الجلسة الأولى للمؤتمر شهدت التصديق على أنشطة الاتحاد وأعمال اللجنة التنفيذية... والرئيس أولم على شرف الضيوف

بالتزكية... الغانم رئيساً للاتحاد البرلماني العربي

تصغير
تكبير
• سليم الزعنون: إسرائيل تجس نبض العرب بانتهاكاتها لتغيّر هوية القدس والأقصى

• عاطف الطراونة: لجنة لمتابعة البيان الختامي تتبنى الإجراءات القانونية رداً على غطرسة المحتل الإسرائيلي

• محمد المر: ضرورة التركيز على الجانب الإنساني في أزمات الأمة وتبني أدوار دعم لقهر الظروف اللاإنسانية التي خلفتها

• محمود قليج: اتحاد مجالس الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أولى اهتماماً كبيراً للقضية الفلسطينية باعتبارها لب الصراع في الشرق الأوسط
بالتزكية، اختار المؤتمر العشرون للاتحاد البرلماني العربي في جلسته الأولى أمس رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم رئيسا للاتحاد.

وصدق المجتمعون على تقرير الأمين العام للاتحاد عن أنشطة الاتحاد وأعمال اللجنة التنفيذية للاتحاد والموافقة على قراراتها، ومن ثم انتقل الاجتماع للاستماع الى كلمات رؤساء المجالس والوفود حول الموضوع الرئيسي الخاص بالقضية الفلسطينية التي تستغيث أبناء الوطن العربي لانتشالها من براثن الاحتلال ورفع المعاناة عن أبنائها، تبعها عشاء على شرف الحضور.


وأعرب رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله بن محمد آل الشيخ في مداخلة عن شكره للكويت على استضافتها المؤتمر «وتبني قضية القدس قضية المسلمين والعالم الذي يبحث عن الحق» معلنا ترشيحه الغانم لرئاسة الاتحاد، فوافق المجتمعون على ذلك.

وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون في كلمته ان حكومة الاحتلال الصهيوني تطلق إشارات جس نبض للردود المحتملة فلسطينيا وعربيا ودوليا لانتهاكاتها لضمان نجاح مخططاتها.

وبين الزعنون ان من ينفذ تلك الاشارات جماعات دينية متطرفة وعصابات استيطانية مسلحة بحماية قوات الاحتلال، كتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية والمقابر وكتابة شعارات مسيئة والقيام باقتحامات متكررة لساحات المسجد الأقصى المبارك، من أجل تقاسمه زمنيا ومكانيا كما حدث مع الحرم الإبراهيمي بالخليل قبل عدة سنوات.

وأوضح ان الاستخلاصات المغلوطة التي خرجت بها إسرائيل لردود الفعل على تلك الانتهاكات «أقنعتها بإمكانية تصعيد تلك الانتهاكات إذ أعلن الصهيوني المتطرف رئيس الحركة السرية اليهودية يهودا عصيون بأن كل الاستعدادات والعناصر المطلوبة لإعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى قد أصبحت جاهزة للتنفيذ، في حال أعطيت الإشارة بذلك».

واشار الى مساعي إسرائيل لتمديد مدة المفاوضات التي حددت بتسعة أشهر وهدفها التمكن من زيادة وتيرة بناء المستوطنات في أراضي الدولة الفلسطينية مطمئنا بان الجانب الفلسطيني ينسق بشكل كامل مع لجنة المتابعة العربية والتي أبلغت جون كيري وزير الخارجية الأميركي أخيراً أن «لا حل من دون اعلان القدس العربية المحتلة عاصمة دولة فلسطين ولا يوجد أحد مخول بالتوقيع».

ولفت الى ان الرئيس محمود عباس اكد ذلك أثناء لقائه وفدا شعبيا من القدس حيث قال «من دون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين لن يكون هناك سلام بيننا وبين إسرائيل».

واكد ان القيادة الفلسطينية رفضت المقترحات المقدمة في المفاوضات حول القدس «لأنها لا تتضمن نصا صريحا بأن القدس العربية بحدودها التاريخية ومقدساتها هي عاصمة الدولة الفلسطينية بل كانت غامضة كما رفضت المطالب الخاصة بالاعتراف بيهودية إسرائيل»

واشار الزعنون الى موقف القيادة الفلسطينية الرافض للضغوطات والتهديدات بقطع المساعدات والمعونات في حال عدم الاستجابة لما قدم من مقترحات فيها مساس بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة وما يصاحب ذلك من تهديدات وتصريحات علنية من مسؤولين إسرائيليين كبار تستهدف حياة الرئيس محمود عباس كتلك التي استبقت اغتيال الرئيس الشهيد ياسر عرفات.

وأكد التمسك بالمبادرة العربية بحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وبالسيادة الفلسطينية على أرضها ومعابرها وجوها وبحرها وبحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194 وإزالة جميع المستوطنات وجدار الفصل العنصري وعدم قبول أي تواجد عسكري إسرائيلي داخل دولة فلسطين وبالقدس العربية عاصمة دولة فلسطين وبإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وبين ان المؤتمر العشرين تميزه عما سبقه من مؤتمرات خاصية اقتصار جدول أعماله بالجانب السياسي على موضوع واحد وهو (القدس عاصمة دولة فلسطين) وذلك «استشعارا من البرلمانيين العرب بخطورة الاخطار المحدقة بالقدس العربية هوية وتاريخا وثقافة في ظل هجمة صهيونية شرسة غير عابئة بأي اتفاقيات أو مواثيق ومستخفة بشكل كامل بالشعوب العربية على مساحة الوطن العربي».

من جهته، دعا رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة إلى تشكيل لجنة من أجل متابعة البيان الختامي للمؤتمر تقوم بواجباتها حسب الأصول وتتبنى الإجراءات القانونية الواجب إتباعها ردا على غطرسة المحتل الإسرائيلي وتباهيه بالانتهاكات المستمرة ووقفه عند حده.

وقال «كلنا يعلم المكانة الدينية الروحية والرمزية لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وقبة الصخرة وكنيسة القيامة وغيرها من الأماكن المقدسة وكلها عناوين دينية لها في قلوبنا تاريخ صادق وواقع أليم ومستقبل نسأل الله ان يكون فيه الحق لأهله لا محتليه ومغتصبيه».

واضاف ان إسرائيل تمارس الانتهاكات يوميا بحق هذه المؤسسات لتبعث برسالة واحدة قوامها التهديد المستمر لكل سلام قد ينشأ بعد ولادة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود يونيو من العام 1967 وعاصمتها القدس».

وأكد الطراونة أن الأردن مستمر بالتمسك بالالتزامات الدينية والعربية والضميرية تجاه حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية لاسيما في القدس منددين بكل الإجراءات الإسرائيلية الأحادية، مصممين على المضي قدما بالالتزامات التاريخية المترتبة علينا.

وبين ان الاتفاقيات التي تم توقيعها بين الملك عبدالله الثاني بن الحسين والرئيس الفلسطيني محمود عباس جاءت «لتجدد التأكيد على الوصايا الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس»، مشيرا إلى أن الاتفاقيات تهدف لبذل جميع الجهود القانونية للحفاظ عليها خصوصا المسجد الأقصى والذي تم تعريفه بالاتفاقية على انه كامل الحرم القدسي.

بدوره، طالب رئيس المجلس الوطني الاتحادي في الامارات محمد أحمد المر البرلمانيين العرب التعاون والتنسيق مع اتحاد مجالس الدول الاعضاء من منظمة التعاون الاسلامي لبناء خطة تحرك تجاه المنظمات الاقليمية والدولية حتى يسفر عن اتفاق عربي – اسلامي لطرح موضوع القدس على أجندة اعمال واهتمامات الاتحاد البرلماني الدولي.

قال المر في كلمته ان البلدان التي شهدت انتفاضات وثورات شعبية منذ ثلاث سنوات أملا في مستقبل ديموقراطي آمن ومحقق لتطلعاتهم في الحرية والعدالة الاجتماعية «ما زالت تتجاذبها الكثير من الاضطرابات السياسة والامنية المهددة للاستقرار السياسي والمنذرة بانتكاسات اجتماعية واقتصادية على نحو يهدد طموحات شعوبهم المشروعة في التنمية». واكد على أهمية التركيز على الجانب الانساني في الازمات والقضايا العربية من خلال تبني ادوار دعم انسانية تسهم في قهر الظروف اللاإنسانية التي خلفتها هذه الازمات مطالبا الاتحاد البرلماني العربي الانفتاح على الاتحادات والبرلمانات الدولية والاقليمية على ان يكون مخططا ومدروسا سواء مع البرلمان الاوربي او برلمانات اميركا اللاتينية او الكونغرس الاميركي وغيره من المنظمات البرلمانية.

وشدد على ان اي حل سلمي وعادل ودائم مع إسرائيل فيما يخص قضية القدس لن يتحقق بدون عودة القدس الشرقية الى السيادة الفلسطينية العربية كونها عاصمة الدولة الفلسطينية.

واضاف ان استمرار إسرائيل في العمل على تهويد القدس وفرض سياسة الامر الواقع من خلال المستوطنات الإسرائيلية المتزايدة «يدعونا الى اعادة التفكير في تحركاتنا البرلمانية العربية موضوع القدس».

وطالب بإعادة النظر في دور مؤسسات العمل العربي المشترك ومنها الاتحاد البرلماني العربي ليتواكب مع التحديات الجديدة التي تواجه الامة العرية داعيا الشعب الاعضاء في الاتحاد ببحث ودراسة كيفية تفعيل قرارات الاتحاد وجعله كياناً قابلاً للتطور وقادراً على الاستجابة للمتطلبات الجديدة.

ورحب المر بالتطورات الايجابية في الملف النووي الايراني «وما يمكن ان يعكسه ذلك على الامن والاستقرار في المنطقة العربية» مطالبا بانهاء الاحتلال الايراني للجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى بالوسائل السلمية المتعارف عليها دوليا وان تمتنع الحكومة الايرانية عن القيام بأي أعمال من شأنها تكريس هذا الاحتلال.

من جهته، قال الامين العام للاتحاد البرلماني الافريقي نزي كوفي ان «الحالة المحزنة القهرية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وعدم الامتثال الى قرارات الامم المتحدة بشأن القدس ووضعها القانوني والحفاظ على هويتها الدينية والحضارية غير مقبولة لشعوب افريقيا.

واضاف كوفي ان «القضية الفلسطينية التي أشرتم اليها في أعمالكم السابقة محورية للأمة العربية ولا يمكن ان يكون هناك سلام في الشرق الاوسط من دون حل شامل وعادل لهذه القضية»

وافاد بأن الاتحاد البرلماني الافريقي بحضوره اليوم «يظهر التضامن مع الاتحاد البرلماني العربي في دعمه للقضية الفلسطينية والحفاظ على وضع مدينة القدس كما هو معترف به عالميا» مؤكدا ان حل مسألة القدس سيكون له «تأثير ايجابي على السلام والامن الدوليين».

وشدد كوفي على اهمية الحوار بين البرلمانيين الافارقة والعرب من خلال عقد المؤتمر البرلماني الافريقي العربي كل سنتين، مشيرا الى المؤتمر الثالث عشر للمؤتمر الذي عقد بالرباط في يونيو الماضي.

بدوره، أوضح امين عام اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي محمود إرول قليج ان الاتحاد اكد في جميع قرارات أجهزته على اعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود الاراضي التي احتلت بعد الرابع من يونيو 1967. وذكر قليج ان اتحاد مجالس الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي اولى اهتمام كبيرا» بالقضية الفلسطينية باعتبارها «لب الصراع في الشرق الاوسط»، مشيرا الى القرارات المهمة التي اصدرها الاتحاد بشأن حماية المسجد الاقصى من التهديدات الإسرائيلية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي