بروفايل / «لي خليل حسين» شكّلت انطلاقته الحقيقية

شادي الخليج... غرّد رومانسية وحلّق عالياً في الأوبريت

تصغير
تكبير
• انقطع عن الغناء 11 عاماً وعاد بأغنيات عاطفية

• نال جائزة الدولة التقديرية بسبب حفاظه على التراث الغنائي الكويتي

• شكّل مع عبد الله العتيبي وغنام الديكان ثلاثياً غنائياً

• خلال فترة الغزو قدم العديد من الأغنيات الوطنية

• أوبريت «مذكرات بحار» من أبرز أعماله الغنائية التلفزيونية

• تكفّل الديوان الأميري برحلة علاجه إلى ألمانيا
حفل الزمان الجميل بابداعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.

البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.


وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنان القدير شادي الخليج

يعتبر الفنان عبد العزيز خالد المفرج - المعروف بلقب «شادي الخليج» - من أبرز رموز الفن الكويتي، والخليجي بشكل عام، فتراثه الفني حافل بالأغاني الوطنية والأوبريتات والملاحم، مثل أوبريت حديث السور، ملحمة أنا الآتي، ملحمة أبناء الكويت، أوبريت مذكرات بحار، أوبريت صدى التاريخ، أوبريت مواكب الوفاء، أوبريت حكاية وطن، أوبريت الشراع الكويتي.

وإلى جانب الغناء الوطني، فقد قدم شادي الخليج اللون العاطفي، فعاش جمهوره بصوته الجميل قصص حب منها «لي خليل حسين، سدرة العشاق». وشكل مع الشاعر عبدالله العتيبي والملحن غنام الديكان ثلاثيا غنائيا يتسم بروح التراث والأصالة.

السيرة الذاتية

ولد عبدالعزيز خالد المفرج في حي القبلة بتاريخ 21 مارس العام 1939، وأطلق الفنان الراحل حمد الرجيب عليه لقب «شادي الخليج» بسبب ظروف عائلية واجتماعية كانت تحيط به في بداية مسيرته الفنية.

عشق شادي الخليج الفن منذ صغره، وأحب الرياضة والحياة الكشفية التي كانت سبباً في إبراز موهبته الصوتية في الغناء. فقد كان أحد أفراد الكشافة في المدرسة الأحمدية العام 1954 التي شهدت حفلات السمر. والتقى العام 1956 بالفنان محمد التتان الذي سمع صوته وأعجب به، فطلب منه زيارة مركز الفنون الشعبية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، لأن المركز كان بحاجة إلى شباب كويتيين ذوي موهبة صوتية. فزارهم شادي الخليج في المركز العام 1958 والتقى من خلاله مجموعة من الفنانين من بينهم حمد الرجيب، سعود الراشد، أحمد باقر، أحمد الزنجباري، عبد الحميد السيد، والنهام راشد الجيماز.

«لي خليل حسين»... بداية الشهرة

أعد الفنان أحمد باقر العام 1960 لحناً لأغنية «لي خليل حَسين»، من كلمات الشاعر أحمد العدواني، ليغنيه شادي الخليج. وتم تسجيل اللحن مع الفرقة الموسيقية الجديدة التابعة لإذاعة الكويت وبعض الفنانين من مركز الفنون الشعبية. وتعتبر تلك الأغنية البداية الحقيقية لانطلاقة شادي الخليج.

دراسته في مصر

التحق شادي الخليج بالمعهد العالي للتربية الموسيقية في مصر مع نهاية العام 1960، وعلى الرغم من ذلك لم تؤثر الدراسة كثيراً على نشاطه الفني ولم يتوقف عن الغناء، بل قدم مجموعة من الأغنيات العاطفية والوطنية، من أبرزها أغنية بعنوان «لا يا قلبي»، من كلمات الدكتور عبد الله العتيبي وألحان أحمد باقر، وقد سجلت في القاهرة العام 1964، ثم بعد ذلك قدم أغنيات عدة منها «كويت والعرب، صدى الماضي، يللي شغل بالي، تقول نسيت»، ومجموعة من أغنيات فن الصوت شاركت في تطويرها مجموعة من الملحنين، أبرزهم غنام الديكان ومرزوق المرزوق. من تلك الأعمال صوت «في هوى بدري وزيني».

انقطاع وعودة

انقطع شادي الخليج 11 عاماً عن الغناء، وفي العام 1976 قرر العودة لتقديم أعمال عاطفية إلى جمهوره. ففي السنة نفسها طرح أغنية «حالي حال» في القاهرة بمرافقة فرقة عبد العظيم محمد، وقد شارك فيها أكثر من فنان كويتي أمثال عبد الرؤوف إسماعيل، سعيد البنا، نجم العميري، حسين أمين، زكريا عامر، يوسف المهنا، ولحنها غنام الديكان، وصاغ كلماتها الشاعر الدكتور عبد الله العتيبي. كما سجل شادي الخليج الأغنية العاطفية الثانية له بعنوان «سدرة العشاق» وهي من كلمات مبارك الحديبي وألحان غنام الديكان.

«مذكرات بحار»

تعاون شادي الخليج مع عدد كبير من الشعراء، أبرزهم الراحل محمد الفايز الذي قدم له من ألحان الديكان أوبريت «مذكرات بحار» العام 1980، وهو من أبرز أعماله الغنائية التلفزيونية، وقد فاز بالجائزة الأولى في مهرجان الخليج للإنتاج التلفزيوني لدول مجلس التعاون في العام 1982 في الكويت.

قوافل الأيام

تعتبر أغنية «قوافل الأيام» إحدى الروائع الغنائية التي قدمها شادي الخليج بعد «مذكرات بحار»، وهي من ألحانه بإيقاعات متعددة، استخدم فيها الديكان للمرة الأولى إيقاع «السنكني».

الزمان العربي

قدّم الثلاثي شادي الخليج وعبد الله العتيبي وغنام الديكان قصيدة «الزمان العربي» في حفل ختام «مهرجان الخليج الثالث للإنتاج التلفزيوني» العام 1982، وقد أخرجها للتلفزيون فيصل الضاحي. الأغنية مزيج من القصيدة وأجزاء من الفولكلور الخليجي المتوارث. استخدمت في تلحينها جمل وألحان خليجية متوارثة، وفيها فن «العدساني» و«الخماري» والتوشيح وصوت شامي والعرضة البرية والبحرية.

حديث السور

قدم شادي الخليج الملحمة الغنائية «حديث السور» في 25 فبراير 1988 بمناسبة العيد الوطني على مسرح «قصر بيان»، والعمل من كلمات العتيبي وألحان الديكان. وتضمن خمس لوحات استخدم فيها الديكان الإيقاعات الكويتية المعروفة، منها الصوت والتوشيحة والسامري والإيقاع الدوسري، وشاركت فرقة التلفزيون بالحركات والرقص، كما قدم في العام 1992 أغنية وطنية بمناسبة العيد الوطني بعنوان «الكويت».

يالإماراتي سلام

في ديسمبر 1996، قدم شادي الخليج أغنية «يالإماراتي سلام» بمناسبة العيد الوطني لدولة الامارات من ألحان الديكان وكلمات الشاعر الإماراتي عارف الخاجة، وهو ثاني شاعر خليجي يغني له شادي الخليج بعد الشاعر السعودي الأمير خالد الفيصل.

حكاية وطن

أوبريت «حكاية وطن» هو آخر عمل لشادي الخليج، من تأليف الدكتور يعقوب الغنيم وتلحين غنام الديكان، وقدمته وزارة التربية في قصر بيان عام 2001. يتناول الأوبريت ملحمة أهل الكويت في بناء نهضة وطنهم والدفاع المستميت عن استقلاله.

أغاني الغزو

خلال فترة الغزو بين عامي 1990 و1991، قدم شادي الخليج خمسة أجزاء من أشرطة «الله أكبر يا كويت»، منها أغنية بعنوان «نصر الكويت، أنا الكويت، في صوت الشهداء، كل العالم» ومن الأغنيات الوطنية الناجحة التي قدمها شادي الخليج أغنية «حنا العرب» كلمات الشاعر الأمير خالد الفيصل وألحان غنام الديكان.

رحلة علاج

في العام 2013 شعر شادي الخليج بألم في الظهر والركبة وعلى إثره غادر للعلاج إلى ألمانيا وتكفل به الديوان الأميري، وأجريت له عملية جراحية في مصحة «ويرنر ويكر كلينيك» في مدينة هامبورغ الألمانية، تكللت بالنجاح. ولدى عودته إلى البلاد كان في استقباله حشد كبير من أهل الفن بالإضافة إلى فرقة «معيوف بن مجلي» للفنون الشعبية التي ملأت الأجواء طرباً وأعادت أيام الزمن الجميل في فنون السامري والحدادي.

من أغانيه:

نحن الكويتيين، مقاومة، قولوا لمن قد تكبر، صوت الأمير يحيكم، تقول نسيت، علم الكويت، حماة العرين، دقت ساعة الصفر، موعد النصر، السيوف البواتر، الملتقى في الصفاة، حنا العربه، حنا العرب، نهمة مجداف، كلما زادت المحن، ها نحن عدنا، كويت والعرب، حالي حال.

جوائز وتكريمات

- في نوفمبر 2003 حصل شادي الخليج على جائزة الدولة التقديرية خلال مهرجان القرين العاشر، بسبب حفاظه على التراث الغنائي الكويتي.

- حصل على جوائز تقديرية عدة من قادة دول مجلس التعاون من بينها شهادة تقدير من الملك خالد العام 1976 خلال زيارة الملك إلى الكويت.

- كرم شادي الخليج ضمن مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون الـ 12 في البحرين والذي أقيم في العام 2012.

- الحملة الإعلامية لتكريم الكفاءات الوطنية «الكويت تقول شكراً» حيث اختارته اللجنة من ضمن الشخصيات المكرمة في الحملة تقديراً لعطاءاته لدولة الكويت وكان ذلك العام 2013.

- كرمت الزميلة «الأنباء» في العام 2013 شادي الخليج تقديراً لمسيرته الغنائية الحافلة بالانجازات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي