تركي العازمي / مجلس الأمة واللعبة السياسية؟

تصغير
تكبير

مجلس الأمة 2008 في دوائره الخمس أحاطنا بدائرة لم نخرج من مضمونها... فكلما ظهر حدث تبعه الآخر وسلسلة الأحداث غريبة شكلاً ومضموناً، وكان الغطاء الإعلامي وتحديداً الفضائي أمام سباق مع الزمن يقتنص الأخبار ويحاول قدر المستطاع بسط الحدث بكل شفافية، وكل حسب مفهومه عن الشفافية.

بدأنا بإزالة الديوانيات والتعديات على أملاك الدولة، الفرعيات، شراء الأصوات، قضية الشطب، الفرز الآلي وقضايا الطعون... ومازالت القضايا داخل الدائرة مكتظة تحاول الخروج منها ليتنفس البلد الصعداء.

والآن وبعد التشكيلة الحكومية التي أشعلت الساحة أمام نواب مجلس لا يختلف اثنان على أن التازيم آتٍ، ومجلس الأمة تحت تأثير مختلف العقد، القضايا، الدستوري منها والقانوني والتنموي، وإن لم يتقن اللعبة السياسية فإن الأمور ستأخذ منحى عواقبه غير محمودة. لم تستطع الحكومة قراءة الشارع الكويتي وقد يعتقد البعض أن الأمور التي شاهدتها الساحة إنما هي رسائل بحاجة إلى قراءة بشكل سياسي من قبل النواب! وإن كانوا يريدون اللعب على المكشوف، فبادلوهم اللعب على المكشوف ومن خلال الوسائل الديموقراطية والدستورية كي تفوز إرادة الأمة.

يعتقد البعض أن هناك رغبة في عدم استمرار مجلس الأمة على هيئة «العناد»، وصفة العناد أحياناً تؤتي ثمارها، ولكن «العصا والجزرة» أفضل في الوقت الراهن.

ولو لاحظنا بعض التصريحات لوجدنا الهدف من ورائها إلقاء اللوم على الحكومة التي أتت بتشكيلة ليبرالية اختارت من الكتل من يمثلها، كي تكسب الدعم الكافي لإقرار أجندتها. وإذا كانت أجندة الحكومة إصلاحية فلا بأس، ولكن الشاهد من الأمور أن الأجواء غير صافية، وفي النفوس تراكمات ولو ظهرت في مجلس الأمة فلا شك بأنها ستشعل فتيل الأزمة وهات سجال وجدال وغمز ولمز...

على أي حال تعتبر قضية الطعون هي العالقة، وقد يعود البعض إلى كرسي البرلمان الأخضر الذي حلم فيه الكثيرون ممن هم الآن في خانة الانتظار.

التعقل والاحتكام إلى المبادئ الديموقراطية والدستورية السليمة هما الملاذ الوحيد لاختبار فعالية كلا الجانبين: السلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية، وهذا الأمر لن يحصل مادامت الشوائب السلبية عالقة في الأنفس!

نحن نريد عقولاً نيرة تحتكم إلى القانون وتفسر لنا سلسلة الأحداث الغريبة التي ذكرناها في بداية المقال؟

نحن نريد والبعض يريد ولا يمكن التكهن حول نتائج الأمور وإفرازاتها المقبلة، لأن الظاهر قد يكون مخالفاً للباطن، ولكن على قدر عطاء نواب مجلس الأمة والوزراء يكون بالإمكان عندها الحكم على الحكومة والمجلس.

لنعطيهم الفرصة فقد تكرهون شيئاً، وهو خير لكم وقد تحبون شيئاً من منطلق فردي، وهو شر لكم.

الفرصة باتت واضحة بعد اختيار الرئيس جاسم الخرافي، ونائب الرئيس فهد اللميع، وتشكيل اللجان وخطة العمل الحكومية التي ينتظرها الجميع... فهل وصلت الرسالة؟ الدوائر الخمس عدت، وهي تسحب الدائرة المحملة بقضايا قيد النظر... والله المستعان!


تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

terki_alazmi@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي