«العلاج الطبيعي مهنة عريقة مارسها الفراعنة والصينيون والرومان وحتى أطباء الحضارة الإسلامية»

أحمد الحربي: إقرار تخصص «دكتور علاج طبيعي» في الجامعة ضرورة

تصغير
تكبير
• هناك من يحمي الأطباء الشعبيين داخل وزارة الصحة حتى يعلنوا عن علاج الشلل والديسك وغيرهما من الأمراض

• ممارسو المهنة في الكويت من المؤهلين وحملة الشهادات العليا وبعضهم تسلم مناصب وزارية وعمادة كليات

• حتى اليوم لدينا خلط وصراع بين العلاج والطب الطبيعي والمريض متضرر في كلتا الحالتين
رأى رئيس جمعية العلاج الطبيعي الكويتية ورئيس اختصاصي العلاج الطبيعي الدكتور أحمد الحربي أن إقرار تخصص دكتور علاج طبيعي «DPT» في جامعة الكويت ضرورة للارتقاء بمستوى اختصاصيي العلاج الطبيعي في الكويت الذي يؤدي إلى رفع مستوى الخدمة الطبية وإستفادة المرضى.

وناشد الحربي في لقاء مع «الراي» وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم العالي وديوان الخدمة المدنية بالاهتمام بتفعيل دراسة هذا التخصص ولاسيما أن دراسته والشهادة التي يحصل عليها دارسوه عالمية وموجودة في جامعات كل الدول المتقدمة وكثير من الدول المجاورة.


• هل من لمحة عن مهنة العلاج الطبيعي؟

مهنة العلاج الطبيعي مهنة طبية عريقة مارسها الأطباء في الحضارات السابقة من الفراعنة والصينيين وفي الهند والرومان مرورا بالحضارة الإسلامية إلى العصر الحديث، حيث تبلورت الصورة عام 1944 ابان الحرب العالمية الثانية لزيادة عدد المصابين وظهرت إعاقات كثيرة ومتنوعة مما استدعى ظهور تخصص جديد يعنى بالإصابات لتأهيلها بصورة تتناسب مع حجم الإصابة وأعداد المصابين المتزايدة.

حينها بادر جراح العظام الطبيب البريطاني الشهير جيمس سيرياكس الذي يمارس العلاج الطبيعي بنفسه إلى فصل مهنة العلاج الطبيعي بتخصص جديد مثلها مثل مهنة طب الأسنان والصيدلة وأنشئت جامعات تدرس بكالوريوس العلاج الطبيعي.

وقد تطورت المهنة ففي الولايات المتحدة أصبحت الجامعات الأمريكية تخرج الطلبة بشهادة دكتور علاج طبيعي «DPT» وحددوا انه بحلول عام 2020 لايمارس المهنة إلا الحاصلون على هذه الشهادة.

وللأسف نرى جميع الدول المجاورة لنا بدأت بتدريس هذه الشهادة من السعودية ومصر والأردن وإيران والبحرين، فضلا عن الولايات المتحدة وأستراليا ودول متقدمة أخرى ولم تطبق إلى الآن بالكويت مع أننا سباقون على الدول المجاورة في تاريخنا بالعلاج الطبيعي.

وبصفتي رئيس مجلس ادارة جمعية العلاج الطبيعي الكويتية تقدمت مع زملائي أعضاء مجلس الإدارة بكتب بطلب تطبيق هذه الشهادة الى وزارة الصحة وإدارة العلاج الطبيعي، ومعهد الكويت للإختصاصات الطبية للإنضمام لهم وتطبيق البروتوكولات العالمية، وجامعة الكويت كلية الطب المساعد وقسم العلاج الطبيعي

ووزارة التربية والتعليم العالي، وديوان الخدمة المدنية، ولم نر أي استجابة فعلية بهذا الخصوص، ولذلك من منبركم هذا جريدة الراي أرفع صوتي إلى وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم العالي وديوان الخدمة المدنية بالإهتمام بتفعيل دراسة دكتور علاج طبيعي DPT العالمية المطبقة في كل الدول المتقدمة وكثير من الدول المجاورة وذلك لرفع مستوى اختصاصيي العلاج الطبيعي الامر الذي يؤدي إلى رفع مستوى الخدمة الطبية واستفادة المرضى بالكويت.

• كيف ترى وضع اختصاصيي العلاج الطبيعي في الكويت؟

إختصاصيو العلاج الطبيعي بالكويت جميعهم ذوي مؤهلات عليا من حملة شهادات بكالوريوس بالعلاج الطبيعي والكثير منهم يحملون شهادات الماجستير والدكتوراة وتفتخر مهنتنا بوصول الدكتور عبدالرحمن المحيلان لدرجة وزيرا للصحة والدكتور سعود العبيدي لدرجة عميد كلية الطب المساعد وغيرهما الكثير احتلوا مراكز مرموقة ولايسعني ذكر الكثير منهم ونفتخر بهم جميعا.

إلا أن مستوى اختصاصي العلاج الطبيعي في الكويت لم يصل إلى المستوى المطلوب لعدة عقبات، منها عدم إدراج دراسة دكتور علاج طبيعي الى الآن، وعدم تطبيق البروتوكولات العالمية الموجودة في منظمة الصحة العالمية، ممثلة في اتحاد جمعيات العلاج الطبيعي العالمية، التي تشغل جمعية العلاج الطبيعي الكويتية عضويتها. إضافة إلى عدم تطبيق الدخول المباشر للمريض على اختصاصي العلاج الطبيعي، هذا النظام مطبق في جميع الدول ما عدا الكويت، فلماذا؟ ولاسيما أن الدخول المباشر للمريض على اختصاصي العلاج الطبيعي حق أصيل للاختصاصيين بقانون منطمة الصحة العالمية يختصر وقت المريض في التحويلات والمواعيد الطويلة، وهذا أمر جيد نوفر الجهد للمريض ماديا وزمنيا من أن يدفع ثمن الفحص مرتين، وان يزور الطبيب لنفس الحالة مرتين.

• ما الحالات التي يعنى بها العلاج الطبيعي؟

هناك تخصصات مختلفة بالعلاج الطبيعي مثل العلاج الطبيعي لأمراض وكسور العظام والروماتيزم، وأمراض وجراحات الأعصاب، وأمراض وتأهيل القلب والشرايين، وأمراض وتأهيل الجهاز التنفسي، وأمراض الأطفال، وأمراض النساء والولادة والعناية بالمرأة، والحروق، والعناية بقوام الجسم واللياقة الصحية، والطب الرياضي.

وهناك كذلك الأمراض الباطنية مثل السكر والضغط وإرتفاع الكوليستيرول والدهون الثلاثية والصداع، وأمراض السرطان والليمفيديما وانتفاخات السوائل اللمفاوية بالأطراف، وحالات العناية المركزة وعناية القلب ICU-CCU، والرعاية المنزلية، والأمراض الجلدية مثل الصدفية والإكزيما.

• مادور الجمعية في المطالبة بحقوق الاختصاصيين؟

نحن نرفع الكتب للوزارة وديوان االخدمة المدنية ولمجلس الأمة لتعديل وتطوير القوانين المنظمة للمهنة، كما نعمل المقابلات مع المسؤولين بجميع القطاعات التي يعمل بها إختصاصيون للعلاج الطبيعي. وعملنا مقابلات تلفزيونية وبالصحف مطالبين إصلاح الأوضاع للإختصاصيين والأقسام بالمستشفيات، إضافة إلى ورش عمل تعليمية، وعملنا أكبر يوم مفتوح لليوم العالمي للعلاج الطبيعي لعامين متتاليين في الأفينيوز برعاية بنك بوبيان. وساهمنا في ابتعاث أعداد من الزملاء لمؤتمرات عالمية تم اختيارهم بقرعة حرة، ومازلنا نوصل أصوات الجميع للإدارات والمؤسسات الحكومية والخاصة.

نطالب بقانون لتنظيم المهنة، ونرفع كتبا للمتظلمين لدينا بوزاراتهم لمسؤوليهم، كما قمنا بحملة توعية قانونية للإختصاصيين حتى يعرفوا كيف يدافعون عن حقوقهم.

• مارأيك بالأطباء الشعبيين؟ وهل المساج من العلاج الطبيعي؟ وماهي خطورته؟

في كل مكان وكل بلد يوجد ما يسمى بأطباء شعبيين، وقد تقدمنا بكتب لوزارة الصحة لتنظيم عمل هذه المهن والمعاهد الصحية التي تضج بالمخالفات، كما ان الجرائد الإعلانية تمتلئ بهذه النماذج ولكن عندي إحساس بأنه يوجد هناك من يحميهم ويساندهم من داخل وزارة الصحة.

ومن ناحية ما يمارس بالمحلات والمعاهد الصحية من مساج وغيره فيوجد فيه المفيد والمضر معا، ومع الأسف لاتوجد رقابة من وزارة الصحة مطلقا عليهم. فإن المسألة لديهم ليست مساجا وإنما بصريح إعلاناتهم بالجرائد علاج شلل وديسك وإبر والكثير الكثير وهنا يكمن الخطر.

هل تعلم أن القانون في دبي ينص على أن أي منشأة حتى الصالون النسائي تخضع للصحة، وهناك تنظيم للقطاع الصحي صارم. وفي نفس الوقت متفتح لكل ما هو جديد مثل العلاج بالأوزون والخلايا الجذعية التي هي على الأبواب، وفيها امل كبير لعلاج الحالات المزمنة مثل السكر والقلب وتآكل المفاصل والكثير من الأمراض، اين نحن منها؟

وهل تعلم كذلك أنه يوجد لديهم اكثر من 200 طبيب هوميوباثي وعندنا لا أحد يعلم ماهو هذا العلم المنتشر عالميا.

• كلمة أخيرة؟

هناك تخصصات جديدة بالعلاج الطبيعي عالميا، وهناك أيضا تكنولوجيا متطورة تغني المرضى عن العمليات والأدوية أرجو من المسؤولين بالصحة اعتمادها وذلك لتعم الفائدة على المرضى من مواطنين ومقيمين على أرض الكويت الطيبة ويوجد لدينا الكثير في هذا الخصوص.

وبالنسبة لتطوير المهنة لا يمكن أن ترتقي اي مهنة ما لم لا يؤخذ برأي متخصصيها ولا تأمل من المظلوم من ممارسي المهنة الإنجاز الا ان تنصفه اولا من رئيس غير عادل، ولا يوجد عنده الجديد. فرؤساء اقسام العلاج الطبيعي معظمهم رؤساء من عام 1977 انصفوهم بالإحالة للتقاعد بمكافآت مجزية وافسحوا الفرصة للجيل الجديد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي