حسين الراوي / أبعاد السطور

«داعش» والمسابقات الشعبية!

تصغير
تكبير
بينما يلف ألم الجوع الكثير من المسلمين في أنحاء العالم، وبينما يُموت اخواننا السوريون ليل نهار إما من السلاح أو البرد أو الجوع، وبينما تنتشر الأُسر الفقيرة في بلادنا، يأتي قوم يصرفون الملايين المملينة من الأموال الطائلة على المسابقات الشعبية مثل أجمل جمل وأجمل تيس وأجمل عنز وأجمل حمامة وغيرها! ويُجنّد من أجل تلك المسابقات آلاف البشر والكثير من وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، ناهيك عن تلك الرقصات والأهازيج والقصائد والفعاليات والاحتفالات التي تقام لخاطر عيون هذا الغرض المضحك.

يموت المسلمون في سورية وبورما وفي أصقاع أُخرى ونحن ندير ظهورنا لهم ونُلقي وجوهنا نحو الناقة والبعير بكل دم بارد، وكأن الذين يموتون هناك أُناس لا تربطنا بهم أي رابطة تُجبرنا على أن نقف معهم كالجسد الواحد وكالبنيان المرصوص. وهذا الوجع غير ذلك الوجع الذي نراه من أطنان كبيرة للطعام المرمي في عرض الصحراء بسبب تلك الولائم الشاسعة والعملاقة التي يتنافس بها البعض، حتى ان بعضهم بعد أن يترك مكانه ويرحل عنه تجد أنه خلّف في أرضه التي كان يقطنها تلالا من اللحوم ومن الأرز ومن الخضار، ناهيك عن كميات الدم الكبيرة للذبائح التي أراقها في سبيل تلك المسابقة. ولا يخفاكم تلك الشبهات الخطيرة التي تدور حول السبب الحقيقي لقيام مثل تلك المسابقات التي لا تخدم لا الدين ولا البشر ولا الأوطان.


***

اتضح الآن بعيداً عن التخمينات أن جماعة داعش جماعة إرهابية تكفيرية لا تعرف إلا القتل والدمار والسحق، فبعدما أن تم طردها من معقلها الذي كان في مدينة حلب عثروا وراءها على مقبرة جماعية تضم أشلاء ما يقارب 700 شخص. وكذلك عثروا على مجموعة صور كثيرة لقادة جماعة داعش مع الكثيرين من قادة جيش النظام السوري. كان الله في عون الجيش الحر السوري الذي يصارع وحشين شرسين قذرين هما الجيش النظامي السوري وجماعة داعش. اللهم اجعل النصر حليف الشعب السوري.

Twitter: @alrawie

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي