حوار / «رافقني إلى مهرجان كان ولم أختر مصمماً لمرافقتي كما يفعل البعض»
منى أبو حمزة لـ «الراي»: أثق بزوجي ... حتى الموت
منى أبو حمزة
«أنا برعم في الإعلام»
• أنا الإعلامية الأصغر لناحية عدد سنوات الخبرة بين الإعلاميات المعروفات... وأعتبر نفسي «برعماً» في الإعلام
• «أرشيف» بعض الإعلاميات موجود عندي... لأنني موجودة في كل مقابلاتهنّ وأتعامل مع الموضوع بضحك
• الإعلان الذي قدّمته لا يهزّ صورتي ورسالته منزلية و«مهذبة»... وجددنا العقد لسنتين
• يمكنني تحويل كل حلقة من «حديث البلد» إلى رقص وأحظى بنسبة مشاهدة عالية... ولكنه سيفقد «الخلطة» التي تميّزه
• لا أتابع رابعة الزيات ولا أحب أن أذكر أسماء في مقابلاتي
• لا أعتبر نفسي نجمة... ولم أطرح نفسي يوماً كامرأة جميلة
• والدتي طالبتني بنشر صوري «قبل وبعد»... ومن السخافة الرد على ما نُشر
• «أرشيف» بعض الإعلاميات موجود عندي... لأنني موجودة في كل مقابلاتهنّ وأتعامل مع الموضوع بضحك
• الإعلان الذي قدّمته لا يهزّ صورتي ورسالته منزلية و«مهذبة»... وجددنا العقد لسنتين
• يمكنني تحويل كل حلقة من «حديث البلد» إلى رقص وأحظى بنسبة مشاهدة عالية... ولكنه سيفقد «الخلطة» التي تميّزه
• لا أتابع رابعة الزيات ولا أحب أن أذكر أسماء في مقابلاتي
• لا أعتبر نفسي نجمة... ولم أطرح نفسي يوماً كامرأة جميلة
• والدتي طالبتني بنشر صوري «قبل وبعد»... ومن السخافة الرد على ما نُشر
رغم انتشار موضة البرامج التي تستقبل مجموعة من الضيوف على كل الفضائيات المحلية والعربية، يبقى لبرنامج «حديث البلد» نكهة خاصة فرضها وجود الاعلامية منى أبو حمزة اللبقة في حوارها وطلتها، كما المضمون الغني الذي يتناول بعمق المواضيع السياسية والفنية والثقافية، مع تركيز واضح على رصد آخر المستجدات على الأصعدة كافة.
منى أبو حمزة، التي شكلت «حالة» اعلامية في العالم العربي ووجهاً تتماهى معه المرأة العربية بدليل مشاركتها في «مهرجان كان» كممثلة عن كل العرب، تبدو فخورة وسعيدة بما أنجزته اعلامياً، وان كانت تتمنى أن يصبح اليوم 48 ساعة كي تقدم برنامجاً الى جانب «حديث البلد»، خصوصاً أن العروض كثيرة.
أما للذين يتساءلون «متى يتوقف البرنامج؟»، فتقول في حوارها مع «الراي»: «هذا الموسم هو الأفضل على الاطلاق»، وان كانت لا تخفي انزعاجها من اعلاميات لا يترددن في ذكر اسمها في كل لقاءاتهن الصحافية، مع أنها تعتبر نفسها «برعماً» في الاعلام حتى أنها تجاهر بالقول «أنا في بداية الطريق»:
• كثيرون يراهنون ويتساءلون متى سيتوقف برنامج «حديث البلد». ماذا تقولين لهؤلاء؟
- منذ انطلاقة برنامج «حديث البلد» يمكن القول ان الموسم الحالي هو الأفضل على الاطلاق.
• لماذا هذا الموسم تحديداً؟
- كل المواسم كانت جيدة، ولكنني لا أهتمّ عادة لنسبة المشاهدة، لأن البرامج التي تهتم بها على حساب المضمون لا تعمّر كثيراً. يمكنني أن أحوّل كل حلقة من برنامجي حلقة رقص وأحظى بنسبة مشاهدة عالية، ولكنني أفضّل التركيز على الكتاب والمعرض وعلى مشكلة سياسية من دون اغفال الجانب الترفيهي. انها الخلطة التي تميّز برنامج «حديث البلد»، وهو اذا تحوّل الى برنامج ترفيهي يفقد هذه الخلطة.
• وهل ننتظر موسماً جديداً من البرنامج؟
- «لنوصلّها بنحكي فيها».
• ضمنياً هل تفضلين الاستمرار في تقديم برنامج «حديث البلد» أم التغيير والانتقال الى تقديم برنامج آخر؟
- لا أعرف. أنا ربّيتُ طفلاً وأحببته، ولكن لا أنكر أنني أحب خوض تجربة جديدة، مع أن الولد شاطر وناجح.
• يبدو أنك تعيشين صراعاً؟
- نعم، ولذلك أقول دائماً «يا ليت اليوم 48 ساعة كي أقدم (حديث البلد) وبرنامجاً آخر الى جانبه».
• ثمة مَن اعتبر أن حلقة الأعياد التي استضفت فيها اليسا كانت «نافرة». صحيح أن اليسا كانت في تلك الحلقة طيبة جداً وبريئة جداً وعفوية جداً، ولكن هناك من انتقد مرورها من جانب ريتا برصونا التي كانت تحتضن وليدها عند مدخل الاستوديو بانتظار أن تنتهي فقرتها. فهل رفضتْ اليسا أن تطلّ معها ريتا برصونا؟
- بعض الضيوف يحبون متابعة كل الحلقة ولا يغادرون الاستوديو، والبعض الآخر يفضلون الانسحاب. هيفاء وهبي بقيت في الاستوديو حتى نهاية الحلقة، ومثلها لطيفة، بينما كارول سماحة فضّلت المغادرة ومثلها اليسا لأنها كانت مرتبطة بموعد آخر. نحن نترك الضيوف على راحتهم وهم يكونون مسرورين في كلتا الحالتين.
• وأنتِ، هل تكونين مسرورة عندما يغادر الفنان؟
- كل ما يهمني أن يكون الضيف على راحته. عندما أشعر بأن الضيف يرغب في المغادرة وبأن هناك تململاً على وجهه في حال أكمل كل الحلقة، فمن الأفضل أن يغادر مباشرة بعد انتهاء فقرته. هنا تلعب المزاجية دوراً في موقف الضيف رغم أنه يكسب وقتاً اضافياً على الهواء في حال أكمل الحلقة معنا.
• برأيك، ما الذي يميّز «حديث البلد» عن البرامج الأخرى التي تستضيف ضيوفاً عديدين والتي أصبحت كثيرة جداً وتُقدم على جميع المحطات؟
- برنامج «حديث البلد» يتطرق الى السياسة بعمق ولا يستضيف الشخصيات السياسية لمجرد المزاح معها، كما أنه يناقش أبرز المستجدات الثقافية من كتب ومعارض ومسرح، اضافة الى أنه يضيء على الحالات الانسانية. على مستوى المضمون، «حديث البلد» لا يُنصف، خصوصاً عندما تتم مقارنته ببرامج تستضيف ضيوفاً عديدين، لأن مضمونه مختلف عنها وأكثر عمقاً منها، لأننا لا نكتفي باستضافة مجموعة من الضيوف «من كل وادي عصا» والغناء والمزاح معهم، ولذلك قلت ان تحضير برنامج «حديث البلد» متعب جداً.
• رابعة الزيات تتطرق أيضاً الى المواضيع السياسية في برنامجها؟
- وهل هم يتكلمون في عمق المستجدات السياسية؟ بصراحة، أنا لا أتابعها وعادة أنا لا أحب أن أذكر أسماء في مقابلاتي.
• ولماذا لا تفعلين ذلك؟
- لست في موقع تقييم الآخرين، لأنني أعتبر نفسي في بداية انطلاقتي. أنا برعم في عالم الاعلام.
• هذا تواضع كبير منك؟
- ليس تواضعاً، ولكن لو حسبنا، لوجدنا أنني الاعلامية الأصغر لناحية عدد سنوات الخبرة بين الاعلاميات المعروفات، أما الأخريات فبدأن قبلي بنحو 10 سنوات أو 15 عاماً. أنا أنظر الى الأمور من خلال عين المشاهِدة وليس الاعلامية، ولست في موقع يخوّلني انتقاد الأخريات.
• ولكن هناك رأياً يعتبر أن منى أبو حمزة أطلّت في ظل غياب المذيع الرجل عن الشاشة؟
- أرى العكس تماماً. حضور الرجل قوي في كل المجالات.
• فزتِ بجائزة أفضل اعلامية عربية، ولكن يبدو أن الردّ عليها كان «ثقيلاً»؟
- الردّ من قبل مَن؟
• أنا أتحدث عن الصور التي نُشرت لك بعد فوزك بالجائزة والتي قيل انها تعود الى مرحلة ما قبل خضوعك لعمليات تجميل، ولذلك ثمة مَن اعتبر أن نشرها جاء كرد من الذين اعتبروا أنك لا تستحقين الجائزة؟
- هذا رأيهم وأنا أحترمه.
• البعض استغرب كيف أنك تفوّقتِ على لجين عمران ومهيرة عبد العزيز؟
- لا أعتبر أن أحداً تفوّق على الآخر.
• ولكن التنافس انحصر بينك وبينهما؟
- لا أعتقد ذلك. اذا كنتُ فزت باللقب هذه السنة، ربما هما تفوزان به السنة المقبلة. لا أعتبر أن الذي حصل يعني أنني تفوقتُ على الآخرين، كما أنني لا أعتقد أن التشويش صدر من الزميلتين. ما حصل معي يحصل دائماً، لأنه لم يحصل اجماع في يوم من الأيام على أي جائزة قُدمت لأي شخص في العالم خصوصاً من ابن الكار. لا يمكن ارضاء كل الناس، وأنا لا أتوقف عند الآراء السلبية ولا أقرأها ولا أردّ عليها.
• هو لم يكن رداً سلبياً، بل ما حصل أنهم نشروا صوراً لك قبل التجميل؟
- هذا اذا كانت تلك الصور هي صوري! حتى عيوني فيها لم تكن ملوّنة ومن السخافة الرد عليها، لأنه يبدو واضحاً أنه مشغول بها. حتى أن والدتي اتصلت بي وطلبت مني أن أنشر صوري «قبل وبعد»، فقلتُ لها «ليس الآن لأنني لست في موقع الدفاع عن نفسي». «الفوتوشوب» يمكن أن يفعل كل شيء، وعندما تتغيّر كل معالم الوجه فلا شك أن الأمر يصبح مضحكاً، ولذلك لم تزعجني تلك الصور أبداً. لا أنكر أنني ضحكت مطولاً وقلت انهم لم يعودوا يعاملونني كمذيعة بل كنجمة مع أنني لا أعتبر نفسي نجمة. لأن ما حصل معي يحصل عادة مع النجوم عندما ينشرون لهم صوراً قبل عمليات التجميل وبعدها. في الأساس، أنا لم أطرح نفسي في يوم من الأيام كامرأة جميلة أو تصرفتُ كامرأة جميلة أو حاولت أن أفرض نفسي كأنثى فقط. أوبرا وينفري اجتاحت أميركا رغم انها لم تكن على قدر واف من الجمال، ولذلك ما حصل لم يهزّني لأنني لست رمزاً جمالياً حاول البعض مسّه. كل ما في الأمر أن ما حصل فيه الكثير من السخف الذي أضحكني كثيراً.
• وهل ما حصل يؤكد أن لا وجود للمنافسة الشريفة؟
- هذا الأمر موجود في كل المجالات. لو أنهم وجدوا أيّ ناحية سلبية في أدائي وأدبياتي وتواصلي مع الناس والجمهور وفي استقبالي لضيوفي وتصرفاتي، لما كانوا لجأوا الى هذا الأسلوب ونشروا تلك الصور، ولاسيما أنني لم أطرح نفسي كرمز للجمال.
• وكيف تفسرين اذاً ظهورك في مهرجان «كان» الذي تتنافس النجمات وجميلات العالم على التواجد فيه؟
- بصراحة، فوجئت بالدعوة وعندما وصلتني اعتقدتُ أنهم يمزحون معي.
• ومَن وجه اليك الدعوة؟
- ادارة المهرجان. عادة رعاة المهرجان هم الذين ينظمون الدعوات، ولأن «شوبارد» كان الراعي الرسمي للمهرجان، فهو مَن تولى توجيه الدعوات الى كل النجوم الذين رآهم الناس عادة على السجادة الحمراء. هناك لجنة هي التي تقرر مَن هو الشخص المناسب الذي يستطيع تمثيل المنطقة التي ينتمي اليها، أي النجم الذي يظهر على السجادة الحمراء. اللجنة التي دعتني الى «مهرجان كان» هي نفسها التي تدعو النجوم من جميع أنحاء العالم للمشاركة فيه، من منطق قوة تمثيلهم للمحيط الذي ينتمون اليه وهم اعتبروا أنني أمثل جزءاً من المحيط العربي الذي أنتمي اليه. هم لا يختارون أي شخصية لا تتماهى مع محيطها، بل الشخصية التي يشعر هذا المحيط بأنها تمثله. أي أن الاختيار يعتمد على حجم شعبية الشخص الذي تتم دعوته الى المهرجان.
• لا شك أنك نجمة في نظر مَن دعاك الى المهرجان، خصوصاً أنهم نشروا لك صورة وأنت ترتدين فستاناً باللون الأزرق وأجروا مقارنة بينك وبين احدى النجمات العالميات وهي ترتدي الفستان نفسه وكان التعليق أن الفستان جاء ملائماً عليك أكثر منها، حتى أنه قيل انه يعانق جسدك؟
- هذه النجمة هي بطلة فيلم «ماماميا» وأنا أحبها كثيراً وهي في مثل سن ابني. وقد فرحتُ لأنه تمت المقارنة بيننا على مستوى الفستان، وهذا يعني أنني وصلت كصورة في «مهرجان كان» وبأنني لفتتُ الأنظار لأن بعض المدعوين مروا مرور الكرام مع أنهم أكثر أهمية مني، وبينهم مخرجون ومنتجون واعلاميون. لقد تمت الاضاءة على وجودي في «كان» في عدد من الصحف العالمية وكثر تساءلوا «من تكون هذه المرأة»، وعندما سألوا عرفوا أنني مقدمة برنامج «حديث البلد»، بل حتى عندما دخلت كان الاهتمام واضحاً من قبل المصورين.
• وبماذا شعرت حينها؟
- هم سألوا الشخص الذي أوصلني الى المدخل عن اسمي، لأن الدخول الى القاعة يتم وفق توقيت زمني محدد وثابت، ومن بعدها صاروا ينادونني باسمي الصغير وأنا استغربت كثيراً الى أن علمت أنهم يعرفون ذلك من الشخص الذي يتولى توصيل الضيوف الى السجادة الحمراء.
• نادوك باسمك كي تديري وجهك ويتمكنون من التقاط صور مناسبة لك؟
- ولكنني لم أدخل بمفردي، بل مع مجموعة من الضيوف. ولكن مَن يشاهد الصور يعتقد أنه يتم التقاط الصور لكل مدعو على حدة. وبعد أن وصلت الى السجادة، قال لي الشخص الذي رافقني يمكنك الانطلاق أنت وزوجك بعدما حدد لنا المدخل الذي يجب أن ندخل منه، لأنه توجد مداخل عدة تؤدي الى السجادة الحمراء.
• ولماذا رافقك زوجك الى «كان»؟
- الدعوة وُجهت اليّ مباشرة، وبعدما استلمتُها سألوني «من تريدين أن يرافقك؟»، فاخترت زوجي. أنا لم أرافق مصمماً كما يفعل البعض.
• يبدو وكأنك تحاولين اقحام زوجك الى عالمك، لأنه رافقك أيضاً لحضور مسرحية «السيدة» في «كازينو لبنان»؟
- زوجي موجود دائماً في عالمي مثلما أنا موجودة في عالمه. نحن جزء لا يتجزأ، وعندما تتم دعوتي الى أي مناسبة، فلا بد أن أكون مع شريكي.
• كنت تخططين لمشروع انساني. ما هو مصيره؟
- ليس مسموحاً أن نفعل ذلك في بلد تسيطر عليه قوى سياسية وأجهزة مخابرات كبيرة. كانت الرسالة واضحة جداً «خليكن بشغلكن». كان المشروع مهماً جداً لأن كل الاعلاميين تضامنوا من أجل تمرير رسالة واحدة في وقت واحد، وهذا الأمر كان كفيلاً بتشكيل لوبي اعلامي. ولو أن ما حصل لم يُخِفْهم لما كانت وصلتنا «كم كلمة».
• يومها أُطلق على احتجاجكم «الاحتجاج الفاخر»؟
- كان الاحتجاج جيداً لناحية النوعية ولم يكن احتجاجاً جماهيرياً لأننا لم ندعُ الى تظاهرة مليونية، ولم يلبث أن انضم الينا عدد كبير من الاعلاميين من المحطات اللبنانية كافة. وفي اجتماعنا جلس علي حمادة الى جانب عماد مرمل. هم لم يحبوا هذا المشهد، لأن كل واحد من الاعلاميين لديه مئات الألوف من المشاهدين الذين يتابعونه.
• ولماذا سخروا منكم؟
- هم أحرار. أنا لا تهمني القشور، ولو لم يزعج هذا المشهد البعض لما كانت وصلت الينا رسائل مفادها «وقفوا اللي عم تعملوه»، وهذا يعني أن ما فعلناه لم يكن سخيفاً وليس موضوعاً للسخرية.
• ألم يكن هناك مجال للتحدي وعدم الاذعان؟
- شعرتُ بأنني في موقع المسؤولية، وعندما أتحدى يمكن أن أفعل ذلك بمفردي، ولكنني لا أستطيع «توريط» الناس معي.
• هل شعرتِ بالغرور في يوم من الأيام؟
- على الاطلاق. ولكنني أغضب وأزعل من نفسي في بعض الأحيان، مع أن هذا الشعور بدأ يتضاءل.
• وما سبب غضبك؟
- انتقادات ليست في مكانها وكأنها نوع من التعدي أو كأنها مدسوسة أو مفبركة من أشخاص محسوبين على أناس معيّنين. في البداية كنت أغضب وأتساءل «ماذا فعلتُ ومَن أذيتُ أو أزعجت». أنا انسانية مع كل ضيوفي وأحاورهم على سجيتي، كما أنني أتعب كي أعطي الحلقة ما تستحقه. ثم ما لبثت أن فهمتُ: «هيك المجال». للأسف، وبالرغم من أنه توجد صحافة مهمة نجلّها ونحترمها في العالم العربي، فانه يوجد في المقابل صحافة مرتهنة بحكم الصداقات والفائدة أو لمصلحة البرنامج الذي تعمل فيه. كل الصحافيين الذين يعملون في اعداد برنامج ما، يكنّون العداء لمقدّم برنامج آخر.
• هل هي عدم الثقة بالنفس؟
- هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى ليس مطلوباً «تنزّلي الآخر حتى تطلعي انت». بعض الاعلاميات يعتمدن أسلوب المقارنة مع شخص حظي بالنجاح. هذه المسألة موجودة عند العرب منذ أيام الجاهلية من باب تعظيم الخصم، وهي لا تزال معتمدة حتى اليوم. نحن نبحث عن الشخص الناجح ونفرض عليه حالة خصومة كي يقول «فلان خصمنا»، في وقت هو لا يعتبرهم خصوماً له ولا يتابع حتى برامجهم.
• ومن هم الأشخاص المحسوبون على أناس معينين الذين تحدثتِ عنهم؟
- في الصحافة، وكما هو معروف، هناك صحافيون محسوبون على بعض الأشخاص أو لديهم صداقات معه، ويمررون لهم «الرسائل» التي يرغبون في تمريرها.
• هل أذتك الصحافة؟
- كلا. في البداية كنت أنزعج ولكن اليوم لم أعد أتضايق. أرشيف بعض الاعلاميات موجود عندي لأنني موجودة في كل مقابلاتهن، ولكنني أتعامل مع الموضوع بضحك وأعلّق «قولوا لفلانة اذا لم تكن مشتركة بالأرشيف فان كل أرشيفها موجود عندي كي أرسله لها».
• هذا الكلام تردده هيفاء وهبي أيضاً؟
- أنا أفهمها. ما قلته موجود في كل المجالات سواء في عالم الأعمال أو التلفزيون أو الفن. «الكلام لا جمرك عليه». بامكاني ببساطة أن اقول ان الاعلامي العظيم فلان خائف مني ومن وجودي وبذلك ألفت الأنظار ويتحول الاهتمام الى الآخر وليس اليّ.
• أنت ماضية في تصوير الاعلانات ويبدو أنك أحببتها؟
- عُرض عليّ اعلان مغر جداً ولكنني رفضته لأنه لا يشبهني. أنا قبلت باعلان مسحوق الغسيل لأن الشركة عالمية ومهمة، ومن المعروف أن كلوديا شيفر هي التي روّجت للمسحوق نفسه في ألمانيا. هم تعاملوا معي بشكل راقٍ، كما أن الاعلان لا يهزّ صورتي، ورسالته منزلية و«مهذبة» وأنا مستمرة معهم. العقد الأول كانت مدته سنتين وأخيراً جددناه لعامين اضافيين.
• لطالما تحدثتِ عن عمل المرأة وشددت على أهمية أن تكون المرأة منتجة مادياً. ماذا فعلت بمال الاعلانات؟
- تصرفتُ بها كأيّ شخص يفوز بجائزة «اللوتو». كانت فرحتي كبيرة وكأنني عثرت على كيس شوكولا وقمت بتوزيعه.
• المليون دولار مبلغ ليس بقليل. هل يعقل أنك وزعتِه كله؟
- لن أذكر قيمة المبلغ الذي تقاضيتُه لقاء الاعلان، ولكن «وزّعي البحر بيتوزع». وكل ما فعلته أنني أحببتُ أن أشارك الأشخاص الذين أحبّهم والذين تعبوا معي.
• وماذا أهديتهم: مالاً أم هدايا؟
- لا أعتبر نفسي أهديتهم، بل شاركتهم لأن فضلهم كبير. أنا برزتُ نتيجة جهود أشخاص عديدين وليس بجهدي الشخصي فقط، وهذا الأمر معروف في عالم الاعلام. لكن هؤلاء الأشخاص أمسكوني وقالوا لي: «كفى يجب أن تفعلي شيئاً لنفسك، لأنك بهذه الطريقة لن يكون عندك شيء في حياتك» وهكذا صار عندي شقة صغيرة باسمي.
• كيف تصرفتِ بمال العقد الثاني؟
- كنت قد استدنت قرضاً من المصرف كي أكمل ثمن الشقة وأنا أعمل حالياً على تسديده.
• أليس مستغرباً أن تستديني مالاً من المصرف رغم أنك حصلت على مال وفير؟
- هذا طبيعي لأنني أنفقت منه، ولو لم أفعل ذلك لما حلّت البركة وتجدّد العقد. أحببتُ أن أتشارك بمالي مع أشخاص أعطوني دفعاً كبيراً في حياتي وعملي ولهم دور كبير في الذي وصلت اليه اليوم.
• كثيرون يمكن أن يستغربوا كلامك وقد يتساءلون: هل يعقل أن تستدين زوجة الملياردير بهيج أبو حمزة مالاً من المصرف؟
- أضحك عندما أسمع هذا الكلام. في كل الأحوال «صيت الغنى أحلى من صيت الفقر». أنا كسيدة أتوجه بنداء الى كل السيدات وأقول لهن «كنّ منتجات». انه أجمل شعور في العالم، اذ لا يوجد شعور أجمل من أن نصرف المال من تعبنا حتى لو اقتصر الأمر على شراء كنزة. في اليوم نفسه الذي استلمت فيه الشيك من الشركة المعلنة، كنت أعرف أنني سأتشارك به مع الآخرين. وفوراً، قمت بجولة تسوق وهدايا وكنت مثل الطفل الذي يفتح هدايا الميلاد.
• وهل تبقى الفرحة هي نفسها مع مرور الوقت وبعد فترة من العمل؟
- طبعاً. ربما يقول البعض «لا يهمها»، ولكن لماذا لا يهمني؟ انه تعبي وجهدي ووقت يمضي من حياتي.
• وهل يقال «لا يهمها» من منطلق أن زوجك ثري جداً؟
- نعم. أي موظف يشعر بالاحباط عندما يتأخر راتبه شهرين حتى لو كان يملك رصيداً في المصرف. المال هو الأجر الذي يتقاضاه الانسان لقاء تعبه.
• «تعلمتُ منك الصبر، الوفاء وقلة الكلام... أحبك». بهذه العبارة علّقتِ على «الفيسبوك» بعد الحملة التي طالت زوجك... ماذا تقولين في هذا الاطار؟
- نعم، تعلمتُ من زوجي الصبر والوفاء، ولكن من الصعب أن أتعلّم منه قلة الكلام.
• وأنت توجهتِ اليه بهذا الكلام لأنه لم يردّ على الحملة التي طالته؟
- هذا صحيح، ولكنه لم يدافع عن نفسه حتى الآن. أنا أشرت الى قلة الكلام «بالمطلق». فأنا أنثى، والنساء لسن مقلات في الكلام مع أنني أُعتبر من الاعلاميات المقلات في الاطلالات الصحافية. لا يمكنني أن أكون بمثل حكمة وتأني بهيج في اختيار الكلمات أو بالرد أو عدم الرد، لأنني لم أصل الى هذه المرحلة من المثالية ولا أعرف اذا كنت سأصل اليها.
• هل شعرتِ بأنك أعطيتِ زوجك حقه ضد الهجمة عليه عندما توجهتِ اليه بهذه العبارة؟
- بل شعرتُ بأن منى أبو حمزة التي تثقون بها تثق أيضاً بزوجها حتى الموت.
• هذا أمر طبيعي، لكونه زوجك وأب أولادك؟
- لم أقل ذلك بدافع القربى فقط، بل بدافع المعرفة أيضاً، و«الزوجة بتعرف البير وغطاه».
• هل سعيتِ الى التدخل من أجل ايجاد حلّ للقضية؟
- «هيدي شغلة رجال ومش شغلتي». أرفض الخوض في هذا الموضوع، ولو أن بهيج أراد التحدث فيه لكان فعل ذلك.
• ما مصير الكتب التي كنت تنوين اصدارها؟
- هناك كتاب يتيم أصدرته والى جانبه أشياء كتبتها منذ فترة بعيدة، ولكن برنامج «حديث البلد» كالولد المتعِب الذي يحتاج الى انتباه دائم. هو طفل جميل ومهضوم وأفتخر به ولكنه متطلّب جداً ويحرمني الصفاء الذهني الذي تحتاجه الكتابة.
• وهل ينزعج أولادك من «شقيقهم» الدلوع «حديث البلد»؟
- الذكور يتفهمون، ولكن ابنتي تنزعج. أنا لا أغيب عن البيت بل أتواجد فيه طوال الوقت. من بعد برنامج «حديث البلد» أصبحتُ «صفر» اجتماعياً. بين العائلة والعمل والحياة الاجتماعية كان لا بد من التضحية بواحد منها.
• ابنتك تشبهك وربما أنت نشرتِ صورتها كرد على الصور التي نشرت لك قبل عمليات التجميل؟
- لا أنا لم أفعل ذلك لهذا السبب، بل نشرت الصورة بمناسبة عيد الميلاد. ابنتي تشبهني، ولكن عينيها سوداوان مثل عينيّ والدها.
• قمت بحملة لمساعدة المحتاجين. لماذا لم تتبرعِي بقسم من مال الاعلان لمساعدتهم؟
- كي أفعل ذلك يجب أن أبيع الشقة (أنا أمزح). ما نفعله لا يجدر بالآخرين معرفته في هذه الأمور. أنا بدأت بالحملة عبر «حديث البلد» وأتمنى أن تسمح لنا الظروف بالاستمرار فيها. من خلال البرنامج أفرحنا أناساً كثراً في حلقة العيد. وفي الحلقة التي تلتها حضر مسؤول عن «وارد فيجين» واستلم الأمر كي يحصل كل شيء بشكل رسمي كما وصلتنا تبرعات أخرى وأمّنا عدداً اضافياً من الحرامات ولا نزال نتلقى اتصالات من الناس والمؤسسات للمساعدة. نحن أطلقنا حملة مستمرة لأن الأزمة مستمرة. ومن خلال حلقة رامي عياش، فتحنا المجال أمام التبرعات، والناس تجاوبوا معنا، والبعض منهم ذكروا أسماءهم وآخرون رفضوا ذلك.
منى أبو حمزة، التي شكلت «حالة» اعلامية في العالم العربي ووجهاً تتماهى معه المرأة العربية بدليل مشاركتها في «مهرجان كان» كممثلة عن كل العرب، تبدو فخورة وسعيدة بما أنجزته اعلامياً، وان كانت تتمنى أن يصبح اليوم 48 ساعة كي تقدم برنامجاً الى جانب «حديث البلد»، خصوصاً أن العروض كثيرة.
أما للذين يتساءلون «متى يتوقف البرنامج؟»، فتقول في حوارها مع «الراي»: «هذا الموسم هو الأفضل على الاطلاق»، وان كانت لا تخفي انزعاجها من اعلاميات لا يترددن في ذكر اسمها في كل لقاءاتهن الصحافية، مع أنها تعتبر نفسها «برعماً» في الاعلام حتى أنها تجاهر بالقول «أنا في بداية الطريق»:
• كثيرون يراهنون ويتساءلون متى سيتوقف برنامج «حديث البلد». ماذا تقولين لهؤلاء؟
- منذ انطلاقة برنامج «حديث البلد» يمكن القول ان الموسم الحالي هو الأفضل على الاطلاق.
• لماذا هذا الموسم تحديداً؟
- كل المواسم كانت جيدة، ولكنني لا أهتمّ عادة لنسبة المشاهدة، لأن البرامج التي تهتم بها على حساب المضمون لا تعمّر كثيراً. يمكنني أن أحوّل كل حلقة من برنامجي حلقة رقص وأحظى بنسبة مشاهدة عالية، ولكنني أفضّل التركيز على الكتاب والمعرض وعلى مشكلة سياسية من دون اغفال الجانب الترفيهي. انها الخلطة التي تميّز برنامج «حديث البلد»، وهو اذا تحوّل الى برنامج ترفيهي يفقد هذه الخلطة.
• وهل ننتظر موسماً جديداً من البرنامج؟
- «لنوصلّها بنحكي فيها».
• ضمنياً هل تفضلين الاستمرار في تقديم برنامج «حديث البلد» أم التغيير والانتقال الى تقديم برنامج آخر؟
- لا أعرف. أنا ربّيتُ طفلاً وأحببته، ولكن لا أنكر أنني أحب خوض تجربة جديدة، مع أن الولد شاطر وناجح.
• يبدو أنك تعيشين صراعاً؟
- نعم، ولذلك أقول دائماً «يا ليت اليوم 48 ساعة كي أقدم (حديث البلد) وبرنامجاً آخر الى جانبه».
• ثمة مَن اعتبر أن حلقة الأعياد التي استضفت فيها اليسا كانت «نافرة». صحيح أن اليسا كانت في تلك الحلقة طيبة جداً وبريئة جداً وعفوية جداً، ولكن هناك من انتقد مرورها من جانب ريتا برصونا التي كانت تحتضن وليدها عند مدخل الاستوديو بانتظار أن تنتهي فقرتها. فهل رفضتْ اليسا أن تطلّ معها ريتا برصونا؟
- بعض الضيوف يحبون متابعة كل الحلقة ولا يغادرون الاستوديو، والبعض الآخر يفضلون الانسحاب. هيفاء وهبي بقيت في الاستوديو حتى نهاية الحلقة، ومثلها لطيفة، بينما كارول سماحة فضّلت المغادرة ومثلها اليسا لأنها كانت مرتبطة بموعد آخر. نحن نترك الضيوف على راحتهم وهم يكونون مسرورين في كلتا الحالتين.
• وأنتِ، هل تكونين مسرورة عندما يغادر الفنان؟
- كل ما يهمني أن يكون الضيف على راحته. عندما أشعر بأن الضيف يرغب في المغادرة وبأن هناك تململاً على وجهه في حال أكمل كل الحلقة، فمن الأفضل أن يغادر مباشرة بعد انتهاء فقرته. هنا تلعب المزاجية دوراً في موقف الضيف رغم أنه يكسب وقتاً اضافياً على الهواء في حال أكمل الحلقة معنا.
• برأيك، ما الذي يميّز «حديث البلد» عن البرامج الأخرى التي تستضيف ضيوفاً عديدين والتي أصبحت كثيرة جداً وتُقدم على جميع المحطات؟
- برنامج «حديث البلد» يتطرق الى السياسة بعمق ولا يستضيف الشخصيات السياسية لمجرد المزاح معها، كما أنه يناقش أبرز المستجدات الثقافية من كتب ومعارض ومسرح، اضافة الى أنه يضيء على الحالات الانسانية. على مستوى المضمون، «حديث البلد» لا يُنصف، خصوصاً عندما تتم مقارنته ببرامج تستضيف ضيوفاً عديدين، لأن مضمونه مختلف عنها وأكثر عمقاً منها، لأننا لا نكتفي باستضافة مجموعة من الضيوف «من كل وادي عصا» والغناء والمزاح معهم، ولذلك قلت ان تحضير برنامج «حديث البلد» متعب جداً.
• رابعة الزيات تتطرق أيضاً الى المواضيع السياسية في برنامجها؟
- وهل هم يتكلمون في عمق المستجدات السياسية؟ بصراحة، أنا لا أتابعها وعادة أنا لا أحب أن أذكر أسماء في مقابلاتي.
• ولماذا لا تفعلين ذلك؟
- لست في موقع تقييم الآخرين، لأنني أعتبر نفسي في بداية انطلاقتي. أنا برعم في عالم الاعلام.
• هذا تواضع كبير منك؟
- ليس تواضعاً، ولكن لو حسبنا، لوجدنا أنني الاعلامية الأصغر لناحية عدد سنوات الخبرة بين الاعلاميات المعروفات، أما الأخريات فبدأن قبلي بنحو 10 سنوات أو 15 عاماً. أنا أنظر الى الأمور من خلال عين المشاهِدة وليس الاعلامية، ولست في موقع يخوّلني انتقاد الأخريات.
• ولكن هناك رأياً يعتبر أن منى أبو حمزة أطلّت في ظل غياب المذيع الرجل عن الشاشة؟
- أرى العكس تماماً. حضور الرجل قوي في كل المجالات.
• فزتِ بجائزة أفضل اعلامية عربية، ولكن يبدو أن الردّ عليها كان «ثقيلاً»؟
- الردّ من قبل مَن؟
• أنا أتحدث عن الصور التي نُشرت لك بعد فوزك بالجائزة والتي قيل انها تعود الى مرحلة ما قبل خضوعك لعمليات تجميل، ولذلك ثمة مَن اعتبر أن نشرها جاء كرد من الذين اعتبروا أنك لا تستحقين الجائزة؟
- هذا رأيهم وأنا أحترمه.
• البعض استغرب كيف أنك تفوّقتِ على لجين عمران ومهيرة عبد العزيز؟
- لا أعتبر أن أحداً تفوّق على الآخر.
• ولكن التنافس انحصر بينك وبينهما؟
- لا أعتقد ذلك. اذا كنتُ فزت باللقب هذه السنة، ربما هما تفوزان به السنة المقبلة. لا أعتبر أن الذي حصل يعني أنني تفوقتُ على الآخرين، كما أنني لا أعتقد أن التشويش صدر من الزميلتين. ما حصل معي يحصل دائماً، لأنه لم يحصل اجماع في يوم من الأيام على أي جائزة قُدمت لأي شخص في العالم خصوصاً من ابن الكار. لا يمكن ارضاء كل الناس، وأنا لا أتوقف عند الآراء السلبية ولا أقرأها ولا أردّ عليها.
• هو لم يكن رداً سلبياً، بل ما حصل أنهم نشروا صوراً لك قبل التجميل؟
- هذا اذا كانت تلك الصور هي صوري! حتى عيوني فيها لم تكن ملوّنة ومن السخافة الرد عليها، لأنه يبدو واضحاً أنه مشغول بها. حتى أن والدتي اتصلت بي وطلبت مني أن أنشر صوري «قبل وبعد»، فقلتُ لها «ليس الآن لأنني لست في موقع الدفاع عن نفسي». «الفوتوشوب» يمكن أن يفعل كل شيء، وعندما تتغيّر كل معالم الوجه فلا شك أن الأمر يصبح مضحكاً، ولذلك لم تزعجني تلك الصور أبداً. لا أنكر أنني ضحكت مطولاً وقلت انهم لم يعودوا يعاملونني كمذيعة بل كنجمة مع أنني لا أعتبر نفسي نجمة. لأن ما حصل معي يحصل عادة مع النجوم عندما ينشرون لهم صوراً قبل عمليات التجميل وبعدها. في الأساس، أنا لم أطرح نفسي في يوم من الأيام كامرأة جميلة أو تصرفتُ كامرأة جميلة أو حاولت أن أفرض نفسي كأنثى فقط. أوبرا وينفري اجتاحت أميركا رغم انها لم تكن على قدر واف من الجمال، ولذلك ما حصل لم يهزّني لأنني لست رمزاً جمالياً حاول البعض مسّه. كل ما في الأمر أن ما حصل فيه الكثير من السخف الذي أضحكني كثيراً.
• وهل ما حصل يؤكد أن لا وجود للمنافسة الشريفة؟
- هذا الأمر موجود في كل المجالات. لو أنهم وجدوا أيّ ناحية سلبية في أدائي وأدبياتي وتواصلي مع الناس والجمهور وفي استقبالي لضيوفي وتصرفاتي، لما كانوا لجأوا الى هذا الأسلوب ونشروا تلك الصور، ولاسيما أنني لم أطرح نفسي كرمز للجمال.
• وكيف تفسرين اذاً ظهورك في مهرجان «كان» الذي تتنافس النجمات وجميلات العالم على التواجد فيه؟
- بصراحة، فوجئت بالدعوة وعندما وصلتني اعتقدتُ أنهم يمزحون معي.
• ومَن وجه اليك الدعوة؟
- ادارة المهرجان. عادة رعاة المهرجان هم الذين ينظمون الدعوات، ولأن «شوبارد» كان الراعي الرسمي للمهرجان، فهو مَن تولى توجيه الدعوات الى كل النجوم الذين رآهم الناس عادة على السجادة الحمراء. هناك لجنة هي التي تقرر مَن هو الشخص المناسب الذي يستطيع تمثيل المنطقة التي ينتمي اليها، أي النجم الذي يظهر على السجادة الحمراء. اللجنة التي دعتني الى «مهرجان كان» هي نفسها التي تدعو النجوم من جميع أنحاء العالم للمشاركة فيه، من منطق قوة تمثيلهم للمحيط الذي ينتمون اليه وهم اعتبروا أنني أمثل جزءاً من المحيط العربي الذي أنتمي اليه. هم لا يختارون أي شخصية لا تتماهى مع محيطها، بل الشخصية التي يشعر هذا المحيط بأنها تمثله. أي أن الاختيار يعتمد على حجم شعبية الشخص الذي تتم دعوته الى المهرجان.
• لا شك أنك نجمة في نظر مَن دعاك الى المهرجان، خصوصاً أنهم نشروا لك صورة وأنت ترتدين فستاناً باللون الأزرق وأجروا مقارنة بينك وبين احدى النجمات العالميات وهي ترتدي الفستان نفسه وكان التعليق أن الفستان جاء ملائماً عليك أكثر منها، حتى أنه قيل انه يعانق جسدك؟
- هذه النجمة هي بطلة فيلم «ماماميا» وأنا أحبها كثيراً وهي في مثل سن ابني. وقد فرحتُ لأنه تمت المقارنة بيننا على مستوى الفستان، وهذا يعني أنني وصلت كصورة في «مهرجان كان» وبأنني لفتتُ الأنظار لأن بعض المدعوين مروا مرور الكرام مع أنهم أكثر أهمية مني، وبينهم مخرجون ومنتجون واعلاميون. لقد تمت الاضاءة على وجودي في «كان» في عدد من الصحف العالمية وكثر تساءلوا «من تكون هذه المرأة»، وعندما سألوا عرفوا أنني مقدمة برنامج «حديث البلد»، بل حتى عندما دخلت كان الاهتمام واضحاً من قبل المصورين.
• وبماذا شعرت حينها؟
- هم سألوا الشخص الذي أوصلني الى المدخل عن اسمي، لأن الدخول الى القاعة يتم وفق توقيت زمني محدد وثابت، ومن بعدها صاروا ينادونني باسمي الصغير وأنا استغربت كثيراً الى أن علمت أنهم يعرفون ذلك من الشخص الذي يتولى توصيل الضيوف الى السجادة الحمراء.
• نادوك باسمك كي تديري وجهك ويتمكنون من التقاط صور مناسبة لك؟
- ولكنني لم أدخل بمفردي، بل مع مجموعة من الضيوف. ولكن مَن يشاهد الصور يعتقد أنه يتم التقاط الصور لكل مدعو على حدة. وبعد أن وصلت الى السجادة، قال لي الشخص الذي رافقني يمكنك الانطلاق أنت وزوجك بعدما حدد لنا المدخل الذي يجب أن ندخل منه، لأنه توجد مداخل عدة تؤدي الى السجادة الحمراء.
• ولماذا رافقك زوجك الى «كان»؟
- الدعوة وُجهت اليّ مباشرة، وبعدما استلمتُها سألوني «من تريدين أن يرافقك؟»، فاخترت زوجي. أنا لم أرافق مصمماً كما يفعل البعض.
• يبدو وكأنك تحاولين اقحام زوجك الى عالمك، لأنه رافقك أيضاً لحضور مسرحية «السيدة» في «كازينو لبنان»؟
- زوجي موجود دائماً في عالمي مثلما أنا موجودة في عالمه. نحن جزء لا يتجزأ، وعندما تتم دعوتي الى أي مناسبة، فلا بد أن أكون مع شريكي.
• كنت تخططين لمشروع انساني. ما هو مصيره؟
- ليس مسموحاً أن نفعل ذلك في بلد تسيطر عليه قوى سياسية وأجهزة مخابرات كبيرة. كانت الرسالة واضحة جداً «خليكن بشغلكن». كان المشروع مهماً جداً لأن كل الاعلاميين تضامنوا من أجل تمرير رسالة واحدة في وقت واحد، وهذا الأمر كان كفيلاً بتشكيل لوبي اعلامي. ولو أن ما حصل لم يُخِفْهم لما كانت وصلتنا «كم كلمة».
• يومها أُطلق على احتجاجكم «الاحتجاج الفاخر»؟
- كان الاحتجاج جيداً لناحية النوعية ولم يكن احتجاجاً جماهيرياً لأننا لم ندعُ الى تظاهرة مليونية، ولم يلبث أن انضم الينا عدد كبير من الاعلاميين من المحطات اللبنانية كافة. وفي اجتماعنا جلس علي حمادة الى جانب عماد مرمل. هم لم يحبوا هذا المشهد، لأن كل واحد من الاعلاميين لديه مئات الألوف من المشاهدين الذين يتابعونه.
• ولماذا سخروا منكم؟
- هم أحرار. أنا لا تهمني القشور، ولو لم يزعج هذا المشهد البعض لما كانت وصلت الينا رسائل مفادها «وقفوا اللي عم تعملوه»، وهذا يعني أن ما فعلناه لم يكن سخيفاً وليس موضوعاً للسخرية.
• ألم يكن هناك مجال للتحدي وعدم الاذعان؟
- شعرتُ بأنني في موقع المسؤولية، وعندما أتحدى يمكن أن أفعل ذلك بمفردي، ولكنني لا أستطيع «توريط» الناس معي.
• هل شعرتِ بالغرور في يوم من الأيام؟
- على الاطلاق. ولكنني أغضب وأزعل من نفسي في بعض الأحيان، مع أن هذا الشعور بدأ يتضاءل.
• وما سبب غضبك؟
- انتقادات ليست في مكانها وكأنها نوع من التعدي أو كأنها مدسوسة أو مفبركة من أشخاص محسوبين على أناس معيّنين. في البداية كنت أغضب وأتساءل «ماذا فعلتُ ومَن أذيتُ أو أزعجت». أنا انسانية مع كل ضيوفي وأحاورهم على سجيتي، كما أنني أتعب كي أعطي الحلقة ما تستحقه. ثم ما لبثت أن فهمتُ: «هيك المجال». للأسف، وبالرغم من أنه توجد صحافة مهمة نجلّها ونحترمها في العالم العربي، فانه يوجد في المقابل صحافة مرتهنة بحكم الصداقات والفائدة أو لمصلحة البرنامج الذي تعمل فيه. كل الصحافيين الذين يعملون في اعداد برنامج ما، يكنّون العداء لمقدّم برنامج آخر.
• هل هي عدم الثقة بالنفس؟
- هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى ليس مطلوباً «تنزّلي الآخر حتى تطلعي انت». بعض الاعلاميات يعتمدن أسلوب المقارنة مع شخص حظي بالنجاح. هذه المسألة موجودة عند العرب منذ أيام الجاهلية من باب تعظيم الخصم، وهي لا تزال معتمدة حتى اليوم. نحن نبحث عن الشخص الناجح ونفرض عليه حالة خصومة كي يقول «فلان خصمنا»، في وقت هو لا يعتبرهم خصوماً له ولا يتابع حتى برامجهم.
• ومن هم الأشخاص المحسوبون على أناس معينين الذين تحدثتِ عنهم؟
- في الصحافة، وكما هو معروف، هناك صحافيون محسوبون على بعض الأشخاص أو لديهم صداقات معه، ويمررون لهم «الرسائل» التي يرغبون في تمريرها.
• هل أذتك الصحافة؟
- كلا. في البداية كنت أنزعج ولكن اليوم لم أعد أتضايق. أرشيف بعض الاعلاميات موجود عندي لأنني موجودة في كل مقابلاتهن، ولكنني أتعامل مع الموضوع بضحك وأعلّق «قولوا لفلانة اذا لم تكن مشتركة بالأرشيف فان كل أرشيفها موجود عندي كي أرسله لها».
• هذا الكلام تردده هيفاء وهبي أيضاً؟
- أنا أفهمها. ما قلته موجود في كل المجالات سواء في عالم الأعمال أو التلفزيون أو الفن. «الكلام لا جمرك عليه». بامكاني ببساطة أن اقول ان الاعلامي العظيم فلان خائف مني ومن وجودي وبذلك ألفت الأنظار ويتحول الاهتمام الى الآخر وليس اليّ.
• أنت ماضية في تصوير الاعلانات ويبدو أنك أحببتها؟
- عُرض عليّ اعلان مغر جداً ولكنني رفضته لأنه لا يشبهني. أنا قبلت باعلان مسحوق الغسيل لأن الشركة عالمية ومهمة، ومن المعروف أن كلوديا شيفر هي التي روّجت للمسحوق نفسه في ألمانيا. هم تعاملوا معي بشكل راقٍ، كما أن الاعلان لا يهزّ صورتي، ورسالته منزلية و«مهذبة» وأنا مستمرة معهم. العقد الأول كانت مدته سنتين وأخيراً جددناه لعامين اضافيين.
• لطالما تحدثتِ عن عمل المرأة وشددت على أهمية أن تكون المرأة منتجة مادياً. ماذا فعلت بمال الاعلانات؟
- تصرفتُ بها كأيّ شخص يفوز بجائزة «اللوتو». كانت فرحتي كبيرة وكأنني عثرت على كيس شوكولا وقمت بتوزيعه.
• المليون دولار مبلغ ليس بقليل. هل يعقل أنك وزعتِه كله؟
- لن أذكر قيمة المبلغ الذي تقاضيتُه لقاء الاعلان، ولكن «وزّعي البحر بيتوزع». وكل ما فعلته أنني أحببتُ أن أشارك الأشخاص الذين أحبّهم والذين تعبوا معي.
• وماذا أهديتهم: مالاً أم هدايا؟
- لا أعتبر نفسي أهديتهم، بل شاركتهم لأن فضلهم كبير. أنا برزتُ نتيجة جهود أشخاص عديدين وليس بجهدي الشخصي فقط، وهذا الأمر معروف في عالم الاعلام. لكن هؤلاء الأشخاص أمسكوني وقالوا لي: «كفى يجب أن تفعلي شيئاً لنفسك، لأنك بهذه الطريقة لن يكون عندك شيء في حياتك» وهكذا صار عندي شقة صغيرة باسمي.
• كيف تصرفتِ بمال العقد الثاني؟
- كنت قد استدنت قرضاً من المصرف كي أكمل ثمن الشقة وأنا أعمل حالياً على تسديده.
• أليس مستغرباً أن تستديني مالاً من المصرف رغم أنك حصلت على مال وفير؟
- هذا طبيعي لأنني أنفقت منه، ولو لم أفعل ذلك لما حلّت البركة وتجدّد العقد. أحببتُ أن أتشارك بمالي مع أشخاص أعطوني دفعاً كبيراً في حياتي وعملي ولهم دور كبير في الذي وصلت اليه اليوم.
• كثيرون يمكن أن يستغربوا كلامك وقد يتساءلون: هل يعقل أن تستدين زوجة الملياردير بهيج أبو حمزة مالاً من المصرف؟
- أضحك عندما أسمع هذا الكلام. في كل الأحوال «صيت الغنى أحلى من صيت الفقر». أنا كسيدة أتوجه بنداء الى كل السيدات وأقول لهن «كنّ منتجات». انه أجمل شعور في العالم، اذ لا يوجد شعور أجمل من أن نصرف المال من تعبنا حتى لو اقتصر الأمر على شراء كنزة. في اليوم نفسه الذي استلمت فيه الشيك من الشركة المعلنة، كنت أعرف أنني سأتشارك به مع الآخرين. وفوراً، قمت بجولة تسوق وهدايا وكنت مثل الطفل الذي يفتح هدايا الميلاد.
• وهل تبقى الفرحة هي نفسها مع مرور الوقت وبعد فترة من العمل؟
- طبعاً. ربما يقول البعض «لا يهمها»، ولكن لماذا لا يهمني؟ انه تعبي وجهدي ووقت يمضي من حياتي.
• وهل يقال «لا يهمها» من منطلق أن زوجك ثري جداً؟
- نعم. أي موظف يشعر بالاحباط عندما يتأخر راتبه شهرين حتى لو كان يملك رصيداً في المصرف. المال هو الأجر الذي يتقاضاه الانسان لقاء تعبه.
• «تعلمتُ منك الصبر، الوفاء وقلة الكلام... أحبك». بهذه العبارة علّقتِ على «الفيسبوك» بعد الحملة التي طالت زوجك... ماذا تقولين في هذا الاطار؟
- نعم، تعلمتُ من زوجي الصبر والوفاء، ولكن من الصعب أن أتعلّم منه قلة الكلام.
• وأنت توجهتِ اليه بهذا الكلام لأنه لم يردّ على الحملة التي طالته؟
- هذا صحيح، ولكنه لم يدافع عن نفسه حتى الآن. أنا أشرت الى قلة الكلام «بالمطلق». فأنا أنثى، والنساء لسن مقلات في الكلام مع أنني أُعتبر من الاعلاميات المقلات في الاطلالات الصحافية. لا يمكنني أن أكون بمثل حكمة وتأني بهيج في اختيار الكلمات أو بالرد أو عدم الرد، لأنني لم أصل الى هذه المرحلة من المثالية ولا أعرف اذا كنت سأصل اليها.
• هل شعرتِ بأنك أعطيتِ زوجك حقه ضد الهجمة عليه عندما توجهتِ اليه بهذه العبارة؟
- بل شعرتُ بأن منى أبو حمزة التي تثقون بها تثق أيضاً بزوجها حتى الموت.
• هذا أمر طبيعي، لكونه زوجك وأب أولادك؟
- لم أقل ذلك بدافع القربى فقط، بل بدافع المعرفة أيضاً، و«الزوجة بتعرف البير وغطاه».
• هل سعيتِ الى التدخل من أجل ايجاد حلّ للقضية؟
- «هيدي شغلة رجال ومش شغلتي». أرفض الخوض في هذا الموضوع، ولو أن بهيج أراد التحدث فيه لكان فعل ذلك.
• ما مصير الكتب التي كنت تنوين اصدارها؟
- هناك كتاب يتيم أصدرته والى جانبه أشياء كتبتها منذ فترة بعيدة، ولكن برنامج «حديث البلد» كالولد المتعِب الذي يحتاج الى انتباه دائم. هو طفل جميل ومهضوم وأفتخر به ولكنه متطلّب جداً ويحرمني الصفاء الذهني الذي تحتاجه الكتابة.
• وهل ينزعج أولادك من «شقيقهم» الدلوع «حديث البلد»؟
- الذكور يتفهمون، ولكن ابنتي تنزعج. أنا لا أغيب عن البيت بل أتواجد فيه طوال الوقت. من بعد برنامج «حديث البلد» أصبحتُ «صفر» اجتماعياً. بين العائلة والعمل والحياة الاجتماعية كان لا بد من التضحية بواحد منها.
• ابنتك تشبهك وربما أنت نشرتِ صورتها كرد على الصور التي نشرت لك قبل عمليات التجميل؟
- لا أنا لم أفعل ذلك لهذا السبب، بل نشرت الصورة بمناسبة عيد الميلاد. ابنتي تشبهني، ولكن عينيها سوداوان مثل عينيّ والدها.
• قمت بحملة لمساعدة المحتاجين. لماذا لم تتبرعِي بقسم من مال الاعلان لمساعدتهم؟
- كي أفعل ذلك يجب أن أبيع الشقة (أنا أمزح). ما نفعله لا يجدر بالآخرين معرفته في هذه الأمور. أنا بدأت بالحملة عبر «حديث البلد» وأتمنى أن تسمح لنا الظروف بالاستمرار فيها. من خلال البرنامج أفرحنا أناساً كثراً في حلقة العيد. وفي الحلقة التي تلتها حضر مسؤول عن «وارد فيجين» واستلم الأمر كي يحصل كل شيء بشكل رسمي كما وصلتنا تبرعات أخرى وأمّنا عدداً اضافياً من الحرامات ولا نزال نتلقى اتصالات من الناس والمؤسسات للمساعدة. نحن أطلقنا حملة مستمرة لأن الأزمة مستمرة. ومن خلال حلقة رامي عياش، فتحنا المجال أمام التبرعات، والناس تجاوبوا معنا، والبعض منهم ذكروا أسماءهم وآخرون رفضوا ذلك.