الحياة أيام وسنون تغدو وتروح والإنسان يسعى في مناكبها وتعتري مسيرته مواقف ومشاهد وأيام وأحداث وحوادث بعضها يحقق فيه مبتغاه ويعثر في بعضها فينتبه ويفكر ويشمر عن ساعدي الجد من أجل إزالة الأشواك وتخطي العثرات وإيجاد مسارات تدعو إلى التفاؤل فيجعل الحياة كلها مجالاً لإسعاد الآخرين قبل التفكير بنفسه والعمل على إنماء المجتمع ويجد في تطور الأمة هو نجاح له لأنه فرد منها وهو يشكل لبنة في بناء صرحها.
عزيزي القارئ... في الغد بإذن الله الكريم تستقبل الدنيا عاماً جديداً نتضرع إلى الله العلي القدير أن يكون عاماً طيباً يشرق فيه الخير على هذه الديرة الطيبة وأهلها.
فماذا عسانا أن نتمنى في عامنا الجديد؟
نتمنى أن تكون القلوب جميعها صحائف بيضاء والألسن كلها تنطق بما تتمناه القلوب بالخير والنماء للجميع.
نتمنى لهذه الديرة عاماً يشرق فيه التفاؤل في ساحة سياسية هادئة يتفاعل فيها الجميع من أجل التقدم والنماء.
بعد إصدار المحكمة الدستورية حكمها في الأسبوع الماضي بتحصين البرلمان وعسى أن يجد أعضاء البرلمان من أجل تحقيق عملية التنمية والموازنة بين الرقابة والتشريع وتأتي حكومة تكنوقراط تعمل على تنفيذ الخطط والبرامج التي من أجلها تتطور الأمة وتتقدم.
نطمح في هذا العام أن تكتمل دراسة القضية الإسكانية وتنفيذ كل خططها على جميع الأصعدة ويفكر في استكمال المشاريع الأخرى المتعددة في مجال الصحة والتعليم والثقافة والتربية والاقتصاد ويتفاعل جميع أبناء الأمة من أجل النهوض بها وتقدمها وترك التفكير بالذات والتخطيط من أجل النفس والعمل في سبيل الأنا، فالمجتمع يحتاج إلى جهد كل فرد حتى يتطور وينهض وينمو وتكون الكويت كما كانت جوهرة الدنيا.
عزيزي القارئ دعنا نقرأ ما قاله أبوالقاسم الشابي وشدت به فيروز في الخمسينات من القرن الماضي:
أقبل الصبح يغني
للحياة الناعسة
والربى تحلم في ظل الغصون المآسة
والصبا ترقص أوراق الزهور اليابسة
وتهادى النور في
تلك الفجاج الدارسة