وزير الشؤون المدنية عضو اللجنة المركزية لـ «فتح» واثق من فوز الحركة في الانتخابات
حسين الشيخ لـ «الراي»: الورقة الأميركية لا تلبّي طموحات الفلسطينيين
حسين الشيخ
• دولة من دون القدس عاصمة
لن تكون ولا قيمة لها...
والصيغ الفضفاضة لن تنطلي علينا
• موضوع الاستفتاء الشعبي على اتفاق الإطار غير مطروح الآن
• موضوع المصالحة لم يعد قابلاً للحديث المزركش والجمل الجميلة... بل هو موضوع وطني من الطراز الأول
• الموقف العربي داعم بكل قوة للموقف الفلسطيني الرافض لـ «يهودية» إسرائيل
• على «حماس» أن تعترف باتفاقيات القاهرة والدوحة والتوجه للانتخابات العامة وتشكيل حكومة وحدة وطنية
• موضوع الاستفتاء الشعبي على اتفاق الإطار غير مطروح الآن
• موضوع المصالحة لم يعد قابلاً للحديث المزركش والجمل الجميلة... بل هو موضوع وطني من الطراز الأول
• الموقف العربي داعم بكل قوة للموقف الفلسطيني الرافض لـ «يهودية» إسرائيل
• على «حماس» أن تعترف باتفاقيات القاهرة والدوحة والتوجه للانتخابات العامة وتشكيل حكومة وحدة وطنية
صرح عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية الوزير حسين الشيخ بأن «الورقة الأميركية المقترحة لا تلبي احتياجات الحد الادنى للشعب الفلسطيني، وهي لم ترتق الى حدود الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو العام 1967 ولم تشر بشكل واضح الى عاصمتها القدس الشرقية».
وقال في حوار مع «الراي»، ان «الصيغ الفضفاضة بالنسبة للقدس لا يمكن ان تمر ولن يكون هناك سلام وامن واستقرار من دون ان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. احياء القدس جزء من المدينة وليست بديلا عنها».
واضاف ان «موضوع المصالحة بين حركتي فتح وحماس لم يعد قابلا للحديث المزركش والجمل الجميلة وفتح معبر رفح مرهون بالمصالحة وحرس الرئاسة لن يكون في المعبر ديكور».
واوضح ان «فتح مستعدة للانتخابات وستفوز بها، واسرائيل هي التي تستخدم شعار بان المؤسسة الامنية غير قادرة على مواجهة التنظيمات السياسية الاخرى الفاعلة في الاراضي الفلسطينية حتى تتهرب من استحقاق ودفع فاتورة الانسحاب من الضفة الغربية».
وفي ما يلي نص اللقاء:
? هل تضعنا في صورة اخر التطورات وموقف اللجنة المركزية وحركة «فتح» من جهود وزير الخارجية الاميركي جون كيري في المفاوضات؟
- منذ بداية الجهود التي بذلت من الولايات المتحدة وتحديدا من كيري كان هناك ترحيب فلسطيني بهذه الجهود، وكنا نتمنى ان تثمر بالوصول الى اتفاق تعترف من خلاله اسرائيل بحدود الدولة الفلسطينية حدود الرابع من يونيو العام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، ولكن واضح تماما ان الموقف الاسرائيلي المتعنت أعاق هذه الجهود والاجراءات الاسرائيلية ايضا واعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انه لا يريد اسم القدس في الورقة الاميركية المقترحة شكل عامل اعاقة وتعطيلا لكل هذه الجهود التي يبذلها كيري مع ان الورقة المقترحة بما ورد فيها من أفكار لا تلبي احتياجات الحد الاجنى للشعب وللقيادة الفلسطينية وهي لم ترتق الى مستوى الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية ولم تشر بشكل واضح لان القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. موقف القيادة الفلسطينية عندما اجتمعت اللجنة المركزية قبل يومين كان واضحا و قررت في اجتماعها الاخير رفع توصية للرئيس محمود عباس (ابو مازن) بضرورة ان يتم التوجه الى مؤسسات الامم المتحدة، اما هذا الصلف والتعنت الاسرائيلي واستمرار اسرائيل في الاستيطان في الضفة الغربية ومدينة القدس، وفي نفس الوقت كان هناك موقف واضح في اللجنة المركزية لحركة فتح انه طالما اسرائيل تعيق الجهود التي تبذلها الادارة الاميركية، لا مناص الا التوجه لمؤسسات الامم المتحدة والهيئات الدولية استكمالا للقرار التاريخي الذي اتخذ في الامم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين وبرأيي هذه اقل الاجراءات التي من الممكن ان تتخذها القيادة الفلسطينية في الايام المقبلة.
? لماذا لم تتوجه القيادة الفلسطينية الى مؤسسات الامم المتحدة؟
- أعتقد ان اللجنة المركزية رفعت توصية للقيادة الفلسطينية، بمعنى انها رفعت توصية للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والتي ستستمع وسيكون هناك قرار واضح في اطار اللجنة التنفيذية بدعوة الاخ ابو مازن بالتوجه الى مؤسسات وهيئات الامم المتحدة حتى يكون هناك استكمال لكل الاجراءات التي ترتبت على الاعتراف بنا كدولة وان هناك دعما وتأييداً دوليا لصالح النضال الفلسطيني بضرورة قيام دولة فلسطين، وبالجوهر هذا يعني ان دولة فلسطين هي دولة تحت الاحتلال وان الشعب الفلسطيني يحق له ان يعيش في دولة تخضع الان لقوة احتلالية وهي اسرائيل.
? هل كان كيري يحاول تجنيد رأي عربي في اجتماع وزراء الخارجية العرب للضغط على القيادة الفلسطينية للقبول باتفاق اطار يهودية الدولة والتنازل عن غور الاردن لمدة 99 عاما؟
- هناك موقف واضح للقيادة الفلسطينية في اطار الجامعة العربية على الاجماع بتأييد الموقف الفلسطيني بمعنى ان الموقف العربي مساند وداعم بكل قوة للموقف الفلسطيني الرافض رفضا قاطعا للاعتراف بيهودية الدولة ويرفض رفضا قاطعا ان يكون هناك اي تواجد اسرائيلي على أرض دولة اسرائيل بعد الانسحاب من حدود الرابع من يونيو وبقاء الاستيطان في الاراضي الفلسطينية تحت اي ظرف من الظروف. نحن على يقين ان الموقف العربي سيكون داعما ومساندا للموقف الفلسطيني وموقف القيادة الفلسطينية من جانبنا نقول بكل صراحة حتى هذه اللحظة الورقة الاميركية لا ترتقي لمستوى طموحات وحقوق الشعب الفلسطيني اطلاقا.
? ما الخيارات والبدائل المتاحة في حال تعثرت الجهود الديبلوماسية الفلسطينية؟
- اعتقد ان الخيار الاول وهو الواقعي وعندي ثقة مسبقة بان الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية ستلجأ له فورا وهو التوجه الى مؤسسات وهيئات الامم المتحدة ووضع العالم امام مسؤولياته، وامام هذا الرفض والتعنت الاسرائيلي وتصريحات نتنياهو الاخيرة التي يرفض فيها وجود او ذكر اسم القدس في اقتراحات ما يسمى باتفاق الاطار من جانب كيري واصراره على موضوع السيطرة الامنية على الغور واستمرار الاستيطان مقابل اطلاق الاسرى كل هذه العوامل مجتمعة تدفع القيادة الفلسطينية الى الخيار الاكثر واقعية وعليه اجماع فلسطيني الان وهو التوجه الى مؤسسات وهيئات الامم المتحدة بغض النظر عن العوامل المترتبة على ذلك ونحن ندرك تماما النتائج المترتبة على هذا الموضوع.
? هل سيكون هناك استفتاء شعبي على أي اتفاق اطار؟
- لا اعتقد ان موضوع الاستفتاء الشعبي مطروح الان في ما يسمى بورقة اتفاق الاطار وهي ورقة الاطار التي لم تطرح وهي مجرد افكار يتم الحديث فيها هنا وهناك واحيانا يطرح على الطرف الفلسطيني بعض الافكار منها وطرحت على القيادة الفلسطينية، نحن نقول بصراحة هذه الافكار لم ترتق الى مستوى الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، اما ان يكون هناك اعتراف واضح تماما بحق الشعب الفلسطيني بقيام دولته على حدود الرابع من يونيو والقدس الشرقية عاصمة لها وألا يتواجد جندي اسرائيلي واحد على سم متر واحد على حدود هذه الدولة الفلسطينية وفي الوقت نفسه الربط الفلسطيني المطلق للاعتراف بيهودية دولة اسرائيل ولم ترتق الورقة لكل هذه القضايا لذلك من غير الممكن طرح هذه الافكار للاستفتاء او غيره لانها من حيث الجوهر هي مرفوضة.
? نتنياهو يسعى لتمديد المفاوضات لعام اخر ويسوق مقترح القدس الفلسطينية في الاطراف الشمالية والجنوبية مثل بيت حنينا وشعفاط والعيزرية وابو ديس، ما هو تعليقك؟
- الرئيس ابو مازن اكد لكيري التزامه المدة التي تم الاتفاق عليها وهي 9 شهور شريطة ان يكون هناك جهد اميركي جدي للضغط على اسرائيل للاعتراف بالحقوق الاسرائيلية المشروعة للشعب الفلسطيني ووقف الاستيطان وبنفس الوقت نؤكد للجميع ان الصيغ الفضفاضة التي لا تتناول موضوع القدس الشرقية بشكل واضح كعاصمة للدولة الفلسطينية هي صيغ مرفوضة من جانب القيادة الفلسطينية ولا يمكن ان نقبل اي لبس في هذا الموضوع لانه لا لون ولا طعم ولا رائحة للدولة الفلسطينية من دون ان تكون القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة اما الحديث الان عن القدس الكبرى والموحدة و ان تكون بعض اطراف القدس هي عاصمة للفلسطينيين فلن يتم القبول به تحت اي ظرف من الظروف من قبل القيادة الفلسطينية نحن نقول حدود الرابع من يونيو هي حدود الدولة الفلسطينية في مقدمها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين ولن نقبل بأي صيغ فضفاضة في هذا الموضوع.
? خرج القيادي في حركة «حماس» صلاح البردويل بتصريح ايجابي يطالب فيه عباس بتشكيل حكومة والبدء بتنفيذ اتفاق القاهرة والدوحة، ما موقفكم؟
- انا اعتقد ان موضوع المصالحة لم يعد قابلا للحديث المزركش والجمل الجميلة، بل هو موضوع وطني من الطراز الاول ويجب ان تكون هناك خطوات جدية لا يجوز ان يخضع هذا الموضوع اطلاقا لظروف استثنائية بمعنى اذا كانت حماس تعيش بظروف استثنائية حاليا و تمارس وتعيش حالة من ما يشبه الحصار السياسي والاقليمي وغيره وتريد الان ان تتغنى فقط بشعار المصالحة من دون ان تكون هناك خطوات جدية من جانب حماس بالالتزام بالاتفاقات التي تم التوقيع عليها بيننا وبينهم سواء كان في القاهرة او في الدوحة، المطلوب الان خطوات جدية وليس شعارات تطلق هنا وهناك بتقديري ان المناخ العام مناسب لان نخطو خطوات ايجابية في اتجاه المصالحة اما ان يبقى كلاما ومجرد هروب من الواقع والتملص والهروب من الحالة الاستثنائية التي تعيشها حركة حماس في قطاع غزة وقيادة الحركة في الخارج انا برأيي ان هذا كلام مرفوض وغير مقبول.
? ما الخطوات الجدية المطلوبة من «حماس»؟
- اولا ان تعترف باتفاقيات القاهرة والدوحة وتطبيقها فورا، بمعنى التوجه الى الانتخابات العامة وتشكيل حكومة وحدة وطنية الاعتراف بضرورة التوجه الى صندوق الاقتراع والانتخابات العامة هي كلمة السر في انهاء حالة الانقسام الفلسطيني. اما ان يبقى الهروب من هذا الموضوع تحت شعارات مختلفة، اعتقد انه هذا يدلل على عدم جدية في التوجه نحو المصالحة، يجب ان يكون هناك اعتراف واقرار من حركة حماس، ونحن نوافق على المطروح من قبل القيادة الفلسطينية والاخ الرئيس ابو مازن بان يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية لفترة موقتة ومحددة زمنيا وان يتم الاتفاق على موعد للانتخابات العامة التشريعية والرئاسية من دون ابطاء في ذلك اطلاقا هذه الخطوة العملية الجدية التي تفضي الى خطوات جدية نحو المصالحة.
? هل اصلاح المنظمة ودخول حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» فيها سيجري قبل ام بعد الانتخابات؟
- انا اعتقد ان الاصلاح في اطار المنظمة والانتخابات التشريعية والرئاسية منصوص عليها في اتفاق الدوحة والقاهرة وتسير كلها في خطوط متوازية، بمعنى انه تم الاتفاق على تشكيل لجان حكومة ومصالحة و تفعيل منظمة التحرير وتم الاتفاق على ان تعمل كلها بالتوازي ولكن لانهاء حالة الانقسام والشيء الفعلي والحقيقي الذي يجسد حالة انهاء الانقسام مسألتين في غاية الاهمية اولا حكومة وحدة وطنية ثانيا ان يتم الاتفاق على تاريخ محدد لاجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية هذه مقدمات لانهاء الانقسام، وهناك مجموعة من اللجان تعمل على المصالحة الاجتماعية وتطوير هياكل واطر منظمة التحرير تسير بخط متواز ضمن الاتفاق الموقع بيننا وبين الاخوة في حركة «حماس» في اتفاق الدوحة والقاهرة.
? في حال تم اجراء انتخابات في الضفة وقطاع غزة ودخلت حركتا «حماس» و«الجهاد الاسلامي» داخل اطار منظمة التحرير، هل ستضمن الفوز او لدى «فتح» قناعة انها ستعود بنظر الشعب الفلسطيني كما كانت قبل العام 2006؟
- انا اتمنى ان نذهب الى هذا الخيار لنحمي فلسطين ونحافظ على وحدتنا الفلسطينية ونعيد اللحمة الى شطري الوطن، «فتح» ستحترم نتائج صندوق الاقتراع كما احترمناها في نتائج الانتخابات التشريعية السابقة وتم تشكيل حكومة وحدة وطنية بمعنى ان فتح احترمت نتائج صندوق الاقتراع واعترفت به، ونحن سنحترم نتائج صندوق الاقتراع مع قناعتنا التامة ان الشعب الفلسطيني بعد اكثر من 7 سنوات من حالة الانقسام، وما آلت اليه الامور يستطيع الان ان يميز بين الغث والثمين ويستطيع ان يميز اي البرامج اقرب الى طموحاته بانهاء الاحتلال والوصول الى دولة فلسطينية ديموقراطية تؤمن بالتعددية وتؤمن بحرية التعبير، واعتقد ان التجربة التي مر بها الشعب الفلسطيني خلال مرحلة الانقسام تؤهله ان يذهب الى صندوق الاقتراع ويختار الخيار الافضل وعندي ثقة ان حركة فتح مازالت تمثل الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني في برنامجها التحرري وعندي ثقة ان الشعب الفلسطيني سينتصر الى برنامج «فتح» التحرري.
? هل تم ابلاغكم حقا بخطط اسرائيلية جديدة بتسليم مناطق «سي» للسلطة الفلسطينية؟
- لم نبلغ رسميا اطلاقا من جانب الحكومة الاسرائيلية بهذا الموقف ولا بتسليم مناطق «سي» او «بي» او غيرها وكما تعلم هناك مفاوضات وكيري يفكر الان بطرح ما يسمى اتفاق اطار الذي اشرت له في بداية حديثي.
وقال في حوار مع «الراي»، ان «الصيغ الفضفاضة بالنسبة للقدس لا يمكن ان تمر ولن يكون هناك سلام وامن واستقرار من دون ان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. احياء القدس جزء من المدينة وليست بديلا عنها».
واضاف ان «موضوع المصالحة بين حركتي فتح وحماس لم يعد قابلا للحديث المزركش والجمل الجميلة وفتح معبر رفح مرهون بالمصالحة وحرس الرئاسة لن يكون في المعبر ديكور».
واوضح ان «فتح مستعدة للانتخابات وستفوز بها، واسرائيل هي التي تستخدم شعار بان المؤسسة الامنية غير قادرة على مواجهة التنظيمات السياسية الاخرى الفاعلة في الاراضي الفلسطينية حتى تتهرب من استحقاق ودفع فاتورة الانسحاب من الضفة الغربية».
وفي ما يلي نص اللقاء:
? هل تضعنا في صورة اخر التطورات وموقف اللجنة المركزية وحركة «فتح» من جهود وزير الخارجية الاميركي جون كيري في المفاوضات؟
- منذ بداية الجهود التي بذلت من الولايات المتحدة وتحديدا من كيري كان هناك ترحيب فلسطيني بهذه الجهود، وكنا نتمنى ان تثمر بالوصول الى اتفاق تعترف من خلاله اسرائيل بحدود الدولة الفلسطينية حدود الرابع من يونيو العام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، ولكن واضح تماما ان الموقف الاسرائيلي المتعنت أعاق هذه الجهود والاجراءات الاسرائيلية ايضا واعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انه لا يريد اسم القدس في الورقة الاميركية المقترحة شكل عامل اعاقة وتعطيلا لكل هذه الجهود التي يبذلها كيري مع ان الورقة المقترحة بما ورد فيها من أفكار لا تلبي احتياجات الحد الاجنى للشعب وللقيادة الفلسطينية وهي لم ترتق الى مستوى الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية ولم تشر بشكل واضح لان القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. موقف القيادة الفلسطينية عندما اجتمعت اللجنة المركزية قبل يومين كان واضحا و قررت في اجتماعها الاخير رفع توصية للرئيس محمود عباس (ابو مازن) بضرورة ان يتم التوجه الى مؤسسات الامم المتحدة، اما هذا الصلف والتعنت الاسرائيلي واستمرار اسرائيل في الاستيطان في الضفة الغربية ومدينة القدس، وفي نفس الوقت كان هناك موقف واضح في اللجنة المركزية لحركة فتح انه طالما اسرائيل تعيق الجهود التي تبذلها الادارة الاميركية، لا مناص الا التوجه لمؤسسات الامم المتحدة والهيئات الدولية استكمالا للقرار التاريخي الذي اتخذ في الامم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين وبرأيي هذه اقل الاجراءات التي من الممكن ان تتخذها القيادة الفلسطينية في الايام المقبلة.
? لماذا لم تتوجه القيادة الفلسطينية الى مؤسسات الامم المتحدة؟
- أعتقد ان اللجنة المركزية رفعت توصية للقيادة الفلسطينية، بمعنى انها رفعت توصية للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والتي ستستمع وسيكون هناك قرار واضح في اطار اللجنة التنفيذية بدعوة الاخ ابو مازن بالتوجه الى مؤسسات وهيئات الامم المتحدة حتى يكون هناك استكمال لكل الاجراءات التي ترتبت على الاعتراف بنا كدولة وان هناك دعما وتأييداً دوليا لصالح النضال الفلسطيني بضرورة قيام دولة فلسطين، وبالجوهر هذا يعني ان دولة فلسطين هي دولة تحت الاحتلال وان الشعب الفلسطيني يحق له ان يعيش في دولة تخضع الان لقوة احتلالية وهي اسرائيل.
? هل كان كيري يحاول تجنيد رأي عربي في اجتماع وزراء الخارجية العرب للضغط على القيادة الفلسطينية للقبول باتفاق اطار يهودية الدولة والتنازل عن غور الاردن لمدة 99 عاما؟
- هناك موقف واضح للقيادة الفلسطينية في اطار الجامعة العربية على الاجماع بتأييد الموقف الفلسطيني بمعنى ان الموقف العربي مساند وداعم بكل قوة للموقف الفلسطيني الرافض رفضا قاطعا للاعتراف بيهودية الدولة ويرفض رفضا قاطعا ان يكون هناك اي تواجد اسرائيلي على أرض دولة اسرائيل بعد الانسحاب من حدود الرابع من يونيو وبقاء الاستيطان في الاراضي الفلسطينية تحت اي ظرف من الظروف. نحن على يقين ان الموقف العربي سيكون داعما ومساندا للموقف الفلسطيني وموقف القيادة الفلسطينية من جانبنا نقول بكل صراحة حتى هذه اللحظة الورقة الاميركية لا ترتقي لمستوى طموحات وحقوق الشعب الفلسطيني اطلاقا.
? ما الخيارات والبدائل المتاحة في حال تعثرت الجهود الديبلوماسية الفلسطينية؟
- اعتقد ان الخيار الاول وهو الواقعي وعندي ثقة مسبقة بان الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية ستلجأ له فورا وهو التوجه الى مؤسسات وهيئات الامم المتحدة ووضع العالم امام مسؤولياته، وامام هذا الرفض والتعنت الاسرائيلي وتصريحات نتنياهو الاخيرة التي يرفض فيها وجود او ذكر اسم القدس في اقتراحات ما يسمى باتفاق الاطار من جانب كيري واصراره على موضوع السيطرة الامنية على الغور واستمرار الاستيطان مقابل اطلاق الاسرى كل هذه العوامل مجتمعة تدفع القيادة الفلسطينية الى الخيار الاكثر واقعية وعليه اجماع فلسطيني الان وهو التوجه الى مؤسسات وهيئات الامم المتحدة بغض النظر عن العوامل المترتبة على ذلك ونحن ندرك تماما النتائج المترتبة على هذا الموضوع.
? هل سيكون هناك استفتاء شعبي على أي اتفاق اطار؟
- لا اعتقد ان موضوع الاستفتاء الشعبي مطروح الان في ما يسمى بورقة اتفاق الاطار وهي ورقة الاطار التي لم تطرح وهي مجرد افكار يتم الحديث فيها هنا وهناك واحيانا يطرح على الطرف الفلسطيني بعض الافكار منها وطرحت على القيادة الفلسطينية، نحن نقول بصراحة هذه الافكار لم ترتق الى مستوى الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، اما ان يكون هناك اعتراف واضح تماما بحق الشعب الفلسطيني بقيام دولته على حدود الرابع من يونيو والقدس الشرقية عاصمة لها وألا يتواجد جندي اسرائيلي واحد على سم متر واحد على حدود هذه الدولة الفلسطينية وفي الوقت نفسه الربط الفلسطيني المطلق للاعتراف بيهودية دولة اسرائيل ولم ترتق الورقة لكل هذه القضايا لذلك من غير الممكن طرح هذه الافكار للاستفتاء او غيره لانها من حيث الجوهر هي مرفوضة.
? نتنياهو يسعى لتمديد المفاوضات لعام اخر ويسوق مقترح القدس الفلسطينية في الاطراف الشمالية والجنوبية مثل بيت حنينا وشعفاط والعيزرية وابو ديس، ما هو تعليقك؟
- الرئيس ابو مازن اكد لكيري التزامه المدة التي تم الاتفاق عليها وهي 9 شهور شريطة ان يكون هناك جهد اميركي جدي للضغط على اسرائيل للاعتراف بالحقوق الاسرائيلية المشروعة للشعب الفلسطيني ووقف الاستيطان وبنفس الوقت نؤكد للجميع ان الصيغ الفضفاضة التي لا تتناول موضوع القدس الشرقية بشكل واضح كعاصمة للدولة الفلسطينية هي صيغ مرفوضة من جانب القيادة الفلسطينية ولا يمكن ان نقبل اي لبس في هذا الموضوع لانه لا لون ولا طعم ولا رائحة للدولة الفلسطينية من دون ان تكون القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة اما الحديث الان عن القدس الكبرى والموحدة و ان تكون بعض اطراف القدس هي عاصمة للفلسطينيين فلن يتم القبول به تحت اي ظرف من الظروف من قبل القيادة الفلسطينية نحن نقول حدود الرابع من يونيو هي حدود الدولة الفلسطينية في مقدمها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين ولن نقبل بأي صيغ فضفاضة في هذا الموضوع.
? خرج القيادي في حركة «حماس» صلاح البردويل بتصريح ايجابي يطالب فيه عباس بتشكيل حكومة والبدء بتنفيذ اتفاق القاهرة والدوحة، ما موقفكم؟
- انا اعتقد ان موضوع المصالحة لم يعد قابلا للحديث المزركش والجمل الجميلة، بل هو موضوع وطني من الطراز الاول ويجب ان تكون هناك خطوات جدية لا يجوز ان يخضع هذا الموضوع اطلاقا لظروف استثنائية بمعنى اذا كانت حماس تعيش بظروف استثنائية حاليا و تمارس وتعيش حالة من ما يشبه الحصار السياسي والاقليمي وغيره وتريد الان ان تتغنى فقط بشعار المصالحة من دون ان تكون هناك خطوات جدية من جانب حماس بالالتزام بالاتفاقات التي تم التوقيع عليها بيننا وبينهم سواء كان في القاهرة او في الدوحة، المطلوب الان خطوات جدية وليس شعارات تطلق هنا وهناك بتقديري ان المناخ العام مناسب لان نخطو خطوات ايجابية في اتجاه المصالحة اما ان يبقى كلاما ومجرد هروب من الواقع والتملص والهروب من الحالة الاستثنائية التي تعيشها حركة حماس في قطاع غزة وقيادة الحركة في الخارج انا برأيي ان هذا كلام مرفوض وغير مقبول.
? ما الخطوات الجدية المطلوبة من «حماس»؟
- اولا ان تعترف باتفاقيات القاهرة والدوحة وتطبيقها فورا، بمعنى التوجه الى الانتخابات العامة وتشكيل حكومة وحدة وطنية الاعتراف بضرورة التوجه الى صندوق الاقتراع والانتخابات العامة هي كلمة السر في انهاء حالة الانقسام الفلسطيني. اما ان يبقى الهروب من هذا الموضوع تحت شعارات مختلفة، اعتقد انه هذا يدلل على عدم جدية في التوجه نحو المصالحة، يجب ان يكون هناك اعتراف واقرار من حركة حماس، ونحن نوافق على المطروح من قبل القيادة الفلسطينية والاخ الرئيس ابو مازن بان يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية لفترة موقتة ومحددة زمنيا وان يتم الاتفاق على موعد للانتخابات العامة التشريعية والرئاسية من دون ابطاء في ذلك اطلاقا هذه الخطوة العملية الجدية التي تفضي الى خطوات جدية نحو المصالحة.
? هل اصلاح المنظمة ودخول حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» فيها سيجري قبل ام بعد الانتخابات؟
- انا اعتقد ان الاصلاح في اطار المنظمة والانتخابات التشريعية والرئاسية منصوص عليها في اتفاق الدوحة والقاهرة وتسير كلها في خطوط متوازية، بمعنى انه تم الاتفاق على تشكيل لجان حكومة ومصالحة و تفعيل منظمة التحرير وتم الاتفاق على ان تعمل كلها بالتوازي ولكن لانهاء حالة الانقسام والشيء الفعلي والحقيقي الذي يجسد حالة انهاء الانقسام مسألتين في غاية الاهمية اولا حكومة وحدة وطنية ثانيا ان يتم الاتفاق على تاريخ محدد لاجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية هذه مقدمات لانهاء الانقسام، وهناك مجموعة من اللجان تعمل على المصالحة الاجتماعية وتطوير هياكل واطر منظمة التحرير تسير بخط متواز ضمن الاتفاق الموقع بيننا وبين الاخوة في حركة «حماس» في اتفاق الدوحة والقاهرة.
? في حال تم اجراء انتخابات في الضفة وقطاع غزة ودخلت حركتا «حماس» و«الجهاد الاسلامي» داخل اطار منظمة التحرير، هل ستضمن الفوز او لدى «فتح» قناعة انها ستعود بنظر الشعب الفلسطيني كما كانت قبل العام 2006؟
- انا اتمنى ان نذهب الى هذا الخيار لنحمي فلسطين ونحافظ على وحدتنا الفلسطينية ونعيد اللحمة الى شطري الوطن، «فتح» ستحترم نتائج صندوق الاقتراع كما احترمناها في نتائج الانتخابات التشريعية السابقة وتم تشكيل حكومة وحدة وطنية بمعنى ان فتح احترمت نتائج صندوق الاقتراع واعترفت به، ونحن سنحترم نتائج صندوق الاقتراع مع قناعتنا التامة ان الشعب الفلسطيني بعد اكثر من 7 سنوات من حالة الانقسام، وما آلت اليه الامور يستطيع الان ان يميز بين الغث والثمين ويستطيع ان يميز اي البرامج اقرب الى طموحاته بانهاء الاحتلال والوصول الى دولة فلسطينية ديموقراطية تؤمن بالتعددية وتؤمن بحرية التعبير، واعتقد ان التجربة التي مر بها الشعب الفلسطيني خلال مرحلة الانقسام تؤهله ان يذهب الى صندوق الاقتراع ويختار الخيار الافضل وعندي ثقة ان حركة فتح مازالت تمثل الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني في برنامجها التحرري وعندي ثقة ان الشعب الفلسطيني سينتصر الى برنامج «فتح» التحرري.
? هل تم ابلاغكم حقا بخطط اسرائيلية جديدة بتسليم مناطق «سي» للسلطة الفلسطينية؟
- لم نبلغ رسميا اطلاقا من جانب الحكومة الاسرائيلية بهذا الموقف ولا بتسليم مناطق «سي» او «بي» او غيرها وكما تعلم هناك مفاوضات وكيري يفكر الان بطرح ما يسمى اتفاق اطار الذي اشرت له في بداية حديثي.