سليمان ماضٍ في «حكومة واقع لا تستفزّ أحداً»

«14 آذار» في «هجوم دفاعي»: «حزب الله» ملهم «التكفيريين»

تصغير
تكبير
شكّل المشهد الذي ارتسم في لبنان مع كلام «السقف الأعلى» للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله حيال الوضع الداخلي والردود الأعنف عليه من قوى «14 آذار» المؤشر الأبرز الذي «أكد المؤكد» لجهة انفلات الصراع في البلاد من كل الضوابط في امتدادٍ للمواجهة الاقليمية «الأمّ» التي تتداخل فيها الملفات ذات الارتدادات المباشرة على الواقع اللبناني ولا سيما الحرب في سورية والنووي الايراني.

وانهمكت الدوائر السياسية في بيروت امس في قراءة أبعاد المواقف التحذيرية لنصر الله سواء لـ «14 آذار» على قاعدة «ما تلعبوا معنا» او لرئيس الجمهورية ميشال سليمان بقوله «ننصح بعدم تشكيل حكومة امر واقع ونقطة على السطر»، او للسعودية التي اتهمها بانها باتت تريد «تخريب لبنان».


وجاءت «اندفاعة الردود» من فريق «14 آذار» لتكمل مشهدية «قرع طبول» المواجهة السياسية التي يشكّل «حلبتها» الرئيسية ملفا الحكومة الجديدة والانتخابات الرئاسية التي تدخل البلاد في مدارها ابتداء من 25 مارس المقبل وحتى 25 مايو.

وكان بارزاً في ملاقاة «تهديد» حلفاء «حزب الله»، كوزير الدفاع فايز غصن والنائب طلال ارسلان، من ان اي حكومة امر واقع يُصدر مراسيمها رئيس الجمهورية هي «حكومة تفجير»، ثبات سليمان على موقفه من عدم تسليم البلاد الى الفراغ، وهو ما عبّر عنه وزيره ناظم الخوري الذي اعلن امس «بعد اسبوع نحن امام سنة جديدة وسنكون على ابواب استحقاق رئاسة الجمهورية، فلمن سيسلم رئيس الجمهورية الوضع السياسي المهترئ؟ هل لفريق واحد في ظل هذا الانقسام وهو الذي يريد الاستقرار للبلد؟».

وعن إمكان لجوء رئيس الجمهورية الى تشكيل حكومة في شهر فبراير، قال: «تصوري أن الرئيس لديه مسؤولية ويجب أن يبادر الى شيء ما، وخياره أن تكون حكومة جامعة أو اتحاد وطني وتحظى بثقة البرلمان. فالخيار الاول لدى الرئيس هو حكومة جامعة ولكن اذا لم يحصل هذا الشيء في ظل عدم وجود تنازلات، لن تكون هناك عجائب بل ستكون هناك حكومة واقع. وبالنسبة الى الرئيس المكلف تمام سلام المعروف باعتداله وانفتاحه فهو لن يشكل حكومة تستفز احدا وكذلك رئيس الجمهورية لن يوافق على حكومة استفزاز». وأعلن «أن الرئيس سليمان لن يعطي شرف رفض التمديد لأحد لأنه هو في الاصل لا يريد التمديد».

وفي موازاة ذلك، شنّت قوى «14 آذار» هجوماً صاعقاً على نصر الله و«حزب الله» متهمة اياه بلسان الامين العام لـ «تيار المستقبل» احمد الحريري بانه «ملهم التكفيريين»، وآخذة عليه «اعتماد خطاب إلغائي واقصائي شبيه باعلان حرب»، ومعتبرة ان «خطابه مغامر وتحريضي الهدف منه تهديد اللبنانيين بـ7 مايو جديد واجبارهم على ان يكونوا شهود زور على الحرب التي يخوضها مع النظام ضد الشعب السوري بقرار ايراني». ونُقل عن اوساط «14 آذار» ان السيد نصر الله هو «ابو التكفير» اذ سبق له «ان أقصى كل النّاس وخوّنهم منذ حرب يوليو 2006 وألصق بخصومه شتى الاتهامات»، لافتة الى ان شروطه «لتشكيل الحكومة توحي وكأنه هو من يقرر شكل الحكومة من خارج الدستور الذي يقول إن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف هما من يشكلانها، وبالتالي، فإنه عملياً يعلق العمل بالدستور ويعطل النظام الديموقراطي وينفذ انقلاباً على الشرعية الدستورية، وما زال يمسك بسلاحه موجهاً به الى الآخرين، بدليل تهديده «بعدم اللعب معه»، وانه هو الذي يكفر الآخرين ويدخل البلاد في متاهة وفوضى».

وفي ما وصف النائب احمد فتفت (من كتلة الرئيس سعد الحريري) كلام نصر الله بأنه بمثابة «اعلان حرب على قوى 14 آذار»، قال: «اعتمد السيد نصرالله فيه لغة التهديد الميليشيوية التي عوّدنا إياها سابقاً. وحزبه أكبر بيئة حاضنة للارهاب باستدراجه التكفيريين الى لبنان بفضل ممارساته في سورية».

وفي حين توجّه النائب محمد كبارة (من كتلة الحريري) الى الامين العام لـ «حزب الله» بـ «اننا لا نريد أن نلعب معك بالمطلق فنحن لا نصالح القتلة ولا نتشارك معهم»، اكد منسق الامانة العامة لقوى «14 آذار» فارس سعيد «ان كلام نصر الله مغامر وغير منطقي في اتهام 14 آذار بالالغاء والاقصاء»، معتبراً «ان من يزرع الريح يحصد العاصفة، وارتدادات تدخل «حزب الله» في سورية بدأت تظهر يوما بعد يوم، وبدأت الساحة اللبنانية تنكشف».

وشدد على ان «أخطر ما قاله السيد نصرالله هو اعلانه الحرب على نصف الشعب اللبناني الذي لا يشاطره الرأي، وهذا يدل من خلال خطابه على اننا دخلنا مرحلة محفوفة بالخطر».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي