أوساط بري تقلّل من ارتدادات هجوم نصرالله على السعودية
إسرائيل تستنفر قواتها على الحدود الشمالية غداة اغتيال اللقيس
بدا المشهد الداخلي في لبنان شديد الغموض غداة اغتيال المسؤول العسكري البارز في «حزب الله» حسان اللقيس واختلاط الأبعاد الأمنية لهذا الحادث بالأجواء السياسية المحتقنة على خلفية عاصفة أثارتها هجمات الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله على السعودية ولا تزال تردداتها تنذر بالتصاعد.
ذلك ان عملية الاغتيال التي اودت باللقيس والتي اتهم «حزب الله» اسرائيل بالوقوف وراءها أثارت غباراً كثيفاً لدى الجهات التي تُعدّ في موقع الخصومة للحزب وكذلك لدى جهات مستقلة اخرى وخصوصاً ان المعلومات الأمنية التي توافرت عن ظروف الاغتيال وملابساته لا تكفي وحدها لتبيّن مصدر الرسالة الأمنية وهدفها وتالياً ما يمكن ان تضيفه من تعقيدات على مجمل الوضع الامني المضطرب في لبنان.
وبدا ان من الواقعية تغليب فرضية تورط اسرائيل في الاغتيال نظراً الى ما كُشف من دور كان اللقيس يضطلع به، بما يجعله هدفاً واقعياً لاسرائيل اسوة بقيادات امنية كبيرة طاولها الاستهداف بالاغتيالات، رغم ميل بعض خصوم الحزب الى عدم إسقاط فرضية الخلفية السورية ايضاً عن الحادث اي البعد المرتبط بتورط «حزب الله» في الصراع السوري، بما سيكون من الصعوبة معه حسم «الجدل السياسي» حول هذه القضية ما دام التحقيق فيها لم يصل بعد الى كشف اي خيوط حول الجناة وهوياتهم وارتباطاتهم.
وتقول مصادر معنية بمواكبة هذا التطور ان الخلاصة الاساسية التي تركها الحادث لدى المراجع اللبنانية الرسمية والسياسية تتمثل في ان الاغتيال شكل اضاءة لـ «إشارة حمراء» اضافية حيال المرحلة الامنية الشديدة الخطورة التي يجتازها لبنان والتي يرجح ان تكون مقبلة على مزيد من أخطار الاستهدافات سواء عبر تفجيرات او اغتيالات او اثارة اضطرابات امنية جوالة ومتنقلة في مناطق مختلفة منه.
على ان العامل الخطير الاضافي الذي يرتّبه هذا الحادث يستعيد البعد المتصل بالصراع بين «حزب الله» واسرائيل. وهو امر تأخذه هذه المصادر على محمل الجدية مما يتعين معه التحسب لتطورات من شأنها ان توسع رقعة الاخطار المحدقة بالوضع اللبناني.
وفي هذا السياق، افيد امس ان الجيش الإسرائيلي رفع خلال الساعات القليلة الماضية حالة استنفار قواته على طول الحدود الجنوبية للبنان، وذلك تحسبا لأي تطورات عسكرية في أعقاب اتهام حزب الله لاسرائيل بإغتيال اللقيس. وسُجلت دوريات راجلة ومدرعة للجيش الاسرائيلي عملت عناصرها على مراقبة الوضع في الجانب اللبناني بواسطة مناظير، وذلك وسط تكثيف قوة «اليونيفيل» من دورياتها على طول «الخط الأزرق» بهدف متابعة الوضع الميداني عن كثب على جانبيْ الحدود الجنوبية.
واذا كانت المصادر المعنية نفسها شبه جازمة بأن «حزب الله» ليس في وارد إشعال مواجهة الآن مع اسرائيل، فانها تلفت الى ناحية اساسية يجري التركيز عليها بعد الحادث وهي القدرة على خرق الامن الحديدي للحزب بما يعكس خطورة الحرب الاستخباراتية ومدى تجاوزها سقوفاً استراتيجية كبيرة في لحظة المواجهة الضخمة التي يخوضها الحزب على الجبهة السورية.
ورغم هذه المخاوف من اقتحام عامل الاغتيالات الساحة الداخلية مجدداً، فان المصادر نفسها لا تزال تبدي اطمئناناً نسبياً الى ان الوضع غير مرشح لتدهور يتجاوز اطار الاستهدافات الامنية لان الخطوط الحمر التي حكمت الوضع اللبناني منذ انفجار الحرب السورية لا تبدو على مشارف تغيير لدى ايّ من الافرقاء الداخليين والاقليميين.
وتقول انه على محدودية المغزى الذي اكتسبه صمت حلفاء «حزب الله» عن اتهامه للسعودية بتفجير السفارة الايرانية في بيروت، فان هذا الصمت اكتسب دلالة لجهة عدم انجراف فريق 8 اذار برمّته في هذا الاتهام تحسباً لما دأب على التبشير به رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ زيارته الاخيرة لطهران بالتفاهم الايراني السعودي. حتى ان مراجعي بري في اليومين الاخيرين لمسوا لديه عدم اقتناع بان حملة نصرالله ستؤثر على المحاولات الجارية للتقارب بين طهران والرياض بما يعني انه يحصر كلام نصرالله باطار العلاقة المتوترة بين الحزب والسعودية اكثر منها بالتوتر السعودي الايراني.
وتقول المصادر ان الساحة الداخلية لا تزال محكومة بخطوط اقليمية وداخلية تمنع الانفجارات الكبيرة وإن كانت لا تحمي لبنان من تداعيات الحرب الباردة الاقليمية المستعرة على جمر الحرب السورية. ولكنها تدعو في هذا الاطار الى النظر بتمعن الى الدور الذي hنيط بالجيش اللبناني في طرابلس كمؤشر مهم الى وجود تفاهمات داخلية وحتى دولية واقليمية على محورية دعم الجيش بما يمنع على الاقل انزلاق لبنان الى مواجهات واسعة تتجاوز اطار ما شهده في الاشهر الاخيرة. واعتبرت ان التجربة التي يخوضها الجيش الان في طرابلس حيث وضعت كل القوى والاجهزة الامنية تحت امرته ستشكل مفصلاً مهما لتبين الوجهة التي ستسلكها التطورات الامنية عموماً لان جميع القوى المعنية بالحرب السورية قادرة على لعب ادوار متفاوتة في طرابلس مما يسبغ على الاختبار الجديد دلالات أبعد من ضبط الوضع في المدينة وحدها وإخماد المواجهات التي اندلعت بين باب التبانة (السنية) وجبل محسن (العلوية). وشكّل بعد ظهر امس اختباراً فعلياً للخطة الامنية التي ينفذها الجيش. فبينما كانت وحداته تستكمل انتشارها وتزيل بعض الدشم والسواتر الترابية من محاور القتال وتواصل توقيف مطلوبين، تجددت الاشتباكات على جبهة باب التبانة - جبل محسن وسادت أعمال القنص ما تسبب بحالة هلع عند المواطنين وخصوصاً ان التوتر تزامن مع خروج الطلاب من المدارس وحركة ناشطة في سوق الخضار، وهو ما دفع التجار لاقفال محالهم، فيما افيد عن سقوط بعض الجرحى.
خلال استقباله ابنة غيفارا
بري: ما يسمى «الربيع العربي» أرجعنا للقرون الوسطى
| بيروت ـ «الراي» |
أعلن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ان «ما يسمى بالربيع العربي مع الأسف لا يمت الى الربيع بصلة، وكنا نعتقد أن هناك تغييرات ستحصل فتبيّن أن هناك رجوعا الى القرون الوسطى».
كلام بري جاء خلال استقباله امس أليدا غيفارا، ابنة الثائر العالمي تشي غيفارا، يرافقها السفير الكوبي رينيه سيبالوبراتس.
وتوجّه رئيس البرلمان الى غيفارا، التي قدّم اليها هدية رمزية، بالقول: «في زمنكم كانت تقودنا العروبة ويقودنا النضال لاستعادة فلسطين، كانت تجمعنا مع غيفارا من دون لقاء، ومع كاسترو مع لقاء، قضية فلسطين أولاً، واليوم أصبحنا ننسى كل هذا الموضوع ونبحث عن مواضيع مذهبية وطائفية وفئوية بدل الانفتاح والنضال ضد خلاصة الاستعمار وعصارته أي اسرائيل. أصبحنا نناضل ضد أنفسنا».
ذلك ان عملية الاغتيال التي اودت باللقيس والتي اتهم «حزب الله» اسرائيل بالوقوف وراءها أثارت غباراً كثيفاً لدى الجهات التي تُعدّ في موقع الخصومة للحزب وكذلك لدى جهات مستقلة اخرى وخصوصاً ان المعلومات الأمنية التي توافرت عن ظروف الاغتيال وملابساته لا تكفي وحدها لتبيّن مصدر الرسالة الأمنية وهدفها وتالياً ما يمكن ان تضيفه من تعقيدات على مجمل الوضع الامني المضطرب في لبنان.
وبدا ان من الواقعية تغليب فرضية تورط اسرائيل في الاغتيال نظراً الى ما كُشف من دور كان اللقيس يضطلع به، بما يجعله هدفاً واقعياً لاسرائيل اسوة بقيادات امنية كبيرة طاولها الاستهداف بالاغتيالات، رغم ميل بعض خصوم الحزب الى عدم إسقاط فرضية الخلفية السورية ايضاً عن الحادث اي البعد المرتبط بتورط «حزب الله» في الصراع السوري، بما سيكون من الصعوبة معه حسم «الجدل السياسي» حول هذه القضية ما دام التحقيق فيها لم يصل بعد الى كشف اي خيوط حول الجناة وهوياتهم وارتباطاتهم.
وتقول مصادر معنية بمواكبة هذا التطور ان الخلاصة الاساسية التي تركها الحادث لدى المراجع اللبنانية الرسمية والسياسية تتمثل في ان الاغتيال شكل اضاءة لـ «إشارة حمراء» اضافية حيال المرحلة الامنية الشديدة الخطورة التي يجتازها لبنان والتي يرجح ان تكون مقبلة على مزيد من أخطار الاستهدافات سواء عبر تفجيرات او اغتيالات او اثارة اضطرابات امنية جوالة ومتنقلة في مناطق مختلفة منه.
على ان العامل الخطير الاضافي الذي يرتّبه هذا الحادث يستعيد البعد المتصل بالصراع بين «حزب الله» واسرائيل. وهو امر تأخذه هذه المصادر على محمل الجدية مما يتعين معه التحسب لتطورات من شأنها ان توسع رقعة الاخطار المحدقة بالوضع اللبناني.
وفي هذا السياق، افيد امس ان الجيش الإسرائيلي رفع خلال الساعات القليلة الماضية حالة استنفار قواته على طول الحدود الجنوبية للبنان، وذلك تحسبا لأي تطورات عسكرية في أعقاب اتهام حزب الله لاسرائيل بإغتيال اللقيس. وسُجلت دوريات راجلة ومدرعة للجيش الاسرائيلي عملت عناصرها على مراقبة الوضع في الجانب اللبناني بواسطة مناظير، وذلك وسط تكثيف قوة «اليونيفيل» من دورياتها على طول «الخط الأزرق» بهدف متابعة الوضع الميداني عن كثب على جانبيْ الحدود الجنوبية.
واذا كانت المصادر المعنية نفسها شبه جازمة بأن «حزب الله» ليس في وارد إشعال مواجهة الآن مع اسرائيل، فانها تلفت الى ناحية اساسية يجري التركيز عليها بعد الحادث وهي القدرة على خرق الامن الحديدي للحزب بما يعكس خطورة الحرب الاستخباراتية ومدى تجاوزها سقوفاً استراتيجية كبيرة في لحظة المواجهة الضخمة التي يخوضها الحزب على الجبهة السورية.
ورغم هذه المخاوف من اقتحام عامل الاغتيالات الساحة الداخلية مجدداً، فان المصادر نفسها لا تزال تبدي اطمئناناً نسبياً الى ان الوضع غير مرشح لتدهور يتجاوز اطار الاستهدافات الامنية لان الخطوط الحمر التي حكمت الوضع اللبناني منذ انفجار الحرب السورية لا تبدو على مشارف تغيير لدى ايّ من الافرقاء الداخليين والاقليميين.
وتقول انه على محدودية المغزى الذي اكتسبه صمت حلفاء «حزب الله» عن اتهامه للسعودية بتفجير السفارة الايرانية في بيروت، فان هذا الصمت اكتسب دلالة لجهة عدم انجراف فريق 8 اذار برمّته في هذا الاتهام تحسباً لما دأب على التبشير به رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ زيارته الاخيرة لطهران بالتفاهم الايراني السعودي. حتى ان مراجعي بري في اليومين الاخيرين لمسوا لديه عدم اقتناع بان حملة نصرالله ستؤثر على المحاولات الجارية للتقارب بين طهران والرياض بما يعني انه يحصر كلام نصرالله باطار العلاقة المتوترة بين الحزب والسعودية اكثر منها بالتوتر السعودي الايراني.
وتقول المصادر ان الساحة الداخلية لا تزال محكومة بخطوط اقليمية وداخلية تمنع الانفجارات الكبيرة وإن كانت لا تحمي لبنان من تداعيات الحرب الباردة الاقليمية المستعرة على جمر الحرب السورية. ولكنها تدعو في هذا الاطار الى النظر بتمعن الى الدور الذي hنيط بالجيش اللبناني في طرابلس كمؤشر مهم الى وجود تفاهمات داخلية وحتى دولية واقليمية على محورية دعم الجيش بما يمنع على الاقل انزلاق لبنان الى مواجهات واسعة تتجاوز اطار ما شهده في الاشهر الاخيرة. واعتبرت ان التجربة التي يخوضها الجيش الان في طرابلس حيث وضعت كل القوى والاجهزة الامنية تحت امرته ستشكل مفصلاً مهما لتبين الوجهة التي ستسلكها التطورات الامنية عموماً لان جميع القوى المعنية بالحرب السورية قادرة على لعب ادوار متفاوتة في طرابلس مما يسبغ على الاختبار الجديد دلالات أبعد من ضبط الوضع في المدينة وحدها وإخماد المواجهات التي اندلعت بين باب التبانة (السنية) وجبل محسن (العلوية). وشكّل بعد ظهر امس اختباراً فعلياً للخطة الامنية التي ينفذها الجيش. فبينما كانت وحداته تستكمل انتشارها وتزيل بعض الدشم والسواتر الترابية من محاور القتال وتواصل توقيف مطلوبين، تجددت الاشتباكات على جبهة باب التبانة - جبل محسن وسادت أعمال القنص ما تسبب بحالة هلع عند المواطنين وخصوصاً ان التوتر تزامن مع خروج الطلاب من المدارس وحركة ناشطة في سوق الخضار، وهو ما دفع التجار لاقفال محالهم، فيما افيد عن سقوط بعض الجرحى.
خلال استقباله ابنة غيفارا
بري: ما يسمى «الربيع العربي» أرجعنا للقرون الوسطى
| بيروت ـ «الراي» |
أعلن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ان «ما يسمى بالربيع العربي مع الأسف لا يمت الى الربيع بصلة، وكنا نعتقد أن هناك تغييرات ستحصل فتبيّن أن هناك رجوعا الى القرون الوسطى».
كلام بري جاء خلال استقباله امس أليدا غيفارا، ابنة الثائر العالمي تشي غيفارا، يرافقها السفير الكوبي رينيه سيبالوبراتس.
وتوجّه رئيس البرلمان الى غيفارا، التي قدّم اليها هدية رمزية، بالقول: «في زمنكم كانت تقودنا العروبة ويقودنا النضال لاستعادة فلسطين، كانت تجمعنا مع غيفارا من دون لقاء، ومع كاسترو مع لقاء، قضية فلسطين أولاً، واليوم أصبحنا ننسى كل هذا الموضوع ونبحث عن مواضيع مذهبية وطائفية وفئوية بدل الانفتاح والنضال ضد خلاصة الاستعمار وعصارته أي اسرائيل. أصبحنا نناضل ضد أنفسنا».