بروفايل / بدأ حياته بمهن متواضعة بعدما ترك المدرسة
شون كونري... لم تفارقه نجومية العميل «بوند»
في فيلم «The Hunt for Red October»
أحد مشاهد فيلم «First Knight»
كونري ... مسيرة جذابة
خلال العرض الأول لسلسلة أفلام «جيمس بوند»
مع زوجته وابنه الوحيد
شون كونري في شبابه
• تقاضى 7 ملايين جنيه إسترليني لسرد قصة حياته
• تخلّى عن شخصية «بوند» لتجاهل النقاد الشخصيات الأخرى التي قدمها
• تخلّى عن شخصية «بوند» لتجاهل النقاد الشخصيات الأخرى التي قدمها
حفل الزمان الجميل بإبداعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنان شون كونري:
ولد الممثل شون كونري في 25 أغسطس العام 1930 في فونتانبريدج بإدنبرة في أسكتلندا من أب كاثوليكي ذي أصول أيرلندية وأم اعتنقت المذهب البروتستاني.
تنقل شون كونري في شبابه بين عديد من المهن المتواضعة بعدما ترك المدرسة في سن الثالثة عشرة، كان صبياً نشيطاً يسعى إلى كسب قوت يومه، ما جعله يقوم بأعمال عدة منها عمله كعامل بناء ومنظف لأكفان الموتى وغيرها، وجعلت تلك المهن منه شخصاً صلباً ومليئاً بالرجولة والخشونة.
وفي العام 1953، حين كان شون في سن الثالثة والعشرين، خاض مسابقة ذكورية على غرار مسابقات ملكات الجمال حقق فيها المركز الثالث، وبعدها بدأ مرحلة الاقتراب من التلفزيون وقدم أول أعماله «Lilas in The Spring» في العام 1955، واستطاع أن يصبح «موديل» مستغلاً وسامته الشديدة.
تزوج كونري من الممثلة - الأسترالية الأصل - ديانا سيلنتو في الفترة من 1962 إلى 1973، ورُزق منها بابنه جاسون في 11 يناير 1963، والذي صار الآن ممثلاً اقتداء بأبيه، ومنذ العام 1975 ظل كونري متزوجاً من الفتاة الفرنسية ذات الأصول التونسية ميشيل روكيبورن كونري.
المسيرة الفنية
عندما عرض عليه دور في مسرحية «الجنوب الهادي»، قرر في هذه اللحظة أن تكون مهنته هي التمثيل، وبالفعل كانت بدايته في العام 1955 وحصل على دور في إحدى حلقات المسلسل الشهير «ديكسون الأخضر» إلى أن أشترك في فيلم سينمائي العام 1959 بعنوان «داربى أوجيل والناس الصغار» وكان يلعب فيه دور رجل تقع في حبه فتاة ايرلندية وكان رومانسياً، إلا ان ملامحه القوية والعنيفة جعلت زوجة المنتج الشهير ألبرت بروكلوي ترشحه للعب شخصية «جيمس بوند»، وقالت لزوجها «إن هذا الرجل له جاذبية خاصة على الشاشة كما أنه سيكون رخيص الثمن ولن يطلب أموالاً باهظة لتجسيد دور جيمس بوند». وفي خلال هذه الفترة اشترك كونري في أفلام سينمائية عدة منها «مكان آخر... زمن آخر» والذي يلعب فيه دور مراسل لإذاعة «بي بي سي» يرتبط بعلاقة عاطفية مع سيدة متزوجة، لعبت دورها الممثلة لانا تورنر، ومن هنا ترك شون كونري انطباعاً لدى الجمهور بأنه الرجل القوي اللعوب الذي يجعل النساء يقعن في حبه ثم يهرب منهن.
وتوالت أدواره التي أظهرت مواهبه المتعددة واشترك في فيلم «على الخيط» والذي لعب فيه دوراً كوميدياً وفيلم «مغامرة طرزان الكبرى» وكان من المفترض أن يواصل سلسلة أفلام يجسد فيها شخصية طرزان، إلا ان دور جيمس بوند كان قد بدأ يصنع شهرته في هوليوود والعالم كله، لذا لم يقبل الاستمرار في طرزان بعدما وضع قدميه على القمة.
اتجه إلى توسيع وتنويع أدواره لإبراز إمكاناته الفنية، فظهر فى فيلم ألفريد هيتشكوك «Marnie» العام 1964، وقام بتجسيد دور الزوج المحب الذي يحاول أن يساعد زوجته على تخطى مشاكلها النفسية، ثم فيلم «The Molly Maguires» في العام 1970، لكنه قام بأجمل أدواره مع المخرج Sidney Lumet في فيلم «The Hill» سنة 1965 وجسد دور سجين فى سجن عسكري.
وفي هذه الأثناء، تعرّف على ديان كلينتون (زوجته الأولى) ثم اشترك في فيلم «The Hill» الذي حقق نجاحاً كبيراً لأدائه المتميز لدور الجندي ضحية النظام السادي. وقد تميز كونري بالبراعة في تجسيد دور الفتى اللعوب والرجل المحتال الذي يشكل خطراً على من حوله، ولكن بصورة ساحرة تجذب المشاهدين إليه. ثم جاءت مشاركته في فيلم «The Anderson Tapes» العام 1971، فجسد دور لص يتميّز بعقل مدبّر يخرج من السجن ويبحث عن ما يسرقه.
جيمس بوند
قدم كونري شخصية «بوند» من خلال سبعة أفلام كانت السبب في تحوّل اسم كونري إلى «بوند» ذاته، بداية بفيلم الدكتور «نو» Dr. No العام 1962، وانتهاء بفيلم «أبداً... لا تقل أبداً مرة أخرى Never Say Never Again» في العام 1983، وربما هي الصدفة وحدها التي جعلت هذه الأفلام سبعة.
لم يكن شون كونري مرشحاً إطلاقاً لهذا الدور وهو بعد ممثل صغير في بداية المشوار، وكان المنتجان كوبي بروسولي وهاري سالتزمان يبحثان عن نجم مشهور للعب دور العميل السري في أول أفلامه، خصوصاً أن شخصية «بوند» لم تكن شهيرة جداً، وهكذا وقع الاختيار على كاري غرانت Cary Grant، لكنه رفض لكبر سنه وكذلك رشح جيمس ماسون James Mason ودافيد نيفن David Niven، وهو الممثل الذي لعب دور بوند بعدها في فيلم «Casino Royale» العام 1967، لكن تم عقد مسابقة بعنوان «ابحث عن جيمس بوند»، إلا الفائز فيها لم يتم قبوله نظراً لعدم ملاءمته لطبيعة الدور رغم وسامته الشديدة، وأخيراً وقع الاختيار على شون كونري ليبدأ سلسلة أفلام «العميل 007» الشهيرة.
«الدكتور نو» كان أول أفلام هذه السلسلة، وهو يختلف إلى حد ما عن الرواية التي حملت هذا الاسم وكتبها مؤلف الشخصية «أيان فلمنج» Ian Fleming العام 1958، وشجع نجاح الفيلم شركة الإنتاج «إيون» EON على الانطلاق في تقديم أفلام أخرى، أفضل الأفلام السبعة – في رأي « كونري»– هو « من روسيا مع حبي From Russia with Love» الذي قدمه العام 1963، وبعدها ولدت الأزمة بين شخصية «بوند» وبين كونري نفسه، إذ وجد الأخير أن الجميع ينظر إليه باعتباره العميل السري الشهير ونسي الكل شخصية كونري الممثل، ثم تجاهل النقاد الشخصيات الأخرى التي كان يقدمها في أفلام بعيداً عن أفلام «بوند» مثل A Fine Madness وThe Hill وغيرهما.
وتخلى كونري عن شخصية «بوند» بعد فيلم «ماسات إلى الأبد Diamonds Are Foreve» العام 1971، وصرح على الملأ بأنه لن يؤدي شخصية «بوند» مرة أخرى أبداً. ولكن كونري عاد مع بداية الثمانينات ووقّع عقداً مع شركة الإنتاج لتقديم فيلمه السابع من السلسلة، وخرج فيلم «أبداً.. لا تقل أبداً مرة أخرى»... بهذا العنوان المتهكم من تصريحات كونري السابقة التي قال فيها إنه لن يلعب دور بوند «أبداً»!. لم يكن الفيلم على ذات المستوى السابق الذي عرف الجمهور به شون كونري، إذ كان الممثل قد بلغ الثالثة والخمسين من عمره ولم يعد في ذات رشاقة الشباب، وهنا أعلن كونري عن أنها المرة الأخيرة له فعلاً في شخصية «جيمس بوند».
ما بعد «جيمس بوند»
حاول شون كونري الخروج من عباءة «جيمس بوند» بعمل أفلام عدة تتنوّع بين الخيال العلمي والرومانسية وعالم العصابات مثل «الخيمة الحمراء»، «زاردوز»، «الفدية» والفيلم السياسي «الرجل التالي».
ومع تقدمه في العمر بدأ يتحرك في أدوار معينة تناسب عمره حتى وصل إلى الأدوار المساعدة في الثمانينات، وبوصوله الخمسينات من عمره كان يحتفظ بوسامته وصحته وواصل أدواره البارعة في أفلام مثل «خارج الأرض» العام 1982، «الرجل ذو العدسات القاتلة» العام 1987، وغيرهما.
حصل على جائزه الأوسكار عن فيلم «The Untouchables» العام 1987 عن دوره كممثل مساعد والذي اشترك في بطولته مع كيفن كوستنر وروبرت دي نيرو، ونجاحه فى هذا الفيلم أعاد إليه مكانته بين صفوف الأوائل فى نجوم هوليوود وسطع نجمه أكثر حين شارك فى فيلم «Indiana Jones and the Last Crusade» للمخرج Steven Spielberg.
وفي يوليو سنة 2000 حاز على التكريم الأجمل فى نظره، وهو لقب فارس من الملكة اليزابيث الثانية، كما قال عنه سبيلبرغ «شون كونري ليس مثل أي ممثل آخر، فهو أسطورة حقيقية من استكلندا، لأنه نوع من الرجال يحبه الجميع وتعشقه النساء خاصة، وهو غير منافق، فهو نجم سيخلّده التاريخ».
توالت أدواره في التسعينات بين أفلام عدة مثل «منزل روسيا» العام 1990، «رجل الطب» العام 1992، «الشمس المشرقة» العام 1994، «الصخرة» العام 1996، و«الفخ» العام 1999. وحصل في العام 1999 على وسام الفروسية من الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا.
بعيداً عن السينما
يعيش شون مع زوجته في جزر البهاماس التي يعشقها، ويبدأ في الاستعداد لسرد قصة حياته بعد أن تقاضى 7 ملايين جنيه إسترليني ومن المقرر أن يكتبها له الكاتب هنتر دافيز.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنان شون كونري:
ولد الممثل شون كونري في 25 أغسطس العام 1930 في فونتانبريدج بإدنبرة في أسكتلندا من أب كاثوليكي ذي أصول أيرلندية وأم اعتنقت المذهب البروتستاني.
تنقل شون كونري في شبابه بين عديد من المهن المتواضعة بعدما ترك المدرسة في سن الثالثة عشرة، كان صبياً نشيطاً يسعى إلى كسب قوت يومه، ما جعله يقوم بأعمال عدة منها عمله كعامل بناء ومنظف لأكفان الموتى وغيرها، وجعلت تلك المهن منه شخصاً صلباً ومليئاً بالرجولة والخشونة.
وفي العام 1953، حين كان شون في سن الثالثة والعشرين، خاض مسابقة ذكورية على غرار مسابقات ملكات الجمال حقق فيها المركز الثالث، وبعدها بدأ مرحلة الاقتراب من التلفزيون وقدم أول أعماله «Lilas in The Spring» في العام 1955، واستطاع أن يصبح «موديل» مستغلاً وسامته الشديدة.
تزوج كونري من الممثلة - الأسترالية الأصل - ديانا سيلنتو في الفترة من 1962 إلى 1973، ورُزق منها بابنه جاسون في 11 يناير 1963، والذي صار الآن ممثلاً اقتداء بأبيه، ومنذ العام 1975 ظل كونري متزوجاً من الفتاة الفرنسية ذات الأصول التونسية ميشيل روكيبورن كونري.
المسيرة الفنية
عندما عرض عليه دور في مسرحية «الجنوب الهادي»، قرر في هذه اللحظة أن تكون مهنته هي التمثيل، وبالفعل كانت بدايته في العام 1955 وحصل على دور في إحدى حلقات المسلسل الشهير «ديكسون الأخضر» إلى أن أشترك في فيلم سينمائي العام 1959 بعنوان «داربى أوجيل والناس الصغار» وكان يلعب فيه دور رجل تقع في حبه فتاة ايرلندية وكان رومانسياً، إلا ان ملامحه القوية والعنيفة جعلت زوجة المنتج الشهير ألبرت بروكلوي ترشحه للعب شخصية «جيمس بوند»، وقالت لزوجها «إن هذا الرجل له جاذبية خاصة على الشاشة كما أنه سيكون رخيص الثمن ولن يطلب أموالاً باهظة لتجسيد دور جيمس بوند». وفي خلال هذه الفترة اشترك كونري في أفلام سينمائية عدة منها «مكان آخر... زمن آخر» والذي يلعب فيه دور مراسل لإذاعة «بي بي سي» يرتبط بعلاقة عاطفية مع سيدة متزوجة، لعبت دورها الممثلة لانا تورنر، ومن هنا ترك شون كونري انطباعاً لدى الجمهور بأنه الرجل القوي اللعوب الذي يجعل النساء يقعن في حبه ثم يهرب منهن.
وتوالت أدواره التي أظهرت مواهبه المتعددة واشترك في فيلم «على الخيط» والذي لعب فيه دوراً كوميدياً وفيلم «مغامرة طرزان الكبرى» وكان من المفترض أن يواصل سلسلة أفلام يجسد فيها شخصية طرزان، إلا ان دور جيمس بوند كان قد بدأ يصنع شهرته في هوليوود والعالم كله، لذا لم يقبل الاستمرار في طرزان بعدما وضع قدميه على القمة.
اتجه إلى توسيع وتنويع أدواره لإبراز إمكاناته الفنية، فظهر فى فيلم ألفريد هيتشكوك «Marnie» العام 1964، وقام بتجسيد دور الزوج المحب الذي يحاول أن يساعد زوجته على تخطى مشاكلها النفسية، ثم فيلم «The Molly Maguires» في العام 1970، لكنه قام بأجمل أدواره مع المخرج Sidney Lumet في فيلم «The Hill» سنة 1965 وجسد دور سجين فى سجن عسكري.
وفي هذه الأثناء، تعرّف على ديان كلينتون (زوجته الأولى) ثم اشترك في فيلم «The Hill» الذي حقق نجاحاً كبيراً لأدائه المتميز لدور الجندي ضحية النظام السادي. وقد تميز كونري بالبراعة في تجسيد دور الفتى اللعوب والرجل المحتال الذي يشكل خطراً على من حوله، ولكن بصورة ساحرة تجذب المشاهدين إليه. ثم جاءت مشاركته في فيلم «The Anderson Tapes» العام 1971، فجسد دور لص يتميّز بعقل مدبّر يخرج من السجن ويبحث عن ما يسرقه.
جيمس بوند
قدم كونري شخصية «بوند» من خلال سبعة أفلام كانت السبب في تحوّل اسم كونري إلى «بوند» ذاته، بداية بفيلم الدكتور «نو» Dr. No العام 1962، وانتهاء بفيلم «أبداً... لا تقل أبداً مرة أخرى Never Say Never Again» في العام 1983، وربما هي الصدفة وحدها التي جعلت هذه الأفلام سبعة.
لم يكن شون كونري مرشحاً إطلاقاً لهذا الدور وهو بعد ممثل صغير في بداية المشوار، وكان المنتجان كوبي بروسولي وهاري سالتزمان يبحثان عن نجم مشهور للعب دور العميل السري في أول أفلامه، خصوصاً أن شخصية «بوند» لم تكن شهيرة جداً، وهكذا وقع الاختيار على كاري غرانت Cary Grant، لكنه رفض لكبر سنه وكذلك رشح جيمس ماسون James Mason ودافيد نيفن David Niven، وهو الممثل الذي لعب دور بوند بعدها في فيلم «Casino Royale» العام 1967، لكن تم عقد مسابقة بعنوان «ابحث عن جيمس بوند»، إلا الفائز فيها لم يتم قبوله نظراً لعدم ملاءمته لطبيعة الدور رغم وسامته الشديدة، وأخيراً وقع الاختيار على شون كونري ليبدأ سلسلة أفلام «العميل 007» الشهيرة.
«الدكتور نو» كان أول أفلام هذه السلسلة، وهو يختلف إلى حد ما عن الرواية التي حملت هذا الاسم وكتبها مؤلف الشخصية «أيان فلمنج» Ian Fleming العام 1958، وشجع نجاح الفيلم شركة الإنتاج «إيون» EON على الانطلاق في تقديم أفلام أخرى، أفضل الأفلام السبعة – في رأي « كونري»– هو « من روسيا مع حبي From Russia with Love» الذي قدمه العام 1963، وبعدها ولدت الأزمة بين شخصية «بوند» وبين كونري نفسه، إذ وجد الأخير أن الجميع ينظر إليه باعتباره العميل السري الشهير ونسي الكل شخصية كونري الممثل، ثم تجاهل النقاد الشخصيات الأخرى التي كان يقدمها في أفلام بعيداً عن أفلام «بوند» مثل A Fine Madness وThe Hill وغيرهما.
وتخلى كونري عن شخصية «بوند» بعد فيلم «ماسات إلى الأبد Diamonds Are Foreve» العام 1971، وصرح على الملأ بأنه لن يؤدي شخصية «بوند» مرة أخرى أبداً. ولكن كونري عاد مع بداية الثمانينات ووقّع عقداً مع شركة الإنتاج لتقديم فيلمه السابع من السلسلة، وخرج فيلم «أبداً.. لا تقل أبداً مرة أخرى»... بهذا العنوان المتهكم من تصريحات كونري السابقة التي قال فيها إنه لن يلعب دور بوند «أبداً»!. لم يكن الفيلم على ذات المستوى السابق الذي عرف الجمهور به شون كونري، إذ كان الممثل قد بلغ الثالثة والخمسين من عمره ولم يعد في ذات رشاقة الشباب، وهنا أعلن كونري عن أنها المرة الأخيرة له فعلاً في شخصية «جيمس بوند».
ما بعد «جيمس بوند»
حاول شون كونري الخروج من عباءة «جيمس بوند» بعمل أفلام عدة تتنوّع بين الخيال العلمي والرومانسية وعالم العصابات مثل «الخيمة الحمراء»، «زاردوز»، «الفدية» والفيلم السياسي «الرجل التالي».
ومع تقدمه في العمر بدأ يتحرك في أدوار معينة تناسب عمره حتى وصل إلى الأدوار المساعدة في الثمانينات، وبوصوله الخمسينات من عمره كان يحتفظ بوسامته وصحته وواصل أدواره البارعة في أفلام مثل «خارج الأرض» العام 1982، «الرجل ذو العدسات القاتلة» العام 1987، وغيرهما.
حصل على جائزه الأوسكار عن فيلم «The Untouchables» العام 1987 عن دوره كممثل مساعد والذي اشترك في بطولته مع كيفن كوستنر وروبرت دي نيرو، ونجاحه فى هذا الفيلم أعاد إليه مكانته بين صفوف الأوائل فى نجوم هوليوود وسطع نجمه أكثر حين شارك فى فيلم «Indiana Jones and the Last Crusade» للمخرج Steven Spielberg.
وفي يوليو سنة 2000 حاز على التكريم الأجمل فى نظره، وهو لقب فارس من الملكة اليزابيث الثانية، كما قال عنه سبيلبرغ «شون كونري ليس مثل أي ممثل آخر، فهو أسطورة حقيقية من استكلندا، لأنه نوع من الرجال يحبه الجميع وتعشقه النساء خاصة، وهو غير منافق، فهو نجم سيخلّده التاريخ».
توالت أدواره في التسعينات بين أفلام عدة مثل «منزل روسيا» العام 1990، «رجل الطب» العام 1992، «الشمس المشرقة» العام 1994، «الصخرة» العام 1996، و«الفخ» العام 1999. وحصل في العام 1999 على وسام الفروسية من الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا.
بعيداً عن السينما
يعيش شون مع زوجته في جزر البهاماس التي يعشقها، ويبدأ في الاستعداد لسرد قصة حياته بعد أن تقاضى 7 ملايين جنيه إسترليني ومن المقرر أن يكتبها له الكاتب هنتر دافيز.