حديث / الخيانة الزوجية
| ابتسام السيار |
الخيانة الزوجية مفهوم اجتماعي، تبدل وتطور كثيراً عبر العصور، إلا انه بقي يترك الفارق شاسعاً، إن لم يكن متناقضاً، بين توجيه هذه الصفة إلى الزوجة أو إلى الزوج، فالمرأة، غالباً ما كانت توصف بالخائنة، ويتم تحميلها كامل المسؤولية، حتى في حالة خيانة زوجها لها، في ما خيانة الزوج، توصف بأنها رجولة، في بعض المجتمعات العربية... أو في أسوأ الاحتمالات، نزوة عابرة ومقبولة، والخيانة الزوجية في العصر الحديث، قد تكون وصفة الزواج الناجح والمتواصل في بعض المجتمعات... شرط أن تكون موسمية، وغير متكررة كثيرا... تبرز دلائل الخيانة في تفاصيل صغيرة، قد لا تظهر إلى الملأ، لكنها تبدو جليّة لمن يراقب التصرفات اليومية الدقيقة للشريك الآخر، التي تتبدل فجأة وجذرياً في اتجاهين، فقد يبدأ الشريك، بالاهتمام المفرط بنصفه الآخر، تغطية للخيانة، وشعوراً بالذنب، فيغدق عليه بالهدايا أو بالسؤال عن صحته وأحواله، وهذا غالبا ما يكون من جانب الزوج حتى يغطي بخيانته على زوجته، وإما أن تكون اللامبالاة المفرطة، واستحالة التواصل بين الطرفين... كما أن الشريك الخائن، يبدو حساساً كثيراً لدى سؤاله عن أوقات فراغه، فيبادر فوراً، إلى تبرير أي تأخير، بوابل من التفاصيل المملة... أو يسارع إلى افتعال المشكلات من لا شيء، هرباً من قول الحقيقة، وقطعاً للطريق، أمام أي أسئلة إضافية، أما الاهتمام بالمظهر الخارجي فجأة، وبالثياب أيضا، فيصب في الخانة نفسها، وهذا يتعلق بالزوج غالبا، وان كانت الزوجة ليست ببعيدة عن هذا أيضا... وهنا نسأل ما هو الشعور الذي ينتاب الشريك لدى حصول الخيانة واكتشافه لها؟... الجواب هو الفضول للاطلاع على شخصية ذلك الشخص الآخر، الذي تمت معه عملية الخيانة الزوجية، وما هى الأسباب الدافعة وراء تلك الخيانة، سواء كانت من قبل الزوج او الزوجة وكيف تمكن هذا الشخص من سلب قلب الشريك او عقله، وكيف يبدو مظهره ومواصفاته الجسمية وخلافه هل هو طويل أو طويلة؟ جميلة جميل... ماذا يقولان... هل يطفو إلى السطح شعور جامح بالاطلاع على ادق التفاصيل، عبر وضع الحياة الاخرى للشريك تحت المجهر، وبعد انفضاح أمر الخيانة، تبدأ بعدها عملية المشادات الكلامية اليومية، التي تفترض اثبات صدق التصرف في كل لحظة، وفى كل دقيقة من اليوم الواحد، من جانب الطرفين وفى كلتا الحالتين خيانة الزوج أو خيانة الزوجة، ويتم تبرير كل تصرف يشذ عن القاعده العادية المألوفة مثل (البقاء طويلا خارج المنزل في الديوانية، الجاخور، المناوبة... أو الزوجة انشغالها في الاستقبالات والكافيهات والزيارات النسائية... وغيرها من التبريرات المعهوده من كلا الزوجين واذا كان الهدف من الخيانة تكرار العملية مراراً وتكرارا فالانفصال النهائي بين الزوجين، يكون هو الحل الأفضل للطرفين، مهما كان هذا الحل قاسيا ومدمرا على الزوجين، خاصة الزوجة التي تملك إمكانية الانفصال والعيش، بكل طمأنينة وسلام...وهناك سؤال صعب يراود الزوجين الشريكين، عندما يخون أحدهما الآخر، خصوصا الزوجة، عندما يخونها زوجها، وهو هل تستطيع الزوجة أن تترك زوجها وترحل بكل سهولة؟ وتتخلى عن أسرة، كانت قد بنتها مع شريك حياتها؟ وإلى أين يمكنها ان ترحل، فيما لو فكرت بالرحيل؟ وماذا لو انها لا تجد معيلا لها، ولا تملك نقودا للصرف على نفسها، وماذا لو كان لديها أطفال، وخاصة اذا كانوا رضعا، هل تتركهم لوالدهم، وتتخلى عنهم، وتذهب في طريقها، مهما كان ذلك وقعه صعبا وقاسيا عليها... أو هل تغفر لزوجها زلته هذه، وتبدأ حياتها من جديد، على أسس جديدة من التفاهم معه، في حالة ان أبدى زوجها الاعتذار لها، ووقف خيانته لها ووعد بعدم تكرارها، او هل تكبت غيظها وتنسى الموضوع او تتناساه وتفكر بالانتقام من زوجها بشكل أو بآخر، جزاء فعلته هذه معها، هل يمكن ان يكون عقابها له ان تخونه أيضا بشكل سري، كما خانها هو، وتقول لنفسها العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم؟ أسئلة كثيرة تضع الزوجة التي خانها زوجها في وضع محرج جدا، ويصعب عليها ان تتخذ القرار السليم، وهي في حالة نفسية معقدة ومقلقة، وأمام ظروف معيشية صعبة، وتمزيق أسرتها التي كانت تعيش معها بسعادة وهناء... وفي حالة خيانة الزوجة لزوجها وانفضاح أمرها، سيكون وضعها صعبا جدا أيضا ومعقدا كثيرا، فهي لن تستطع تحمل تبعات خيانتها كما الرجل، وقد تكلفها خيانتها هذه حياتها، وفي ابسط الأحوال، طلاقها من زوجها بدون رجعة، وقد يكون هذا الإجراء الأبسط تأثيرا عليها، وقد لا يقبل بها احد من أهلها أو معارفها، حتى لو تم طلاقها بيسر وروية وهدوء، وماذا سيكون مصيرها ومستقبلها؟ وأين تدير بوجهها أمام أهلها ومعارفها وأحبائها اذا عرفوا بأن أسباب طلاقها هو خيانتها لزوجها؟ وفي حالة الرجل وخيانته لزوجته، قد لا يكون الأمر مؤثرا كثيرا على نفسه، كما هو في حالة إذا خانته زوجته، وتأثير خيانتها هذه على نفسها، لأنه يستطيع تطليقها بكل سهولة ويسر، وبامكانه الزواج من غيرها، اذا كان وضعه يسمح له ماديا، ويبقى في بيته مع أولاده وأسرته، ان أراد ذلك، وينسى الماضي، ويبدأ حياته من جديد، وحتى في حالة خيانته لزوجته وفيما اذا تركت زوجته بيتها وأسرتها وذهبت إلى بيت أهلها، فلن يكون تأثير ترك زوجته له عليه كبيراً، فقد يبدأ حياته من جديد، وبسهولة أيضا... ولكن في حالة وجود خيانة من أحد الطرفين، هل يهجر الشريك الذي يشعر بالغبن والخيانة العلاقة الزوجية أم يبقى؟ سؤال يتبادر أولا إلى ذهن الزوجة، فور اطلاعها على خيانة زوجها لها، ويجعلها تفكر كثيرا قبل الإجابة على هذا السؤال، خاصة اذا لم تكن تملك أهلا يقفون إلى جانبها، ويستطيعون حمايتها والحفاظ على حقوقها، كما ينتابها شعور بالهرب من ذلك الآخر، الذي حطم الثقة الموجودة بينهما... في حالة الرجل وشعوره بخيانة زوجته له، فالأمر من جانبه لن يستغرق في التفكير طويلا، خاصة في حالة وجود أدلة دامغة تدين الزوجة بالخيانة، لأنه لن يعيش مشردا كالزوجة التي لا تجد من يعيلها او يحفظ حقوقها، في حالة اتخاذه قرارا سريعا بتطليقها، إن مشكلة الخيانة لا تجد لها حلاً سريعا في أسبوع أو اثنين، إنما تتطلب فترة زمنية طويلة، كي يتمكن الطرفان من «استيعاب» تبعاتها، وهي قد تؤدي حقاً إلى الطلاق، خصوصا في حالة خيانة الزوجة، أما في حالة خيانة الزوج، فالطلاق والسير في إجراءاته قد تحسمه المرأة، ان أرادت، وكانت تملك القدرة والإمكانات على تحقيقه، أما اذا غفرت خيانة زوجها لها، وقبلت بالعيش، فقد تعود الأمور بين الزوجين إلى طبيعتها كما كانت قبل الخيانة.
همسة
إذا خانك الشخص مرة فهذا ذنبه، أما إذا خانك مرتين فهذا ذنبك أنت.
[email protected]
@Follow Me :sshaheen9
Instagram:u20storiess
همسة
إذا خانك الشخص مرة فهذا ذنبه، أما إذا خانك مرتين فهذا ذنبك أنت.
[email protected]
@Follow Me :sshaheen9
Instagram:u20storiess