سعود عبدالعزيز العصفور / اربطوا الأحزمة!

تصغير
تكبير

جميع المؤشرات المقبلة من داخل قاعة عبدالله السالم ومجلس الوزراء تعطي الانطباع بأن هناك أمراً يحاك ضد المشاركة الشعبية، والدستور، والمجلس! الطريقة التي شُكلت بها الحكومة، والقنابل الموقوتة في داخلها، التي تنتظر أي قضية مقبلة لتنفجر في وجه الجميع، والقضايا التي يحمل لواءها النواب المحسوبون تاريخياً على حزب السمع والطاعة في مقابل لاءات الحكومة المستغربة، والطريقة التي تدار بها جلسات المجلس، ونوع الحوار المتبادل بين أعضائه، وحملات التشويه التي تشنها وسائل سراق المال الإعلامية، كلها تدل على أن هناك من يدفع نحو تكفير العامة بالديموقراطية، والمجلس، والدستور!

ستة وأربعون عاماً من العمل بالدستور والاحتكام إليه تخللها أكثر من حل غير دستوري علقت فيه مواد الدستور، فماذا جنينا؟ غزواً، وأزمة مناخ، واختلاسات ناقلات، واستثمارات وتفكيكاً لأصول الحكومة وبيعها على المقربين! فهل هذا الهدف الذي يسعى إليه من يعمل على زعزعة ثقة الناس بالمجلس والدستور؟ إذا كانت هذه هي الكويت التي يريدون فليعلموا بأنهم مخطئون وواهمون، فكويت ما قبل «مؤتمر جدة» هي كويت أخرى غير الكويت التي نعيش في ظلها الآن، وان هذا الشعب وإن ضاق ذرعاً ببعض التصرفات الخاطئة من قبل نوابه وممثليه، إلا أنه أكثر ضيقاً وغضباً من أخطاء وكوارث حكوماته المتعاقبة منذ التحرير وحتى اليوم!

مخطئ وبشدة كل من يتوقع أن الأحوال ستتحسن في ما لو خرج مجلس الأمة عن المشهد السياسي المحلي، وواهم كل من يعتقد أن المطالبات بتغييب هذا المجلس هي مطالبات من أجل الصالح العام، ومن أجل المواطن البسيط، والتنمية في بلد اللاقرار !

هذا المجلس ببساطة هو السد والحاجز الأخير، الذي ورغم أخطاء نوابه كلها، لا يزال يحجم طموحات الكثيرين ممن يتطلعون إلى اللعب في ساحة مفتوحة خالية من معوقات الآخرين! في ساحة تسمح لهم بأن يضعوا القوانين التي تلائمهم من دون الحاجة إلى الاحتكام إلى إرادة الشعب وممثليه! اربطوا الأحزمة، فقد يكون المقبل أكثر قسوة مما مضى، ولكنه في جميع الأحوال، لن يكون كما مضى!


* * *


لم يكن النائب أحمد السعدون بحاجة إلى تأكيد عدم علاقته بأي من القضايا التي يثيرها سراق المال العام وقوى الفساد ضده، فكل من لديه إلمام ولو بسيط بهذه القضايا، مثل «الفحم المكلسن»، و«المدينة الإعلامية»، يعلم علم اليقين بأن اتهام قوى الفساد هذه لرئيس المجلس السابق ليس إلا محاولة لتشويه سمعة من حاربهم طوال أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً من العمل السياسي، وسلاحهم الوحيد في هذه الاتهامات ضعف الوعي السياسي لدى الكثيرين ممن لو سألتهم عما هو «الفحم المكلسن»؟ لصمتوا ولم يجدوا جواباً!


سعود عبدالعزيز العصفور


كاتب ومهندس كويتي

salasfoor@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي