شعر / سيدنا موسى (عليه السلام)

تصغير
تكبير
كليمُ اللهِ موسى ذو السقايه

شريدٌ في البقاعِ بلا جنايه

وعاد لقومه حَكَماَ نبيَّا

وكم من آيةٍ في إثرِ آيه

وكان مَجيؤهُ في عامِ ذَبحٍ

فأوحى اللهُ للأمِّ الوقايه

بأن تُلقيهِ في اليمِّ امتثالاً

بذا كانت من اللهِ العنايه

وتُرسِلُ آسِِيا جَمعَ الجواري

لإرضاعِ الصغيرِ وللرعايه

فعاد لأمِهِ لتقرَّ عيناً

وعينُ اللهِ تصطنعُ البدايه*

وسار بأهله ولمصرَ مسعى

فنارُ الطورِ أحرقت الوشايه

وجاءَ الأمرُ في (سَينا) فكم ذا

مضى فرعونُ في درب الغوايه

وقالَ أخافُ أن يطغى وإني

قتلتُ ولم تكن مني درايه

وقال اللهُ لا تَرهَب نكالاً

لديَّ المرسلونَ ذوو حمايه

وألقى جولةً بعصاهُ أفعى

وأدخلَ كَفَّهُ بين العبايه

وكانوا طامعينَ بأجرِ فوزٍ

ولو علموا لنادَوا بالوقايه

فهذا سْحرُهُم زَيفٌ تراءى

وهذا مكرُهُم دونَ الوِصايه

وخرُّوا ساجدينَ لربِّ عرشٍ

عدا فرعونَ، في دربِ النكايه

وجاءَ عقابُهم بدَمٍ، جرادٍ

وطوفانٍ عظيمٍ ذي سِرايه

وقالَ سأبلُغُ الأسبابَ عَلّْي

أرى الرحمنَ من أعلى بنايه

وأتبَعَهُم بجيشٍ لاحَقوهُ

وفي القُرآنِ للذكرى كفايه

بنو سرائيلَ كم ضَلُّوا فظلُّوا

على تيهٍ وذُلٍّ دونَ غايه

وقالوا لن نقاتِلَ إذ أُمِرنا

لذا فاذهب وربكَ للرمايه

وكم آذَوهُ في قولٍ وفِعلٍ

وظلوا ساخطينَ على الولايه

هو القدوسُ كم أنجى نبيَّاً

وكانوا رافعينَ لخيرِ رايه

فهذي قصةٌ لأولي عقولٍ

وما كانت أقاصيصاً دعايه

وما كان افتراءً ذا حديثٌ

ولكن درسُ مَن فهم الحكاية

وتصديقاً وتمكيناً وبُشرى

وكم من عِبرةٍ فيها رواية

سعيدُ النفسِ مَن أرضى إلهَهْ

وجنَّبَ روحَهُ شرَّ الهوايه

وصلى اللهُ في الأزمانِ كُلّا

على قمرِ المعارجِ والهدايه

رسولُ اللهِ مَن صلى بمَسرى

إماماً للنبوَّةِ، للنهايه

* {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}طه39، {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي}طه41.

* {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَاب}غافر36.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي