدول الغربية في حال تمّت إحاطتي بفريق عمل مناسب

• تجربتي مختلفة عن أنطوني توما... فأنا كنت أول مشتركة تختار الغناء بالعربية
شكلت مشاركة الفنانة اللبنانية ألين لحود في النسخة الفرنسية من برنامج «The Voice» مفاجأة للناس على أكثر من مستوى، فالبعض تساءل عن السبب الذي يمكن أن يدفع بفنانة احترفت الفن قبل 8 أعوام إلى المشاركة في برنامج للهواة، والبعض الآخر اعتبر أنها كانت محقة بقرارها لأنها قدمت صورة جميلة عن لبنان لا علاقة لها بصورة الإرهاب والتطرّف التي انطبع فيها أخيراً.

لكن يبدو أن لألين لحود حساباتها واعتباراتها الخاصة، فهي ترى في البرنامج محطة للانطلاق نحو آفاق جديدة وربما نحو العالمية، خصوصاً أنها بدأت تتلقى اتصالات من منتجين فرنسيين يرون أنها يمكن أن تكرر تجربة الفنانة الراحلة داليدا، خصوصاً أنها تغني بلغات عدة مثلها.


ألين لحود، التي تؤكد أن حياتها تغيّرت بين ليلة وضحاها، لا تستبعد - عبر حوارها مع «الراي» - أن تصبح فنانة عالمية وبشهرة النجمة العاليمة شاكيرا ذات الأصول اللبنانية لأنها تملك كل المواصفات المطلوبة ثقافة ولغة وفناً وأداء. كما تحدثت عن اختيارها لأغنية والدتها الرحلة سلوى القطريب «خدني معك» التي تأثّر الفرنسيون بها كثيراً، حتى أن البعض منهم اغرورقت عيناه بالدموع، والكل قال لها «هالأغنية مش عم بتروح من راسنا»، مشيرة إلى أنها حاولت من خلال هذه الأغنية تكريم والدتها ونقل الثقافة اللبنانية إلى أوروبا لأنها كانت المرة الأولى التي يغني فيها شخص باللغة العربية على شاشة «TF1».

• أيّ شعور ينتابك عندما تلمسين أن إطلالتك في برنامج «The Voice» بنسخته الفرنسية كانت سبباً بزرع الفرحة في قلوب اللبنانيين ورسم البسمة على شفاههم في ظل أجواء التشنج التي تخيّم على حياتهم نتيجة تردي الأوضاع السياسية والأمنية؟

- أجمل شعور يمكن أن أعيشه وأجمل إحساس يمكن أن أجسده كمواطنة لبنانية هو عندما أسمع من الناس عبارة «أنت رسمت بسمة على وجوه اللبنانيين وتمكنت من توحيدهم من خلال تلك الإطلالة». هذه العبارة هي الأجمل من بين كل عبارات الإطراء التي سمعتُها في الأيام الأخيرة.

• أشرتِ خلال الحوار مع المدربين في البرنامج إلى أنك تتقنين 8 لغات، فهل ستقدمين أغنيات بكل هذه اللغات، أم أن هناك مخططاً معيّناً ستعتمدينه خلال إطلالتك المتكررة في البرنامج؟

- هذا الأمر يعود إلى المدرب لأن القرار يعود له باختيار الأنسب لي. ولا شك أننا سنقوم بتجارب عدة وفي ضوئها نتخذ القرار المناسب. نحن لا نزال في المرحلة الأولى من البرنامج، ولا تزال أمامي مراحل عدة، ولذلك من المبكر جداً التحدث في هذا الموضوع، وكل شيء رهن بالمراحل المقبلة التي يمكن أن أشارك فيها.

• بعيداً عن الصدى الإيجابي والمهم الذي حققتِه من خلال إطلالتك الأولى، ألم يساورك شك بأن ما أقدمتِ عليه فيه الكثير من المخاطرة لكونك فنانة محترفة ومعروفة؟

- لا أخفي أن المخاطرة موجودة، وبالرغم من ذلك أقدمتُ على التجربة لأنني كنت على يقين من أن ظهوري ولو لمرة واحدة على شاشة «TF1» سيفتح أمامي أبواباً كثيرة، وهذا ما تَحقق من خلال اتصالات المنتجين بي.

• لستِ أول لبنانية تشارك في النسخة الفرنسية من برنامج «The Voice» بل سبقك إليه جوني معلوف الذي خرج في المرحلة الأولى من الموسم الأول وأنطوني توما الذي استطاع الوصول إلى المرحلة نصف النهائية الموسم الماضي. فكيف تقارنين بين تجربتك وتجربة أنطوني توما؟

- لا شك في أن تجربتي مختلفة عن تجربة أنطوني توما، لأن أنطوني غنّى باللغة الأجنبية وأنا كنت أول مشتركة تختار الغناء باللغة العربية. إلى ذلك، فإن أنطوني لم يكن لديه ما يخسره من خلال مشاركته في البرنامج، أما أنا فقد خاطرتُ بمشوار فني عمره 8 سنوات، وتخليتُ عن مجموعة من المشاريع من أجل المشاركة في البرنامج.

• أشرتِ إلى اتصالات تلقيتها من منتجين أوروبيين، فهل يمكن أن تنتقلي للعيش في الخارج في حال توافقتِ معهم؟

- ربما.

• ألا يُعتبر ذلك تخلياً عن الغناء باللغة العربية؟

- على الإطلاق، بدليل أنهم أعلنوا عن رغبتهم في التعامل معي لأنني أغنّي باللغة العربية وهذه الناحية لفتتهم كثيراً وذكّرتهم بتجربة داليدا التي كانت تغني بلغات عدة، ووجدوا أن هناك فنانة من الجيل الجديد يمكن أن تكرر تجربة داليدا.

• هل علمتِ أنه يتم التركيز على إطلالاتك على شاشة «TF1» خلال الدعاية الخاصة بالبرنامج؟

- بصراحة لم تسنح لي الفرصة لمتابعة ذلك، ولكن أعرف أنه تصل إلى المواقع الإلكترونية الكثير من التعليقات التي تشيد بمشاركتي في البرنامج حيث يعبّر الجميع عن حبهم ودعمهم لي، كما يبدون إعجابهم بما قدمتُه.

• لا شك أن اختيارك لأغنية «خدني معك» كان موفقاً جداً. وحتى طريقة العزف التي رافقتك أثناء الغناء كانت مميزة جداً، خصوصاً أنه تم استخدام آلات شرقية ساهمت في إضفاء المزيد من الجمال على اللحن كما على أدائك المميز. كيف تم التخطيط لاختيار الأغنية كما للتوزيع الموسيقي الخاص بها؟

- كل العازفين الذين رافقوني أثناء الغناء هم فرنسيون ولا يوجد بينهم أي عازف من أصول عربية. أما بالنسبة إلى اختيار الأغنية، فقد طلبوا مني خلال «الكاستينغ» أن أؤدي أغنية لبنانية، ولذلك اخترتُ «خدني معك» التي أُغرم الجميع بها عند سماعها. البعض تأثر كثيراً والبعض الآخر ترقرقت عيناه بالدموع، والكل قال لي «هالغنّية مش عم بتروح من راسنا»، كما أنني حاولت من خلال هذه الأغنية تكريم والدتي ونقل ثقافتنا اللبنانية إلى أوروبا لأنها كانت المرة الأولى التي يغني فيها شخص باللغة العربية على شاشة «TF1».

• والدك كان معك خلال تصوير الحلقة، وبدا تأثره واضحاً، ولكن ماذا قال لك عمّك الفنان روميو لحود؟

- عمي روميو لحود فرح جداً وبارك لي، وهو اعتبر أن تلك المشاركة كانت بمثابة فرصة ذهبية لي.

• كانت والدتك الفنانة الراحلة سلوى القطريب تتمنى أن تراك نجمة ساطعة في سماء الفن، فهل تعتقدين أنك بنجاحك في هذه التجربة حققتِ بعضاً من أحلامها؟

- لا شك أنني في كل خطوة إضافية أحققها في مشواري الفني أحقق جزءاً من أحلامي، ومع كل نجاح وتقدم يصبح لدي اندفاع أكبر لتقديم المزيد. ودائماً أشعر بأن والدتي معي وترافقني في كل خطوة وبأنها رفيقة دربي وتحرسني كما كانت تفعل في حياتها.

• كثيرون يتساءلون عن مرحلة ما بعد «The Voice»، وإلى أي حد يمكننا القول إن كل مشاريعك الفنية مؤجلة إلى ما بعد انتهاء البرنامج؟

- هذا صحيح. كنت مرتبطة بتصوير مسلسل. وبما أنني أسافر كثيراً في هذه الفترة إلى فرنسا، أحاول أن أستغل الظرف كي أكمل تصوير مشاهدي فيه. إضافة إلى مشاركتي في حفل «one Lebanon» في «الفوروم دو بيروت». بصراحة، لا أريد أن ألتزم بأي ارتباطات جديدة قبل أن أعرف ما الذي يمكن أن يحصل معي في برنامج «The Voice»، لأن كل نشاطاتي ومشاريعي مرتبطة باستمراري فيه أو بخروجي منه، وعلى هذا الأساس يمكن أن أرسم مخططاً للمرحلة المقبلة.

• هل ترين أن إطلالة واحدة على شاشة «TF1» تعادل عمرك الفني الذي يبلغ ثماني سنوات؟

- لا شك أن حياتي انقلبت رأساً على عقب خلال 24 ساعة، وهذا الأمر لا يمكنني أن أنكره على الإطلاق، لأن كل الناس أصبحوا يعرفون مَن هي ألين لحود. في البداية، أنا لم أتمكن من استيعاب ما حصل معي ولكنني ألمس هذا الأمر بنفسي.

• كيف تقارنين بين تجربتك وتجربة الفنانات اللبنانيات اللواتي غنّين في بداياتهن الفنية باللغة الأجنبية أمثال جوليا وباسمة وكارول صقر. وهل تشعرين أنه يمكن لفنانة لبنانية أثبتت نفسها في بلدها أن تحقق نجومية عالمية، لأننا لو أخذنا تجربة شاكيرا وغيرها من الفنانات والفنانين اللبنانيين الذين حققوا شهرة عالمية نجد أنها مختلفة تماماً عن تجربتك لكونهم ولدوا وعاشوا في الخارج. بصراحة هل تتوقعين أن تسمح لك الظروف بالوصول إلى نجومية أو شهرة شاكيرا؟

- لم لا؟ من الممكن جداً أن يتحقق هذا الأمر في حال عشت في فرنسا وتعاملتُ مع شركات إنتاج أو مع قيمين على برامج فنية أو مسرحيات غنائية أو أي شخص في المجال. أنا أملك الثقافة الكافية وأتقن 8 لغات، كما أنني أتمتع بالكفاءة والحضور، ومتخصصة في المسرح وأجيد الرقص، وهذا يعني أنني أملك كل المقوّمات التي تساعدني على الانتشار في الخارج. هذا عدا عن أنني أتمتع بالإرادة الكافية لتحقيق أهدافي. أنا متمكنة في اللغة الفرنسية ويمكنني أن أعيش بسهولة في فرنسا، ولست غريبة عن الثقافة الفرنسية، بل هي قريبة جداً من تربيتي لأنني نشأت في بيت غربي، وكان والدي يحرص منذ صغري على أن أتابع البرامج الثقافة والفنية الفرنسية. لا شيء يمنع من انتشاري في فرنسا أو سواها من الدول الغربية، في حال أُحطتُ بفريق عمل مناسب يقدم لي الدعم الذي أحتاجه ويعمل من أجل إبرازي فنياً.

• لكن ألا ترين أن الفرنسيين أحبوك لأنك قدمت أغنية عربية ولأنك أديتها بروح شرقية، وهذا الأمر ألا يدفعك للتفكير بأن من الأفضل أن تعتمدي مزجاً في الموسيقى يجمع بين الشرقي والغربي أو تقديم نوع جديد من الموسيقى يميزك عما يقدمه الفنانون الغربيون؟

- لا شك أن ثمة شيئاً ما سيميّزني عما يُقدم في الخارج، ولكنني لا أستطيع أن أفكر ما هو هذا الشيء، بل كل ما أعرفه أنه توجد خصوصية معيّنة في شخصيتي وهذه الخصوصية موجودة عند كل إنسان وهو إذا عرف كيف يستفيد منها وكيف يبرزها، فلا شك أنه سيترك أثراً لأن التقليد لا يمكن أن يوصل الفنان إلى أي مكان. وبالنسبة إليّ، أنا أجمع بين الناحيتين الشرقية والغربية ولا شك أن المزج بينهما سيصب في مصلحتي إلى حد كبير.

• ما الكلمة التي توجهينها إلى اللبنانيين وإلى كل مَن دعمك؟

- أنا أحبكم كثيراً، وقد تأثرتُ كثيراً بالدعم الذي قدمتموه لي كما بالاهتمام الكبير بي. بالفعل أصبحتُ حديث الساعة عند الناس ولهم مني كل محبتي وتقديري وأتمنى أن أستمر في تقديم كل ما يليق بمسيرتي وكل ما يمكن أن يرفع رأس بلدي والشعب اللبناني.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي