حوار / «الرقابة طلبت حذف 13 مشهداً من الفيلم»

هاني فوزي لـ «الراي»: لا أدافع عن الشواذ في «أسرار عائلية» ... ولا أُدينهم

تصغير
تكبير
• لجأت إلى أطباء نفسيين خلال التحضير للفيلم

• ليس من وظيفة السينما تقديم حلول للمشاكل والأزمات
أوضح السيناريست والمخرج المصري هاني فوزي أن اختياره لفيلم «أسرار عائلية» ليكون انطلاقة مشواره الاخراجي بسبب قصته المختلفة من حيث المضمون اذ يتناول الفيلم قضية الشذوذ.

واعتبر فوزي - في حوار مع «الراي» - أنه لا يروج للشذوذ ولا يدافع عن الشواذ، ورأى أن الفيلم هو وصف لحالات من الواقع الذي نعيشه ويعيشه هؤلاء وليس الهدف ادانتهم.


وأشار الى أن «الرقابة على المصنفات الفنية في مصر طلبت حذف 13 مشهدا رغم أن أفيشات الفيلم حملت تنويه «للكبار فقط»:

• لماذا قررت أن تكون بدايتك في الاخراج مع فيلم «أسرار عائلية»؟

- وجدت أن تجربة الفيلم مختلفة في كل شيء، من حيث المضمون فهو يتناول قضية الشذوذ، وهي قضية لم يتم تناولها بهذا الشكل من قبل.

وهذا كان من بين أهم العوامل التي جعلتني أتحمس لأن تكون هذه هي التجربة الأولى لي في مجال الاخراج السينمائي لفيلم روائي طويل.

• لكن ألا ترى أن قضية الشذوذ تم تناولها من قبل أكثر من مرة؟

- لا يوجد أي فيلم تناول قضية المثلية بالشكل الذي يتم من خلال أحداث فيلم «أسرار عائلية»، فعندما يشاهد الجمهور أحداث الفيلم ومشاهده سوف يكتشف ذلك بنفسه. وسوف يرى من يشاهد الفيلم قضية الشذوذ بشكل مختلف عن الانطباع السائد عنها، أو بمعنى آخر بشكل بعيد عن النظرة السطحية التي تم النظر اليها من خلالها، حيث تقتصر النظرة لمن يقوم بهذا السلوك على أنه شاذ جنسيا ولابد أن يتم نبذه والابتعاد عنه.

• هناك من يرى أنك تحاول الدفاع عن المثليين او الشواذ؟

- الفيلم يتحدث عن بعض حالات ونماذج للشواذ، وبالمناسبة هي نماذج مختلفة وليست متشابهة ولا تقتصر على الوصف السطحي للحالة، بل هناك حالات مختلفة في أشياء كثيرة. ولايمكن اعتبار الفيلم محاولة للدفاع عن كل الشواذ، بل هو وصف وتقديم للحالات، وبالتالي الواقع الذي نعيشه ويعيشه هؤلاء وليس الهدف ادانتهم أو حتى الدفاع عنهم ومن سيشاهد الفيلم سوف يكتشف ذلك. كما أنني لست بصدد ذلك، فأنا أقدم سينما وعملا فنيا ليس أكثر.

• ولماذا اتهمت بالترويج للشذوذ؟

- لم أسمع عن هذا الاتهام ولم يواجهني أحد بهذه التهمة الغريبة، على العكس أنا لا أروج للشذوذ ولا يوجد أي شيء يدل على هذا الكلام الغريب، فما قدمته هو فيلم سينمائي يتناول قضايا من الواقع الذي نعيشه. الفيلم متوازن بشكل كبير جدا وضمن الأحداث قدمت كل الرؤى التي تتناول هذه القضية أو تتعامل معها.

• هناك الكثير من الموضوعات، لماذا لم تختر سوى هذا الموضوع تحديدا؟

- ولماذا لا أختاره وكيف لا نناقش مرضا حقيقيا وحالات حقيقية موجودة حولنا وتتزايد يوما بعد الآخر في مصر، وفي كل أنحاء العالم العربي، ناهيك عن الغرب وان كنت لا أتناولهم لأن وضعهم وتعاملهم مع هذه الحالات ليس كما يحدث عندنا تماما. فلا أعرف لماذا يريدني البعض أن أدفن رأسي في التراب ونتجاهل قضايا مهمة، بالرغم من أنها موجودة والجميع يعرف ذلك.

• ما الذي يستفيده الجمهور من هذا الفيلم؟

- بالرغم من أن السينما ليس بالضرورة أن توصل من خلالها رسالة مباشرة ومحددة، ولكن الأكيد هو أنها ليست منوطة بتقديم حلول لمشاكل وأزمات نعيشها. ولكن من خلال فيلم «أسرار عائلية» تم تناول قضية الشذوذ، وفي الوقت نفسه الأسباب التي دفعت لوجود كثير من الحالات مثل غياب دور الأسرة والتربية السليمة ووجود حالات من الاعتداء الجنسي والصمت حيال هذه الحالات.

ومن خلال أحداث الفيلم سوف يشاهد كل فرد مستقبل ونتيجة لتصرفاته ونظرته تجاة أسرته وأبنائه الذين يكون مسؤولا عنهم بشكل كامل ويزرع فيهم أسس التربية والمبادئ التي تعيش معهم وتستمر على مدار الحياة.

• ولكن لماذا اعترضت الرقابة على المصنفات الفنية برئاسة المخرج أحمد عواض؟

- للأسف، تعرضت لصدمة كبيرة جدا من الرقيب، ولم أكن أتخيل أن يتم التعامل مع عمل سينمائي بهذه القيمة بهذا الشكل الغريب والتعنت، فقد فوجئت بمطالبات الرقابة لحذف 13 مشهدا بين مشاهد وأحداث الفيلم، وأنا أجدها على درجة كبيرة من الأهمية وليس من السهل القيام بحذفها.

• وهل هناك مشاهد جنسية بين الشواذ؟

- الفيلم لا يتناول مشاهد جنسية، على العكس الفيلم خال من أي مشهد جنسي، ولا أعرف لماذا يتم ترويج هذا الكلام. و«أسرر عائلية»، لا يتضمن مشاهد جنسية صريحة ليطالبني أحد بالقيام بحذفها.

• ولكن ما المشاهد المطلوب حذفها من السياق الدرامي للفيلم؟

- كلها مشاهد عادية جدا ولا تحمل أي شيء خادش للحياء، بالمعنى الذي يتخيله البعض ومن بين المشاهد والأشياء المطلوب حذفها الشتائم، وهذا ما نراه حولنا في الشارع ويدور في محيطنا كل يوم، فلماذا يصبح من المحرمات في السينما؟

• ولكن لماذا تتجه للعناد في موقفك تجاه الرقابة؟

- على العكس تماما، أنا لا أحب العناد بالمرة، بل أريد أن يرى الجمهور الفيلم ويصدر رد فعله عليه ولكن ما يتم طلبه في الرقابة أمور مبالغ فيها وليست منطقية تماما، خاصة وأن الفيلم سوف يحمل لافتة للكبار فقط أي تم تصنيفه لمراحل عمرية فلماذا نقوم بتشويه الفيلم والمطالبة بحذف 13 مشهدا ما يضر بالسياق الدرامي لأحداثه. وهذا من الصعب أن أقوم به في فيلم بذلت مجهودا ليخرج بهذه الرؤية والشكل النهائي له.

• ألم تخش من هجوم الجمهور عليك بسبب هذا الفيلم؟

- الجمهور أصبح على قدر عال جدا من الذكاء، وأصبح من الصعب الدخول عليه ببعض الأوهام والخدع، لهذا فهو يقبل على العمل الجيد والجديد. كما أنه قادر على أن يفرز هدف صناع العمل، سواء كان التنوير وتقديم عمل جيد يعرض واقعاً، أم أنه يهدف للاثارة والابتذال فقط، لهذا لا أشعر بالقلق على فيلمي لأن الجمهور سوف يستوعبه بالشكل الذي كنت أفكر فيه منذ اللحظة الأولى لولادة المشروع.

• هل بالفعل لجأت لأطباء نفسيين أثناء تحضيرك للفيلم؟

- بالطبع هناك رؤية علمية وطبية واضحة جدا، خاصة وأنني حرصت على التعامل بالاستعانة بخبرات طبيب نفسي مصري تخصص في علاج حالات الشذوذ ويمنح القضية اهتماما بالغا، وبالفعل استعنت به في كثير من الأمور والاستشارات في الأحداث.

وهذا الى جانب دراسات وأبحاث حقيقية صدرت عن هذا المرض كما أكدت أن هناك حلولا وعلاجا لمثل هذه الحالات، وهذا ماحرصت على التأكيد عليه، فالشذوذ مرض وله علاج ويجب ألا يتعرض المصاب به لليأس، بل عليه ان يسرع باللجوء للطبيب المتخصص وبالفعل هناك نتائج حقيقية وايجابية جدا عن هذا المرض.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي