مقابلة / رئيس حزب الجماعة الإسلامية... كشف عن وساطات متعددة لـ «حل الأزمة» المصرية
عبد السلام لـ «الراي»: «الإخوان» أخطأوا لكن عزل مرسي... مرفوض
نصر الدين عبد السلام
• نتجه لمقاطعة الاستفتاء على الدستور أو التصويت بـ «لا»
قال القائم بأعمال رئيس «حزب البناء والتنمية»، التابع لـ «الجماعة الإسلامية»، والقيادي في «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، نصر الدين عبد السلام إن «وثيقة التحالف الوطني الصادرة عن الجماعة، ليست مبادرة، ولكنها رؤية استراتيجية في كيفية إدراة الأزمة الراهنة»، مشددا على أن «هذه الرؤية لم تقدم أي تنازل عن الشرعية»، مبيّنا أن «جميع أعضاء التحالف لا يرضون بديلا عن عودة الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي الى منصبه وعودة مجلس الشورى المنتخب والدستور المستفتى عليه من الشعب، وعدم التنازل عن حقوق الشهداء والمصابين».
ونفى عبدالسلام، في حوار مع «الراي» وجود انشقاق داخل «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، مؤكدا أنهم «متماسكون على قلب رجل واحد ولن تستطيع أي جهة النيل من وحدتهم».
وفي ما يلي نص الحوار:
• ما موقفكم من التعديلات الدستورية، وهل ستشاركون في الاستفتاء عليها أم ستقاطعون؟
- الرأي سيتبناه التحالف الوطني، سواء بالمقاطعة أو التصويت بـ«لا» على هذه التعديلات الباطلة فالأمر لم يتم حسمه بعد.
• وثيقة التحالف الوطني التي طُرحت أخيرا للخروج من الأزمة، هل ترونها مبادرة؟
- عدم التنازل عن عودة الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي لمنصبه، ووصفت حقوق الشهداء والمصابين بأنها خط أحمر لا يمكن لأحد تجاوزه، كما توجد لجنة وسطاء برئاسة المستشار محمود مكي النائب السابق للرئيس تلتقي جميع الأطراف دون ضغوط تمارس عليها من التحالف الوطني، ولم نرشح أو نشترط عضوية شخصيات بعينها في اللجنة.
• «الجماعة الإسلامية» قدمت مبادرة لأجل التهدئة ولم نعد نسمع عنها شيئا، فهل تم رفضها من التحالف الوطني؟
- «الجماعة الإسلامية» طرحت مبادرتها لعرضها على جميع القوى الوطنية، ولا تزال مطروحة حتى اللحظة وننتظر الردود عليها، بعدما تم تطويرها، ونالت استحسان عدد كبير من القوى والشخصيات الوطنية، ونأمل أن يقبلها أعضاء «التحالف الوطني» أو الأطراف الأخرى إذا ما صدقت نواياها في حل مشكلة الوطن، مع تقديرنا للتحفظات على بعض بنودها، لأنها ليست قرآنا بل هي قابلة للتطوير والنقاش والزيادة والنقصان.
• كشف القيادي في «الجماعة الإسلامية» عبود الزمر أخيرا وجود تواصل من جانبه مع عدد من قادة المرحلة الحالية في مصر، سعيا للخروج من الأزمة، فإلى أي مدى وصلت هذه المساعي؟
- الشيخ عبود ليس الشخصية الوحيدة التي تواصلت مع قادة المرحلة الحالية وفق تصريحاته، بل هناك بعض الشخصيات الأخرى مثل المرشح الرئاسي السابق الدكتور محمد سليم العوا وآخرين، من خلال جهود ومبادرات شخصية، لمحاولة حلحلة الأزمة. لكن لا يمكن اعتبار تلك المحاولات بأنها منبثقة عن رؤية التحالف الوطني لدعم الشرعية، فجميع مبادراتنا ومساعينا وتوجهاتنا واضحة في النور ولا تعرف الخفاء، ونحن ببساطة أصحاب قضية مشروعة لها من يدعمونها داخليا وخارجيا، لذلك لا نجد عيبا في الإعلان عن وجود وساطات شخصية للخروج من الأزمة، لأن الجميع على يقين أننا حريصون على مصلحة واستقرار مصر.
ومن خلال المصالحة الوطنية وعودة الحقوق لأهلها والرجوع عن الانقلاب العسكري، وحفظ حقوق الشهداء والمصابين، وهذا الأمر قد لا يستغرق الكثير من الوقت إذا ما صدقت النوايا وخلصت لوجه الله والوطن، لكن لو لم تصدق النوايا أظن أنه سيأخذ وقتًا طويلا.
• كيف ذلك وهناك حديث عن انشقاقات بين أعضاء «تحالف دعم الشرعية»؟
- «التحالف» متماسك الى أبعد مدى، وعلى قلب رجل واحد، ولن يستطيع أي أحد أو جهة النيل من وحدته وتماسكه، فهو مترابط الى أبعد مدى، وإلى الآن لم يحدث أي انشقاق أو حتى مجرد التفكير في الخروج من «التحالف»، فلا صحة على الإطلاق لما تبثه وسائل الإعلام عن وجود سيطرة لجماعة «الإخوان المسلمين» على توجهات «التحالف»، فوسائل الإعلام تسعى لشيطنة «الإخوان» وجعلهم فزاعة، مثلما سبق لها أن شيطنت الإسلاميين وصورت الإسلام ذاته والشريعة الإسلامية فزاعة.
فالقرار داخل «التحالف» يتم اتخاذه في إطار ديموقراطي شوري من الدرجة الأولى، ويصبح رأي جماعة «الإخوان» مثل رأي «الجماعة الإسلامية»، و«الجبهة السلفية»، و«حزب الأصالة» و«الوطن» و«الوسط»، و«التوحيد العربي»، و«الاستقلال»، وكل مكونات التحالف.
• المواطنون خرجوا في 30 يونيو لوجود أخطاء لجماعة «الإخوان»، أليس هذا كافيا لإقالة الرئيس مرسي؟
- جماعة «الإخوان» أخطأت لأنهم بشر يخطئون ويصيبون، لكن «الإخوان» لم يخطئون وحدهم فقط بل جميع القوى السياسية نالها الخطأ، لكن مهما كانت اخطاء جماعة «الإخوان» فلا يكون رد الفعل بمساعي إقصاء الإسلاميين من الحياة السياسية كاملة، وعزل رئيس مدني منتخب من منصبه وإخفائه أياما طويلة وعدم ظهوره سوى يوم المحاكمة فقط، وتطبيق قوانين قمعية بهدف التضييق على إبداء الرأي، هذا أمر مرفوض.
فالجميع يذكر سلبيات «الإخوان» والإسلاميين ولا يذكرون حسنة واحدة فعلوها، ألا يذكرون صمت الرئيس مرسي على التجاوزات والخروقات التي كانت تنتقده إلى درجة التسفيه من شخصه، ولم يقم بقصف قلم أو إقصاء إعلامي، المشاريع التنموية التي كانت حركتها بدأت في عهده أليست من جملة حسنات الإسلاميين.
إذا كانت هناك أخطاء لـ «الإخوان» انتقدناها في حينها، فلهم أيضا حسنات يجب الاعتراف بها.
• أنتم متهمون بتبني العنف منهجا لعمل «التحالف»؟
- لم يحدث هذا الأمر بأي شكل من الأشكال، فالجميع مؤمن تماما بالسلمية باعتبارها منهج «التحالف» الذي لن يحيد عنه في أي وقت ورغم أي شيء، خصوصا أن الدماء كلها مصرية كرمها الإسلام، ونحن نرفض إراقة أي دماء سواء كانت تنتمي للتيار الإسلامي أو لا، ومن ثم فلا يزايد أحد علينا في حرمة الدماء.
ونفى عبدالسلام، في حوار مع «الراي» وجود انشقاق داخل «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، مؤكدا أنهم «متماسكون على قلب رجل واحد ولن تستطيع أي جهة النيل من وحدتهم».
وفي ما يلي نص الحوار:
• ما موقفكم من التعديلات الدستورية، وهل ستشاركون في الاستفتاء عليها أم ستقاطعون؟
- الرأي سيتبناه التحالف الوطني، سواء بالمقاطعة أو التصويت بـ«لا» على هذه التعديلات الباطلة فالأمر لم يتم حسمه بعد.
• وثيقة التحالف الوطني التي طُرحت أخيرا للخروج من الأزمة، هل ترونها مبادرة؟
- عدم التنازل عن عودة الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي لمنصبه، ووصفت حقوق الشهداء والمصابين بأنها خط أحمر لا يمكن لأحد تجاوزه، كما توجد لجنة وسطاء برئاسة المستشار محمود مكي النائب السابق للرئيس تلتقي جميع الأطراف دون ضغوط تمارس عليها من التحالف الوطني، ولم نرشح أو نشترط عضوية شخصيات بعينها في اللجنة.
• «الجماعة الإسلامية» قدمت مبادرة لأجل التهدئة ولم نعد نسمع عنها شيئا، فهل تم رفضها من التحالف الوطني؟
- «الجماعة الإسلامية» طرحت مبادرتها لعرضها على جميع القوى الوطنية، ولا تزال مطروحة حتى اللحظة وننتظر الردود عليها، بعدما تم تطويرها، ونالت استحسان عدد كبير من القوى والشخصيات الوطنية، ونأمل أن يقبلها أعضاء «التحالف الوطني» أو الأطراف الأخرى إذا ما صدقت نواياها في حل مشكلة الوطن، مع تقديرنا للتحفظات على بعض بنودها، لأنها ليست قرآنا بل هي قابلة للتطوير والنقاش والزيادة والنقصان.
• كشف القيادي في «الجماعة الإسلامية» عبود الزمر أخيرا وجود تواصل من جانبه مع عدد من قادة المرحلة الحالية في مصر، سعيا للخروج من الأزمة، فإلى أي مدى وصلت هذه المساعي؟
- الشيخ عبود ليس الشخصية الوحيدة التي تواصلت مع قادة المرحلة الحالية وفق تصريحاته، بل هناك بعض الشخصيات الأخرى مثل المرشح الرئاسي السابق الدكتور محمد سليم العوا وآخرين، من خلال جهود ومبادرات شخصية، لمحاولة حلحلة الأزمة. لكن لا يمكن اعتبار تلك المحاولات بأنها منبثقة عن رؤية التحالف الوطني لدعم الشرعية، فجميع مبادراتنا ومساعينا وتوجهاتنا واضحة في النور ولا تعرف الخفاء، ونحن ببساطة أصحاب قضية مشروعة لها من يدعمونها داخليا وخارجيا، لذلك لا نجد عيبا في الإعلان عن وجود وساطات شخصية للخروج من الأزمة، لأن الجميع على يقين أننا حريصون على مصلحة واستقرار مصر.
ومن خلال المصالحة الوطنية وعودة الحقوق لأهلها والرجوع عن الانقلاب العسكري، وحفظ حقوق الشهداء والمصابين، وهذا الأمر قد لا يستغرق الكثير من الوقت إذا ما صدقت النوايا وخلصت لوجه الله والوطن، لكن لو لم تصدق النوايا أظن أنه سيأخذ وقتًا طويلا.
• كيف ذلك وهناك حديث عن انشقاقات بين أعضاء «تحالف دعم الشرعية»؟
- «التحالف» متماسك الى أبعد مدى، وعلى قلب رجل واحد، ولن يستطيع أي أحد أو جهة النيل من وحدته وتماسكه، فهو مترابط الى أبعد مدى، وإلى الآن لم يحدث أي انشقاق أو حتى مجرد التفكير في الخروج من «التحالف»، فلا صحة على الإطلاق لما تبثه وسائل الإعلام عن وجود سيطرة لجماعة «الإخوان المسلمين» على توجهات «التحالف»، فوسائل الإعلام تسعى لشيطنة «الإخوان» وجعلهم فزاعة، مثلما سبق لها أن شيطنت الإسلاميين وصورت الإسلام ذاته والشريعة الإسلامية فزاعة.
فالقرار داخل «التحالف» يتم اتخاذه في إطار ديموقراطي شوري من الدرجة الأولى، ويصبح رأي جماعة «الإخوان» مثل رأي «الجماعة الإسلامية»، و«الجبهة السلفية»، و«حزب الأصالة» و«الوطن» و«الوسط»، و«التوحيد العربي»، و«الاستقلال»، وكل مكونات التحالف.
• المواطنون خرجوا في 30 يونيو لوجود أخطاء لجماعة «الإخوان»، أليس هذا كافيا لإقالة الرئيس مرسي؟
- جماعة «الإخوان» أخطأت لأنهم بشر يخطئون ويصيبون، لكن «الإخوان» لم يخطئون وحدهم فقط بل جميع القوى السياسية نالها الخطأ، لكن مهما كانت اخطاء جماعة «الإخوان» فلا يكون رد الفعل بمساعي إقصاء الإسلاميين من الحياة السياسية كاملة، وعزل رئيس مدني منتخب من منصبه وإخفائه أياما طويلة وعدم ظهوره سوى يوم المحاكمة فقط، وتطبيق قوانين قمعية بهدف التضييق على إبداء الرأي، هذا أمر مرفوض.
فالجميع يذكر سلبيات «الإخوان» والإسلاميين ولا يذكرون حسنة واحدة فعلوها، ألا يذكرون صمت الرئيس مرسي على التجاوزات والخروقات التي كانت تنتقده إلى درجة التسفيه من شخصه، ولم يقم بقصف قلم أو إقصاء إعلامي، المشاريع التنموية التي كانت حركتها بدأت في عهده أليست من جملة حسنات الإسلاميين.
إذا كانت هناك أخطاء لـ «الإخوان» انتقدناها في حينها، فلهم أيضا حسنات يجب الاعتراف بها.
• أنتم متهمون بتبني العنف منهجا لعمل «التحالف»؟
- لم يحدث هذا الأمر بأي شكل من الأشكال، فالجميع مؤمن تماما بالسلمية باعتبارها منهج «التحالف» الذي لن يحيد عنه في أي وقت ورغم أي شيء، خصوصا أن الدماء كلها مصرية كرمها الإسلام، ونحن نرفض إراقة أي دماء سواء كانت تنتمي للتيار الإسلامي أو لا، ومن ثم فلا يزايد أحد علينا في حرمة الدماء.