المئات توجهوا إلى القنصلية للاقتراع منذ الصباح الباكر ووقفوا في طوابير طويلة

مصريو الكويت انقسموا بين «نعم» و«لا» في استفتاء الدستور

تصغير
تكبير
• المؤيدون: سنة «الإخوان» في الحكم أكبر دافع لمشاركتنا والقول «نعم» للدستور

• المعارضون: مواد كثيرة فيه لا تعبر عن وجهة نظرنا فقررنا التصويت بـ«لا»
ما بين الوقوف في الطابور الطويل، أمام مبنى القنصلية انتظاراً للوصول إلى صندوق الاقتراع، والتجمع في جماعات في وقفة مستديرة، انقسم المصريون الذين حضروا للإدلاء بأصواتهم في أول أيام الاقتراع على دستور بلادهم، أمام القنصلية المصرية في بنيد القار، بين مؤيد ومعارض.

ولم تغب الأجواء الساخنة التي تجري في بلادهم عن أحاديثهم، حيث أدلى كل مواطن مصري بدلوه في تلك الأحداث وفق تفسيره ورؤيته لها، معللا رأيه بالدستور من منطلق الحرص على مصلحة بلاده، ففيما رأى المؤيدون أن قدومهم للتصويت بنعم جاء من نتيجة السنة التي حكم بها الإخوان المسلمون البلاد، قال المعارضون إنهم جاءوا للقول لا لأن كثيراً من مواد الدستور لا تعبر عن وجهة نظرهم.


المواطن المصري احمد حسن يقف في طابور الانتظار كبقية العشرات من الراغبين في المشاركة في عملية الاستفتاء على الدستور المعدل غير مبال ببرودة الطقس والضغوط والحروب الإعلامية التي يمارسها مؤيدو ومعارضو الدستور لاستقطاب شرائح المجتمع.

ويقول حسن الذي ارتسمت على وجهه علامات الرضا والسرور بعد مشاهدته لعدد الراغبين في الاستفتاء «جئت اليوم للمشاركة وإبداء رأيي في الدستور المصري الجديد لأنني تعلمت الأدب من المرحلة الفائتة التي سيطر فيها الإخوان على المشهد السياسي».

«جئنا لأننا تعلمنا الأدب» تكررت كثيراً على لسان من استطلعت «الراي» آراءهم حول الأسباب والدوافع التي قادتهم للمشاركة في عملية الاستفتاء، فالكثير من هؤلاء يرون ان السنة التي تولى فيها الاخوان مقاليد الحكم هي من أكبر الدوافع التي قادتهم للمجيء والتصويت بنعم للدستور.

وليس ببعيد عن الفريق الأول ترى مجموعة أخرى من المصريين الذين حضروا للمشاركة في الاستفتاء أن هناك مواد كثيرة في الدستور المصري لا تعبر عن وجهة نظرهم، لذلك قرروا المشاركة والتصويت بـ «لا».

بين الفريق الأول والثاني يوجد طرف ثالث لم يقرر حتى وصوله مقر السفارة بالتصويت بالموافقة أو الرفض، حيث يقول سمير حفني عندما نستمع للقنوات الفضائية المؤيدة للدستور، نقتنع بأهمية التصويت بـ«نعم»، وعندما نشاهد المثالب التي تعتري الدستور الجديد على القنوات المعارضة له نعدل عن رأينا ونقول سنصوت بـ «لا»، ونحن هنا ما زلنا حيارى ولكن في النهاية سنحسم أمرنا.

ولأن إصرارهم كبير فلم يعر مصريو الكويت أي اهتمام لبرودة الطقس، فقد شهدت الساعات الأولى للاستفتاء حضوراً كثيفا تجاوز 1000 مشارك ـ وفق تصريح السفير المصري ـ فالجميع تراص في صفوف منتظمة انتظاراً لوصولهم صندوق الاستفتاء لإبداء رأيهم حول مواد الدستور الجديد بكل أريحية. بالمقابل لم تدخر السفارة المصرية جهداً في تنظيم عملية الاستفتاء التي انطلقت في التاسعة من صباح أمس، حيث قامت بتوفير باصات في منطقة الساحة الخضراء لنقل الراغبين في المشاركة في عملية الاستفتاء إلى مقر السفارة، وذلك لتسهيل مهمتهم وتفاديا للزحمة المرورية في منطقة السفارات.

«الراي» رافقت عملية الاستفتاء واستطلعت عدداً من آراء المشاركين حول الدوافع التي قادتهم للمشاركة في هذا الاستفتاء والأسباب التي جعلتهم يصوتون بـ «نعم» أو «لا».

ويقول المواطن المصري محمد حسين «سنصوت بنعم للدستور لتحقيق الاستقرار والوقوف في وجه الذين يسعون لتخريب مصر».

ويعتبر عبدالمسيح سعد الذي جاء بصحبة زميله محمد فتحي ان الدستور يعد خطوة للأمام لمصر ويحقق الاستقرار أكثر واعتقد أن موافقتنا جميعاً عليه هي من أجل المصلحة العليا لمصر، فالدستور الجديد هو الاختيار الأمثل للمرحلة المقبلة، وقد جئت لكي أضع رأيي في الصندوق بناء على قناعات شخصية بعيداً عن إي إملاءات أخرى».

وفي المقابل يرى أيمن زاهر ان الدستور الجديد وضعه اناس غير مختصين بالأمر وجاءت أغلب مواده مهلهلة، لذك سأصوت بـ «لا».

السفير المصري: إقبال غير مسبوق

أكد سفير جمهورية مصر العربية لدى الكويت عبد الكريم سليمان على انتظام عملية الاستفتاء دون وجود أي عراقيل تعكر من استمرارها.

وقال سليمان في تصريح صحافي ان هذه الانتخابات لم يسبق لها مثيل من حيث عدد المشاركين، حيث سجلت الساعات الأولى من افتتاح الصناديق تسجيل ما يقرب من 1000 مشارك، وهذا رقم غير مسبوق.

وأشار سليمان الى ان لجنة الانتخابات في السفارة حرصت على منع كافة الشعارات سواء كانت ايجابية منها أو سلبية، لافتا الى ان الناس استجابت لتعليمات السفارة وتفهمها، موضحا ان السفارة لا تفرق بين أي فصيل وهي تقف موقفاً حيادياً وعلى مسافة واحدة من الجميع».

الأنبا بيجول: منظمو الاستفتاء فدائيون

وصف الأنبا بيجول أثناء حضوره مقر السفارة للإدلاء بصوته القائمين على عملية التصويت بـ «الفدائيين» داعيا جميع المواطنين للقيام بواجبهم الوطني من خلال المشاركة في عملية الاستفتاء على الدستور حتى لا تخيب جهود القائمين عليه.

بدوره حرص الوزير المفوض يسري خليل على عدم السماح لوسائل الإعلام بأخذ تصاريح داخل اللجنة لضمان الحيادية لجميع الآراء.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي