بروفايل / لقّبه رفاقه بـ «Bobby Milk» بسبب جسمه النحيف وملامحه الناعمة
روبرت دي نيرو... أحد أساطير التمثيل في السينما العالمية لأربعة عقود متتالية

بدور الملاكم في فيلم «الثور الهائج»

روبرت دي نيرو

مع مارتن سكورسيزي

... ومع أل باتشينو في مشهد من فيلم «الحرارة»






• تعاونه مع مارتن سكورسيزي أثمر
عن تأدية
أدوار رائعة
في الثمانينات
• في بداية القرن الـ21 تنوعت أدواره بتقديمه بعض الأفلام الكوميدية
• لا يزال نشيطاً وقادراً على تأدية الكثير من الأدوار
• في بداية القرن الـ21 تنوعت أدواره بتقديمه بعض الأفلام الكوميدية
• لا يزال نشيطاً وقادراً على تأدية الكثير من الأدوار
حفل الزمان الجميل بابدعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنان روبرت دي نيرو:
هو واحد من «أعظم» الممثلين في هوليوود، هكذا يراه الكثيرون لما قدمه خلال مسيرته التمثيلية على الشاشة الذهبية... روبرت دي نيرو، الفنان «المبدع»، ولد في 17 أغسطس 1943 في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، وهو ابن روبرت دي نيرو الأب (رسام ونحات وشاعر من أصل إيطالي). والدته تدعى فرجينيا أدميرال، وقد كانت تعمل كرسامة أيضاً.
تلقى دي نيرو تعليمه الابتدائي في مدرسة ليتل ريد، وكان رفاقه يلقبونه بـ«Bobby Milk» بسبب جسمه النحيف وملامحه الناعمة، ثم أدخلته والدته مدرسة الموسيقى والفنون الثانوية بولاية نيويورك، والتي طرد منها وهو في عمر الثالثة عشرة، وحينما بلغ من العمر 18 عاماً سافر إلى باريس .
مشواره الفني
في العام 1963، وحينما كان يبلغ من العمر 20 سنة، قام دي نيرو بأول دور سينمائي له مع براين دي بالما في فيلم «عقد القران»... الفيلم الذي صدر العام 1969. في الستينات، كانت معظم أعماله في المسرح. حصل على دور ثانوي في فيلم فرنسي اسمه «ثلاث غرف في مانهاتن» العام 1965، وظهر بعد ذلك في أول فيلم بعد الاتحاد مع دي بالما في العام 1968 في فيلم «التحيات»، ومرة أخرى في فيلم «مرحباً والدتي» في العام 1970.
يعتبر دي نيرو من أساطير التمثيل في السينما العالمية، وقدم العديد من الأدوار المختلفة وأشهرها في أفلام العصابات، وتمكن من بناء حياة مهنية رائعة على مدى أربعة عقود متتالية. يراه الكثيرون ممثلاً ممتازاً، وربما من أعظم الممثلين المعاصرين، وقادر على تأدية أي دور يُسند إليه ببراعة وبصورة لا يمكن محوها من الذاكرة بسهولة.
رغم أن دي نيرو بدأ التمثيل في الستينات من القرن الماضي، إلا أن بدايته الحقيقية كانت في السبعينات منه، فقد حصل على شعبية كبيرة بعد تأديته لدور لاعب بيسبول في دوري البيسبول الأميركي، في فيلم «اضرب الطبل ببطء» في العام 1973. في العام نفسه، بدأ بعمل ناجح آخر بالتعاون مع سكورسيز حينما أدى دور «جوني بوي» و«تشارلي» أحد أفلامه البارزة كان «الشوارع الوضيعة» (1973)، الذي شارك في بطولته الممثل هارفي كايتيل وكان هذا الفيلم هو بداية التعاون الطويل مع مارتن سكورسيزي، فلقد تمكنا معاً من صنع العديد من الأفلام العظيمة، بما في ذلك اثنان من الكلاسيكيات الخالدة.
في العام 1974، تمكن دي نيرو من المشاركة في واحد من كلاسيكيات السينما الأحب إلى المشاهدين، «العرَّاب الجزء الثاني»، حيث ما زال دوره ( فيتو كورليوني الأصغر ) مذهلاً و مؤثراً إلى يومنا هذا.
أداؤه المتميز البارع لهذا الدور، مكّنه من الترشّح لجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد والحصول عليها. ومن دون شك، لا يزال هذا الدور واحداً من أعظم أدواره.
بعد هذا الفيلم ازداد دي نيرو قوة، وقام ببطولة فيلم آخر من كلاسيكيات سكورسيزي العديدة، «سائق التاكسي» (1976) الذي لعب فيه دور (ترافيس بيكل) المختل عقلياً ببراعة وإتقان شديدين. سيظل المشاهد يتذكره في هذا الدور مقترناً بجملته الشهيرة «أنت تتحدث معي؟». و كنتيجة لإبداعه في هذا الدور، حصل دي نيرو على أول ترشيح للأوسكار كأفضل ممثل.
لم يتوقف عند هذا الحد، بل قدم للمشاهدين إبداعاً آخر في العام 1978 حين جسد دور جندي في حرب فيتنام في فيلم «صائد الغزلان» بإتقان.
أفلامه الأخرى في هذا العقد تضمنت فيلم «نوفسينتو 1900» (1976) للمخرج برناردو برتولوتشي، ويحكي عن إيطاليا قبل الحرب العالمية الأولى، والفيلم الموسيقي «نيويورك، نيويورك» (1977) بالتعاون مع مارتن سكورسيزي.
استمر روبرت دي نيرو في تأدية المزيد من الأدوار الرائعة في الثمانينات من القرن الماضي، متعاوناً مع سكورسيزي مرة أخرى وقدما معاً الفيلم الكلاسيكي «الثور الهائج» (1980). أدى روبرت في هذا الفيلم دور الملاكم المضطرب جايك لاموتا بإحكام ومهارة عالية، وأبدع فعلاً في تجسيد شخصيته التي تعاني من المتاعب وانعدام الأمان. لذا، فإن دي نيرو استحق بجدارة الفوز بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل لمرة ثانية عن أدائه الرائع هذا.
في العام 1984، مَثل في ملحمة العصابات «كان يا مكان في أميركا» الذي يحكي قصة مجموعة من الأصدقاء ينشأون معاً ويعيشون حياة الجريمة بكل ما فيها من عنف وقسوة. هذا الفيلم من إخراج سيرجيو ليون وشارك في بطولته جيمس وودز، وهو واحد من أفضل أفلام العصابات التي لن يأتي مثلها مرة أخرى.
تعاون روبرت دي نيرو أيضاً مع المخرج و الصديق براين دي بالما وقدما فيلم «المنبوذون» (1987)، لعب دي نيرو في هذا الفيلم دور المجرم الأسطوري (آل كابوني) بكفاءة وإبداع بالغ وشاركه البطولة في هذا الفيلم النجوم كيفن كوستنر، أندي غارسيا و شون كونري. و لابد القول ان الفضل الأكبر لتميز هذا الفيلم يرجع إلى دي نيرو.
خلال الثمانينات أيضاً مثل في مجموعة من الأفلام الأخرى مثل «ملك الكوميديا» (1983) بالتعاون مرة أخرى مع مارتن سكورسيزي، «الوقوع في الحب» (1984)، «البرازيل» (1985) من إخراج تيري غيليام، «المهمة» (1986)، «قلب الملاك» (1987)، والفيلم الناجح «سباق منتصف الليل» (1988) ذو الطابع الكوميدي الحركي.
في التسعينات، ازدادت روابط التعاون قوة بين روبرت دي نيرو ومارتن سكورسيزي وقدما اثنين من الأفلام الرائعة. في العام 1990، شارك دي نيرو في بطولة فيلم العصابات الكلاسيكي «جودفيلاس» مع النجوم راي ليوتا وجو بيشي. لقد استطاع دي نيرو أن يسرق الأضواء في هذا الفيلم الذي أدى فيه دوراً من أكثر أدواره تميزاً و إتقاناً، وتمكن فيه من عرض كفاءته ومهارته في التمثيل بسهولة لا تصدق. ورغم عدم ترشيحه لنيل جائزة الأوسكار عن هذا الفيلم، إلا أنه يعتبر واحداً من أفضل أدواره على الإطلاق.
الفيلم الثاني لسكورسيزي الذي شارك فيه هو «كازينو» (1995) الذي قام ببطولته مع جو بيشي مرة أخرى جنباً إلى جنب مع شارون ستون. كان فيلماً قوياً بالرغم من عدم وصوله إلى المكانة العالية التي حققها فيلم «جودفيلاس» من قبله.
هناك فيلم آخر قدمه في العام 1995 وأصبح من الكلاسيكيات، وجاء تحت إشراف المخرج مايكل مان، انضم روبرت دي نيرو إلى زميل الشاشة الفضية الأسطورة آل باتشينو في الفيلم البوليسي المثير «الحرارة». كلاهما أعطى أداء من الدرجة الأولى وارتقى بكفاءتهما وإبداعهما بهذا الفيلم ليصبح واحداً من الأفلام الخارقة في السينما.
والأفلام الأخرى الجديرة بالذكر في هذا العقد من الزمان هي: «خليج الخوف» (1991)؛ «النيام» (1996)؛ «شاغل الكلب» (1997)؛ «جاكي براون» (1998) لكوينتين تارانتينو؛ و«رونين» (1998) الذي يدور حول مجموعة من القتلة المخضرمين.
في بداية القرن 21، تنوعت أدوار دي نيرو وقام ببطولة بعض الأفلام الكوميدية المملوءة بالحيوية، مثل فيلم «لقاء الوالدين» (2000) مع بن ستيلر، والفيلم المكمل له «قابل آل فوكر» (2004). هذان الفيلمان الكوميديان يجعلوننا نشعر بتغيير اتجاه دي نيرو الذي كانت معظم أفلامه تدور عن الجريمة بأنواعها وحياة العصابات.
لم يبق دي نيرو بعيداً عن تلك الأفلام وعاد إليها مرة أخرى مع فيلم «الهدف» لفرانك أوز العام (2000)، وهو فيلم سرقة شاركه بطولته إدوارد نورتون، أنجيلا باسيت، وأسطورة التمثيل مارلون براندو في واحدة من آخر أدواره. لا يعتبر هذا الفيلم من الأفلام العظيمة في هوليوود، ولكنه يعوّض ذلك الإخفاق بتضمنه مشاهد تجمع اثنين من أساطير السينما دي نيرو ومارلون براندو.
من الأفلام الجديرة بالذكر لروبرت دي نيرو في هذا العقد أيضاً: فيلم الرسوم المتحركة بالكمبيوتر «حكاية قرش» (2004) ؛ الدراما «الراعي الصالح» (2006)، وفيلم «غبار النجوم» (2007) ذو نوعية الخيال العلمي.
لا يزال روبرت دي نيرو نشيطاً وقادراً على تأدية الكثير من الأدوار، فهو يعتبر بالفعل واحداً من أكثر الممثلين نجاحاً وفاعلية. مع روبرت دي نيرو، تتوقع دائماً الأداء الذي لا ينسى، فهو واحد من الممثلين الذي يستطيع تأدية أي دور يسند إليه بحرفية وكفاءة عالية، وإعطاء المشاهد الفرصة للإستفادة القصوى منه. أداؤه في «سائق التاكسي» و«الثور الهائج» بصفة خاصة يستحقان كل الاهتمام والثناء الذي ناله. إنهما دوران يُظهران دي نيرو في أفضل حالاته ويؤكدان ببساطة براعته وإبداعه في تلك الأدوار.
الجوائز
حصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن دوره في فيلم «الثور الهائج»، علاوة على جائزة أفضل ممثل مساعد في فيلم العراب الجزء الثاني. يعد دي نيرو ومارلون براندو الممثلين الوحيدين اللذين حصلا على جوائز أكاديمية لتأدية الشخصية نفسها في الأفلام، حيث قام براندو بتأدية دور شخصية دون فيتو كورليوني الأكبر في العراب، بينما قام دي نيرو بتأدية الشخصية نفسها الأصغر سناً في الجزء الثاني من الفيلم. وقد ترشح لجائزة الأوسكار 6 مرات.
ترك دى نيرو بصمات يديه وأقدامه أمام «TCL Chinese Theater» في فبراير العام 2013.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنان روبرت دي نيرو:
هو واحد من «أعظم» الممثلين في هوليوود، هكذا يراه الكثيرون لما قدمه خلال مسيرته التمثيلية على الشاشة الذهبية... روبرت دي نيرو، الفنان «المبدع»، ولد في 17 أغسطس 1943 في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، وهو ابن روبرت دي نيرو الأب (رسام ونحات وشاعر من أصل إيطالي). والدته تدعى فرجينيا أدميرال، وقد كانت تعمل كرسامة أيضاً.
تلقى دي نيرو تعليمه الابتدائي في مدرسة ليتل ريد، وكان رفاقه يلقبونه بـ«Bobby Milk» بسبب جسمه النحيف وملامحه الناعمة، ثم أدخلته والدته مدرسة الموسيقى والفنون الثانوية بولاية نيويورك، والتي طرد منها وهو في عمر الثالثة عشرة، وحينما بلغ من العمر 18 عاماً سافر إلى باريس .
مشواره الفني
في العام 1963، وحينما كان يبلغ من العمر 20 سنة، قام دي نيرو بأول دور سينمائي له مع براين دي بالما في فيلم «عقد القران»... الفيلم الذي صدر العام 1969. في الستينات، كانت معظم أعماله في المسرح. حصل على دور ثانوي في فيلم فرنسي اسمه «ثلاث غرف في مانهاتن» العام 1965، وظهر بعد ذلك في أول فيلم بعد الاتحاد مع دي بالما في العام 1968 في فيلم «التحيات»، ومرة أخرى في فيلم «مرحباً والدتي» في العام 1970.
يعتبر دي نيرو من أساطير التمثيل في السينما العالمية، وقدم العديد من الأدوار المختلفة وأشهرها في أفلام العصابات، وتمكن من بناء حياة مهنية رائعة على مدى أربعة عقود متتالية. يراه الكثيرون ممثلاً ممتازاً، وربما من أعظم الممثلين المعاصرين، وقادر على تأدية أي دور يُسند إليه ببراعة وبصورة لا يمكن محوها من الذاكرة بسهولة.
رغم أن دي نيرو بدأ التمثيل في الستينات من القرن الماضي، إلا أن بدايته الحقيقية كانت في السبعينات منه، فقد حصل على شعبية كبيرة بعد تأديته لدور لاعب بيسبول في دوري البيسبول الأميركي، في فيلم «اضرب الطبل ببطء» في العام 1973. في العام نفسه، بدأ بعمل ناجح آخر بالتعاون مع سكورسيز حينما أدى دور «جوني بوي» و«تشارلي» أحد أفلامه البارزة كان «الشوارع الوضيعة» (1973)، الذي شارك في بطولته الممثل هارفي كايتيل وكان هذا الفيلم هو بداية التعاون الطويل مع مارتن سكورسيزي، فلقد تمكنا معاً من صنع العديد من الأفلام العظيمة، بما في ذلك اثنان من الكلاسيكيات الخالدة.
في العام 1974، تمكن دي نيرو من المشاركة في واحد من كلاسيكيات السينما الأحب إلى المشاهدين، «العرَّاب الجزء الثاني»، حيث ما زال دوره ( فيتو كورليوني الأصغر ) مذهلاً و مؤثراً إلى يومنا هذا.
أداؤه المتميز البارع لهذا الدور، مكّنه من الترشّح لجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد والحصول عليها. ومن دون شك، لا يزال هذا الدور واحداً من أعظم أدواره.
بعد هذا الفيلم ازداد دي نيرو قوة، وقام ببطولة فيلم آخر من كلاسيكيات سكورسيزي العديدة، «سائق التاكسي» (1976) الذي لعب فيه دور (ترافيس بيكل) المختل عقلياً ببراعة وإتقان شديدين. سيظل المشاهد يتذكره في هذا الدور مقترناً بجملته الشهيرة «أنت تتحدث معي؟». و كنتيجة لإبداعه في هذا الدور، حصل دي نيرو على أول ترشيح للأوسكار كأفضل ممثل.
لم يتوقف عند هذا الحد، بل قدم للمشاهدين إبداعاً آخر في العام 1978 حين جسد دور جندي في حرب فيتنام في فيلم «صائد الغزلان» بإتقان.
أفلامه الأخرى في هذا العقد تضمنت فيلم «نوفسينتو 1900» (1976) للمخرج برناردو برتولوتشي، ويحكي عن إيطاليا قبل الحرب العالمية الأولى، والفيلم الموسيقي «نيويورك، نيويورك» (1977) بالتعاون مع مارتن سكورسيزي.
استمر روبرت دي نيرو في تأدية المزيد من الأدوار الرائعة في الثمانينات من القرن الماضي، متعاوناً مع سكورسيزي مرة أخرى وقدما معاً الفيلم الكلاسيكي «الثور الهائج» (1980). أدى روبرت في هذا الفيلم دور الملاكم المضطرب جايك لاموتا بإحكام ومهارة عالية، وأبدع فعلاً في تجسيد شخصيته التي تعاني من المتاعب وانعدام الأمان. لذا، فإن دي نيرو استحق بجدارة الفوز بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل لمرة ثانية عن أدائه الرائع هذا.
في العام 1984، مَثل في ملحمة العصابات «كان يا مكان في أميركا» الذي يحكي قصة مجموعة من الأصدقاء ينشأون معاً ويعيشون حياة الجريمة بكل ما فيها من عنف وقسوة. هذا الفيلم من إخراج سيرجيو ليون وشارك في بطولته جيمس وودز، وهو واحد من أفضل أفلام العصابات التي لن يأتي مثلها مرة أخرى.
تعاون روبرت دي نيرو أيضاً مع المخرج و الصديق براين دي بالما وقدما فيلم «المنبوذون» (1987)، لعب دي نيرو في هذا الفيلم دور المجرم الأسطوري (آل كابوني) بكفاءة وإبداع بالغ وشاركه البطولة في هذا الفيلم النجوم كيفن كوستنر، أندي غارسيا و شون كونري. و لابد القول ان الفضل الأكبر لتميز هذا الفيلم يرجع إلى دي نيرو.
خلال الثمانينات أيضاً مثل في مجموعة من الأفلام الأخرى مثل «ملك الكوميديا» (1983) بالتعاون مرة أخرى مع مارتن سكورسيزي، «الوقوع في الحب» (1984)، «البرازيل» (1985) من إخراج تيري غيليام، «المهمة» (1986)، «قلب الملاك» (1987)، والفيلم الناجح «سباق منتصف الليل» (1988) ذو الطابع الكوميدي الحركي.
في التسعينات، ازدادت روابط التعاون قوة بين روبرت دي نيرو ومارتن سكورسيزي وقدما اثنين من الأفلام الرائعة. في العام 1990، شارك دي نيرو في بطولة فيلم العصابات الكلاسيكي «جودفيلاس» مع النجوم راي ليوتا وجو بيشي. لقد استطاع دي نيرو أن يسرق الأضواء في هذا الفيلم الذي أدى فيه دوراً من أكثر أدواره تميزاً و إتقاناً، وتمكن فيه من عرض كفاءته ومهارته في التمثيل بسهولة لا تصدق. ورغم عدم ترشيحه لنيل جائزة الأوسكار عن هذا الفيلم، إلا أنه يعتبر واحداً من أفضل أدواره على الإطلاق.
الفيلم الثاني لسكورسيزي الذي شارك فيه هو «كازينو» (1995) الذي قام ببطولته مع جو بيشي مرة أخرى جنباً إلى جنب مع شارون ستون. كان فيلماً قوياً بالرغم من عدم وصوله إلى المكانة العالية التي حققها فيلم «جودفيلاس» من قبله.
هناك فيلم آخر قدمه في العام 1995 وأصبح من الكلاسيكيات، وجاء تحت إشراف المخرج مايكل مان، انضم روبرت دي نيرو إلى زميل الشاشة الفضية الأسطورة آل باتشينو في الفيلم البوليسي المثير «الحرارة». كلاهما أعطى أداء من الدرجة الأولى وارتقى بكفاءتهما وإبداعهما بهذا الفيلم ليصبح واحداً من الأفلام الخارقة في السينما.
والأفلام الأخرى الجديرة بالذكر في هذا العقد من الزمان هي: «خليج الخوف» (1991)؛ «النيام» (1996)؛ «شاغل الكلب» (1997)؛ «جاكي براون» (1998) لكوينتين تارانتينو؛ و«رونين» (1998) الذي يدور حول مجموعة من القتلة المخضرمين.
في بداية القرن 21، تنوعت أدوار دي نيرو وقام ببطولة بعض الأفلام الكوميدية المملوءة بالحيوية، مثل فيلم «لقاء الوالدين» (2000) مع بن ستيلر، والفيلم المكمل له «قابل آل فوكر» (2004). هذان الفيلمان الكوميديان يجعلوننا نشعر بتغيير اتجاه دي نيرو الذي كانت معظم أفلامه تدور عن الجريمة بأنواعها وحياة العصابات.
لم يبق دي نيرو بعيداً عن تلك الأفلام وعاد إليها مرة أخرى مع فيلم «الهدف» لفرانك أوز العام (2000)، وهو فيلم سرقة شاركه بطولته إدوارد نورتون، أنجيلا باسيت، وأسطورة التمثيل مارلون براندو في واحدة من آخر أدواره. لا يعتبر هذا الفيلم من الأفلام العظيمة في هوليوود، ولكنه يعوّض ذلك الإخفاق بتضمنه مشاهد تجمع اثنين من أساطير السينما دي نيرو ومارلون براندو.
من الأفلام الجديرة بالذكر لروبرت دي نيرو في هذا العقد أيضاً: فيلم الرسوم المتحركة بالكمبيوتر «حكاية قرش» (2004) ؛ الدراما «الراعي الصالح» (2006)، وفيلم «غبار النجوم» (2007) ذو نوعية الخيال العلمي.
لا يزال روبرت دي نيرو نشيطاً وقادراً على تأدية الكثير من الأدوار، فهو يعتبر بالفعل واحداً من أكثر الممثلين نجاحاً وفاعلية. مع روبرت دي نيرو، تتوقع دائماً الأداء الذي لا ينسى، فهو واحد من الممثلين الذي يستطيع تأدية أي دور يسند إليه بحرفية وكفاءة عالية، وإعطاء المشاهد الفرصة للإستفادة القصوى منه. أداؤه في «سائق التاكسي» و«الثور الهائج» بصفة خاصة يستحقان كل الاهتمام والثناء الذي ناله. إنهما دوران يُظهران دي نيرو في أفضل حالاته ويؤكدان ببساطة براعته وإبداعه في تلك الأدوار.
الجوائز
حصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن دوره في فيلم «الثور الهائج»، علاوة على جائزة أفضل ممثل مساعد في فيلم العراب الجزء الثاني. يعد دي نيرو ومارلون براندو الممثلين الوحيدين اللذين حصلا على جوائز أكاديمية لتأدية الشخصية نفسها في الأفلام، حيث قام براندو بتأدية دور شخصية دون فيتو كورليوني الأكبر في العراب، بينما قام دي نيرو بتأدية الشخصية نفسها الأصغر سناً في الجزء الثاني من الفيلم. وقد ترشح لجائزة الأوسكار 6 مرات.
ترك دى نيرو بصمات يديه وأقدامه أمام «TCL Chinese Theater» في فبراير العام 2013.