«الراي» عاينت وضعهم المأسوي في مخيم عين الحلوة

العاصفة تضرب النازحين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان

u0646u0627u0632u062du0629 u0641u0644u0633u0637u064au0646u064au0629 u0645u0646 u0633u0648u0631u064au0629 u0645u0639 u0637u0641u0644u064au0647u0627 u0641u064a u0627u0644u0645u062eu064au0645 u0627u0644u062cu062fu064au062f (u062eu0627u0635 - u00abu0627u0644u0631u0627u064au00bb)
نازحة فلسطينية من سورية مع طفليها في المخيم الجديد (خاص - «الراي»)
تصغير
تكبير
• أبو فاعور عن النازحين السوريين في الشتاء: أنا مرعوب لأن الوضع كارثي... الله يستر
حلّت العاصفة الثلجية ضيفاً ثقيلاً على النازحين السوريين والفلسطينيين في مختلف اماكن تجمعاتهم المؤقتة في لبنان، وكأن تهجيرهم من سورية لم يكْفِهم، حتى جاءت «ألكسا» الروسية، هذا الاسم الجميل للعاصفة الهوجاء ولموجة الصقيع الباردة، لتزيد من معاناتهم.

واذا كانت أنظار الهيئات الدولية والمنظمات الانسانية شخصت مع بدء العاصفة على النازحين السوريين الى لبنان الذين يناهز عددهم 1.3 مليون يعيش أكثر من نصفهم في خيم عشوائية غالبيتها في مناطق جبلية، فان مأساة النازحين الفلسطينيين من سورية لا تقلّ سودوية، هم الذي يعيشون لعنة اللجوء الذي يجرّ لجوءاً آخر الى مخيمات تضيق أصلاً بعشرات آلاف اللاجئين «الأصليين» الذين يعيشون منذ عشرات السنين في ظروف «دون الصفر».


وما زاد من وطأة الكارثة ان الدولة اللبنانية «رفعت العشرة» امام ضغط النزوح من سورية اذ قال وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور ردا على أوضاع النازحين السوريين خلال العاصفة وفصل الشتاء: «أنا مرعوب لأن الوضع كارثي ونحن عاجزون، فنحن كوزارة لا نمون على خيمة، ونحاول أن نعمل جاهدين من خلال الهيئات الدولية»، عازياً هذا العجز إلى «غياب القرار السياسي في شأن إقامة مخيمات رسمية للنازحين»، مضيفاً: «الصقيع سيجرف ناساً، ولا حيلة في يد الدولة إلا القول: الله يستر، وعلى هذا الأساس، كل ما يمكن أن نفعله هو محاولة التخفيف من وطأة الكارثة وليس مواجهتها، ولهذا بدأنا العمل مع الجمعيات على موضوع التجهيز للشتاء كتغليف الخيم وتأمين التدفئة والثياب».

الا ان الاهتمام في هذا السياق ينصبّ على النازحين السوريين، في حين يبدو الفلسطينيون الذين نزحوا من سورية «خارج الصورة» التي ترسم مأساة عاينتها «الراي» امس في مخيم عين الحلوة قرب صيدا، حيث سرعان ما تحوّلت «ألكسا»، ورغم ان «عصْفها» جاء اقلّ من المتوقّع، كابوساً مخيفاً حلّ على النازحين المقيمين في مجمع «الكرامة» حيث تقطن نحو 75 عائلة في 65 خيمة «صارعت» البرد الشديد والامطار الغزيرة فجرفت السيول بعضها و«اقتلعت» الرياح بعضها الآخر مشرّدة النازحين مرة جديدة الى الخيم القليلة التي بقيت «صامدة» او الى غرف اسمنتية بانتظار الفرج مجدداً وصحو الطقس.

وسط التجمع الذي بني على عجل قبل اشهر قليلة، ما زال كل شيء بدائياً... مستنقعات المياه افترشت الارض، وقابلها النازحون بطوابير من الحجارة للعبور عليها الى خيامهم. ورغم ان النازحين حاولوا استباق العاصفة بتغليف سقوف الخيم بالنايلون، ولكن المفاجأة جاءت من الارض التي فاضت بالمياه فاخترقت غير المصبوبة منها بالاسمنت، وأزالت «دفاعاتها» عند المداخل.

سليمان خضر نازح فلسطيني من سورية فتح يديه الخاويتين، متسائلاً بمرارة: «كيف لهذه الخيم الضعيفة ان تواجه عاصفة قوية؟»، واضاف: «لقد انفطر قلبي من البرد ودخلت المياه عليّ من دون استئذان، وصرختُ طالبا النجدة دون اي مجيب، كل الحلول مؤقتة والبرد لا يعرف الرحمة او الانتظار».

في التجمع الواقع بمحاذاة مجمع روضة بدر الذي يؤوي عشرات العائلات النازحة، لم يجد البعض مفراً من النزوح المؤقت الى عائلات تقيم فيه. ويؤكد رياض شتيوي ان «الوضع لا يطاق. في الصيف تتحول الخيم الى فرن ومخمر موز وفي الشتاء الى مستنقع فيما امكانات الجمعيات الاهلية لا تستطيع تلبية جميع الاحتياجات الانسانية والحياتية»، قبل ان يضيف بمرارة: «لقد بدأت بالتفكير الجدي بالعودة الى سورية مهما كانت المخاطر. أن أموت في منزلي اذا ما زال قائماً، أفضل من الموت هنا من البرد».

صدى كلام شتيوي يتردد في انحاء المجمع، رغم ان الهيئات الاغاثية استنفرت جهودها، الا ان المشكلة تكمن في البرد القارس الذي لا تملك غالبية العائلات سبل مواجهته بوسائل التدفئة المناسبة، وإن وجدت فلا تغني ولا تسمن من جوع وبرد، وهو ما دفع بعض الشباب للعودة الى طريقة إشعال الحطب في «تنكة» حديد صارت مصدر الدفء المنشود.

ويقول المشرف على التجمع ابو صلاح المقدح لـ «الراي» ان «الوضع صعب جداً ومأسوي، واذا كانت الدولة قد استنفرت اداراتها وجهودها وفرق الطوارئ لمواكبة هذه العاصفة فما بالك بهؤلاء؟ ان البرد القارس ينخر العظام ويدعو الى العمل لا الكلام»، مشيرا الى ان «وكالة الاونروا تكفلت سريعا بتعبيد الطريق بالاسمنت خلال ايام وصب ارضية الخيم من اجل منع تسرب المياه من الارض وهذه المشكلة الاساس التي واجهتنا، ناهيك عن وسائل التدفئة، فهم كمن يعيشون في العراء المفتوح فمن اين لهم الدفء؟».

وقال ماهر اليوسف ان «هذه الخيم لا تقي من البرد ولا تحمي من الرياح، ولا تحول دون تسرب مياه الأمطار أو سقوطها على رؤوسنا، ولكن أحداً لم يلتفت إلينا ونحن نرتجف برداً أو يموت أطفالنا تجمداً، أو تبكي نساؤنا خوفاً، إذ لا بيوت تقينا، ولا ثياب تدثرنا، ولا وقود يدفئنا، ولا طعام يعطينا بعض القدرة على الثبات والصمود أمام المحنة».

وفي لفتة انسانية، تفقد قائد «كتائب شهداء الأقصى» اللواء منير المقدح النازحين، قائلا: «يجب التعاطي مع الموضوع من ناحية انسانية ومن الواجب استقبالهم وتلبية حاجاتهم من المسكن والملبس والمأكل والمشرب»، لافتا إلى أنّ «اللاجئين الفلسطينيين ورغم الوضع الصعب الذي يعيشونه في مخيماتهم في لبنان، فهم فتحوا منازلهم لإخوتهم من سورية وتقاسموا معهم الرغيف في ظل عدم تجاوب المنظمات الانسانية مع تلبية حاجات النازحين الفلسطينيين من سورية مقابل تجاوبها مع النازحين السوريين».

وفاة طفلين سوريين من البرد

بيروت - أ ف ب - توفي طفلان احدهما في شهره السادس بردا في سورية التي تجتاحها عاصفة قاسية تشمل الدول المجاورة، بحسب ما ذكر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وناشطون امس.

وقال مسؤول في المكتب الاعلامي للائتلاف سونر احمد لوكالة «فرانس برس»: «توفي الطفل حسين طويل، وهو طفل في شهره السادس امس نتيجة البرد في مدينة حلب» التي تساقط فيها الثلج.

واوضح انه «كان في منزل متضرر على الارجح (بسبب المعارك) ولم يتمكن من الصمود».

واضاف ان «طفلا آخر توفي في مدينة الرستن» في محافظة حمص، من دون ان يتمكن من اعطاء تفاصيل اضافية.

وبث ناشطون الخميس شريط فيديو يظهر جثة طفل بدت ذراعاه مرفوعتين في الهواء، مجلدتين على الارجح. وقال المصدر تعليقا على صور الطفل الملفوف ببطانية: «الاطفال يموتون بردا في الرستن».

وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الخميس عن انسداد عدد من الطرق في محافظة حمص بسبب تراكم الثلوج والجليد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي