حكى عن لحظات القلق في «الأعالي»... وعن فيلم مستقبلي عن تجربته

باومغارتنر أعلن من الكويت: لا قفزات هوائية جديدة ... طموحي اليوم أن أحافظ على حياتي

تصغير
تكبير
«لا قفزات هوائية مجدداً، سأحاول اليوم الحفاظ على حياتي»... كلمات كبح بها المغامر النمسوي فيليكس باومغارتنر جماح هواياته الجنونية الخطرة، واختار قاعة «بدرية» في فندق «الجميرة» مكانا لذلك حيث كان عدد كبير من الإعلاميين ومحبي المغامرات على موعد مع المؤتمر الصحافي الخاص بالمغامر الذي اخترق حاجز الصوت عبر قفزة «ريدبول ستراتوس» الشهيرة.

عريف المؤتمر المذيع علي نجم رحّب بالحضور قبل أن يذكرهم - من خلال نبذة سريعة - بتاريخ هذا المغامر الذي قدّم العديد من القفزات محققاً من خلالها ألقاباً عالمية، وبعد ذلك عرض فيلم تصويري عن قفزة «ريدبول ستراتوس» والاستعدادات الأمنية والصحّية والنفسية التي قام بها باومغارتنر مع فريق عمله كاملاً، وكيف أقدم على هذه القفزة التي كان من الممكن أن تودي بحياته، خصوصاً لدى دخوله الطبقة الثانية من الغلاف الجوي للأرض والتي تعتبر طبقة ذات بنية «مُعادية».


وفور انتهاء عرض الفيلم دخل باومغارتنر القاعة بمرافقة المدير الإعلامي لشركة «ريد بول» في الكويت ريتشارد بريص، ليلقى ترحيباً حاراً من الحضور.

باومغارتنر عبّر خلال المؤتمر عن سعادته بالحضور، وقال: «باعتبارها المرّة الأولى التي أزور فيها الكويت، استمتعت خلال إقامتي هنا، وتجوّلت في العديد من المرافق، والتقيت بسمو رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد وجلست برفقة عائلته الودودة، فأخبرني بأنه سيتواجد في سويسرا خلال الفترة المقبلة، وأننا سنلتقي مجدداً هناك».

وعاد بالذاكرة إلى اللحظات التي عاشها بعد قفزته الشهيرة، فقال: «كنت محظوظاً لأن كثيرين غيري من المغامرين قاموا بها ولقوا حتفهم بسرعة، لكن بفضل خمس سنوات من التجهيز والترتيب والتدريب مع فريق متكامل كان يساندني استطعنا أن ننجزها، أثبتنا للعالم إمكانية اختراق حاجز الصوت، لم أشعر بالتردد أو الخوف أبداً عندما كنت في الفضاء وقبل قفزتي، لأنني كنت قد اتخذت قراراً مسبقاً برغبتي في القيام بها، كذلك لم يكن هناك مجال للتراجع عندما وقفت على حافة الكبسولة، لهذا طردت كل الخوف الذي بداخلي في ظل وجود فريق يتابع سير الخطة بنجاح وقمت بها».

وتابع «عندما فتحت باب الكبسولة كان عليّ التأكد من الضغط وكل تلك الأمور التقنية، لأنه عندما يفتح الباب يبقى فقط 50 في المئة من الحماية التي كنت أحصل عليها خلال تواجدي داخلها. وفي تلك اللحظة كنت تقريباً بضعف وزني الحقيقي، ونبضات قلبي 180 نبضة، وكنت أعرف أنني قد أموت خلال 15 ثانية فقط في حال انعدام الضغط. ولا أخفي جمال المنظر عندما ترى الأرض من أعلى والذي كان غريباً بعض الشيء، لكنه أشبه بالجلوس على قمّة الكون. حينها كنت على يقين بأن ملايين العالم يشاهدونني، فأخذت نفساً عميقاً وقفزت وأنا أعلم انني أمتلك 10 دقائق من الأوكسجين فقط».

وعن كيفية موازنة نفسه لدى دورانه في الهواء خلال القفزة قال «في الثانية 35 من قفزتي بدأت بالالتفاف عندما دخلت طبقة مختلفة، لكنني وبسرعة وجدت الحل المناسب لإيقاف هذا الدوران وقمت برد الفعل الصحيح عن طريق تحريكي قدمي ويدي، وفي الثانية 45 تقريباً تمكّنت من إيقاف ذلك الالتفاف والدوران ولم أفقد التركيز حتى وصلت سطح الأرض سالماً. وسبب ذلك الالتفاف هو وجودي في الفراغ الذي ينعدم فيه الهواء».

وعن الأفكار التي راودته قبل قفزته؛ قال باومغارتنر «كنت قلقاً حول تفاصيل دقيقة جداً، لكن بفضل مهارتي في استخدام المظلة وتدريباتي الطويلة ووجود فريق عمل متكامل إلى جانبي لم أكن صانع القرار الوحيد، وأزلت كل ذلك القلق بسرعة. ولا أنسى دور والدتي، فقد كانت داعمي الأول منذ أن بدأت بهذا العمل وأنا في عمر السادسة عشرة حين كنت أشعر برغبتي في الطيران وأنني طائر في السماء. فعلى الرغم من رفضها لتطلعاتي في البداية، فإنها خلال قفزتي الأخيرة كانت في حداد على خالتي التي توفيت قبل أسبوع من موعد القفزة، وانهمرت دموعها فرحاً بي لدى وصولي إلى سطح الأرض».

وعما إذا كان سيكرر تلك القفزة مجدداً، رد باومغارتنر: «لقد بلغت الخامسة والأربعين، ولن أفكر مجدداً بتنفيذ أي قفزات مستقبلية، فما قمت به بالنسبة إلى عمري يكفي، أريد التخطيط للبقاء على قيد الحياة، كما سأحرص على التجول في العالم وإعطاء المحاضرات للشباب الطموح المغامر.

ووجّه باومغارتنر نصيحة إلى الشباب الطموح المغامر بعدم اتخاذ قرارات فردية، وأن عليهم التدريب المكثّف، وقبل ذلك كله إيجاد الأشخاص المناسبين لمنحهم تلك النصائح.

وعما تردد عن فيلم وثائقي يروي قصّة حياته وقفزته، قال باومغارتنر: «هوليوود بحاجة دوماً إلى قصص جديدة، وسبق لي أن تكلمت مع الفنان توم كروز مرتين والذي أبدى اهتمامه الشديد بالقصة وبما قمت به، خصوصاً أنه يمتلك رخصة طيران ويهوى القفز الحر. لذلك، ربما سيقوم أحد المنتجين في هوليوود بهذا الفيلم في السنوات الخمس المقبلة.

وفور انتهاء المؤتمر توجّه باومغارتنر إلى مجمع 360 حيث التقى هناك بعدد من المعجبين، وتم توزيع الجوائز على الفائزين بمسابقة «ريدبول»، وحصلوا على فرصة التقاط صور تذكارية مع باومغارتنر.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي