سقط بسيارة مفخخة قبل بلوغه اجتماعاً بشأن الوضع في طرابلس
اغتيال مستشار الحريري محمد شطح في قلب بيروت
سيارة تشتعل وبجانبها جثة في موقع التفجير في بيروت (ا ب)
... محمد شطح شهيداً على «مرمى حجر» من منزل الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري في وسط بيروت، وعلى «مرمى العين» من محلة السان جورج حيث سقط الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير 2005.
كأنّها «دورة الدم» تعود الى «المسرح» الذي انطلقت منه، وذلك قبل نحو 20 يوماً على بدء المحاكمات الغيابية في اغتيال الحريري امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في هولندا، وعلى وقع التقديرات بعودة غير بعيدة لسعد الحريري الى بيروت بعد غياب قسري لضرورات أمنية منذ نحو سنتين وتسعة اشهر.
ومع «تفجير» محمد شطح، الوزير السابق ومستشار الحريري للشؤون الخارجية، الذي سقط ومعه مرافقه وما لا يقلّ عن 6 مدنيين ونحو 70 جريحاً بانفجار سيّارة مفخخة لحظة مروره بسيارته الرباعية الدفع غير المصفحة، «تطايرت» الأسئلة حول تداعيات هذه العملية التي جاءت عشية استحقاقات داهمة ليس اقلّها تشكيل الحكومة الجديدة المتعثرة منذ اكثر من تسعة اشهر والتي صار مصيرها يتشابك مع ملف انتخابات رئاسة الجمهورية الذي تدخل البلاد مداره ابتداء من 25 مارس المقبل.
فبعد مسلسل التفجيرات التي بدت في سياق «تشظّيات» الأزمة السورية لبنانياً وانخراط «حزب الله» عسكرياً فيها، من تفجيريْ الرويس وبئر العبد في الضاحية الجنوبية ثم التفجير المزدوج للمسجدين في طرابلس وبعدهما الانفجار الانتحاري المزدوج امام السفارة الايرانية في بئر حسن، جاء اغتيال شطح في إطار «صِدام» معسكريْ 8 و 14 آذار والصراع على التوازنات داخل السلطة وعلى الموقع الاقليمي للبنان والمستعر منذ العام 2005.
واستوقف الدوائر السياسية في بيروت مجموعة مفارقات طبعت الاغتيال أبرزها:
* انه الاول الذي يطول الجسم السياسي لقوى 14 آذار منذ اغتيال نائب حزب الكتائب أنطوان غانم في 19 سبتمبر 2007، علماً ان 19 اكتوبر 2012 كان شهد تفجير رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن الذي كان يُعتبر «الذراع الامنية» لقوى الرابع عشر من آذار.
وبـ «شطب» شطح، يكون عدد الشخصيات السياسية والحزبية والاعلامية والامنية من فريق 14 آذار التي تم اغتيالها منذ العام 2005 بلغ 11 من دون ذكر 6 محاولات اغتيال لشخصيات أخرى نجت بأعجوبة.
* ان جريمة «ستاركو» وقعت قبل 20 يوماً من بدء محاكمة اربعة من المتهَمين الخمسة من «حزب الله» باغتيال الحريري امام المحكمة الدولية التي اعلن لبنان رسمياً امس انه دفع حصته من موازنتها لسنة 2013، والتي اعتبر النائب مروان حمادة ان استهداف شطح «رسالة لكل مَن يشهد أمامها».
* انها أتت في ذروة لعبة «عضّ الأصابع» بين فريقيْ 8 و 14 آذار والتي اتخذت منحى من الحدة غير المسبوقة منذ فترة طويلة على خلفية التحذيرات التي أطلقها «حزب الله» لكل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان وقوى 14 آذار من مغبة السير بحكومة امر واقع حيادية تواكب التحضيرات للانتخابات الرئاسية و«ترث» صلاحيات الرئاسة الاولى بحال تعذّر إتمام هذا الاستحقاق في موعده.
وحرصت أوساط فريق 14 آذار، على التوقف عند دلالة حصول التفجير قبل بلوغ الوزير السابق، ابن طرابلس، الاجتماع الذي كان مقرراً ان تعقده 14 آذار في منزل الحريري لمتابعة ملف طرابلس من الزاوية السياسية استكمالاً لمقررات اللقاء الموسع لهذه القوى الذي التأم في المدينة في 15 الجاري تحت عنوان «حماية وحدة» طرابلس والذي شكّل في حينه اشارة بارزة الى الأهمية التي تعلّقها 14 آذار على قفل الطريق على انزلاق هذه المدينة بالكامل نحو «انفجار» مذهبي انطلاقاً من «خط التماس» الذي تشكّله جبهة باب التبانة - جبل محسن.
وبحسب اوساط 14 آذار، فان «الصوت المرتفع» الذي ساد الاجتماع الموسع الذي التأم بعد اغتيال شطح، عكس ربطاً بين الجريمة والكلام الذي أطلقه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله رداً على «إعلان طرابلس» الذي وصفه بانه بمثابة «إعلان حرب» محذراً 14 آذار: «لا نريد الحرب معكم ولا تلعبوا معنا».
ويُذكر ان مصادر ديبلوماسية متابعة في بيروت سألت عن الهدف من اغتيال شطح، الشخصية العلمية والاكاديمية المعتدلة والمنفتحة والداعية الى التلاقي والحوار، معربة عن تخوفها «من ان يكون استهدافه بداية لمرحلة جديدة في لبنان تطول اصحاب النهج المعتدل لتعزيز خط التطرف وتغذية مشارب الفتنة المذهبية بعدما فشل الساعون اليها من محليين واقليميين ودوليين في تحقيق هدفهم حتى الساعة».
وكان تفجير «ستاركو» قوبل باستنفار سياسي على أعلى المستويات يُتوج اليوم باجتماع المجلس الأعلى للدفاع، علماً ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تابع عن كثب بدء التحقيقات في الجريمة وبقي على اتصال مع الوزراء المعنيين والمسؤولين العسكريين والأمنيين لمواكبة كل التفاصيل والعمل من خلال المعطيات والمعلومات المتوافرة على معرفة الفاعلين والمحرضين وسوقهم الى العدالة.
وتلقى سليمان سلسلة اتصالات من مسؤولين عرب واجانب ابرزها من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مستنكرا هذا العمل الاجرامي، وداعيا اللبنانيين الى التضامن للحفاظ على استقرار بلدهم.
وكانت الساعة تقارب التاسعة و40 دقيقة من صباح امس عندما دوى الانفجار في محلة ستاركو التي تحولت اشبه بساحة حرب مع احتراق عشرات السيارات وتضرر محال تجارية ومبانٍ بينها وزارات (كمقر وزير حزب الله للتنمية الادارية محمد فنيش).
وتصاعد دخان أسود كثيف، وعلى الفور هرعت سيارات الاسعاف والدفاع المدني إلى مكان الانفجار وأقفل الشارع المؤدي الى ستاركو قبل ان يتضح ان المستهدف بالتفجير هو شطح الذي عُثر على بطاقة هويته في موقع الانفجار.
وأكدت مصادر امنية انّ السيارة المفخخة التي انفجرت لحظة مرور سيارة شطح قربها هي من نوع «جيب هوندا» موديل 2002 وهي مسروقة. وقد بدأ تحليل كاميرات المراقبة في المكان في محاولة للوقوف على اي دليل يمكن ان يوصل الى المنفذين.
شطح «غرّد» قبيل الاغتيال: «حزب الله» يهوّل ليصل إلى ما كان النظام السوري فرضه
| بيروت – «الراي» |
كأنّها «تغريدة» آخر الكلام أطلّ بها الوزير اللبناني السابق محمد شطح على حسابه على موقع «تويتر» قبيل مغادرته منزله للتوجّه الى «بيت الوسط» للمشاركة في اجتماع قوى 14 آذر حول طرابلس. ... «حزب الله يهوّل ويضغط ليصل إلى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عاماً: تخلّي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية». كتبها شطح بالعربية والانكليزية وبدت بعد اغتياله كأنها «تغريدة الوداع» التي شغلت الإعلام اللبناني والعالمي والتي اعتبرها بعض أطراف 14 آذار بمثابة (وصيته الأخيرة)». وكان لافتاً ان حساب شطح على «تويتر» والذي له 2924 متتبع بقي «ينبض بالحياة» بعد اغتياله اذ توالت التعليقات على «تغريدة الرحيل» التي عاود نشرها أكثر من 2100 شخص (بالعربية) و1200 بالانكليزية.
كأنّها «دورة الدم» تعود الى «المسرح» الذي انطلقت منه، وذلك قبل نحو 20 يوماً على بدء المحاكمات الغيابية في اغتيال الحريري امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في هولندا، وعلى وقع التقديرات بعودة غير بعيدة لسعد الحريري الى بيروت بعد غياب قسري لضرورات أمنية منذ نحو سنتين وتسعة اشهر.
ومع «تفجير» محمد شطح، الوزير السابق ومستشار الحريري للشؤون الخارجية، الذي سقط ومعه مرافقه وما لا يقلّ عن 6 مدنيين ونحو 70 جريحاً بانفجار سيّارة مفخخة لحظة مروره بسيارته الرباعية الدفع غير المصفحة، «تطايرت» الأسئلة حول تداعيات هذه العملية التي جاءت عشية استحقاقات داهمة ليس اقلّها تشكيل الحكومة الجديدة المتعثرة منذ اكثر من تسعة اشهر والتي صار مصيرها يتشابك مع ملف انتخابات رئاسة الجمهورية الذي تدخل البلاد مداره ابتداء من 25 مارس المقبل.
فبعد مسلسل التفجيرات التي بدت في سياق «تشظّيات» الأزمة السورية لبنانياً وانخراط «حزب الله» عسكرياً فيها، من تفجيريْ الرويس وبئر العبد في الضاحية الجنوبية ثم التفجير المزدوج للمسجدين في طرابلس وبعدهما الانفجار الانتحاري المزدوج امام السفارة الايرانية في بئر حسن، جاء اغتيال شطح في إطار «صِدام» معسكريْ 8 و 14 آذار والصراع على التوازنات داخل السلطة وعلى الموقع الاقليمي للبنان والمستعر منذ العام 2005.
واستوقف الدوائر السياسية في بيروت مجموعة مفارقات طبعت الاغتيال أبرزها:
* انه الاول الذي يطول الجسم السياسي لقوى 14 آذار منذ اغتيال نائب حزب الكتائب أنطوان غانم في 19 سبتمبر 2007، علماً ان 19 اكتوبر 2012 كان شهد تفجير رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن الذي كان يُعتبر «الذراع الامنية» لقوى الرابع عشر من آذار.
وبـ «شطب» شطح، يكون عدد الشخصيات السياسية والحزبية والاعلامية والامنية من فريق 14 آذار التي تم اغتيالها منذ العام 2005 بلغ 11 من دون ذكر 6 محاولات اغتيال لشخصيات أخرى نجت بأعجوبة.
* ان جريمة «ستاركو» وقعت قبل 20 يوماً من بدء محاكمة اربعة من المتهَمين الخمسة من «حزب الله» باغتيال الحريري امام المحكمة الدولية التي اعلن لبنان رسمياً امس انه دفع حصته من موازنتها لسنة 2013، والتي اعتبر النائب مروان حمادة ان استهداف شطح «رسالة لكل مَن يشهد أمامها».
* انها أتت في ذروة لعبة «عضّ الأصابع» بين فريقيْ 8 و 14 آذار والتي اتخذت منحى من الحدة غير المسبوقة منذ فترة طويلة على خلفية التحذيرات التي أطلقها «حزب الله» لكل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان وقوى 14 آذار من مغبة السير بحكومة امر واقع حيادية تواكب التحضيرات للانتخابات الرئاسية و«ترث» صلاحيات الرئاسة الاولى بحال تعذّر إتمام هذا الاستحقاق في موعده.
وحرصت أوساط فريق 14 آذار، على التوقف عند دلالة حصول التفجير قبل بلوغ الوزير السابق، ابن طرابلس، الاجتماع الذي كان مقرراً ان تعقده 14 آذار في منزل الحريري لمتابعة ملف طرابلس من الزاوية السياسية استكمالاً لمقررات اللقاء الموسع لهذه القوى الذي التأم في المدينة في 15 الجاري تحت عنوان «حماية وحدة» طرابلس والذي شكّل في حينه اشارة بارزة الى الأهمية التي تعلّقها 14 آذار على قفل الطريق على انزلاق هذه المدينة بالكامل نحو «انفجار» مذهبي انطلاقاً من «خط التماس» الذي تشكّله جبهة باب التبانة - جبل محسن.
وبحسب اوساط 14 آذار، فان «الصوت المرتفع» الذي ساد الاجتماع الموسع الذي التأم بعد اغتيال شطح، عكس ربطاً بين الجريمة والكلام الذي أطلقه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله رداً على «إعلان طرابلس» الذي وصفه بانه بمثابة «إعلان حرب» محذراً 14 آذار: «لا نريد الحرب معكم ولا تلعبوا معنا».
ويُذكر ان مصادر ديبلوماسية متابعة في بيروت سألت عن الهدف من اغتيال شطح، الشخصية العلمية والاكاديمية المعتدلة والمنفتحة والداعية الى التلاقي والحوار، معربة عن تخوفها «من ان يكون استهدافه بداية لمرحلة جديدة في لبنان تطول اصحاب النهج المعتدل لتعزيز خط التطرف وتغذية مشارب الفتنة المذهبية بعدما فشل الساعون اليها من محليين واقليميين ودوليين في تحقيق هدفهم حتى الساعة».
وكان تفجير «ستاركو» قوبل باستنفار سياسي على أعلى المستويات يُتوج اليوم باجتماع المجلس الأعلى للدفاع، علماً ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تابع عن كثب بدء التحقيقات في الجريمة وبقي على اتصال مع الوزراء المعنيين والمسؤولين العسكريين والأمنيين لمواكبة كل التفاصيل والعمل من خلال المعطيات والمعلومات المتوافرة على معرفة الفاعلين والمحرضين وسوقهم الى العدالة.
وتلقى سليمان سلسلة اتصالات من مسؤولين عرب واجانب ابرزها من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مستنكرا هذا العمل الاجرامي، وداعيا اللبنانيين الى التضامن للحفاظ على استقرار بلدهم.
وكانت الساعة تقارب التاسعة و40 دقيقة من صباح امس عندما دوى الانفجار في محلة ستاركو التي تحولت اشبه بساحة حرب مع احتراق عشرات السيارات وتضرر محال تجارية ومبانٍ بينها وزارات (كمقر وزير حزب الله للتنمية الادارية محمد فنيش).
وتصاعد دخان أسود كثيف، وعلى الفور هرعت سيارات الاسعاف والدفاع المدني إلى مكان الانفجار وأقفل الشارع المؤدي الى ستاركو قبل ان يتضح ان المستهدف بالتفجير هو شطح الذي عُثر على بطاقة هويته في موقع الانفجار.
وأكدت مصادر امنية انّ السيارة المفخخة التي انفجرت لحظة مرور سيارة شطح قربها هي من نوع «جيب هوندا» موديل 2002 وهي مسروقة. وقد بدأ تحليل كاميرات المراقبة في المكان في محاولة للوقوف على اي دليل يمكن ان يوصل الى المنفذين.
شطح «غرّد» قبيل الاغتيال: «حزب الله» يهوّل ليصل إلى ما كان النظام السوري فرضه
| بيروت – «الراي» |
كأنّها «تغريدة» آخر الكلام أطلّ بها الوزير اللبناني السابق محمد شطح على حسابه على موقع «تويتر» قبيل مغادرته منزله للتوجّه الى «بيت الوسط» للمشاركة في اجتماع قوى 14 آذر حول طرابلس. ... «حزب الله يهوّل ويضغط ليصل إلى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عاماً: تخلّي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية». كتبها شطح بالعربية والانكليزية وبدت بعد اغتياله كأنها «تغريدة الوداع» التي شغلت الإعلام اللبناني والعالمي والتي اعتبرها بعض أطراف 14 آذار بمثابة (وصيته الأخيرة)». وكان لافتاً ان حساب شطح على «تويتر» والذي له 2924 متتبع بقي «ينبض بالحياة» بعد اغتياله اذ توالت التعليقات على «تغريدة الرحيل» التي عاود نشرها أكثر من 2100 شخص (بالعربية) و1200 بالانكليزية.