مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / أميركا... على القائمة السوداء!

تصغير
تكبير

من كان بيته من زجاج لا يقذف الناس بحجر! هذا المثل ينطبق تماما على الحكومة الأميركية, إذ لا يكاد يمر يوم إلا ويخرج تقرير مزاجي صادر عن خارجيتها يتناول الأوضاع في العالم! وآخر صيحات تقارير الخارجية الأميركية تقرير يتحدث عن انتهاك حقوق البشر في الدول الخليجية، وأن هذه الدول مازالت على القائمة السوداء الأميركية! الولايات المتحدة التي تتبجح باحترامها المزعوم لحقوق الإنسان، هي نفسها قامت على جماجم شعب الهنود الحمر، وما بقي منهم مازال يعاني من الاضطهاد والحرمان من حقوقهم كشعب له هوية! كان الأولى بتقارير الخارجية التي تظهر بين الحين والآخر أن تنتقد الأوضاع الأميركية الداخلية من انتهاك لحقوق الإنسان، وانتشار الإرهاب والعنف، وغيرها من جرائم يندى لها الجبين! وهذا يوضح لنا أن البيت السياسي الأميركي، من جهاته الأربع، من زجاج، أي أنه مهلهل وآيل للسقوط! أميركا فتحت بتقاريرها المضحكة والمتناقضة أبواباً هي بغنى عنها، ولكن سياسة الجبروت والسطوة تأبى إلا أن تلهب الأجواء السياسية بفلسفة لا تغني ولا تسمن في ضوء التخبط وعدم الاتزان اللذين أحاطا بسياسة الإدارة الجمهورية!

*    *    *    *

ومن ضمن مسلسل فلاسفة الخارجية الأميركية صدور تقرير آخر يحمل في ثناياه إشادة، بطعم المرارة وعدم الرضا كما يفهم منه، عن حكومة قطر, ويسرد هذا التقرير كيف أن الدوحة ساندت وبقوة غزو العراق, وأنه توجد قاعدة أميركية في أراضيها، إلى آخره، في أسلوب إنشائي رخيص، وذلك في محاولة لإحراج السياسة القطرية أمام الرأي العام العربي, وهي التي نجحت وباقتدار في حل الأزمة اللبنانية بعيدا عن واشنطن، ودون الرجوع إلى إملاءاتها كما تفعل بعض العواصم الأخرى وهذا ما أدى إلى نشر مثل هذا التقرير!

*    *    *    *

السيناتور الديموقراطي العتيد جوزيف ليبرمان أعلن مساندته للمرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية جون ماكين, ورفضه تأييد زميله في الحزب المرشح الرئاسي باراك أوباما بحجة صغر سنه، وعدم إلمامه بالسياسة الخارجية في خطوة أثارت غضب قادة الحزب الديموقراطي! حجج ليبرمان واهية وإلا ما دخل صغر السن فيها, فالرئيس الأسبق جون كينيدي عندما تسلم الرئاسة كان في سن أوباما وربما أصغر! الدافع الرئيسي من انحياز اليهودي ليبرمان كما صرح هو خوفه على إسرائيل من سياسات أوباما غير واضحة المعالم! أمر مضحك أن يخاف ليبرمان على إسرائيل وهي التي ما زالت تحظى برعاية أميركية خاصة منذ نشأتها وحتى يومنا هذا، ولم يتغير ذلك بتغير الرؤساء على مدى عقود!


مبارك محمد الهاجري

كاتب كويتي

Mubarak707@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي