حوار / «نحن خليجيون لدينا عادات لا تسمح لنا بتجاوز خطوط معيّنة»

فاطمة الصفي لـ«الراي»: لا أظهر في أي مسلسل... إلّا بموافقة والدي

تصغير
تكبير
• أستطيع المشاركة في فيلم عالمي ضمن عاداتي وتقاليدي

• لا مشروع زواج حالياً... ربما في المستقبل إن كان مقدّراً لي ذلك

• المسرح عشقي الأول... لذلك عدت بعرض «من منهم هو»
وضعت الممثلة فاطمة الصفي نمطاً خاصاً بها لحياتها المهنية من خلال الأدوار التي تتقمصها سواء في التلفزيون او المسرح، ففضلت أن تكون دوماً برفقة شجون الهاجري وحمد أشكناني من دون أن تشترط وجوب تواجدهما معها في كل عمل.

الصفي تؤكد في حوارها مع «الراي» أنها ترتاح عندما تعمل مع الهاجري وأشكناني في مسلسل واحد، رغم أن العام الماضي شهد ابتعاد كل منهم إلى مسلسل. وأشارت إلى أن المسرح هو عشقها الأول، لذلك عادت أخيراً وشاركت في المهرجان المسرحي المحلي بدورته الرابعة عشرة من خلال مسرحية «من منهم هو».


كما أوضحت سبب تعيينها لمدير أعمال خاص بها رغم انتقاد الكثيرين باعتبارها ممثلة شابة، وتطرقت لحياتها الشخصية وموقفها من الزاوج:

• قبل فترة انتهيت من تصوير مشاهدك في مسلسل «صديقات العمر»، حدثينا عنه؟

- مسلسل «صديقات العمر» من تأليف أنفال الدويسان وإخراج منير الزعبي، وبطولة باسمة حمادة، عبد الله ملك، طيف، سليمان الياسين، بثينة الرئيسي، هنادي الكندري، صمود، عبدالله الباروني وأسامة المزيعل. وتدور أحداثه حول مراحل عمرية مختلفة، وأمثل فيها دور فتاة في المرحلة الثانوية، وكيف أن شخصية الفتاة تتكون في فترة المراهقة، بعدها ننتقل بسرعة إلى عشر سنوات وكيف تعلمت من تلك الفترة عندما أصبحت أماً ولديها أسرة وأولاد.

• ما الذي دفعك للموافقة على تجسيد ذلك الدور؟

- رأيت أنه ممتع جداً بالدرجة الأولى، ومختلف تماماً عن ثيمة بقية المسلسلات الدرامية التي سبق وأن جسدتها، والتي حملت الفكرة نفسها لناحية العنوان.

• وماذا عن الجديد الدرامي المقبل؟

- سأباشر في الفترة المقبلة بتصوير مشاهدي في مسلسل «للحب كلمة» تأليف فهد العليوة وإخراج هيا عبد السلام. لكن لا يمكنني الخوض في تفاصيل الشخصية إلى حين مباشرتي فعلياً مع فريق المسلسل.

• كثيرون يربطون وجود شجون الهاجري في مسلسل بضرورة تواجدك معها إلى جانب حمد أشكناني... ما ردّك؟

- في موسم رمضان الماضي أطلّت شجون بـ «سر الهوى»، وأنا في «بركان ناعم»، وحمد كان في «توالي الليل». وبالتالي لا يوجد ما يسمى «لازم نكون مع بعض» لمن يقول ذلك الكلام بحقّنا، لأن الأصح في القول إنني أرتاح عندما أعمل معهما في مسلسل واحد وأستمتع بالتمثيل معهما، فنحن كممثلين منفردين «وايد زينين»، لكن عندما نكون مع بعضنا نصبح «وايد ازين».

• أفهم من كلامك أنك لا تفرضين اسميهما ليكونا معك في أي مسلسل؟

- طبعاً لا أقوم بذلك، لأن شجون وحمد لا يحتاجان لكي أقوم أنا بفرض اسميهما، فما يقدمانه من فن كفيل بأن يتم ترشيحهما تلقائياً. وعندما لا نتواجد في مسلسل واحد نحن الثلاثة نبقى على تواصل، وندعم بعضنا من خلال الزيارات الودّية إلى «اللوكيشين» كلما سنحت الفرصة.

• كيف تجدين علاقتك بالمسرح؟

- المسرح عشقي الأول، فأنا ابنته بالدرجة الأولى ومن ثم يأتي التلفزيون. وصحيح أنني قد توقفت طوال عامين عن التمثيل المسرحي، في آخر مشاركة لي مع مسرحية «تاتانيا»، لكن السبب وراء ذلك كان عدم وجود عمل مسرحي بمستوى عقليتي وتفكيري جميل يستحق المشاركة، حتى عدت أخيراً وشاركت في المهرجان المسرحي المحلي بدورته الرابعة عشرة من خلال مسرحية «من منهم هو» تأليف أحمد العوضي وإخراج خالد أمين، ومن بطولة أحلام حسن، علي الحسيني، أحمد العوضي وبدر البنّاي.

• ما الفرق بين المشاركات الأكاديمية و«التجارية» في المسرح؟

- أحب المشاركة في المسرح «التجاري»، خصوصاً الذي يطلق عليه مسرح الطفل، لما فيه من متعة، ناهيك عن أنني طوال ثلاث سنوات مضت أشارك في عروض حواراتها باللغة العربية الفصحى نطرح من خلالها قضايا مهمة، ونقدّمها لجيل المراهقين. أما «الأكاديمي»، فأراه مختلفاً بكل المقاييس لناحية الفكر ومناقشة القضايا، وكذلك الجمهور الذي يحضر باعتباره من النخبة، فتراه ينتقد أبسط الأمور لما يمتلكه من دراية مسرحية.

• مع كل هذا العشق الكبير للمسرح، هل يمكنك أن تضحي بعمل درامي من أجل مسرحية؟

- أود توضيح معلومة، أنني انتهيت من تصوير مشاهدي في «صديقات العمر» وفي الوقت نفسه التزمت بـ «بروفات» مسرحية «من منهم هو»، وطبعاً ذلك كله جاء من خلال التنسيق مع المخرج والمنتج وزملائي الممثلين الذين ساهموا في تسهيل ذلك عليّ. كما قمت بذلك لدى تصويري «أم البنات» ومشاركتي في «تاتانيا»، إذ كانت «أم طلال» تجعلني أخرج في وقت مبكر لأكون في «البروفة»، ويوم العرض و«الجنرال» يكون إجازة بالنسبة إليّ.

• هل ترين أن المسرح في الكويت في حال نشطة؟

- «المسرح الأكاديمي» منتعش جداً وهو الأفضل على مستوى الخليج والوطن العربي. وفي ما يخص المسرح التجاري فإن قسنا انتعاشه على مدار السنوات الثلاث الفائتة فأقول بحقه «واو» على صعيد الإخراج والديكوارت والمؤلفين والممثلين والاستعراض والموسيقات.

• ألا ترين أن غالبية النصوص الدرامية باتت تدور في حلقة واحدة؟

- على مستوى النصوص التي تقدّم لي أرى أنها لا تدور في دائرة واحدة، بل كل نص يحمل فكراً جديداً.

• هل من شروط معينة للموافقة على قبول نص درامي أو مسرحي؟

- هناك شروط خاصة تتعلق بقناعتي ومن أجل الحفاظ على سمعة أهلي، كعدم موافقتي على تجسيد أدوار معيّنة مثل فتاة سيئة السمعة فقط لأنها سيئة السمعة من دون هدف معيّن. فأنا فتاة من بيئة كويتية خليجية، وبغض النظر أياً كانت جنسيتي لن أقدّم دوراً ليس له هدف أو مبرر لعمل ضجّة فقط.

• لكن في النهاية تبقى هذه النوعية من الأدوار من صلب المجتمع، والفن يعتبر رسالة؟

- يمكن لي أن أقدّم ذلك الدور عن طريق الرمز له وربما تكون بكلمة، من دون الحاجة إلى أن يكون طرحه بأسلوب مباشر ومقزز وبعيداً عن الإيحاءات الجسدية التي لا أحبها.

• إذاً هل تنتقدين الأعمال العربية التي تحتوي على الإيحاءات الجسدية؟

- نحن خليجيون لدينا عاداتنا وتقالدينا لا تسمح لنا بتجاوز خطوط معيّنة حتى لو كنّا «Open Minded» لأنه سيتم عرضه على شاشة تلفزيون خليجي أو عربي وسيتابعه جمهور خليجي. ولهذا لا يمكننا أن نقارن ما نقدمه بما يقدمه غيرنا من الدول العربية، الذين يمتلكون مساحة الحرّية في ذلك، وبالتالي لا أنتقد أعمالهم.

• ألا يحدّ ذلك من انتشار الفنان الخليجي؟

- لا على الإطلاق، فأنا أستطيع المشاركة في فيلم عالمي بحدود عاداتي وتقاليدي، وأنا أستمتع بما أقدّمه.

• هل تتقنين التحدث باللغة الإنكليزية بطلاقة تؤهلك لتشاركي في أفلام عالمية؟

- أتقن اللغة الإنكليزية، لكنني لست «Perfect»، ويمكن القول إنني «أمشّي الحال».

• كثيرون انتقدوا وجود مدير أعمال خاص بك وهو أحمد البريكي، ما ردّك؟

- الدنيا تتقدم إلى الأمام، لذلك أصبح من متطلبات العمل وجود مدير أعمال إلى جانبي لتنظيم كل الأمور. ففي الماضي لم يكن الفنانون يشاركون في ثلاثة أو أربعة أعمال في آن واحد، ولا تصوير خمسة مشاهد في دبي ومشهدين في بيروت ومن ثم العودة إلى الكويت.

• لكن هل يعتبر ذلك مبرراً لعدم تواصلك الشخصي مع الصحافة؟

- الكثير من الصحافيين عندما يتصلون بي لا يمكنني الرد عليهم لأنني مشغولة بأعمالي وهو ما دعاني إلى الاستعانة بمدير أعمال، كما أنني لا أحب الظهور في أكثر من لقاء لأتحدث في الموضوع نفسه.

• ومع ذلك يرى البعض ذلك غروراً؟

- لو أن كل صحافي من كل جريدة في الكويت فقط قام بالاتصال بي حينها «ما راح أقدر أنام»، وهو الأمر الذي مررت به فعلياً قبل فترة من الزمن، فكنت أعمد على جعله «صامتا» لأرتاح، فأنا إنسانة أحتاج إلى الراحة والخصوصية وأمتلك حياتي الخاصة. وهو ما دفعني ليكون رقمي خاص بأهلي وأصدقائي المقربين.

• ما دور أحمد البريكي في حياتك المهنية؟

- تتلخص مهامه في أنه يعلمني بوجود نصوص درامية معيّنة، حينها أقراها بنفسي وأختار الأنسب لي، من ثم أترك له بقية التفاصيل الإدارية والاتفاق مع المنتج وخلافه، لأكون متفرغة تماماً للدور الذي سأجسده و«ما أعوّر راسي بشي ثاني»، كذلك يقوم بالتنسيق مع الصحافيين لمن يرغب في عمل اللقاءات في مواعيد تناسب الطرفين.

• كيف تصفين علاقتك مع أسرتك؟

- أسرتي تدعمني، فوالدايّ يزورانني في «اللوكيشين» ويشاهدان ما أقدمه عن قرب، حتى بات غالبية المنتجين على معرفة بهما. وللعلم لا أوافق على المشاركة في عمل ما مالم يوافق عليه والدي، إذ نتناقش وبكل مشهد، وهذا الامر بدأ منذ ان كنت طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية واستمر إلى يومنا الحالي.

• هل كنت تتخيلين أنك ستصلين للشهرة في يوم من الأيام؟

- سأفصح عن سرّ للمرة الأولى، أنني عندما كنت طفلة ألهو بلعبة «الأمنيات» مع أخوتي، كنت أقول دوماً «أبي أصير مشهورة». وعندما كبرت درست الموسيقى لكنني لم أستمر، فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية. وفي العام الأول لي كان طموحي أن أصبح مخرجة، لكن بعد مرور شهرين لمست ميولي نحو التمثيل واستمررت فيه حتى حققت الشهرة.

• هل فقدت حرّيتك وخصوصيتك بسبب تلك الشهرة؟

- فقط لناحية الاتصالات الهاتفية التي تزعجني، لكن أشعر بالسعادة عندما أكون في مكان عام، وأشاهد الأطفال سعداء برؤيتي، إلى درجة أنني قد أوقف سيارتي جانباً وألبي رغبة أي طفل بالتصوير معي، والسبب أنني أشعر برغبة في إسعاد كل من حولي و«أونّسهم».

• هل سنسمع خبر زواج فاطمة الصفي؟

- حالياً لا، لأنني جداً مشغولة بالفن، وربما يكون في المستقبل إن كان مقدّراً لي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي