مؤتمر المانحين الثاني خرج بتعهدات لتقديم 2.4 مليار دولار من أصل 6.5 كانت مستهدفة

الأمير: 500 مليون دولار من القطاعين الحكومي والأهلي لدعم الوضع الإنساني للشعب السوري

تصغير
تكبير
• ديننا وقيمنا وإنسانيتنا تحتّم علينا العمل الدؤوب لمواجهة الكارثة المدمرة الأكبر في تاريخنا المعاصر

• مدعوون أن نجسد للعالم شعورنا بالمسؤولية الإنسانية في نجدة براءة الأطفال وكبار السن والنساء ومستقبل الشباب

• على الأطراف والفرقاء في سورية أن يضعوا نصب أعينهم مصير وطنهم وسلامة شعبهم فوق أي اعتبارات

• غوتيريس: دور الكويت لدعم الوضع الانساني في سورية جدير بالاعجاب

• ميقاتي: النازحون يشكلون ربع السكان ما أدى إلى انعكاسات على الاقتصاد اللبناني

• كيري: الوضع الإنساني في سورية «إهانة» لكل ضمير حي

• عدد القتلى تضاعف منذ انعقاد مؤتمرنا الأول وتشرّد ملايين اللاجئين والنازحين في الداخل والخارج

• التدهور طال قطاعاً يتعلق بمستقبل الأجيال إذ تخلّف قطاع التعليم وتعطّلت الدراسة ودُمّرت المدارس

• سعينا متواصل وحثيث للتخفيف من معاناة أشقائنا ... وتحدي موضوع اللاجئين كبير ومتزايد
فيما انتهى مؤتمر المانحين الثاني الذي استضافته الكويت أمس بتعهدات بتقديم 2.4 مليار دولار لاغاثة الشعب السوري، من أصل 6.5 مليار كانت مستهدفة، أعلن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، تبرع دولة الكويت بمبلغ 500 مليون دولار من القطاعين الحكومي والاهلي، وذلك لدعم الوضع الانساني للشعب السوري الشقيق.

وأشاد سمو أمير البلاد في كلمة افتتح بها المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية أمس، بموقف أبناء الكويت الاوفياء، الذين جبلوا على حب الخير والعطاء لاغاثة المنكوب ونجدة المحتاج ماضيا وحاضرا، وتفاعلهم مع النداءات الانسانية لاعانة المتضررين والمعوزين في كافة أنحاء العالم.


كما أشاد سموه بالمقيمين على ارض الكويت الطيبة وبكافة جمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني وبالقطاع الخاص والشخصيات الاعتبارية، وبتجاوبهم مع نداء الاستغاثة الذي اطلقه سموه من اجل اغاثة الاشقاء في سورية، داعيا اياهم الى مواصلة مد يد العون لهم والمساعدة.

وفي ما يلي نص كلمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد:

«بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

أصحاب السمو والمعالي والسعادة، معالي الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون، معالي الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، معالي الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، ضيوفنا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يسرني ان ارحب بكم في دولة الكويت ضيوفا أعزاء للمشاركة في المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية، شاكرا لمعالي الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون مبادرته لعقد هذا المؤتمر، الذي يجمعنا معه شعور مشترك بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا بالنسبة للنزاع الدموي المستمر في سورية، وسعينا المتواصل والحثيث للتخفيف من معاناة اشقائنا هناك، والتحدي الكبير والمتزايد بشأن موضوع اللاجئين منهم الى دول الجوار.

أصحاب السمو والمعالي والسعادة استجابت دولة الكويت لطلب معالي الامين العام للامم المتحدة، لاستضافة المؤتمر الثاني للمانحين بعد عام من استضافتنا المؤتمر الاول والذي حقق الاهداف المرجوة منه، الامر الذي عكس الدلالة الواضحة على المسؤولية التاريخية التي تشعر بها دولة الكويت تجاه اشقائها في سورية وادراكها لحجم الكارثة التي يعاني منها الاشقاء وضرورة حشد الجهود الدولية لمواجهتها والتخفيف من آثارها.

أصحاب السمو والمعالي والسعادة،

ينعقد الاجتماع الثاني للمانحين ولهيب الكارثة الانسانية في سورية مازال مستعرا، حاصدا عشرات الآلاف من الابرياء، ومدمرا كافة مظاهر الحياة ومهجرا للملايين، نتيجة لنزاع جائر ومستمر، استخدمت فيه كافة أنواع الاسلحة، بما فيها المحرمة دوليا ضد شعب أعزل.

ان متابعتنا للارقام المخيفة لاعداد القتلى والمفزعة لاعداد اللاجئين في الداخل والخارج التي تعلنها الوكالات الدولية المتخصصة، ومنها المفوضية السامية لحقوق الانسان، والتي تؤكد مقتل ما يقارب عن المئة والاربعين ألف قتيل، وهو ضعف عدد القتلى منذ انعقاد مؤتمرنا الاول، وتشريد ملايين اللاجئين والنازحين في الداخل والخارج، في ظروف معيشية ضاعف من قسوتها دخول موسم الشتاء. كما ان تقرير منظمة الاغذية والزراعة الاخير يؤكد تدهور القطاع الزراعي والحيواني بشكل دمر مقومات وقدرات البلاد على توفير امنها الغذائي. ولقد طال التدهور قطاعا مهما يتعلق بمستقبل الاجيال في سورية اذ تخلف قطاع التعليم وتعطلت المناهج الدراسية ودمرت المدارس، الامر الذي بات يهدد مستقبل النشء وبلادهم، ويتطلب وضع برامج تعليمية بالتعاون مع المؤسسات الدولية المختصة. كما ان انحدار مستوى الخدمات الصحية ساهم في تفشي الكثير من الامراض وانتشارها، ولعل تقرير منظمة الصحة العالمية الذي يؤكد تفشي مرض شلل الاطفال في الداخل والخارج، لدليل واضح على حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها أبناء الشعب السوري.

أصحاب السمو والمعالي والسعادة،

ان ديننا وقيمنا وانسانيتنا تحتم علينا امام هذا الواقع المرير والكارثة المدمرة، ان نستمر بالعمل الدؤوب وبلا كلل وبكل جهد لمواجهتها والتخفيف من آثارها وتداعياتها التي تعد الاكبر في تاريخنا المعاصر. وانني اناشدكم ضيوفنا الكرام المشاركين في هذا المؤتمر، ومناشدة دول العالم الأخرى التي لم تشارك فيه وكافة المنظمات والوكالات الدولية، للمساعدة بالتبرع وتقديم المساعدة للاخوة السوريين، حيث اننا مدعوون ان نجسد للعالم شعورنا بالمسؤولية الانسانية الملقاة على عاتقنا في نجدة براءة الاطفال وضعف كبار السن والنساء ومستقبل الشباب، تحقيقا للهدف الذي من اجله انعقد هذا المؤتمر.

أصحاب السمو والمعالي والسعادة،

لقد قامت بلادي الكويت ومنذ ان اندلعت الكارثة في سورية، بالمشاركة بكافة الجهود الهادفة للوصول الى حل سياسي للحرب الدائرة هناك، واعلنت مرارا استعدادها لبذل مزيد من الجهد لتحقيق ذلك الهدف، كما انها ادركت ان المسار الانساني الذي يمكن التعامل من خلاله مع هذه الكارثة الانسانية يتيح لها القدرة على تقديم الكثير من الاسهام والعطاء الانساني، حيث تواصل جهدها على المستويين الرسمي والشعبي في حشد الدعم والمساعدة للاشقاء في سورية، سواء في مخيماتهم في الخارج او المشردين منهم في الداخل. وقد اوفت دولة الكويت بكامل تعهداتها في المؤتمر الاول للمانحين، وذلك بتسليم كامل قيمة تبرعها البالغ 300 مليون دولار الى الامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، لتقوم بدورها بالتوزيع وفق تقديرها لاحتياجات الشعب السوري الشقيق، ليكون بذلك مجموع ما قدمته دولة الكويت لدعم الشعب السوري الشقيق في ظل هذه الظروف 430 مليون دولار، كما سجلت الجمعيات الخيرية الكويتية انجازات ملموسة في مساعيها للتخفيف من آلام الآلاف من اللاجئين والمشردين. وفي ظل استمرار الأوضاع الكارثية والظروف القاسية التي يعاني منها اشقاؤنا في سورية في الداخل والخارج، فانه يسرني ان أعلن من خلال هذا المؤتمر عن تبرع دولة الكويت بمبلغ 500 مليون دولار من القطاعين الحكومي والاهلي، وذلك لدعم الوضع الانساني للشعب السوري الشقيق. كما ويسرني من هذا المنبر الاشادة وبكل التقدير بموقف اخواني وابناء وطني اهل الكويت الاوفياء الذين جبلوا على حب الخير والعطاء، لاغاثة المنكوب ونجدة المحتاج ماضيا وحاضرا، وتفاعلهم مع النداءات الانسانية لاعانة المتضررين والمعوزين في كافة انحاء العالم، والاشادة أيضا بالمقيمين على ارض الكويت الطيبة وبكافة جمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني وبالقطاع الخاص والشخصيات الاعتبارية على تجاوبهم مع نداء الاستغاثة الذي اطلقناه لاغاثة اشقائنا السوريين كما ادعوهم لمواصلة يد العون لهم والمساعدة. كما اتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في توفير الدعم لاشقائنا من مؤسسات اقليمية ودولية.

اصحاب السمو والمعالي والسعادة،

ان المجتمع الدولي اليوم امام مسؤولية تاريخية واخلاقية وانسانية وقانونية، تتطلب منا جميعا تضافر الجهود والعمل الدؤوب للوصول الى حل ينهي هذه الكارثة ويحقن دماء شعب بأكمله ويحفظ كيان بلد ونصون فيه الامن والسلام الدوليين.

وحيث اننا نقف على ابواب انعقاد مؤتمر جنيف الثاني، ومن هذا المنبر ادعو مجلس الامن الدولي وهو الجهة المنوط فيها حفظ الامن والسلم الدوليين، ولاسيما الدول دائمة العضوية فيه الى ترك خلافاتها واختلافاتها جانبا، والتركيز على وضع حل لهذه الكارثة، التي طال استعارها وتوسعت آثارها ليس على المنطقة فحسب وانما العالم بأسره، ليعيدوا لهذا المحفل الدولي مصداقيته وقدرته على الاضطلاع بمسؤولياته التاريخية. كما ادعو الاطراف الاخرى والفرقاء في سورية الى ان يضعوا نصب اعينهم مصير وطنهم وسلامة شعبهم فوق اية اعتبارات اخرى، متمنيا لهذا المؤتمر كل التوفيق والسداد ليعود الامن والاستقرار لربوع سورية الشقيقة.

وفي الختام لا يسعني الا ان اكرر الشكر لمعالي الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، متمنيا لمؤتمركم التوفيق في تحقيق الهدف الذي من أجله عقد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

طالب باستجابة دولية لتوفير احتياجاتهم الأساسية

بان كي مون: نثمن الدعم الكويتي السخي للاجئين السوريين

ثمن السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون دعم الكويت السخي للاجئين السوريين وطالب بتقديم دعم دولي قوي للاستجابة لاحتياجاتهم، معربا عن جزيل الشكر لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد على استضافة الكويت المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية.

وقال بان كي مون في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إن استضافة الكويت للمؤتمر للمرة الثانية «يظهر مجددا التزام سمو الأمير المذهل بهذه القضية»، مشيدا بإعلان سموه تبرع الكويت بمبلغ 500 مليون دولار لمساعدة السوريين.

وأعرب عن الامتنان الكبير للمنظمات الدولية على مساعدتها للاجئين السوريين ودول الجوار لسورية «على تأقلمها مع تداعيات الصراع»، لافتا الى انـه «مع عـــقد المــــؤتمر الدولي الاول في الكويت العام المــاضـي كان هناك نحو أربعة ملايين من النازحين داخليا في سورية اضافة الى 700 ألف لاجئ تقريبا».

وذكر انه «بعد مرور عام أصبح هناك أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري وقتل أكثر من 100 ألف فرد وهناك أيضا نحو 30ر9 مليون شخص بحاجة الى مساعدات انسانية وهناك كذلك ما يزيد على 80 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين داخل سورية بحاجة الى المساعدة.

وتطرق كي مون الى أوجه المعاناة التي يمر بها الأشخاص في سورية منها الموت جوعا والعنف ضد النساء والاطفال علاوة على أن الصحة العامة هناك تشهد أزمة وكابوس مرض شلل الاطفال الذي عاود الظهور بعد القضاء عليه واستئصاله من المنطقة.

وذكر أن الصراع في سورية شهد أسوأ استعمال لأسلحة الدمار الشامل في القرن الـ 21 «والعالم متحد حاليا على أن الاسلحة الكيماوية لن تستخدم مجددا»، مبينا ان هناك 40 في المئة من المستشفيات لم تعد تعمل واضطر نصف الاطباء في بعض المناطق الى الفرار وهناك مليونا طفل تقريبا خارج المدارس وتعاني العائلات أسوأ فصول الشتاء منذ فترة طويلة.

وبين بان كي مون انه زار اللاجئين السوريين في الاردن وسورية والعراق وزار مخيم «كوركوسك» في إقليم كردستان العراق أمس بينما زار نائبه في وقت سابق اللاجئين السوريين في لبنان، داعيا الى التضامن مع اللاجئين السوريين «لنثبت لهم أن العالم يقف الى جانبهم».

وقدم السكرتير العام للامم المتحدة الشكر لسمو أمير البلاد على تبرع سموه بمبلغ 300 مليون دولار خلال مؤتمر المانحين الاول العام الماضي ساعدت في تأمين المياه النظيفة لعشرة ملايين فرد والرعاية الصحية والطعام لنحو 5ر3 مليون شخص كما قدم الشكر لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وخاصة دولة الكويت حكومة وشعبا على ما قدمته من مساعدات للسوريين.

وفي ما يتعلق بتأثيرات الأزمة السورية على دول الجوار، ذكر بان كي مون أن هناك دراسة مشتركة أجرتها الامم المتحدة بالتعاون مع البنك الدولي أشارت الى ان الناتج المحلي الاجمالي في لبنان يتراجع سنويا بمقدار ثلاثة في المئة ما يعني حاجة لبنان الى 5ر7 مليار دولار، لافتا إلى أن تكلفة استضافة المملكة الاردنية للاجئين السوريين تتخطى 1.5 مليار دولار كما ان تكاليف استضافة اللاجئين في تركيا والعراق مرتفعة للغاية.

وطلب السكرتير العام من الجهات المانحة الاستجابة لتوفير 5ر6 مليار دولار خلال العام الحالي لتخفيف الأزمة الانسانية التي يعاني منها نحو عشرة ملايين فرد داخل سورية وملايين اللاجئين في المجتمعات المضيفة بالدول المجاورة، وتناول السكرتير العام للأمم المتحدة موضوع مؤتمر جنيف 2 حول سورية، لافتا الى ان المؤتمر المقرر 22 يناير الجاري «يهدف الى تدشين آلية سياسية لحل الازمة السورية».

سلمان الحمود: نأمل أن يحقق المؤتمر ثماره

أعرب وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، عن الأمل في أن يحقق المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية ثماره ونتائجه، في تخفيف معاناة الشعب السوري، وإيصال رسالة واضحة له بأن العالم كله يقف معه.

وقال الشيخ سلمان الحمود في تصريح للصحافيين، في قصر بيان أمس، أن اعلان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد، أمام المؤتمر تبرع دولة الكويت بمبلغ 500 مليون دولار من القطاعين الحكومي والاهلي، يعتبر «مساهمة في تخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق، ودعما لجهود الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون، في تنظيم هذا المؤتمر الدولي للمرة الثانية في دولة الكويت».

فليمنغ: رقم قياسي وبادرة خير

قالت المتحدثة باسم مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ميليسا فليمنغ، في تصريح مماثل ان التبرع الذي تكرم به سمو أمير الكويت، يعتبر «رقما قياسيا وبادرة خير» معربة عن الامل في أن تتبعه مساهمات مماثلة من المجموعة الدولية «التي اجتمعت اليوم في ارض دولة الكويت». وعبرت فليمنج باسم المفوضية عن الشكر للشعب الكويتي بمنظماته المدنية «الذي تبرع أمس بما لا يقل عن 403 ملايين دولار، ما يجسد وقوف دولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا مع الشعب السوري ومتطلباته الانسانية.

«الحدود العسكرية تغيرت وتكاثرت المجموعات على الأرض وارتفعت أعداد الحواجز»

فاليري آموس: أكثر من 5.2 مليون شخص يصعب على الأمم المتحدة الوصول إليهم

أعربت وكيلة الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس عن الاستياء لعدم تمكن المنظمات الانسانية من الوصول الى جميع المحتاجين في مناطق النزاع في سورية.

وقالت آموس في كلمتها ان الامم المتحدة يصعب عليها الوصول الى أكثر من 5.2 مليون شخص هناك «حيث تغيرت الحدود العسكرية وتكاثرت المجموعات على الارض وارتفعت اعداد الحواجز وتم اغلاق الطرقات وجميع ذلك يعيق ايصال المساعدات الانسانية».

وذكرت ان المنظمة بحاجة الى 5.6 مليار دولار في الاشهر الستة المقبلة و 27.2 مليار دولار للعام المقبل، و10 ملايين دولار لمساعدة صندوق الامم المتحدة للسكان، للوصول الى 8.2 مليون شخص مع خدمات الصحة الانجابية في تسع محافظات سورية.

وأوضحت ان هناك «حاجة الى 25 مليون دولار، لتوفير سلع الملاجئ لـ 880 ألف شخص في خمس محافظات سورية، بموجب برنامج تديره منظمة الهجرة العالمية، و100 مليون دولار لمساعدة برنامج الأغذية العالمي، لتوفير الطعام لأكثر من أربعة ملايين شخص في سورية لشخص واحد».

ولفتت الى ما تواجهه الوكالات الانسانية من ظروف صعبة وخطيرة ومخاطر متصاعدة «حيث قتل عدد كبير من موظفي الوكالة في مهمات انسانية كما يتعرض السائقون الى مضايقات على الحواجز الأمنية، ونشهد اليوم أكبر أزمة انسانية على الاطلاق ويحدونا الأمل في أن المحادثات السياسية التي ستعقد الاسبوع المقبل تؤدي الى نتيجة ايجابية».

وأشارت آموس الى انه بفضل سخاء الجهات المانحة والتزام العمال الانسانيين، تمكنت المنظمة الدولية من رفع نشاطات الاستجابة الانسانية في سورية في العام الماضي، مبينة أن الامم المتحدة قدرت قبل عامين ان مليون شخص في سورية بحاجة الى المساعدة الانسانية الطارئة «إلا ان هذا الرقم أصبح اليوم 9.3 مليون نسمة ويوازي ذلك سكان تشاد والسويد وبوليفيا».

وقالت ان هناك نحو 6.5 مليون شخص مشرد داخل سورية «حيث تفكك النسيج الاجتماعي واستشرت الطائفية كما حوصر آلاف الاشخاص في مجتمعاتهم فضلا عن غياب الامدادات والخدمات الاساسية».

واشارت الى تقارير دورية «أظهرت غياب الطعام في تلك المجتمعات المحاصرة حيث يعيش 245 ألف شخص من الأطفال والنساء والرجال ويعانون الجوع والمرض ويفقدون الأمل بقدرة المجتمع الدولي على المساعدة».

وذكرت ان «المعارضة في سورية تحاصر بلدات نبل والزهراء في حلب، فيما تحاصر قوى النظام السوري بلدات الغوطة الشرقية وداريا والمعضمية في ريف دمشق ومدينة حمص القديمة ومخيم اللاجئين الفلسطينيين في اليرموك».

وذكرت ان وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قدرت تعرض أكثر من 50 ألف منزل للاجئين الفلسطينيين للضرر هناك، مع انخفاض نحو 45 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي في سورية وتراجع قيمة العملة بنسبة 80 في المئة.

وبينت آموس ان الاضرار شملت البنى التحتية وتعرض مخزون المياه في سورية للضرر بنسبة 50 في المئة أما الأسعار فارتفعت ولم تعد السلع الأساسية متوافرة كما تعرض ثلثا المستشفيات الحكومية للضرر وسرقت نصف سيارات الاسعاف وحرق بعضها الاخر فضلا عن تعرض خمس المدارس في سوريا الى الاضرار فيما تحول بعضها الى ملاجئ. وقالت اننا «بصدد خسارة جيل من أطفال سورية في تسربهم من المدارس وتعرضهم الى الصدمة والاستغلال والإساءة حيث أطلقت المنظمة حملة (ما من جيل ضائع) وهي حملة مهمة من أجل حماية مستقبل سورية وأطفالها عبر إعادة الأمل لهم وبلسمة جراح الحرب».

واعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس ان مفوضية اللاجئين الدولية بحاجة الى 4.2 مليون دولار لمواجهة الزيادة في اعداد اللاجئين السوريين الذين يفرون من بلادهم بسبب الصراع الدائر فيها.

وقال غوتيريس ان هؤلاء اللاجئين بحاجة الى الغذاء والحماية والمأوى من فصل الشتاء القارس بالاضافة الى الخدمات الصحية والتعليمية لأطفالهم. وذكر ان العام الماضي شهد انفاق ما يزيد على ملياري دولار لتوفير الغذاء لنحو مليوني شخص وتوفير المأوى لنحو 40 الف فرد وخدمات الصحة الى 25.1 مليون فرد والخدمات التعليمية الى 600 الف طفل.

وأشاد غوتيريس بدور الكويت في استضافة المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية، واصفا اياه بأنه «جدير بالاعجاب».

وثمن جهود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الاخرى، التي ساهمت كثيرا في التخفيف من معاناة الشعب السوري.

ميقاتي

من جهته، اشاد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في كلمته امام المؤتمر بدور الكويت وبذلها جهدا استثنائيا في مساعدة دول الجوار وجهودها الحثيثة لمساعدة الشعب السوري، منوها بنداء سمو أمير البلاد الذي وجهه لكل الكويتيين والمقيمين مؤسسات وافرادا للتبرع للاجئين السوريين. واضاف ميقاتي ان لبنان وقف منذ تداعيات الازمة السورية مع الشعب السوري، وكان من اكثر الدول التي استقبلت نازحين سوريين، مشيرا الى ان لبنان تحمل العبء الاكبر من النازحين وذلك لصغر مساحته.

وذكر ان لبنان اظهر تعاطفا مع اللاجئين السوريين، مضيفا ان نزوح ثلاثة آلاف فرد منهم بشكل يومي، فقد باتوا يشكلون ربع السكان ما ادى الى انعكاسات على الاقتصاد اللبناني وانخفاض الايرادات بالاضافة لانتشار البطالة بين اللبنانيين بسبب تراجع مستويات الاجور.

وناشد المجتمع الدولي الاستجابة لحاجات الدول المستقبلة للاجئين السوريين، مبينا ان لبنان يحتاج لدعم مالي كبير لتغطية احتياجات اللاجئين السوريين.

كيري

اعرب وزير الخارجية الامريكي جون كيري، عن اسفه ازاء ما يجري في سورية من جوع وعنف متفش كأسلوب من اساليب الحرب يستمر في تمزيق سورية واصفا الوضع الانساني في سورية بانه «إهانة» لكل ضمير حي.

وقال ان عناء الشعب السوري «يتطلب منا العمل الجماعي» وانه منذ الاجتماع السابق لمؤتمر المانحين الاول في الكويت قبل نحو عام بات من الواضح ان الوضع الانساني في سورية تدهور بصورة مأسوية مضيفا ان عدد المدنيين الذين تم تهجيرهم بلغ نحو 6.5 مليون شخص من الرجال والنساء من اجل العيش في اصعب شتاء منذ عقود.

واشار الى معاناة اللاجئين السوريين في دول الجوار الذين يبلغ عددهم نحو 2.3 مليون فرد مستذكرا ما رآه في مخيم (الزعتري ) الذي يذكر بأن الحرب في سورية ليست مشكلة سورية وحدها وانما تضغط أيضا على موارد الدول المضيفة مثل الاردن ولبنان وتركيا.

واضاف ان هذه الضغوط تهدد بخلق حالة من عدم الاستقرار في جميع انحاء المنطقة وقد تؤدي الى انهيار كامل في المنطقة ولذلك اعلنت الولايات المتحدة عن التزام جديد بقيمة 380 مليون دولار من المساعدات بالاضافة الى الجهود السابقة، مبينا ان مجموع مساهمات الولايات المتحدة بلغ اكثر من 1.7 مليار دولار.

وشدد على ضرورة ان تذهب الاموال الى من يحتاجونها ما سيغير الوضع الانساني على الارض اذا ما توقف نظام الاسد عن منع موظفي الاغاثة من الوصول الى المجتمعات المحاصرة واستخدام التجويع كسلاح في الحرب.

وطالب بالتوقف عن استهداف المستشفيات والجرحى والاطباء الذين يخاطرون بحياتهم من اجل معالجة المصابين، مؤكدا على ضرورة ان يستخدم المجتمع الدولي كل اداة متاحة امامه لجذب انتباه العالم لهذه الانتهاكات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي