مؤسس «الجماعة الإسلامية» أكد أنه عاد إلى السياسة لوقف العنف

كرم زهدي لـ «الراي»: «30 يونيو» ثورة شعبية والشاطر المتحكم الحقيقي في تنظيم «الإخوان»

u0643u0631u0645 u0632u0647u062fu064a
كرم زهدي
تصغير
تكبير
أكد الشيخ كرم زهدي، مؤسس الجماعة الاسلامية، وأحد القادة التاريخيين في التيار الاسلامي المصري وصاحب المراجعات الفكرية الشهيرة التي أعلنت من خلالها للجماعة الاسلامية نبذها للعنف، ان «ما يحدث من قلق داخل الجماعة الاسلامية، هو حركة اصلاحية حقيقية، وليس تمردا، كما يحاول البعض أن يصوره».

ولفت في حوار مع «الراي» الى أن نائب المرشد العام لجماعة «الاخوان» خيرت الشاطر هو المتحكم الحقيقي في التنظيم، مشيرا الى أن «التيار القطبي هو المسؤول عن ما يحدث في مصر حاليا»، مضيفا، انه «عاد الى الساحة السياسية من جديد، بعد العودة الى العنف من جديد، وهو أمر يستلزم التحرك لوقفه».


وفي ما يلي نص الحوار:

• نراك عدت للساحة السياسية مرة ثانية من خلال طرحك مبادرات للخروج من الأزمة والمشاركة في قيادة ما يسمى بحركة تمرد «الجماعة الاسلامية»؟

- عدت للساحة السياسية مرة ثانية لأنني وجدت الزرع الذي أفنيت فيه عمري أنا ومعي الرعيل الأول يضيع من خلال الانسياق وراء دعاوى العنف التي أعلنتها جماعة الاخوان عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في ثورة شعبية جرت وقائعها في الثلاثين من يونيو الماضي، لذلك كان لا بُد من العودة الى شباب الجماعة الاسلامية الذين نرى أنهم قريبون من قلوبنا أكثر من أبنائنا الشرعيين، ومطالبتهم بمراجعة أنفسهم مجددا وتصحيح فكر الشباب المتحمس الحالي الذي يمارس العنف ومواجهته بالأدلة الصحيحة، بحيث لو استطعنا هداية واحد فهو أفضل ألف مرة من تركه.

• عودتكم للعمل العام مرة ثانية صاحبها اطلاق مبادرة لحل الأزمة الحالية بين النظام و«الاخوان»؟

- طلبنا السماح لنا بزيارة عدد من المنتمين الى جماعة الاخوان في السجون، خصوصا من تربطنا بهم علاقات قديمة، واستلهمنا تلك الفكرة أو المبادرة من فكرة المراجعات الشرعية، مع العلم أننا أوضحنا لمن طلبنا منهم زيارة قادة الجماعة أننا نتحاور معهم لاعطائهم نصيبا من المسؤولية السياسية مقابل منع أتباعهم من مواصلة العنف، حوارنا معهم في السجون هدفه اقناعهم بعدم جدوى ما يقدمون عليه، وهذه ليست المرة الأولى التي نقدم فيها على مساعي المصالحة، فأذكر قبل فض اعتصام رابعة التقى أحد قادة الجماعة الشيخ خالد الزعفراني، بالاتفاق معي، التقى القيادي الاخواني البارز حسن مالك وأعضاء في مكتب الارشاد، مثل محمد ابراهيم ومحمد علي بشر وعصام الحداد، لكنهم اتفقوا على أن التفاوض يكون مع نائب مرشد الاخوان خيرت الشاطر، وللعلم أننا في كل مرة نتدخل لحل النزاع بمبادرة من المبادرات نحصل قبلها على وعود من المسؤولين بالتصرف والثقة بانفاذ ما يصلون اليه، ولهذا فاننا نطرح المبادرة الحالية ولو وافق المسؤولون على لقاء قادة الاخوان فسنذهب اليهم وسنلتقي مرسي وقبله الشاطر، ونأمل انهاء العنف الدائر أو المحتمل.

• لكن ما يتردد في بعض الأروقة أن قادة الجماعة التاريخيين وأنت في مقدمهم ومعك الشيخ فؤاد الدواليبي وخالد الزعفراني عدتم لأجل الحصول على مكاسب قيادية داخل الجماعة؟

- كأن السؤال يهدف الى استفسار عن سبب غيابنا طوال الفترات الماضية. نعم نحن صمتنا عامين لم يسمع لنا أحد خلالهما صوتا، ولكننا تحدثنا عندما شعرنا بالمصير المجهول المظلم الذي ينتظر الاسلاميين بصفة عامة وليس أبناء الجماعة الاسلامية وحدهم، وأؤكد للجميع أننا لا ننوي العودة لقيادة الجماعة الاسلامية، والشيء بالشيء يذكر، فهل قدمنا المراجعات الفقهية في عهد الرئيس الأسبق مبارك انتظارا لمغانم أم لأجل تصحيح المسار ولم نربطها بفترة زمنية أو بزوال رئيس وانما قدمناها كمراجعات شرعية ولتصحيح أخطاء موجودة فتم تصويبها.

• هل العنف الذي يسود الشارع المصري عائد لتربية «الاخوان» أم نتيجة شعورهم بخطورة وضعهم المستقبلي؟

- الفكر القطبي هو المسؤول عن كل أحداث العنف في مصر ابتداء من صالح سرية ويحيى هاشم وشكري مصطفى الذين مثلوا الفكر التكفيري مرورا بمحمد عبدالسلام فرج وصولا لما فعلته جماعة الاخوان الذين ظلوا مسالمين الى أن تمكن الفكر القطبي من قيادة الجماعة، وكل ما يحدث الآن لن ينتهي الا بالحوار، وان لم ننجح في اجراء الحوار فانا لله وانا اليه راجعون، وعلى قادة الاخوان مراجعة منهج العقيدة الصحيحة للسلف الصالح وعدم احياء عقيدة سيد قطب لأنه كان يتكلم كلاما أدبيا مؤثرا بلا دليل شرعي.

• حركة تمرد الجماعة الاسلامية ظهرت في الوقت الحالي لكن بعض مخالفيها يشكك في نزاهة مقصدها؟

- كلام كثير سمعناه وردده البعض من أبناء الجماعة الاسلامية في مجلس الشورى الحالي الذي يقود الجماعة، وان كانت قيادته لها خلال الفترة الحالية بها مسالب، لكنني أرفض وصف تلك الحركة الحالية بالجماعة بأنها تمرد، الوصف اللائق أن يقال انها حركة اصلاحية لتصحيح المسار، خصوصا في ما يرتبط بانضمام الجماعة الى تحالف دعم الشرعية وتنظيم المسيرات التي تخلف الدماء والتي تمثل ردة على المراجعات، ولذا فنحن نرجو ألا يعودوا الى العنف مرة أخرى وأن يلتزموا المراجعات، لانقاذ مستقبل الجماعة حتى لا تظهر أمام المجتمع وأمام أبنائها أنها تنكرت للمراجعات الفكرية التي صححت مسارها التاريخي، مع حثها على الاستمرار في دورها السياسي والاصلاح المجتمعي بعيدا عن مظاهر العنف.

• كيف ترى الدستور الحالي عقب الانتهاء من تعديله وطرحه للاستفتاء؟

- سأقول نعم للدستور رغم يقيني أن دستور العام 1971 كان من أفضل الدساتير، ودعوتي الجميع للموافقة على الدستور نابعة من كون رفضه والاختلاف حوله مضيعة للوقت، لذلك يجب من منطق السياسة وليس الشرع الموافقة على الدستور حتى تمضي الأمور في البلاد بغير فوضى.

• هل وجهت دعوة لأبناء الجماعة الاسلامية بالموافقة على الدستور؟

- أبناء الجماعة الاسلامية عليهم اعادة الأمور الى نصابها الصحيح والنظر في المآلات وليس الأمور الحالية، ويقدرون المسائل بوجهة نظر المفاسد والمصالح، ووقتها سيجدون صحة كلامي ودعوتي اياهم الموافقة على الدستور، وعدم الاستماع لشبهات أن القائمين على الأمور اليوم لا يعرفون الدين لأنهم مستبدلون وفقا للنظرية القطبية بتكفير الحاكم المستبدل، وهم لا يدركون أن القائمين على الأمور ليسوا مستبدلين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي