مصادر مهتمة ربطت عملية الضاحية الجنوبية بتوقيف ماجد الماجد

عائلة «انتحاري الضاحية» لـ «الراي»: لا يجيد القيادة وهناك مؤامرة

u0635u0648u0631u0629 u0639u0646 u0625u062eu0631u0627u062c u0642u064au062f u0627u0644u0627u0646u062au062du0627u0631u064a u0642u062au064au0628u0629 u0627u0644u0635u0627u0637u0645
صورة عن إخراج قيد الانتحاري قتيبة الصاطم
تصغير
تكبير
• بيان عشائر وادي خالد: «حزب الله» خطف قتيبة قبل خمسة أيام في البقاع
نشطت التحريات الأمنية والسياسية لكشف ملابسات تفجير حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، اول من امس، والذي أودى بحياة خمسة أشخاص وتسبب بدمار «موضعي» نجم عن انفجار السيارة المحشوة بنحو 20 كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار في مكان لا يبعد كثيراً عن مقر المجلس السياسي لـ «حزب الله».

ورجحت المصادر الامنية، التي تولت الكشف على ساحة التفجير، فرضية الانتحاري، خصوصاً بعد تطورين هما العثور على اشلاء بشرية يعتقد انها تعود لهذا الانتحاري وعلى إخراج قيد في المكان باسم قتيبة الصاطم من وادي خالد في شمال لبنان، الامر الذي أطلق تكهنات حول انه «الانتحاري المفترض».


وتبين من إخراج القيد، الذي كان يخضع لعملية فحص لمعرفة ما اذا كان مزوراً أم لا، أن الصاطم، ابن الـ 20 عاماً، هو من بلدة الدار في وادي خالد، طالب سنة ثانية في كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية في طرابلس، وكان والده أبلغ الى الجهات الأمنية عن فقدان ابنه وابن عمه قبل أيام.

ورغم ترجيح فرضية الانتحاري في تفجير حارة حريك، فإن اسئلة عدة شغلت الوسطين الامني والسياسي تمحورت حول اذا كان الانتحاري فجّر نفسه بالسيارة ام ان السيارة فُجّرت به.

ومن بين هذه الاسئلة، ذلك الذي اثاره تأكيد وزير الداخلية مروان شربل وجود ثلاثة احتمالات في ما خصّ الانفجار: ان يكون الانتحاري فجّر نفسه عن طريق الخطأ او شعر بالحرج فاضطر الى تفجير السيارة وهو في داخلها، او ان شخصاً آخر فجّر السيارة بمن فيها عن بُعد، راسماً في الوقت عينه علامة استفهام حول زنة العبوة (الصغيرة نسبياً) والتي يمكن ان تشير الى احتمال استهداف احد الأشخاص.

علامة الاستفهام الثانية طرحتها التقارير التي تحدثت عن ان الصاطم لم يكن انتحارياً، اي انه لم يتم الاتفاق معه على ان يفجر نفسه بل طلب منه ايصال السيارة وركنها في مكان معين في حارة حريك، على ان يعود ويترجل منها، الا انه وفي وجهة معينة كمن احد الاشخاص وهو يحمل جهاز تحكم عن بُعد وعمل على تفجير السيارة بسائقها.

وكان وزير الداخلية قد قال ان السيارة كاملة الأوصاف قانونياً، اي انه لم يتم تزوير اي من أوراقها او لوحاتها، علماً ان هذه السيارة كانت محور رصد من الأجهزة الأمنية اللبنانية، مؤكدا ان مواصفاتها كانت عممت قبل 12 يوماً على الأجهزة الأمنية.
وتساءل مراقبون عن معنى اصطحاب الانتحاري المفترض إخراج قيده الى مكان التفجير، وهو الذي تم العثور عليه وكشف هويته، على غير العادة في عمليات مشابهة يستخدم المفجرون فيها أوراقاً ثبوتية مزورة، كما حصل في تفجير السفارة الايرانية.
ومع تداول اسم صاطم، اتصلت «الراي» بابن عمه أحمد السيد، الذي نقل أجواء الصدمة التي تخيّم على بلدة «الدار» التي ينتمي اليها بعد شيوع الأخبار عن تورط قتيبة في التفجير، معرباً عن خشيته من أن «تكون هناك مؤامرة على المنطقة».
وقال ان «أهل قتيبة متفاجئون وهم تحت وقع الصدمة وتلفهم حال حزن واستنكار، فهم لا ينفكون يرددون: من غير المعقول أن يكون ابننا. فهو طالب جامعي يدرس الهندسة، مثقف ويخطط للذهاب إلى فرنسا بقصد إكمال دراسته»، مشدداً على أن قتيبة «مواطن عادي، طموح ولا خلفيات سياسية له».
وكشف أن «أهل قتيبة فقدوا الاتصال به قبل نحو أربعة أيام»، مشيراً إلى أن «والده أبلغ الأجهزة الأمنية بهذا الأمر. وفوجئنا اليوم بالخبر، ونحن تحت تأثير الصدمة». أضاف: «قتيبة شاب عادي يذهب إلى الجامعة، ونسهر معا، ويعمل مع أبيه في محل الألبسة ويقدم امتحاناته وكل من يعرفه يعلم أن لا خلفيات إرهابية له».
وعن التزامه الديني، قال: «هو كأي مسلم سني يؤدي فرائض الصلاة والصوم ويذهب إلى المسجد لهذه الغايات كأي مواطن عادي لا أكثر، واخشى ما نخشاه أن تكون هناك مؤامرة على المنطقة. فنحن نستغرب كيف تحترق السيارة فيما تبقى الجثة شبه كاملة ويصمد إخراج القيد ويبقى سليماً، ما يدل على وجود لغز في الموضوع. نحن نريد الحقيقة وننتظر تحقيقات الدولة اللبنانية، فولدنا ابن العشرين عاما مفقود منذ أيام، وهو لا يعرف بيروت!».
وتعليقا على تفجير الضاحية، قال: «نستنكر أي اعتداء على أي مواطن لبناني أيا تكن الأسباب، ولكن نحن تحت وطأة الصدمة مما حدث، ونريد تحقيقا شفافا من الدولة اللبنانية».
وأشار احمد الى ان «قتيبة لا يجيد قيادة السيارة ويعيش حياة مدنية، يهوى الموسيقى ومن رواد وسائل التواصل الاجتماعي»، مطالباً رئيس الجمهورية بالسماح باجراء تشريح لجثة قتيبة لمعرفة ما إذا كان مخدراً «لأن ما حصل غير مفهوم إطلاقاً في اي شكل من الأشكال»، نافياً ان يكون قد ذهب للقتال في سورية في وقت سابق.
وكانت «عشائر وادي خالد»، أصدرت بياناً بشأن قتيبة حملت فيه «حزب الله» «كامل المسؤولية عن سلامة ابنها الطالب الجامعي الذي اخُتطف على احد حواجز الحزب منذ اكثر من خمسة ايام في البقاع في طريق ذهابه الى عرسال، وكان اهله قد اعلموا الاجهزة الامنية باختفائه ولكن حرص اهل الطالب الجامعي على كتمان قضية خطفه منعاً للفتنة الطائفية وفتحاً في المجال امام العقلاء وأهل الصلح».
وإذا صح ان الصاطم كان إنتحارياً عن «سابق إصرار وتصميم» يكون اللبناني الثاني في شهر ونصف الشهر الذي يُفجّر نفسه بعد معين ابو ظهر، وهو شاب من صيدا، فجّر نفسه أمام السفارة الايرانية.
اما في الجانب المتصل بـ «التحريات السياسية» حول دوافع عملية التفجير، رجحت مصادر مهتمة في بيروت لـ «الراي» ان يكون التفجير رداً على عملية اعتقال زعيم جماعة «عبدالله عزام» ماجد الماجد، في اطار رسالة يراد منها القول أن «القبض على الماجد لن يؤثر في عملياتنا».
ورأت هذه المصادر أن غياب الهدف المباشر لعملية التفجير، والمعطيات التي تؤشر الى استعجال في التحضير لهذه العملية وطبيعة إعدادها تدل على ان الهدف منها كان رسالة اكثر مما هو للترويع.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي