الادعاء على الشيخ عمر الأطرش بالاشتراك فيهما وتجنيد أشخاص لأعمال إرهابية

كشف خيوط تفجيريْ حارة حريك الانتحاريين

تصغير
تكبير
خرق ادعاء القضاء العسكري امس على الشيخ عمر الاطرش بتهمة الضلوع في تفجيرات إرهابية بينها العمليتان الانتحاريتان اللتان استهدفتا محلة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت في 2 و21 يناير الجاري المشهد السياسي اللبناني العالق في «عنق زجاجة» عقدة المداورة في الحقائب التي لا تزال تحول دون الإفراج عن الحكومة الجديدة.

وجاء كشْف خيوط تفجيريْ حارة حريك وربما الإمساك بخيوط عمليات ارهابية أخرى حصلت او كانت «على الطريق»، على وقع حال الذعر التي «تقبض» على مناطق لبنانية عدة تحوّلت كأنّها «مستودع رعب» بعدما اصابتها «موجة التفجيرات» او لأنها موضوعة على «لوائح» استهداف يتم تداولها نقلاً عن وثائق ومراسلات امنية تخرج الى العلن.


فيكاد لا يمرّ يوم دون ان يقفل شارع نتيجة «إنذار» بوجود سيارة مشبوهة تثير ريبة المواطنين الذين باتت عيونهم «على سلاحها»، ترصد اي آلية «غريبة» عن الحي و«تطارد» وجوهاً غير مألوفة علّها تجد فيها اي «سِمات» تكشف مسبقاً «طابعها الانتحاري».

ولم يكن الادعاء على الأطرش على اهمية هذا الإنجاز كافياً لإخماد حال الخوف التي تتملّك بسكان مناطق عدة في العاصمة اللبنانية وضواحيها وجدوا أنفسهم فجأة في قلب مسلسل تفجيرات ضرب حتى الآن 8 مرات منذ يوليو الماضي بينها 3 مرات هذا الشهر عبر انتحاريين نفذوا عمليتين في «المكان نفسه» في معقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت (حارة حريك) وثالثة في منطقة نفوذه البقاعية في الهرمل.

ورغم التحقيقات المتقدّمة مع الشيخ عمر الاطرش الذي تم توقيفه قبل ايام والادعاء عليه بملف تفجيريْ حارة حريك، وكذلك مع القيادي في كتائب عبد الله عزام جمال دفتردار، فان مزاج الشارع اللبناني بقي على قلقه، وسط معلومات عن تحوُّل المناطق «المرشّحة» للاستهداف مثل الضاحية الجنوبية الى ما يشبه «خلية طوارئ» عبّرت عن نفسها بحصول «مناورات» أشرف عليها «حزب الله» وهدفت الى التدرب على إقفال المحال التجارية وإخلاء الشوارع خلال عشر دقائق ومنع حصول أي تجمعات، وهو ما ترافق مع تعزيز الاجراءات على مداخل الضاحية التي يعيش سكانها حال خوف كبير من ان تضرب «يد» الإرهاب في قلب منطقتهم مجدداً.

وفي موازاة هذا الواقع الذي يرخي بثقله على الحركة الاقتصادية والسياحية والذي يقابله اللبنانيون بتعليقات على طريقة «الكوميديا السوداء» على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتُبر التطور النوعي في ملف عمر الأطرش (من عرسال) ضربة للشبكات التي تقف وراء التفجيرات من دون المغالاة في التفاؤل بالقدرة على منع العمليات الارهابية بالكامل ولا سيما ان هناك لائحة بثماني سيارات مشبوهة تم كشفها قبل ايام ولا تُعرف وجهتها.

وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ادعى امس على الأطرش ومعه 12 شخصاً آخرين فارين وهم من جنسيات لبنانية سورية وفلسطينية ومجهولي باقي الهوية «لإقدامهم بالاشتراك في ما بينهم، على الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح بهدف القيام بأعمال ارهابية وتجهيز عبوات وأحزمة ناسفة وسيارات مفخخة وصواريخ وتجنيد اشخاص للقيام بأعمال ارهابية، وعلى الاشتراك في تفجيريْ حارة حريك واستهداف مواكب (حزب الله) وإطلاق صواريخ على اسرائيل وحيازة اسلحة ومتفجرات».

وجاء هذا التطور بعد صدور بيان عن قيادة الجيش اللبناني اعلنت فيه «ان الاطرش وبنتيجة التحقيق معه اعترف بارتباطه بكل من المطلوبين الفارين عمر ابراهيم صالح الملقب (أبو فاروق)، ونعيم عباس وأحمد طه، وآخرين ينتمون إلى ألوية عبدالله عزام وداعش وجبهة النصرة، كما اعترف بنقله سيارات مفخخة إلى بيروت، بعد تسلمها من السوري أبو خالد وتسليمها إلى الإرهابي نعيم عباس، وذلك بالتنسيق مع المدعو عمر صالح، بالإضافة إلى نقله أحزمة ناسفة ورمانات يدوية وذخائر مختلفة».

واضاف البيان: «في إحدى تلك السيارات، وهي من نوع جيب شيروكي، نقل معه انتحاريَّين مزودَين بأحزمة ناسفة، حيث قتلا لاحقاً على حاجزيْ الأولي ومجدليون (صيدا) بعد أن سلّمهما إلى المدعو عباس مع السيارة المذكورة التي فجّرت بتاريخ لاحق، كما نقل برفقة المدعو أبو فاروق سيارة أخرى فجّرت أيضاً. كما اعترف بنقله انتحاريين من جنسيات عربية إلى داخل الأراضي السورية وتسليمهم إلى جبهة النصرة، بالإضافة إلى إحضاره 4 صواريخ من سورية أطلقت بتاريخ 22/ 8 /2013 من منطقة الحوش باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى 4 صواريخ أخرى تسلمها قبل توقيفه بأيام من المدعو أحمد طه».

ويُذكر ان تقارير اشارت الى ان الأطرش، الذي تراجعت حركة الاعتراض على توقيفه التي كانت تجلت يوم الاحد باعتصام علماء مسلمين من البقاع امام مقر وزارة الدفاع اللبنانية سائلين «هل الجيش يتصرف كجيش او كعصابة»، اعترف امام المحققين بأن الفلسطيني إبراهيم أبو معيلق (الملقّب بـ «أبو جعفر») الذي قتل في اشتباك مع الجيش اللبناني يوم الجمعة الماضي «كان مسؤولاً، بالتعاون مع لبناني تجري ملاحقته، عن وضع خطة لعملية مثلّثة في قلب الضاحية تتضمّن هجوماً بالرشاشات يقوم به انتحاريان قبل أن يفجّرا نفسيهما ثم تلحق بهما سيارة مفخخة، ولدى تجمع الناس لتفقّد مكان الانفجار، كما يحصل عادة، يقدم انتحاري على تفجير نفسه بالموجودين».

وفي سياق متصل، تسلم قاضي التحقيق العسكري عماد الزين ملف الادعاء على الموقوف جمال دفتردار و12 اخرين في جرم الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح (القاعدة - كتائب عبدالله عزام و«زياد الجراح»)، وتدريب اشخاص وتزويدهم بالمتفجرات ونقلهم الى خارج لبنان.

وفي موازاة ذلك، اُعلن ان الجيش اللبناني اوقف امس على طريق عرسال سيارة رابيد بيضاء محملة بالاسلحة والذخائر، وبداخلها 3 أشخاص تم القبض عليهم وضبط ومصادرة محتويات السيارة.

قتيل برصاص سوري على الحدود الشمالية للبنان

بيروت - كونا - قتل سوري وأصيب آخر بجروح برصاص مصدره الجانب السوري استهدف منطقة وادي خالد في شمال لبنان.

وذكرت الوكالة الوطنية الرسمية اللبنانية للإعلام ان القتيل والجريح اصيبا بطلقات نارية اطلقت من أسلحة رشاشة متوسطة مصدرها الجانب السوري باتجاه خط البترول في وادي خالد عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي