أحد رواد الإعلام الكويتي وشاهد على إنجازات الثمانينات

بدر المضف... رحل بصمت بعد رحلة حافلة في الحياة

تصغير
تكبير
غيّب الموت الإعلامي القدير بدر المضف عن عمر ناهز 72 عاماً تاركاً خلفه تاريخاً إعلامياً حافلا بالكثير من الإنجازات التي شهدها عدد من الأجيال... فلم يكن لطموح المضف نهاية أو حدود، لذلك ظلّ شغوفاً بالعمل الإعلامي إلى أن رحل، فهو الصامت الباسم، قليل الكلام كثير العمل، المحب للحياة، رقيق المشاعر والرئيس الذي يسعد بتشجيع من يرأسهم. فقد حقق هذا الرجل طفرة كبيرة ليس في تأسيس التلفزيون مع زملائه من الرواد فحسب، ولكنه نجح في امتهان اسلوب للعمل الإعلامي والسينمائي تحديداً في مبنى التلفزيون القديم وحتى بعد الانتقال إلى المبنى الجديد، حيث عمل بأقل الإمكانات وظهرت جهوده وتشجيعه في أهم الأفلام الكويتية مثل «بس يا بحر» و«الصقر» و«عرس الزين» و«شاهين» و«الصمت» و«مذكرات بحار» و«القرار»... ولِمَ لا وهو أحد رواد العصر الذهبي للإعلام في الكويت وبدأ حياته من «مونتير» إلى أن وصل إلى مدير البرامج ورئيس للتلفزيون ثم انتقل إلى إدارة مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربي. بل إن المضف كان معلماً جيداً وقدم العديد من الأعمال، لا سيما مع الفنانة سعاد عبد الله وأحمد باقر وساهم في تأسيس العديد من تلفزيونات منطقة الخليج وعدد من القنوات الفضائية وكان اللقاء به لا يمل، فهو خفيف الظل المحب للجميع، وكان يتمتع بتواضع فريد في تعامله مع الجميع وساهم خلال مسيرته في تأسيس العديد من المؤسسات من بينها نادي الكويت للسينما وانتخب نائباً لرئيس مجلس الإدارة وأصدر كتاباً بعنوان «السينما الكويتية»، ولعل الكثير من الذين عملوا معه كانوا شاهدين على ما قدمه للكويت.

المخرج علي الريس مدير عام مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربي اعتبر - في اتصال مع «الراي» - أن رحيل المضف عن الوسط الإعلامي في الكويت يُعدّ خسارة كبيرة، لأنه ظل يعمل حتى آخر يوم من حياته، لكنها سنة الحياة، وقال «لقد ساهم الراحل من خلال ترؤسه مراقبة السينما في تلفزيون الكويت في خلق إرث كبير من الأفلام المهمة عن الكويت، بل وقدم العديد من المقابلات الفنية مع المشاهير والأوبريتات وغيرها»، مشيرا إلى أنه يعد من أهم الرواد الذين ساهوا في نهضة الكويت إعلامياً.


وأكدت الإعلامية أمل عبدالله لـ«الراي» أن المضف «قدم الكثير للكويت وشهد على حقبة مهمة من العمل الإعلامي، فهو لم يهدأ ولم يكف عن العمل الإعلامي وكان مثالاً مشرفاً للكويت أينما ذهب».

وأضافت «لقد قدم مجموعة من الأعمال السينمائية وتعاون مع سعاد عبد الله وأحمد باقر وأخرج بنفسه مجموعة من الأعمال المميزة وساهم في صقل مواهب العديد من المخرجين الشباب، وعندما تسلم منصب مدير التلفزيون كان صديقاً للجميع ولم يتصادم مع أحد».

وشدد بندر المطيري، مدير إدارة الاتصالات والعلاقات السياسية في وزارة الإعلام، على أن المضف شاهد على إنجازات حقبة الثمانينات في تلفزيون الكويت، وقال «لقد عملت مع هذا الرجل لعدد من السنوات قدم خلالها العديد من الأفكار وساهم بشكل كبير في تطوير العمل الإعلامي، بل هو أحد فرسان النهضة الإعلامية الحديثة التي تعيشها الكويت الآن، سواء في الخطاب الإعلامي أم الأعمال الفنية».

بينما اعتبر الفنان جاسم النبهان «أن المضف يعد نموذجاً يحتذى به، ليس في العمل الإعلامي فحسب، وإنما في تواضعه وأخلاقه». وأضاف «لقد حمل شيم أهل الكويت وسلوكهم في كل مكان عمل به وقدم للكويت العديد من الأعمال ولم نشاهد الكثير من الأفلام بعدما ترك مراقبة السينما لذلك نقول له كفيت ووفيت ورحمك الله».

وكان وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح قد نعى المضف أمس.

وقال الشيخ سلمان الحمود في تصريح صحافي «إن الفقيد بدر المضف رحمه الله يعتبر رمزاً من رموز الإعلام الكويتي حيث كان يتمتع بمكارم الأخلاق والقيادة الإعلامية الناجحة وسخر خبراته المتعددة وأعماله الناجحة في مختلف مجالات الإعلام لرفعة مستوى الإعلام الكويتي».

وأضاف «اننا فقدنا رجلاً باراً من رجالات الإعلام الكويتي وأحد رموزها، إذ قدم الكثير لوطنه، وسيرته الذاتية تحكي إنجازاته منذ أن بدأ عمله في تلفزيون الكويت العام 1964 ثم أصبح مديراً لإدارة البرامج بالتلفزيون العام 1984 ومراقباً للسينما العام 1987 وفي العام 1995 أصبح مديراً عاماً للتلفزيون ومديراً تنفيذياً لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية».

ولفت إلى أن الراحل يعد أحد رواد زمن السينما الكويتية وأحد رواد الحركة الإعلامية في عصرها الذهبي في الكويت ومن أوائل المساهمين في إنشاء نادي الكويت للسينما واستطاع مع زملائه إنجاز الكثير ما يوثق ازدهار الحركة الفنية الكويتية بدءاً من فيلم «العاصفة» الروائي كنقطة انطلاق للسينما الكويتية.

وبيّن أن الراحل ترك بصمات إيجابية كبيرة ذات قيمة من خلال أعماله التلفزيونية الرائدة في مختلف مجالات الصحة والتعليم والتراث العربي ومنها برامج «صحتك» و«سلامتك» و«نحن معك»، وكذلك الأفلام الوثائقية عن البيئة والحضارة العربية والإسلامية وغيرها من الأعمال الرائدة.

وأعرب الشيخ سلمان عن أحر التعازي لأسرة الفقيد الكريمة وللأسرة الإعلامية الكويتية والعربية بوفاة هذا الرمز سائلاً الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وان يلهم اهله الصبر والسلوان.

بدورها، نعت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة الفنون والآداب المضف في بيان رأت فيه أن المضف «من الرعيل الأول الذي أسس للعمل السينمائي في الكويت وساهم في الإشراف على العديد من البرامج التلفزيونية التي كان لها أثر كبير في مسيرة تلفزيون الكويت».

وأكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة الفنون والآداب المهندس على اليوحه، «على أن الأستاذ بدر المضف من العلامات البارزة التي ساهمت في مسيرة الكويت السينمائية والفنية حيث أخرج العديد من الأفلام الوثائقية والبرامج والمنوعات التلفزيونية».

وقال اليوحه «إن الراحل الكريم كان همه رعاية الطاقات الكويتية الشابة في مجالات العمل السينمائي المختلفة وقد وضع ملامح مشروع كبير سيتم تنفيذه العام المقبل لرعاية أعمال السينمائيين الكويتيين الشباب».

وأشار إلى أن «الفنان بدر المضف كان على قمة المكرمين في المهرجان السينمائي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الثانية والتي أقيمت في الكويت في مايو الماضي، مؤكداً على أن «اسم بدر المضف سيظل علامة بارزة في مسيرة الكويت السينمائية والتلفزيونية، حيث أخرج الراحل أكثر من ثلاثين فيلماً ما بين تسجيلي ووثائقي، وقد تركت هذه الأعمال بصمات واضحة في المجال الفني وستظل هذه الأعمال ارثا ثقافياً وفنياً في ذاكرة الشباب الكويتي العامل في المجال السينمائي والتلفزيوني».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي