ظريف في بيروت الاثنين
تَقدُّم أولوية الاستحقاق الرئاسي في لبنان بعد تَراجُع فرص تشكيل حكومة جديدة
قبل مرور الاسبوع الاول من شهر يناير الذي كان مقرراً ان يشهد ولادة الحكومة الجديدة في لبنان غداً، بدا مجمل الواقع الداخلي على مشارف احدى أخطر الحقبات والمراحل التي يواجهها لبنان والتي قد تفوق أخطارها تجارب عرفها في الحروب التي تناوبت عليه.
ولم يكن أدلّ على الدرجة العالية من الأخطار التي تزدحم لبنانياً من الإطاحة مرة اخرى بالاندفاعة نحو تشكيل الحكومة خشية ان يُحدِث هذا التطور مادة التهاب اضافية من شأنها ان تدخل البلاد في متاهة يصعب التحكم فيها. وهو الامر الذي برز عقب تفجير السيارة المفخخة في الضاحية الجنوبية الخميس وذلك بعد اقل من اسبوع على اغتيال القيادي في 14 آذار الوزير السابق محمد شطح، فكان ان أطاحت تداعيات الاستهدافات الامنية والارهابية بالاستحقاق الحكومي بدل ان تعجل في بتّه.
وعادت في الساعات الاخيرة نغمة البحث عن صيغ تجريبية بعضها قديم وبعضها جديد في اطار المساعي التي تجددت منذ اربعة ايام بهدف التوافق السياسي على حكومة لا تُعتبر استفزازية لاي طرف وتضمن مشاركة فريقي 8 اذار و14 آذار فيها.
واذا كان هذا المسعى يستند في الدرجة الاولى الى توافق رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام مدعومين ايضاً من النائب وليد جنبلاط، فان ملامح الشكوك الكبيرة سرعان ما ارتسمت حول جدوى بذل هذا المسعى وسط مجموعة من المعطيات الشديدة التعقيد يمكن اجمالها بالآتي:
• اندفاع الاخطار الامنية بوتيرة شبه يومية بحيث تبرز مع كل استهداف ارهابي جديد معطيات سياسية ترتبط بهوية الفريق المستهدف مرة لدى 8 اذار ومرة لدى 14 اذار، ما يضع جميع الاطراف في موقع ردة فعل انفعالية، وما حوّل الواقع السياسي ساحة لتقاذف أقسى انواع الاتهامات وأشدها شراسة.
• يبدو من غير الوارد اطلاقاً ان توافق قوى 14 اذار على حكومة سياسية تضم الجميع كما يجري التداول في المسعى الاخير، وقد بات جميع أركانها وشخصياتها مجدداً تحت وطأة التهديدات بالاغتيالات، وهي لن تقبل بأقلّ من شرط انسحاب حزب الله من سورية الامر الذي يبدو مستحيلاً ان يقبل به الحزب، من دون اغفال عنصر المحكمة الدولية التي تبدأ محاكماتها في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 16 الجاري، الامر الذي يضع 14 آذار امام إحراج الشراكة في حكومة واحدة مع مَن تعتبره قاتِل الحريري.
في المقابل لن تقبل 8 اذار بأقل من صيغة بديلة لصيغة 9-9-6 توفر الشروط نفسها خصوصاً مع عودة الاستهدافات الارهابية الى الضاحية الجنوبية واعلان تنظيم «داعش» مسؤوليته عن التفجير الاخير في اول دخول لهذا التنظيم «رسمياً» الى لبنان، بحيث ان اي تنازل من جانب الحزب سيشكّل اشارة ضعف حيال احتدام حربه مع التنظيمات المتشددة في سورية ولبنان.
• لا تستبعد مصادر معنية ان يكون سليمان وسلام امام مشارف واقع يعجزان معه عن الاقدام على اي خطوة متى تيقنا من عدم القدرة على إحداث اي ثغرة سياسية، وعندها سيكون سلام تحديداً امام مفترق حسم أمره بالمضي في الانتظار او الاعتذار، فيما سيجد سليمان نفسه مضطراً الى البحث عن طبيعة الخطوة الاخيرة التي سيتخذها على مشارف حلول المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي ابتداء من 25 مارس. ولم يكن تراجع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن دعم تشكيل حكومة حيادية سوى احد المؤشرات الرئيسية لواقع جديد باتت فيه المعادلة الجديدة تقدم انقاذ الاستحقاق الرئاسي على الملف الحكومي مما أعاد الامور الى المربع الاول في الأزمة الحكومية.
• تتخوف المصادر نفسها من تزامن انطلاق المحاكمات لدى المحكمة الخاصة بلبنان بعد عشرة ايام مع تصاعد الاخطار الامنية في لبنان مما سيزيد الاجواء احتداماً واحتقاناً ومما يثير ايضاً خشية من اختراقات امنية اضافية، متسائلة كيف يمكن في هذا المناخ التوصل الى توافقات على حكومة جديدة؟
• تثير بعض التلميحات بل الاتهامات للسعودية في قضية وفاة امير كتائب عبدالله عزام ماجد الماجد الذي كان موقوفا لدى مخابرات الجيش اللبناني معالم حملة واسعة منتظرة على السعودية كما ان الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الايراني لبيروت يوم الاثنين المقبل عشية انطلاق المحاكمات الغيابية لاربعة متهمين من «حزب الله» باغتيال الحريري وايضاً في غمرة التحضيرات لمؤتمر «جنيف -2» حول سورية تتخذ تفسيرات متناقضة وشديدة الالتباس مما يثبت بقوة انزلاق لبنان بعمق الى متاهة الساحة التي تتنفس عبرها الصراعات الاقليمية ولا سيما منها الايرانية - السعودية.
وعلى وقع المخاوف من انزلاق لبنان الى «العرْقنة»، ووسط تسابُق بين الدول على مطالبة رعاياها بمغادرة لبنان على غرار ما فعلت الكويت عبر سفارتها اول من امس، كان بارزاَ تحريك جبهة جبل محسن - باب التبانة في طرابلس مجدداً في غمرة «الهجوم الاحتوائي» الذي شنّته قوى 14 آذار وسحبت من خلاله «الفتيل الطائفي» من حادث إحراق مكتبة السائح العائدة للأب سروج في المدينة.
وادت المواجهات التي اندلعت ليل السبت الاحد بين التبانة وجبل محسن والتي استمرت متقطعة نهار امس وسط اعمال قنص كثيفة على محاور القتال التقليدية الى مقتل علي عبد القادر سويد (من التبانة) وجرح نحو عشرة أشخاص.
ولم يكن أدلّ على الدرجة العالية من الأخطار التي تزدحم لبنانياً من الإطاحة مرة اخرى بالاندفاعة نحو تشكيل الحكومة خشية ان يُحدِث هذا التطور مادة التهاب اضافية من شأنها ان تدخل البلاد في متاهة يصعب التحكم فيها. وهو الامر الذي برز عقب تفجير السيارة المفخخة في الضاحية الجنوبية الخميس وذلك بعد اقل من اسبوع على اغتيال القيادي في 14 آذار الوزير السابق محمد شطح، فكان ان أطاحت تداعيات الاستهدافات الامنية والارهابية بالاستحقاق الحكومي بدل ان تعجل في بتّه.
وعادت في الساعات الاخيرة نغمة البحث عن صيغ تجريبية بعضها قديم وبعضها جديد في اطار المساعي التي تجددت منذ اربعة ايام بهدف التوافق السياسي على حكومة لا تُعتبر استفزازية لاي طرف وتضمن مشاركة فريقي 8 اذار و14 آذار فيها.
واذا كان هذا المسعى يستند في الدرجة الاولى الى توافق رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام مدعومين ايضاً من النائب وليد جنبلاط، فان ملامح الشكوك الكبيرة سرعان ما ارتسمت حول جدوى بذل هذا المسعى وسط مجموعة من المعطيات الشديدة التعقيد يمكن اجمالها بالآتي:
• اندفاع الاخطار الامنية بوتيرة شبه يومية بحيث تبرز مع كل استهداف ارهابي جديد معطيات سياسية ترتبط بهوية الفريق المستهدف مرة لدى 8 اذار ومرة لدى 14 اذار، ما يضع جميع الاطراف في موقع ردة فعل انفعالية، وما حوّل الواقع السياسي ساحة لتقاذف أقسى انواع الاتهامات وأشدها شراسة.
• يبدو من غير الوارد اطلاقاً ان توافق قوى 14 اذار على حكومة سياسية تضم الجميع كما يجري التداول في المسعى الاخير، وقد بات جميع أركانها وشخصياتها مجدداً تحت وطأة التهديدات بالاغتيالات، وهي لن تقبل بأقلّ من شرط انسحاب حزب الله من سورية الامر الذي يبدو مستحيلاً ان يقبل به الحزب، من دون اغفال عنصر المحكمة الدولية التي تبدأ محاكماتها في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 16 الجاري، الامر الذي يضع 14 آذار امام إحراج الشراكة في حكومة واحدة مع مَن تعتبره قاتِل الحريري.
في المقابل لن تقبل 8 اذار بأقل من صيغة بديلة لصيغة 9-9-6 توفر الشروط نفسها خصوصاً مع عودة الاستهدافات الارهابية الى الضاحية الجنوبية واعلان تنظيم «داعش» مسؤوليته عن التفجير الاخير في اول دخول لهذا التنظيم «رسمياً» الى لبنان، بحيث ان اي تنازل من جانب الحزب سيشكّل اشارة ضعف حيال احتدام حربه مع التنظيمات المتشددة في سورية ولبنان.
• لا تستبعد مصادر معنية ان يكون سليمان وسلام امام مشارف واقع يعجزان معه عن الاقدام على اي خطوة متى تيقنا من عدم القدرة على إحداث اي ثغرة سياسية، وعندها سيكون سلام تحديداً امام مفترق حسم أمره بالمضي في الانتظار او الاعتذار، فيما سيجد سليمان نفسه مضطراً الى البحث عن طبيعة الخطوة الاخيرة التي سيتخذها على مشارف حلول المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي ابتداء من 25 مارس. ولم يكن تراجع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن دعم تشكيل حكومة حيادية سوى احد المؤشرات الرئيسية لواقع جديد باتت فيه المعادلة الجديدة تقدم انقاذ الاستحقاق الرئاسي على الملف الحكومي مما أعاد الامور الى المربع الاول في الأزمة الحكومية.
• تتخوف المصادر نفسها من تزامن انطلاق المحاكمات لدى المحكمة الخاصة بلبنان بعد عشرة ايام مع تصاعد الاخطار الامنية في لبنان مما سيزيد الاجواء احتداماً واحتقاناً ومما يثير ايضاً خشية من اختراقات امنية اضافية، متسائلة كيف يمكن في هذا المناخ التوصل الى توافقات على حكومة جديدة؟
• تثير بعض التلميحات بل الاتهامات للسعودية في قضية وفاة امير كتائب عبدالله عزام ماجد الماجد الذي كان موقوفا لدى مخابرات الجيش اللبناني معالم حملة واسعة منتظرة على السعودية كما ان الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الايراني لبيروت يوم الاثنين المقبل عشية انطلاق المحاكمات الغيابية لاربعة متهمين من «حزب الله» باغتيال الحريري وايضاً في غمرة التحضيرات لمؤتمر «جنيف -2» حول سورية تتخذ تفسيرات متناقضة وشديدة الالتباس مما يثبت بقوة انزلاق لبنان بعمق الى متاهة الساحة التي تتنفس عبرها الصراعات الاقليمية ولا سيما منها الايرانية - السعودية.
وعلى وقع المخاوف من انزلاق لبنان الى «العرْقنة»، ووسط تسابُق بين الدول على مطالبة رعاياها بمغادرة لبنان على غرار ما فعلت الكويت عبر سفارتها اول من امس، كان بارزاَ تحريك جبهة جبل محسن - باب التبانة في طرابلس مجدداً في غمرة «الهجوم الاحتوائي» الذي شنّته قوى 14 آذار وسحبت من خلاله «الفتيل الطائفي» من حادث إحراق مكتبة السائح العائدة للأب سروج في المدينة.
وادت المواجهات التي اندلعت ليل السبت الاحد بين التبانة وجبل محسن والتي استمرت متقطعة نهار امس وسط اعمال قنص كثيفة على محاور القتال التقليدية الى مقتل علي عبد القادر سويد (من التبانة) وجرح نحو عشرة أشخاص.