«صورة تذكار» مع أصدقائه قبيل انفجار ستاركو «أبكت» مواقع التواصل

محمد الشعار من المدرسة إلى «مقاعد الشهداء»

u0645u062du0645u062f u0645u0636u0631u062cu0627u064b u0628u062fu0645u0627u0626u0647 u0641u064a u0645u0633u0631u062d u0627u0644u062cu0631u064au0645u0629
محمد مضرجاً بدمائه في مسرح الجريمة
تصغير
تكبير
حتى صبيحة يوم الجمعة، كان اللبناني محمد الشعار مجرّد شاب يتابع دراسته ويتحضّر للالتحاق بالجامعة. الا ان الانفجار الذي استهدف الوزير السابق محمد شطح في وسط بيروت حجز له مكاناً على «مقاعد الشهداء» بعدما شاء القدَر ان يكتب له نهاية مأسوية تصدّرت وسائل الاعلام في بيروت وشغلت مواقع التواصل الاجتماعي التي قدّمت له «تحيّة الوداع».

كانت الساعة تقارب الحادية عشرة قبل ظهر امس، عندما تم تأكيد خبر وفاة محمد الشعار متأثراً بالجروح البالغة التي أصيب بها في انفجار «ستاركو»، لتنفجر عائلته بالبكاء ويصاب اصدقاؤه في «ثانوية الحريري الثانية» في البطريركية (شارع عبد القادر) بصدمة خسارة رفيق كان يستعد بعد أشهر قليلة لإنهاء مسيرته المدرسية والانتقال الى المرحلة الجامعية.


الذهول والغضب سادا «مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت» التي احتشد فيها العشرات منذ أول من أمس، رافعين الصلوات علّ معجزة تُخرج محمد من حال الخطر. ولم يمر وقت طويل قبل ان ترفع صفحات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي «الرايات السود» حداداً على شاب تعرّفوا اليه مبتسماً في «صورة الوداع» التي التقطها مع اصدقائه عمر بكداش وربيع يوسف وأحمد المغربي (اصيبوا بجروح طفيفة) في قلب بيروت قبيل انفجار السيارة المفخخة التي ظهرت في الكاميرا من دون ان يعرف الرفاق انها ستفرّق ثلاثة منهم عن الشعار الذي لم يكن يتصوّر ان هذه «الجلسة الشبابية» ستكون «آخر المشوار» وان الموت رسم له «خط النهاية» في عمر الـ 16.

محمد الشعار صار قضية «رأي عام» فُجع بعودة مسلسل الاغتيالات السياسية الى لبنان، ورأى في نجاة هذا الشاب من براثن الموت بصيص أمل بان الحياة يمكن ان تنتصر على الإرهاب الذي يقتل بدم بارد.

فمنذ ان تم تداول الصورة المركبة التي جمعت بين صورتين، احداهما تظهر محمد، وهو يرتدي سترة حمراء، سليماً مع رفاقه قبل لحظات من انفجار «ستاركو»، والاخرى التي يبدو فيها ممدداً على الارض ووجهه مضرج بالدم الذي يسيل من رأسه، حتى شهدت مواقع التواصل «حملة تضامن» غير مسبوقة مع شاب صار فجأة «نجماً» الى ان انطفأت... شمعته.

صلوات وشموع «الكترونية» ملأت صفحات «فيسبوك» و«تويتر»، علّ السبت يحمل الخبر السار بـ «خلاص» محمد من القدَر الاسود، الا ان يوم امس أطلّ بـ «كابوس» رحيل الشعار الذي لن يعود غداً الى المدرسة التي ستخصص له تأبيناً يليق به... فهو اليوم سـ «يلتحق بالسماء» وينتقل الى التراب البارد الذي سليتحفه باكراً، تاركاً وراءه «صورة تذكار» التُقطت بـ «كبسة كاميرا» ووثّقت آخر لحظات حياته التي انتهت بـ... «كبسة زر».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي