4 قتلى ونحو 40 جريحاً في طرابلس
الرغبة الدولية - الإقليمية باستقرار لبنان مرشحة للتمدد من الحكومة إلى الرئاسة
أزاحت الأحداث الكبيرة في المنطقة «العدسة» عن بيروت وحكومتها العتيدة، فالأنظار بدت مشدودة أمس الى طهران العائدة الى «بيت الطاعة» النووي بعد إتفاقها مع الغرب، والى «جنيف - 2» غداً الذي سيحدد إتجاه الريح في سورية، والى لاهاي التي تُستكمل فيها المحاكمات الغيابية لأربعة من «حزب الله» إتُهموا باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
ولان «التسوية الحكومية» في لبنان تشق طريقها على وهج هذه الاحداث الكبيرة، فان تصاعد الدخان الابيض من بيروت ارجئ الى ما بعد جنيف السوري رغم ترجيح حصوله قبل نهاية الاسبوع، كواحد من مظاهر المرحلة الجديدة في المنطقة القائمة، وبحسب «اللغة اللبنانية» السائدة حالياً، على «تدوير الزوايا»، الامر الذي سمح بتفاهمات دولية واقليمية قائمة على تفكيك ما أمكن من الازمات.
فالأزمة المتمادية في لبنان تشكل واحدة من تلك الملفات التي تحظى برغبة دولية - اقليمية لتدارك انفجارها، وهو ما تجلى في «قرار كبير» بتشكيل حكومة جديدة «إحتُجزت» على مدى عشرة اشهر، وهو ما يساعد تالياً على ملاقاة الاستحقاقات الاخرى، وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية بعد اربعة اشهر من الآن، ومن ثم الانتخابات النيابية في وقت لاحق من هذه السنة.
وساهمت هذه «الاشارات الخارجية» في تفسير مغزى الموقف، الذي كان اعلنه زعيم «تيار المستقبل»، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ووُصف بـ «الشجاع»، حين تحدث عن استعداده للمشاركة في حكومة إئتلافية مع «حزب الله»، الذي يتهم الادعاء في المحكمة الدولية خمسة منه باغتيال الحريري - الاب.
وكان الوسط السياسي في بيروت تعاطى مع موقف الحريري، الذي كرره في مقابلة تلفزيونية ليل امس، كـ «ضوء اخضر» لتسريع عملية تشكيل الحكومة، التي انتقلت المفاوضات في شأنها، من مناقشة طبيعتها وتوازناتها الى توزيع الحقائب السيادية والخدماتية او العادية على مكوناتها، وتالياً حسم الأسماء المرشحة لدخولها.
واللافت في الطريق الى وضع اللمسات الاخيرة على الحكومة الائتلافية ان انجازها يصطدم بـ «مشكلة مسيحية مزدوجة»، فـ «القوات اللبنانية» بزعامة سمير جعجع تشترط للمشاركة تفاهماً مسبقاً بين مكوّناتها على توجهاتها. اما «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون فانه يعاند المداورة في الحقائب لان من شأنها حرمانه من مكتسباته السابقة، ويفاوض للحدّ من خسائره.
واذا كانت «القوات اللبنانية» تسعى الى استثمار المتغيّرات لتقييد حركة «حزب الله»، اقله عبر نصوص مرجعية للحكومة، فان «التيار الوطني الحر» عبّر عن ريبة من ان يكون الافراج المفاجئ عن الحكومة مردّه الى رغبة في تطيير الاستحقاق الرئاسي وتوريث صلاحيات الرئاسة الاولى للحكومة الانتقالية، وهو الامر الذي من شأنه احباط آمال العماد عون في بلوغ القصر الجمهوري.
ومع استحضار الاستحقاق الرئاسي في المخاض الدائر حول تركيب «البازل» الحكومي، لم تستبعد اوساط قريبة من «8 آذار» معاودة طرح خيار التمديد للرئيس الحالي ميشال سليمان لسنتين، في اطار الرغبة الدولية - الاقليمية لحفظ الاستقرار في لبنان، كأولوية مطلقة، خصوصاً في ضوء حرص سليمان على ادارة متوازنة للملفات الشائكة في البلاد، رغم تحفظات هذا الطرف او ذاك على بعض مواقفه.
وكان يوم امس حمل سلسلة اشارات الى ان قطار التأليف انطلق بقوة وبات قاب قوسين من بلوغ محطة التشكيل. وأبرز هذه الاشارات:
* اعلان سليمان، الذي كان القى كلمة امام اعضاء السلك الديبلوماسي، ان الحكومة ستكون هذا الاسبوع ويتم وضع اللمسات الاخيرة.
* اعلان الحريري ان «لبنان اهمّ مني» في معرض تبريره المشاركة مع «حزب الله» في الحكومة رغم اتهام عناصر منه باغتيال والده بأمر كما قال من الرئيس بشار الاسد.
* التحرك الذي قام به وفد من مستقلي فريق 14 آذار ضم منسق الامانة العامة لهذه القوى فارس سعيْد والنائب السابق سمير فرنجية باتجاه الحريري في باريس وذلك غداة اجتماع سعيد ليل الاحد مع جعجع مطولاً.
* بدء الوزير جبران باسيل (صهر العماد ميشال عون) اول تحرك علني باتجاه الرئيس المكلف تمام سلام ورئيس الجمهورية في اطار محاول التفاهم على توزيع الحقائب.
* اعلان العماد عون ان «موقف رئيس تيار المستقبل الأخير شجاع ويسهّل تأليف الحكومة، ويؤسس لانطلاقة جديدة لانتاج مجلس نيابي جديد». واشار الى «اننا لا نحدد الفترة الزمنية لتشكيل الحكومة، ولكن العراقيل قد أزيلت ويبقى تحديد بنيتها».
وفي موازاة ذلك، بقيت الانظار شاخصة على طرابلس حيث سقط ما لا يقل عن 4 قتلى وجُر نحو اربعين في المواجهات التي عادت إلى المحاور التقليدية، ولا سيما بين التبانة وجبل محسن والمستمرة منذ مساء الجمعة، وسط مفارقة اعتبار اوساط عدة هذه المعارك انها بمثابة إطلاق نار على مبادرة الرئيس الحريري بالانفتاح على «حزب الله».
ولان «التسوية الحكومية» في لبنان تشق طريقها على وهج هذه الاحداث الكبيرة، فان تصاعد الدخان الابيض من بيروت ارجئ الى ما بعد جنيف السوري رغم ترجيح حصوله قبل نهاية الاسبوع، كواحد من مظاهر المرحلة الجديدة في المنطقة القائمة، وبحسب «اللغة اللبنانية» السائدة حالياً، على «تدوير الزوايا»، الامر الذي سمح بتفاهمات دولية واقليمية قائمة على تفكيك ما أمكن من الازمات.
فالأزمة المتمادية في لبنان تشكل واحدة من تلك الملفات التي تحظى برغبة دولية - اقليمية لتدارك انفجارها، وهو ما تجلى في «قرار كبير» بتشكيل حكومة جديدة «إحتُجزت» على مدى عشرة اشهر، وهو ما يساعد تالياً على ملاقاة الاستحقاقات الاخرى، وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية بعد اربعة اشهر من الآن، ومن ثم الانتخابات النيابية في وقت لاحق من هذه السنة.
وساهمت هذه «الاشارات الخارجية» في تفسير مغزى الموقف، الذي كان اعلنه زعيم «تيار المستقبل»، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ووُصف بـ «الشجاع»، حين تحدث عن استعداده للمشاركة في حكومة إئتلافية مع «حزب الله»، الذي يتهم الادعاء في المحكمة الدولية خمسة منه باغتيال الحريري - الاب.
وكان الوسط السياسي في بيروت تعاطى مع موقف الحريري، الذي كرره في مقابلة تلفزيونية ليل امس، كـ «ضوء اخضر» لتسريع عملية تشكيل الحكومة، التي انتقلت المفاوضات في شأنها، من مناقشة طبيعتها وتوازناتها الى توزيع الحقائب السيادية والخدماتية او العادية على مكوناتها، وتالياً حسم الأسماء المرشحة لدخولها.
واللافت في الطريق الى وضع اللمسات الاخيرة على الحكومة الائتلافية ان انجازها يصطدم بـ «مشكلة مسيحية مزدوجة»، فـ «القوات اللبنانية» بزعامة سمير جعجع تشترط للمشاركة تفاهماً مسبقاً بين مكوّناتها على توجهاتها. اما «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون فانه يعاند المداورة في الحقائب لان من شأنها حرمانه من مكتسباته السابقة، ويفاوض للحدّ من خسائره.
واذا كانت «القوات اللبنانية» تسعى الى استثمار المتغيّرات لتقييد حركة «حزب الله»، اقله عبر نصوص مرجعية للحكومة، فان «التيار الوطني الحر» عبّر عن ريبة من ان يكون الافراج المفاجئ عن الحكومة مردّه الى رغبة في تطيير الاستحقاق الرئاسي وتوريث صلاحيات الرئاسة الاولى للحكومة الانتقالية، وهو الامر الذي من شأنه احباط آمال العماد عون في بلوغ القصر الجمهوري.
ومع استحضار الاستحقاق الرئاسي في المخاض الدائر حول تركيب «البازل» الحكومي، لم تستبعد اوساط قريبة من «8 آذار» معاودة طرح خيار التمديد للرئيس الحالي ميشال سليمان لسنتين، في اطار الرغبة الدولية - الاقليمية لحفظ الاستقرار في لبنان، كأولوية مطلقة، خصوصاً في ضوء حرص سليمان على ادارة متوازنة للملفات الشائكة في البلاد، رغم تحفظات هذا الطرف او ذاك على بعض مواقفه.
وكان يوم امس حمل سلسلة اشارات الى ان قطار التأليف انطلق بقوة وبات قاب قوسين من بلوغ محطة التشكيل. وأبرز هذه الاشارات:
* اعلان سليمان، الذي كان القى كلمة امام اعضاء السلك الديبلوماسي، ان الحكومة ستكون هذا الاسبوع ويتم وضع اللمسات الاخيرة.
* اعلان الحريري ان «لبنان اهمّ مني» في معرض تبريره المشاركة مع «حزب الله» في الحكومة رغم اتهام عناصر منه باغتيال والده بأمر كما قال من الرئيس بشار الاسد.
* التحرك الذي قام به وفد من مستقلي فريق 14 آذار ضم منسق الامانة العامة لهذه القوى فارس سعيْد والنائب السابق سمير فرنجية باتجاه الحريري في باريس وذلك غداة اجتماع سعيد ليل الاحد مع جعجع مطولاً.
* بدء الوزير جبران باسيل (صهر العماد ميشال عون) اول تحرك علني باتجاه الرئيس المكلف تمام سلام ورئيس الجمهورية في اطار محاول التفاهم على توزيع الحقائب.
* اعلان العماد عون ان «موقف رئيس تيار المستقبل الأخير شجاع ويسهّل تأليف الحكومة، ويؤسس لانطلاقة جديدة لانتاج مجلس نيابي جديد». واشار الى «اننا لا نحدد الفترة الزمنية لتشكيل الحكومة، ولكن العراقيل قد أزيلت ويبقى تحديد بنيتها».
وفي موازاة ذلك، بقيت الانظار شاخصة على طرابلس حيث سقط ما لا يقل عن 4 قتلى وجُر نحو اربعين في المواجهات التي عادت إلى المحاور التقليدية، ولا سيما بين التبانة وجبل محسن والمستمرة منذ مساء الجمعة، وسط مفارقة اعتبار اوساط عدة هذه المعارك انها بمثابة إطلاق نار على مبادرة الرئيس الحريري بالانفتاح على «حزب الله».