مقال / أيّ عالم بلا إعلاميين؟!
لولا الإعلام لأُصبنا بالعمى جميعاً.
السلطة، والمعارضة، والموالي، والمعارض، والحيادي، واللامبالي، والمنشغل، والمتشاغل، والقاصي، والداني...
ولولا الإعلام، لكنّا كواكب في المجرة، لا تواصل، ولا اتصال، ولا علم، ولا خبر، ولا من رأى، ولا من سمع. كلٌّ يدور حول نفسه، منشغلاً بها، وبأحوالها، من دون أن يدري ما وراءه ولا ما أمامه. لكنّا كمن يسبح في ظلام دامس، مغمض العينين، مسدود الأذنين، يخال أن الدنيا كلّها كتلة العتمة التي «يرى»!
ولولا وسائل الاتصال والتواصل- القديمة منها والحديثة- التي لا تكفّ السلطات الحاكمة عن شتمها، ولا يكفّ العديد من المحكومين أيضاً، والتي يأنف منها المحايدون، وينفر منها المنشغلون، ويرمي في بئرها حجراً كلُّ من طالت يده الأحجار... لولاها لكنّا أشبه بهوام تسبح في هواء!
وسواء كانت وسيلة الإعلام، هذه أو تلك: مغرضة أو منحازة، أو مفترية، أو صاحبة أجندة خاصة.. أم كانت موضوعية، نزيهة، ملتزمة بالأمانة والصدق... أم كانت مضلِّلة، مموّلة، أو ذاتية التمويل... فإن حال العالم- وحالنا- من دونها عماء بعماء!
إن لمن الجرائم العاتية الاعتداء على الإعلاميين وملاحقتهم، والتضييق عليهم، وأسرهم، وخطفهم، ومنعهم من ممارسة دورهم، في أيام السلم كما في أيام الحروب والأزمات.
ومن الجريمة النكراء (هل من جرائم ليست نكراء؟!) إغلاق الحدود في وجوههم، وإبعادهم، والتحقيق معهم، ومراقبة حركتهم، وتعطيل عملهم، تحت ذرائع عديدة أوقح من الاعتداء عليهم، وأشنع من ممارسة التضييق، وألعن من منعهم والتي من تلك الذرائع الرائية أن هذه الجهة الإعلامية أو تلك معادية لنا، مغرضة، لا تنقل «حقائقنا» صاحبة أجندة خاصة!
هذه الوسيلة الإعلامية الموصوفة على النحو السابق، هي لجهات أخرى: نزيهة، موضوعية، مهنية، أمينة، تنقل الحقائق كما تجري على الأرض!! فمن أي جهة ستكون حقيقتها!
وعلى الدوام، في أي زمان ومكان، سيحمل الإعلام بالضرورة وجوهاً متغايرة، ومتناقضة بحسب الرائي إليها وإلى موقعها. هل يبرر اختلاف رؤيتنا لغاية هذه الوسيلة الإعلامية ولدورها أن نقوم بقنص مصوريها وصحافييها، أو اعتقالهم، أو تعذيبهم، أو خطفهم على غرار ما يفعل القراصنة؟!
أغلقوا التلفاز والراديو، وأوقفوا صدور الصحف والمجلات، وعطَّلوا مختلف وسائل الاتصال والتواصل الأخرى... ثم: انظروا!
انظروا إلى أي حال سنكون عليه! وأي خسارة كبرى سنخسرها جراء جريمة كبرى قمنا بها!
الإعلاميون، من أي اتجاه كانوا، ووسائل الإعلام لأي موقع مثَّلت، هم وهي أصوات عالمنا، وصوره، ومواقعه، ومواقفه. هل ثمة صوت واحد للعالم أجمع؟ هل ثمة موقف واحد؟ مصلحة واحدة؟ حقيقة واحدة؟ مسعى واحد؟ فلِمَ على الإعلاميين أن يكونوا أصحاب لون واحد، وصوت واحد، وحقيقة واحدة؟!
الإعلاميون مرايانا، فلِمَ نحطّمها انتقاماً مما ينعكس على سطوحها؟ لِمَ نرجو الإعلاميين ونستغيث بهم مرة، ثم نحاربهم، ونعتقلهم، ونقتلهم مرة أخرى؟ لِمَ عليهم أن يكونوا مجرد آلات بلا أرواح ولا دماء ولا لحم، ونكون نحن على ما نحن عليه من لحم ودم وأهواء وسياسات وأعصاب وغيرها وغيرها؟!
كفّوا عن ملاحقة الإعلاميين، وسجنهم، وقتلهم، فنحن بذلك نفقأ أعيننا، ونقطع آذاننا، من أي اتجاه كنّا ومن أي جهة جئنا!
السلطة، والمعارضة، والموالي، والمعارض، والحيادي، واللامبالي، والمنشغل، والمتشاغل، والقاصي، والداني...
ولولا الإعلام، لكنّا كواكب في المجرة، لا تواصل، ولا اتصال، ولا علم، ولا خبر، ولا من رأى، ولا من سمع. كلٌّ يدور حول نفسه، منشغلاً بها، وبأحوالها، من دون أن يدري ما وراءه ولا ما أمامه. لكنّا كمن يسبح في ظلام دامس، مغمض العينين، مسدود الأذنين، يخال أن الدنيا كلّها كتلة العتمة التي «يرى»!
ولولا وسائل الاتصال والتواصل- القديمة منها والحديثة- التي لا تكفّ السلطات الحاكمة عن شتمها، ولا يكفّ العديد من المحكومين أيضاً، والتي يأنف منها المحايدون، وينفر منها المنشغلون، ويرمي في بئرها حجراً كلُّ من طالت يده الأحجار... لولاها لكنّا أشبه بهوام تسبح في هواء!
وسواء كانت وسيلة الإعلام، هذه أو تلك: مغرضة أو منحازة، أو مفترية، أو صاحبة أجندة خاصة.. أم كانت موضوعية، نزيهة، ملتزمة بالأمانة والصدق... أم كانت مضلِّلة، مموّلة، أو ذاتية التمويل... فإن حال العالم- وحالنا- من دونها عماء بعماء!
إن لمن الجرائم العاتية الاعتداء على الإعلاميين وملاحقتهم، والتضييق عليهم، وأسرهم، وخطفهم، ومنعهم من ممارسة دورهم، في أيام السلم كما في أيام الحروب والأزمات.
ومن الجريمة النكراء (هل من جرائم ليست نكراء؟!) إغلاق الحدود في وجوههم، وإبعادهم، والتحقيق معهم، ومراقبة حركتهم، وتعطيل عملهم، تحت ذرائع عديدة أوقح من الاعتداء عليهم، وأشنع من ممارسة التضييق، وألعن من منعهم والتي من تلك الذرائع الرائية أن هذه الجهة الإعلامية أو تلك معادية لنا، مغرضة، لا تنقل «حقائقنا» صاحبة أجندة خاصة!
هذه الوسيلة الإعلامية الموصوفة على النحو السابق، هي لجهات أخرى: نزيهة، موضوعية، مهنية، أمينة، تنقل الحقائق كما تجري على الأرض!! فمن أي جهة ستكون حقيقتها!
وعلى الدوام، في أي زمان ومكان، سيحمل الإعلام بالضرورة وجوهاً متغايرة، ومتناقضة بحسب الرائي إليها وإلى موقعها. هل يبرر اختلاف رؤيتنا لغاية هذه الوسيلة الإعلامية ولدورها أن نقوم بقنص مصوريها وصحافييها، أو اعتقالهم، أو تعذيبهم، أو خطفهم على غرار ما يفعل القراصنة؟!
أغلقوا التلفاز والراديو، وأوقفوا صدور الصحف والمجلات، وعطَّلوا مختلف وسائل الاتصال والتواصل الأخرى... ثم: انظروا!
انظروا إلى أي حال سنكون عليه! وأي خسارة كبرى سنخسرها جراء جريمة كبرى قمنا بها!
الإعلاميون، من أي اتجاه كانوا، ووسائل الإعلام لأي موقع مثَّلت، هم وهي أصوات عالمنا، وصوره، ومواقعه، ومواقفه. هل ثمة صوت واحد للعالم أجمع؟ هل ثمة موقف واحد؟ مصلحة واحدة؟ حقيقة واحدة؟ مسعى واحد؟ فلِمَ على الإعلاميين أن يكونوا أصحاب لون واحد، وصوت واحد، وحقيقة واحدة؟!
الإعلاميون مرايانا، فلِمَ نحطّمها انتقاماً مما ينعكس على سطوحها؟ لِمَ نرجو الإعلاميين ونستغيث بهم مرة، ثم نحاربهم، ونعتقلهم، ونقتلهم مرة أخرى؟ لِمَ عليهم أن يكونوا مجرد آلات بلا أرواح ولا دماء ولا لحم، ونكون نحن على ما نحن عليه من لحم ودم وأهواء وسياسات وأعصاب وغيرها وغيرها؟!
كفّوا عن ملاحقة الإعلاميين، وسجنهم، وقتلهم، فنحن بذلك نفقأ أعيننا، ونقطع آذاننا، من أي اتجاه كنّا ومن أي جهة جئنا!