تركي العازمي / دغدغة المشاعر!

تصغير
تكبير

نقل النائب روضان الروضان عن صاحب السمو الأمير دعوته النواب إلى عدم دغدغة المشاعر في بعض الاقتراحات والقضايا وتأكيده على تعزيز علاقة التعاون بين السلطتين... ونحن هنا نطالب الجميع بطاعة ولي الأمر والابتعاد عن التصريحات «النارية» ومنح الحكومة الجديدة الفرصة الكافية والتعاون معها في رسم الأولويات، حسب تطلعات الشارع الكويتي وبطريقة تضمن الرخاء المعيشي للجميع وتكفل لنا حياة كريمة تقضي على السلبيات والعراقيل كلها التي تعاني منها مؤسسات الدولة.

لنا الحق بأن نبدي ملاحظاتنا ونرسم تصوراتنا وأحلامنا الممكن تحقيقها من منظور شخصي، وهو حق مشروع بإمكان الفرد تنفيذه عندما تكون الإمكانات الشخصية قادرة على تحقيق الأماني ومتهيئة نفسياً بعد توفيق الله عز وجل، فعندما تبذل الأسباب يبقي الأمر بيد المولى عز شأنه، وللجميع الحق في التساؤل عن كيفية تحقيق أحلام الدولة التي تنوي تحقيقها لتتحول إلى مركز تجاري؟ وتطول التساؤلات مختلف قطاعات الدولة كالتعليم، الصحة، التربية، الإسكان، الشؤون، التجارة، الاقتصاد...

فمتى نجد الكويت في مصاف الدول المتطورة وعلى الأقل في مستوى دول الخليج التي سبقتنا؟ إننا لا نريد أن يدغدغوا مشاعرنا في الحديث عن أحلام صعب تحقيقها؟ فالكويت تعاني من فساد إداري ساري المفعول داخل منظومتنا الإدارية ومستوى القيادة لدينا متدنٍ جداً: فكيف لنا تحقيق الأحلام إذاً؟

الوقت الحاضر بحاجة إلى استدراك لمكامن الخلل وتصحيحه أولاً، ثم إبعاد القيادات غير الصالحة للفكر الاستراتيجي المستقبلي، فرجال دولة المستقبل ينبغي أن يكونوا على قدر عالٍ من النضج الفكري الذي يسمح لمفهوم العمل الجماعي أن يحط رحاله على أرض الواقع الذي يرسم لغد مشرق بأهداف مدعمة بخطة القرار الشجاع ويرسخ مفاهيم لتخطيط استراتيجي في كل خطوة يتم الأقدام عليها.

إن البلد قد أنعم الله عليه بفائض مالي ولديه العنصر البشري الممكن استغلاله بشكل صحيح وفق برنامج تدريبي مكثف خاص بالتخطيط الاستراتيجي والقيادة، ومن ثم نستطيع أن نمنحهم الثقة من دون مجاملة لفئة دون أخرى، وهذا الأمر يجب أن يتزامن مع تغيير جذري لطبيعة تشغيل قطاعات الدولة من خلال الربط الإلكتروني الذي يضمن سرعة إنجاز المعاملات ورفع كفاءة عملها.

إن لم نقضِ على الفساد الإداري وغرس مفاهيم القيادة الصحيحة، والفكر الاستراتيجي، فإن الأحلام ستبقى ضرباً من الخيال... والله المستعان!


تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]


 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي