السنيورة: السنّة أهل اعتدال لن ينجروا لمخطط الأسد... و«حزب الله» قوة احتلال في سورية

« 14آذار» تحتضن طرابلس لسحب فتيل التطرف

تصغير
تكبير
شكّل انعقاد المؤتمر الذي نظمته قوى 14 اذار امس في طرابلس تحت عنوان «حماية وحدة» طرابلس اشارة بارزة الى الأهمية التي تعلّقها هذه القوى على قفل الطريق على انزلاق هذه المدينة بالكامل نحو «انفجار» مذهبي انطلاقاً من «خط التماس» السني - العلوي الذي تشكّله جبهة باب التبانة - جبل محسن، كما على محاولات وضع الملح على الجرح المفتوح بين هاتين المنطقتين سواء لإلباس الطائفة السنية «ثوباً قندهارياً» او لإبقاء طرابلس على تماس مباشر مع الأزمة السورية و«ملعب نار» لتوجيه الرسائل في «التوقيت المناسب» في هذا الاتجاه او ذاك.

ولم يكن عاديا مشهد نحو 200 شخصية من قوى 14 آذار على رأسها رئيس «كتلة المستقبل» البرلمانية فؤاد السنيورة محتشدين في المؤتمر الذي انعقد تحت عنوان «العيش المشترك في الشمال مسؤولية وطنية مشتركة» في فندق «كواليتي»، والذي حرص على تأكيد الوجه السلمي لطرابلس التي وجدت نفسها بعد تفجير المسجدين في 23 اغسطس الماضي على خطّ «اشتباك اقليمي» ولا سيما بعد كشف التحقيقات الشبكة المنفذة (من جبل محسن) وارتباطها بالمخابرات السورية (في طرطوس) وهو ما اعتُبر استكمالاً لمخطط الوزير السابق ميشال سماحة واللواء السوري علي مملوك الذي كُشف في اغسطس 2012 وكان يستهدف شمال لبنان بتفجيرات فتنوية.


وبدا واضحا ان قوى 14 آذار نجحت في جمع نواب طرابلس وفاعلياتها الاساسية حول اتجاهين اساسيين وهما التشديد على اعتماد خطاب توحيدي بين سائر الطوائف ومكونات المدينة، ولا سيما منها السنّة والعلويين والمسيحيين في مواجهة المتطرفين من السنّة والعلويين بما يسحب البساط والغطاء عن الجماعات السنية المتطرفة في المدينة والتنظيم العلوي المسلح في جبل محسن الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنظام السوري. والثاني تشكيل مظلة وقوة ضاغطة في الوقت نفسه تتيح للدولة المضي في اعتماد سياسات أمنية متشددة في المدينة بما يؤمل ان يحول دون تجدد جولات القتال فيها التي بلغ عددها 18 منذ العام 2008 واودت مع تفجيريْ المسجدين بـ 250 قتيلاً ونحو 1700 جريح.

اما العنوان السياسي البارز الآخر، فتمثل في مضمون الكلمة التي القاها الرئيس فؤاد السنيورة في مستهل المؤتمر والتي اكتسبت بعداً مهماً نظراً الى موقع «تيار المستقبل» في طرابلس التي تُعتبر واحدة من أبرز «قلاعه»، علما ان السنيورة كان قابل الرئيس سعد الحريري مع وفد من كتلة المستقبل في باريس الاسبوع الماضي وحصل تنسيق حول مؤتمر طرابلس وموقف «المستقبل» منه. وقد تميزت كلمة السنيورة بالحملة الحادة على «حزب الله» الذي قال انه «تحول قوة احتلال وقهر بقتاله مع النظام السوري وقبلها قتال اللبنانيين عبر غزو بيروت والمناطق»، مكرراً دعوته للانسحاب من سورية «ووقف تحوله الى قوة مقاتلة عسكرية حين تطلب منه طهران ذلك»، وكذلك الدعوة الى تشكيل حكومة حيادية بما يعني رفض مشاركة «المستقبل» في حكومة يشارك فيها الحزب وسط استمرار تورطه في الصراع السوري.

واذ اعلن السنيورة ان «السنّة في لبنان اهل اعتدال وحكمة ودولة ولن ينجروا الى مخططات ونيات النظام السوري باشعال الفتنة وبث الشقاق»، اكد «اننا نتمسك بلبنان والعيش المشترك والحرية والنظام الديموقراطي ومبدأ تداول السلطة وبلبنان وطنا نهائيا عربي الانتهاء والهوية ولا للبنان الفارسي او العجمي او الاميركي او الاوروبي»، وقال: «نرفض التطرف لدى كل الطوائف ونرفض رفضاً باتاً تطرف بغض غلاة السنّة وميلهم الى اعتماد اسلوب التكفير بوجه اي كان ونؤكد ان الاعتداء على الاماكن المقدسة عمل مجرم ومدان».

اما البيان الختامي الذي تلاه منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيْد فذكّر بان «الشمال وعاصمته طرابلس عانى من استهداف تخريبي قام به النظام السوري بأدوات محلية وبدعم إيراني، وترافق مع حملة إعلامية تضليلية انتقاما من دور طرابلس الأساسي في معركة الاستقلال»، معلناً توافق المجتمعين على مقررات طالبت بـ «العمل على تطبيق العدالة بدءاً بملاحقة وتوقيف ومحاكمة كل الفاعلين والمحرضين والمتدخلين في جريمة مسجدي التقوى والسلام، وملاحقة كل مرتكبي جرائم القتل والإعتداء على الناس في أنفسهم واموالهم، ومنع حمل السلاح والظهور المسلح»، و»دعم القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي مادياً ومعنوياً وسياسياً من أجل فرض الأمن وإعادة الاستقرار إلى كافة ربوع المدينة وبعدالة كاملة شاملة غير إنتقائية لا تفسح في المجال لهواجس الإنحياز عند أي فريق، وعلى اعتبار أن فرض الأمن يتم في بيئة وطنية غير معادية».

واذ دعا البيان الى «وضع خطة شاملة للتنمية الإجتماعية والإقتصادية لكل مناطق الحرمان في المدينة»، اكد «التحضير لمصالحة وطنية على غرار ما حصل في جبل لبنان، تقوم على التعويض على ضحايا العنف والإقتتال، على أن يبدأ في تنفيذها بعد إحلال الأمن في جو سليم خال من التوتر»، مشددا على «أن طرابلس مدينة حاضنة للجميع ومتواصلة مع كل محيطها تتفاعل معه».

وطالب المجتمعون بـ «نشر الجيش على الحدود الشمالية والشرقية والإستعانة بقوات الطوارئ الدولية تنفيذا للقرار 1701 لضبط الحدود بدون أي استثناء».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي