مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي

نار الديموقراطية ولا جنة الديكتاتورية

تصغير
تكبير
في جلسة دار فيها الحديث عن عدم استحقاق العرب للديموقراطية وإن أقصى ما يستحقونه هو ديكتاتور عادل، الجلسة ضمت ضيفاً خليجياً دلل على صحة ذلك بأن الديموقراطية هي سبب تأخر الكويت عن دول الجوار.

من عاداتي مجاملة الضيف ولكن رأي ضيفنا استفزني بشدة ورددت عليه بحدة قائلاً: بالديموقراطية ومنذ نصف قرن سبقنا الجميع في حرية الرأي والفكر والمعتقد والعلم والتعليم والفن والأدب، والرياضة والإعلام، وكنا ولا نزال قبلة الجميع في هذه المجالات، ولم نُسبق اليوم إلا بالأسمنت والأسفلت- الطرق والعمران- وتعثر ديموقراطيتنا موقت، بسبب الاستعجال لتطبيقها مئة في المئة، في بلد خليجي محاط بدول توهم حكوماتها شعوبها بأن الديموقراطية هي طريق الخراب والفوضى، وأنهم شعوب لا تزال قاصرة لا تستطيع المشاركة في الحكم والتشريع والرقابة، وأسأل أصحاب نظرية الديكتاتور العادل: متى كان الديكتاتور عادلاً؟ وهل يقبل العادل بالديكتاتورية؟


إن ما تعانيه الآن ديموقراطيتنا من تعثر هو بسبب حل أو إبطال ثلاثة مجالس نياية متتالية وفي زمن قصير لأمور عديدة، منها أخطاء إجرائية، وتعسف في استعمال الصلاحيات النيابية وتفشي استعمال المال السياسي بإصدار بعض القرارات والقوانين، والاستعجال لتغيير سياسي شامل لا يقره الدستور الحالي ولم يحن أوانه حتى الآن، ومع أن المجلس الحالي حظي بمشاركة شعبية معقولة وانتخب لنا وجوهاً شابة تمثل جميع فئات المجتمع الكويتي، وحكومة قلبت بتشكيلها صيغة المحاصصة المعتادة، إلا أننا نرى أن لا المجلس ولا الحكومة يصلان لما نطمح به من مستوى في الخبرة والقدرة على الأداء، ولكننا نأمل أن ينجح الطرفان ومع الوقت والتجربة في العودة بنا إلى طريق الديموقراطية السليمة التي اعتدناها، طريق يوصلنا إلى الاستقرار والإصلاح والتنمية، فالديموقراطية متأصلة ومتجذرة في الشعب الكويتي لدرجة لا يمكن التخلي عنها أو الكفر بها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي