«تأكيد بالصور» أن السيارة المفخخة كانت آتية من الضاحية الجنوبية
الادّعاء في محكمة الحريري يؤشر إلى جهات خارجية
وفق «الخط البياني» نفسه الذي يشكّل أساس القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، أنهى فريق الادعاء في المحكمة الخاصة بلبنان امس عرض ملفّه مستنداً الى قرينة الاتصالات ومفنداً بالتواريخ والثواني وقائع الجريمة ومراحل التحضير والتخطيط لها وصولاً الى تنفيذها في 14 فبراير 2005.
ومع إنجاز الادعاء عرض قراره الاتهامي للاربعة من «حزب الله» الذين يُحاكمون غيابياً في لاهاي، وبدء مرحلة إعطاء الكلام للمتضررين على أن تنتهي الثلاثاء المقبل الجلسات المخصصة لعرض القضية، تتجه الأنظار الى يوم الاربعاء حيث من المفترض ان تنطلق عملية الاستماع للشهود غير المعروفين وكشف الادلة التي استند اليها الادعاء في تكوين ملفه الذي تضمّن تشريحاً مفصلاً واحترافياً لما وصفه بانه «المؤامرة» التي دُبرت للحريري منذ اعلانه نيته الاستقالة من آخر حكومة ترأسها في النصف الأخير من العام 2004.
وعلى مسامع الرئيس سعد الحريري الذي كان موجودا في قاعة المحاكمة وبجانبه عدد من ذوي ضحايا تفجير 14 فبراير 2005 وسائر الشخصيات التي تم اغتيالها حتى ديسمبر 2013، عاود وكيل الادعاء القاضي غرايم كاميرون «تمثيل» المراحل الاخيرة من اغتيال الحريري انطلاقاً من خريطة الاتصالات التي تُظهر أدوار كل من مصطفى بدر الدين وسليم عياش واسد صبرا وحسن عنيسي والمتهَم الخامس حبيب مرعي (لم يُضم ملفه بعد الى القضية الاساسية) ومعهم آخرون في رصد الحريري وصولاً الى يوم تفجيره وتأمين ظهور المدعو احمد ابو عدس في شريط فيديو عبر قناة «الجزيرة» متبنياً زوراً العملية الانتحارية بعيد وقوعها.
ورغم ان القرار الاتهامي لم يتضمّن مفاجآت، لاسيما وان اجزاء واسعة منه كانت كُشفت من المحكمة في اغسطس 2011 فان اللافت في سياق اليومين الاولين من المحاكمة هو النقاط الآتية:
* حرص الادعاء على تحديد «الزمن السياسي» للجريمة عبر ربط بدء مرحلة التحضير العملي لها باستقالة الحريري من الحكومة التي كان يترأسها في اكتوبر 2004 وتحديداً منذ ان ابلغ الى المعنيين نيته بالاستقالة اي قبل نحو اسبوعين من اعلانها في 20 اكتوبر من ذلك العام.
واعتُبرت هذه الاشارة الجديدة وغير المسبوقة من الادعاء الى ان التحقيق الدولي الموازي والمستمر في هذه الجريمة للوصول الى المحرضين ومتخذي قرار اغتيال الحريري يسير بمنحى يربط الاعتداء بجهات خارجية وبالبيئة السياسية التي كانت سائدة حينها في لبنان في ظل التحضيرات للانتخابات النيابية التي كان النظام السوري وحلفاؤه في بيروت يبحثون في كيفية الحؤول دون ان يفوز بها الحريري الذي كان اقترب في تلك المرحلة من «لقاء البريستول» المعارض لسورية، قبل ان يخطو في 28 يناير 2005 (اي قبل 17 يوماً من اغتياله) الخطوة الاكثر وضوحاً في اتجاه الانخراط فيه تمهيداً لخوض انتخابات صيف العام 2005 مع المعارضة.
* تحديد المتفجرات التي استُخدمت في التفجير على انها «ار دي اكس» التي وصفها الادعاء بانها «عسكرية الاستخدام» بمعنى انها لا تكن في عهدة افراد بل جيوش ودول وهو المؤشر الثاني الى ان التحقيق المتواصل في الجريمة يسير في اتجاه أبعد من الشبكة المنفذة والى جهات خارجية.
* تعمُّد منفذي الاغتيال ومن باب تضليل اي تحقيق محتمل من خلال جعل طرابلس المكان الذي اشترى منه سليم عياش الهواتف الخلوية التي شكلت الشبكة الحمراء، منها وايضاً فان «الميتسوبيتشي» الذي استخدمه الانتحاري.
* الاشارة الى أن المجموعة التي اغتالت رفيق الحريري محترفة وصاحبة خبرة كبيرة في هذه العمليات، بدليل أن اختيارها للطريق العابرة من السان جورج ليست مصادفة، بل هي خيار، لأن هذه الطريق تكاد تكون مثل واد محاط بجدران، في إشارة الى أن الطريق تنخفض ليتم ضبطها ببناية سان جورج وبناية بيبلوس التي في مقابلها.
* التأكيد بالصور أن الفان المفخخ كان آتيا من الضاحية الجنوبية الى منطقة سان جورج عبر نفق الرئيس سليمان فرنجية.
* اشارة الادعاء الى أن جهات داخلية وخارجية خطّطت لاغتيال الحريري بواسطة الانتحاري.
* تركيز الادعاء على خريطة الاتصالات مع التشديد على الارتباط المكاني بين الهواتف الشخصية للمتهمين وهواتف المهمة التي كانوا استصحلوا عليها مستنداً الى ادلة يفترض ان يكشفها عن امكان تحديد صاحب الهاتف الشخصي استناداً الى رسائل نصية وقرائن اخرى.
وقسم الادعاء الشبكات وفق الآتي: الشبكة الحمراء هي شبكة سرية استخدمتها المجموعة التي تولّت اغتيال الحريري، وتتألّف من هواتف (اتسمت منها بكثافة الاتصال) وكانت هذه الهواتف الثمانية مستعملة من 4 يناير 2005 حتى توقف استعمالها كليا قبل دقيقتين من وقوع الاعتداء في 14 فبراير 2005.
والشبكة الخضراء هي مجموعة مؤلفة من هواتف شكّلت شبكة سرية من 13 اكتوبر 2004 حتى توقف استعمالها كليا في 14 فبراير 2005، قبل نحو ساعة واحدة من وقوع الاعتداء.
وقد استعملت هواتف الشبكة الخضراء للاشراف على الاعتداء وتنسيقه.
أما الشبكة الزرقاء فهي شبكة اتصالات مفتوحة استعملت بين عامي 2004 و2005.
والهواتف الزرقاء استعملتها مجموعة الاغتيال لأغراض منها التحضير للاعتداء ومراقبة الحريري.
والشبكة الصفراء هي شبكة مفتوحة شغلت للمرة الأولى ما بين العام 1999 والعام 2003، واستعملت حتى 7 ديمسبر من 2005. ثم استبدلت مع مرور الوقت باستعمال الهواتف الزرقاء.
والهواتف الأرجوانية هي شبكة مفتوحة استعملت استعمالاً عاديا، وقد شغلت للمرة الأولى قبل العام 2003 واستعملت حتى 15 أو 16 فبراير 2005. واستعملت الهواتف الأرجوانية لتنسيق عملية الاعلان زورا عن المسؤولية عن الاعتداء.
ومع إنجاز الادعاء عرض قراره الاتهامي للاربعة من «حزب الله» الذين يُحاكمون غيابياً في لاهاي، وبدء مرحلة إعطاء الكلام للمتضررين على أن تنتهي الثلاثاء المقبل الجلسات المخصصة لعرض القضية، تتجه الأنظار الى يوم الاربعاء حيث من المفترض ان تنطلق عملية الاستماع للشهود غير المعروفين وكشف الادلة التي استند اليها الادعاء في تكوين ملفه الذي تضمّن تشريحاً مفصلاً واحترافياً لما وصفه بانه «المؤامرة» التي دُبرت للحريري منذ اعلانه نيته الاستقالة من آخر حكومة ترأسها في النصف الأخير من العام 2004.
وعلى مسامع الرئيس سعد الحريري الذي كان موجودا في قاعة المحاكمة وبجانبه عدد من ذوي ضحايا تفجير 14 فبراير 2005 وسائر الشخصيات التي تم اغتيالها حتى ديسمبر 2013، عاود وكيل الادعاء القاضي غرايم كاميرون «تمثيل» المراحل الاخيرة من اغتيال الحريري انطلاقاً من خريطة الاتصالات التي تُظهر أدوار كل من مصطفى بدر الدين وسليم عياش واسد صبرا وحسن عنيسي والمتهَم الخامس حبيب مرعي (لم يُضم ملفه بعد الى القضية الاساسية) ومعهم آخرون في رصد الحريري وصولاً الى يوم تفجيره وتأمين ظهور المدعو احمد ابو عدس في شريط فيديو عبر قناة «الجزيرة» متبنياً زوراً العملية الانتحارية بعيد وقوعها.
ورغم ان القرار الاتهامي لم يتضمّن مفاجآت، لاسيما وان اجزاء واسعة منه كانت كُشفت من المحكمة في اغسطس 2011 فان اللافت في سياق اليومين الاولين من المحاكمة هو النقاط الآتية:
* حرص الادعاء على تحديد «الزمن السياسي» للجريمة عبر ربط بدء مرحلة التحضير العملي لها باستقالة الحريري من الحكومة التي كان يترأسها في اكتوبر 2004 وتحديداً منذ ان ابلغ الى المعنيين نيته بالاستقالة اي قبل نحو اسبوعين من اعلانها في 20 اكتوبر من ذلك العام.
واعتُبرت هذه الاشارة الجديدة وغير المسبوقة من الادعاء الى ان التحقيق الدولي الموازي والمستمر في هذه الجريمة للوصول الى المحرضين ومتخذي قرار اغتيال الحريري يسير بمنحى يربط الاعتداء بجهات خارجية وبالبيئة السياسية التي كانت سائدة حينها في لبنان في ظل التحضيرات للانتخابات النيابية التي كان النظام السوري وحلفاؤه في بيروت يبحثون في كيفية الحؤول دون ان يفوز بها الحريري الذي كان اقترب في تلك المرحلة من «لقاء البريستول» المعارض لسورية، قبل ان يخطو في 28 يناير 2005 (اي قبل 17 يوماً من اغتياله) الخطوة الاكثر وضوحاً في اتجاه الانخراط فيه تمهيداً لخوض انتخابات صيف العام 2005 مع المعارضة.
* تحديد المتفجرات التي استُخدمت في التفجير على انها «ار دي اكس» التي وصفها الادعاء بانها «عسكرية الاستخدام» بمعنى انها لا تكن في عهدة افراد بل جيوش ودول وهو المؤشر الثاني الى ان التحقيق المتواصل في الجريمة يسير في اتجاه أبعد من الشبكة المنفذة والى جهات خارجية.
* تعمُّد منفذي الاغتيال ومن باب تضليل اي تحقيق محتمل من خلال جعل طرابلس المكان الذي اشترى منه سليم عياش الهواتف الخلوية التي شكلت الشبكة الحمراء، منها وايضاً فان «الميتسوبيتشي» الذي استخدمه الانتحاري.
* الاشارة الى أن المجموعة التي اغتالت رفيق الحريري محترفة وصاحبة خبرة كبيرة في هذه العمليات، بدليل أن اختيارها للطريق العابرة من السان جورج ليست مصادفة، بل هي خيار، لأن هذه الطريق تكاد تكون مثل واد محاط بجدران، في إشارة الى أن الطريق تنخفض ليتم ضبطها ببناية سان جورج وبناية بيبلوس التي في مقابلها.
* التأكيد بالصور أن الفان المفخخ كان آتيا من الضاحية الجنوبية الى منطقة سان جورج عبر نفق الرئيس سليمان فرنجية.
* اشارة الادعاء الى أن جهات داخلية وخارجية خطّطت لاغتيال الحريري بواسطة الانتحاري.
* تركيز الادعاء على خريطة الاتصالات مع التشديد على الارتباط المكاني بين الهواتف الشخصية للمتهمين وهواتف المهمة التي كانوا استصحلوا عليها مستنداً الى ادلة يفترض ان يكشفها عن امكان تحديد صاحب الهاتف الشخصي استناداً الى رسائل نصية وقرائن اخرى.
وقسم الادعاء الشبكات وفق الآتي: الشبكة الحمراء هي شبكة سرية استخدمتها المجموعة التي تولّت اغتيال الحريري، وتتألّف من هواتف (اتسمت منها بكثافة الاتصال) وكانت هذه الهواتف الثمانية مستعملة من 4 يناير 2005 حتى توقف استعمالها كليا قبل دقيقتين من وقوع الاعتداء في 14 فبراير 2005.
والشبكة الخضراء هي مجموعة مؤلفة من هواتف شكّلت شبكة سرية من 13 اكتوبر 2004 حتى توقف استعمالها كليا في 14 فبراير 2005، قبل نحو ساعة واحدة من وقوع الاعتداء.
وقد استعملت هواتف الشبكة الخضراء للاشراف على الاعتداء وتنسيقه.
أما الشبكة الزرقاء فهي شبكة اتصالات مفتوحة استعملت بين عامي 2004 و2005.
والهواتف الزرقاء استعملتها مجموعة الاغتيال لأغراض منها التحضير للاعتداء ومراقبة الحريري.
والشبكة الصفراء هي شبكة مفتوحة شغلت للمرة الأولى ما بين العام 1999 والعام 2003، واستعملت حتى 7 ديمسبر من 2005. ثم استبدلت مع مرور الوقت باستعمال الهواتف الزرقاء.
والهواتف الأرجوانية هي شبكة مفتوحة استعملت استعمالاً عاديا، وقد شغلت للمرة الأولى قبل العام 2003 واستعملت حتى 15 أو 16 فبراير 2005. واستعملت الهواتف الأرجوانية لتنسيق عملية الاعلان زورا عن المسؤولية عن الاعتداء.