د. تركي العازمي / وجع الحروف

«سين جيم» الأولاد الكبار!

تصغير
تكبير
خلال فترة الامتحانات تكثر طلبات الأولاد الصغار... مذكرة الامتحانات? مدرسين خصوصيين? دروس تقوية مسائية!

ادفع يا ولي الأمر... ادفع لأن طالب الأول ابتدائي قرروا له أن يعيد السنة إذا رسب في مادة... اذهب يا ولي الأمر واترك عملك لاستخراج نموذج طبية... وفي الطبية «حركة» مشتقة من أوجه «الغربلة» التي اعتادت عليها بعض المدارس!


يطلبون من ولي الأمر ورقة من الطبيب المعالج كي يتم استخراج نموذج «المرضية» لابنك... يا « كبرها» من أعباء تذكرني بكتاب «البؤساء»!

كنت أظن كغيري بأن «سين جيم» مذكرة فقط للأولاد الصغار تباع بثمن يختلف من مصدر لآخر وفوق هذا وذاك لا تجد الإجابة الصحيحة ولماذا يذهبون للمدرسة بالأساس!

اتضح لي بأن «سين جيم « الكبار مجاني... نعم فكل سؤال تجد له الإجابة مجانية فلا مدرس خصوصيا ولا دروس تقوية ولا مذكرة خاصة يا عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة!

في الشارع تجد فساد تنفيذ المشاريع.. في المدارس تجد «التيه التعليمي والتربوي» ولو راجعوا «جهابذة» وزارة التربية النموذج الياباني للتعليم لتركوا مناصبهم دون رجعة.. وفي المؤسسات تعرف من قيادييها سبب تدهور الإنتاجية... والصحف والمواقع الإلكترونية تجد الإجابة لكل معضلة تواجهك!

أنت المتابع تعلم بالإجابة ككبير في السن ناضج بالعقل الذي وهبك الله المولى عز شأنه لكن ما السبب في عدم إلمام أصحاب القرار في الإجابات... هل يراد تشكيل لجنة تحقيق لكل ظاهرة أم نحن بحاجة إلى العودة إلى «سين جيم» الأولاد الصغار ونتظاهر بأننا لا نرى شيئا من مشاكلنا العالقة!

يظهر إننا «تبعثرنا» اجتماعيا... و«تقوقعنا» منهجيا في دورة التنظير التي تحيطنا بعبارة «كل شيء تمام يا فندم»! لم نسلم كبارا وصغارا من قسوة العيش في دورة الأيام العجيبة الغريبة... نرى الخطأ ولا نملك حق التغيير الفوري لأننا في عزلة بعيدا عن دائرة صناعة القرارات الإصلاحية!

قلت لرواد ديوانية زميل عزيز.. إن قدرنا أن نمضي في الفوضى القيادية إلى أن يبعث لنا المولى عز شأنه المخرج المناسب في الوقت المناسب والعلم بالتوقيت والكيفية عند مصرف الأمور وعلينا بالدعاء وتوجيه النصيحة لعلنا في يوما ما نجد أذنا صاغية وغير هذا السبيل لن نحقق غاياتنا!

«سين وجيم» الصغار... كم أنت عظيم في نظري فأنت المخرج لولادة مقالة انتثرت منها الفكرة على هذه الصفحة ونشرت كغيرها من الأفكار التي تكتب من قبل أحبة لنا يهمهم توجيه النصيحة بطريقة احترافية محايدة منزهة من كل مصلحة دنيوية ولا ينتظرون الرد وهم على نفس النهج سائرون ولا يخشون في الحق لومة لائم.. والله المستعان!

Twitter : @Terki_ALazmi

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي