«الراي» جالت في المنطقة برفقة رئيس لجنة الفروانية عضو المجلس البلدي نايف السور ... فرصدت كماً هائلًا من المخالفات

«الجليب» مستودع للخطر... محولات الكهرباء «مفخخة» بالأخشاب والأثاث... والحمامات العمومية!

تصغير
تكبير
• السور: «الجليب» تحولت مخبأ للمجرمين... ومن يخالفني الرأي فليثبت عكس ذلك

• أمر مقبول إعادة صياغة مبادرة
«المثلث الذهبي» بما يتناسب
مع الوضع الحالي

• المحولات لا تتحمل الأحمال الكهربائية نتيجة إضافات البناء

• غالبية محولات «الجليب» تعرضت لأعطال واحتراق
في مولداتها

• انتشار الرذيلة بشكل علني
«على عينك يا تاجر» دون أي تحرك يذكر لرجال «الداخلية»

• الأهالي تقدموا بشكاوى مسجلة لدى الجهات المسؤولة في الدولة

• تكدّس العمالة السائبة يشكل ضغطاً كبيراً على المحافظة بكاملها

• جميع أنواع المخالفات موجودة منها بيع الأطعمة الفاسدة ...
هناك سوق لبيع المسروقات

• الشوارع الداخلية للمنطقة غير منظمة ... كل شارع على مبدأ
«حارة كل من إيدو إلو»
جليب الشيوخ، وكأنها قصة نسجت من «كلام لا ينتهي».

مع كل يوم قصة، ومع كل قصة «غصة». من مأوى الهاربين من وجه القانون، المتخفين عن نظر العدالة، الموغلين في طعن القانون من أمام ومن خلف، العابثين بأموال الدولة، من سرقة التيار الكهربائي، الى السطو على حقوق وزارة المواصلات، المتحدين للقيم والعادات والاخلاق، من داخل اوكار للدعارة، وتجارة البشر.


كثير كُتب وقد يكتب عن «مآسي» الجليب، ومع كل جديد يكتشف الجديد، في هذه البقعة التي يقطنها غالبية من وافدين استمرأوا تحدي القانون، وكأنه بات لا يطولهم، فاستأمنوا.

أما الجديد في الجليب، الذي قادت اليه جولة لـ«الراي» في «حزام البؤس» هو انكشاف محولات وزارة الكهرباء والماء على ما ليس من صلب وظيفتها، فباتت مخازن للاخشاب والأثاث، وحتى حمامات عمومية لقضاء الحاجات!

«عمار يا كويت »عبارة قالها عضو المجلس البلدي ورئيس لجنة الفروانية نايف السورعند دخوله منطقة جليب الشيوخ، متحسراً على ما أصابها من «مرض عضال جعلها طريحة الفراش تتداوى على أيدي من لا دواء عنده».

السور علق قائلاً :«راحت الجليب والسبة منو ما ندري... أو ندري بس ما نبي نقول»، متسائلاً أين التنمية التي تنشدها الحكومة؟ وأين مناطق العزاب التي أعلنت عنها وزارة الأشغال وأين وأين؟

وحذر السور في هجمة لافتة شنها على الجهات المعنية بقضية جليب الشيوخ من التهاون في تطبيق القانون على كل من تسول له نفسه العبث بأمن وأمان أهالي المنطقة، الذين استنجدوا راجين حل مشكلتهم التي تفاقمت مع مرور الوقت لتصبح كارثة حقيقية لا مفر منها.

«الراي» جالت مع عضو المجلس البلدي ورئيس لجنة محافظة الفروانية في دهاليز منطقة جليب الشيوخ، و رغم كم المخالفات والتجاوزات الموجودة الواضحة للعيان، توقفنا عند كارثة جديدة «المحولات الكهربائية» التي تعتبر كما أشار إليها السور أنها «قنابل مجهزة للانفجار صنعت ووضعت وهي بانتظار الإشارة لا أكثر».

وأكد السور أن أعداد المحولات الكهربائية في المنطقة كبيرة جداً، وهي عبارة عن «قنابل زرعت في المنطقة، إذ ليس من المعقول أن تهمل بهذه الطريقة؟»، موضحاً أن البعض منها تحول الى مخازن للأخشاب والأثاث والبعض الآخر لحمامات عمومية تقضى فيها الحاجة.

وأشار السور إلى أن المحولات الكهربائية تهالكت وهي تحتاج الى صيانة سريعة من قبل قطاعات وزارة الكهرباء والماء.

ولفت الى أن الأحمال الكهربائية على تلك المحولات زادت دون توفير غطاء كهربائي اضافي لها، مبيناً أن غالبية تلك المحولات الكهربائية تعرضت لأعطال واحتراق في مولداتها، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن بعض القطاعات في المنطقة لفترات متفاوتة، «هذا الأمر ذكرته مراراً و تكراراً».

وأوضح رئيس لجنة الفروانية أن وزارة الكهرباء قامت بتوفير بعض المولدات الكهربائية المتحركة بعد مجهود كبير لهذه القطاعات، مؤكداً أن المحولات لم تعد تستوعب الأحمال الكهربائية في المنطقة بسبب الإضافات في البناء في مختلف الاستعمالات بجليب الشيوخ.

وقال آن العديد من أهالي المنطقة تقدموا بشكاوى تبين مدى تأثرهم بالوضع الحالي، وجميعها مسجلة لدى الجهات المسؤولة في الدولة، مطالباً الجهات الخدمية في الدولة بالتحرك السريع قبل أن يقع «الفأس بالرأس».

وأكد السور أن منطقة جليب الشيوخ بوضعها الحالي وكأنها تقع خارج حدود دولة الكويت، أو بالأحرى ليست منطقة كويتية رغم أهمية موقعها الاستراتيجي، ومن يزرها ويتجول في شوارعها «يستمتع بالحضارات الموجودة فيها»، مبيناً أن المنطقة تحولت مخبأ للمجرمين والفارين من العدالة، «ومن يخالفني الرأي فليثبت عكس ذلك».

وأضاف أن الجليب تعاني بالإضافة الى مشكلة المحولات الكهربائية المعطلة العديد من الكوارث الأخرى و منها انتشار الرذيلة بشكل علني «على عينك يا تاجر» دون أي تحرك يذكر لرجال وزارة الداخلية مع دخول بعض أفراد الجاليات الجديدة وأغلبهم خدم هاربون، وبالتالي فإن المنطقة تضم «الطالح» مؤكداً أن المنطقة بحاجة لتشديد الأمن وزيادة فترات التفتيش الدورية، إضافة لإقامة دوريات عند مداخل ومخارج المنطقة لربما يردع ذلك بعض الفاسدين.

وأوضح أن تكدس العمالة السائبة في منطقة الجليب يشكل ضغطا كبيرا على المحافظة بكاملها والمناطق المجاورة لها، كون أن الغالبية العظمى منهم يزحفون تدريجياً لمناطق السكن الخاص، وبالتالي يشكل ذلك تهديداً مباشراً لأمن وأمان الأهالي.

وطالب السور الحكومة بكاملها ووزير البلدية المهندس سالم الأذينة بضرورة تثمين منطقة جليب الشيوخ على وجه السرعة، موضحاً أن موقع المنطقة استراتيجي، فهي تقع على الدائري السادس ويحدها كل من استاد الشيخ جابر الأحمد الرياضي، ومدينة الشيخ صباح السالم الجامعية والمطار، وهي المنطقة الوحيدة في الكويت التي يوجد بها جميع أنظمة البناء من تجاري واستثماري وسكن خاص وحرفي وصناعي و سكن عزاب.

وقال السور إن جميع أنواع المخالفات موجودة في المنطقة، منها على سبيل المثال سوق لبيع الأطعمة الفاسدة، وسوق لبيع المسروقات «سوق الأحد»، وأوكار الدعارة، ومكاتب غير مرخصة للاتصالات الخارجية، وكذلك النهب المنظم للكهرباء، حيث يتم توصيل التيار الكهربائي للأماكن المخالفة في العطل الرسمية، والذي يؤدي مع زيادة الحمل الكهربائي إلى انفجارات متعددة في المحولات الكهربائية من حين الى آخر.

وأكد أن بلدية الكويت تتحمل مسؤولية الجزء الكبير من المخالفات في المنطقة نتيجة عدم تطبيق القانون، وكذلك بعض الوزارات ذات الشأن، منها وزارة الشؤون ووزارة الداخلية لعدم تطبيق القانون بشأن العمالة المخالفة لقانون الإقامة، ووزارة الكهرباء لعدم المتابعة والتفتيش على المحولات والتأكد من مدى قدرتها الكهربائية.

واستغرب السور عدم تطبيق فكرة ومقترح تطوير منطقة جليب الشيوخ «المثلث الذهبي»، رغم عرضها على المجلس البلدي السابق، موضحاً أن المبادرة هي عبارة عن تقسيم منطقة جليب الشيوخ إلى ست مناطق متخصصة هي كالتالي: المنطقة الرياضية والتعليمية ومنطقة الفنادق والمتنزهات والمنطقة الإدارية والمالية ومنطقة الثقافة والمعارض المنطقة الحكومية والمنطقة التجارية والترفيهية، مطالباً السلطتين التشريعية والتنفيذية بدعم المبادرة التي قام بها عدد من الشباب الكويتي وتطبيقها على أرض الواقع.

وقال السور ان إعادة تجديد وصياغة المبادرة بما يتناسب مع الوضع الحالي أمر مقبول في ظل وجود توجه جدي لحل مشكلة جليب الشيوخ، متمنياً من أعضاء المجلس البلدي التحرك بجدية نحو إيجاد مخرج لمشكلة الجليب.

وأشار إلى مشكلة الازدحام المروري الحاصل في مداخل ومخارج المنطقة، ما يشكل ضغطاً كبيراً على الدائري السادس، وتحديداً المداخل المؤدية إلى منطقة إشبيلية والفروانية، مؤكداً أن الشوارع الداخلية للمنطقة غير منظمة وكل شارع على وزن حارة «كل من إيدو إلو»!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي