د. وائل الحساوي / نسمات / سلخ الذات... ثم ماذا؟!
لقد تبين لي بأننا في الكويت أصحاب أعظم ديموقراطية في حرية إبداء الآراء والكلام عن واقعنا ومشاكلنا دون خوف، وبعد ان كنا نتحدث في دواويننا وبيوتنا بحرية عن مشاكلنا وننتقد مسيرتنا، فقد استطاع نواب مجلس الأمة أن يضعوا رئيس مجلس الوزراء على المنصة وأن يقولوا له ولجميع أفراد حكومته كل ماكنا نقوله في دواويننا عن سخط الجميع من تراجع مستوى الكويت وتخبطها على جميع المستويات وعن الفساد والتردي المذهل في الخدمات وجميع مؤشرات التنمية!!
لقد لخص النائبان المستجوبان لرئيس الحكومة في ساعة ونصف الساعة جميع هموم اهل الكويت ومعاناتهم، وكشفا تخبط حكومتنا منذ التحرير حتى اليوم بلغة الارقام وبلغة العاطفة في جميع المجالات ووضعانا أمام الحقيقة المخيفة وهي ان البلد ينجرف الى الهاوية، وان خطط الحكومة التي قدمتها للمجلس هي خطط وهمية، وان برنامج عمل الحكومة هو برنامج انشائي وهو عبارة عن (قص ولزق) وانه لم يتضمن ارقاما في اعداد المستشفيات والبيوت والجامعات التي تنوي الحكومة بناءها، كما سلطا الضوء على مآسي سرقة الداو والتحويلات المليونية والايداعات التي لم يتم التحقيق فيها، ولم يتم احالة احد للنيابة بسببها وانما تضمنت الخطة كلمة (س) عشرات المرات بمعنى انهم سيفعلون!!
بالطبع فان رئيس مجلس الوزراء قد فند استجوابه بان برنامج عمل الحكومة الذي قدم للمجلس ينبغي عدم محاسبة الحكومة عليه قبل ان يناقشه المجلس ويقره، وانه لا يمكن محاسبة حكومة لم يمض عليها أكثر من ثلاثة أشهر! لكن السؤال الذي نستطيع جميعا الاجابة عنه هو: لو اعطينا للحكومة ستة اشهر أو سنة او خمس سنوات، هل تستطيع اخراج البلد من تلك الهاوية؟!
والجواب هو: لا، لأن حجم المشاكل كبير جدا ولان عقلية تشكيل الحكومة وعملها لا يساعد على النهوض بالبلد!! وأذكر بأنني كنت ضمن وفد اعلامي قابل سمو رئيس الوزراء قبل بضعة أشهر وتكلمت بصراحة مع رئيس الوزراء بأن المعارضة القادمة لن تكون من قوى المعارضة القائمة، وانما من حجم الاحباطات التي يعيشها المواطن على جميع الأصعدة، وضربت له امثلة في مجال التعليم والاسكان والتوظيف وغيرها، وكان مستمعا جيدا، كما بين لي تألمه من تلك المشاكل... ونحن في الكويت لسنا مهتمين بالناطور ولكننا نريد العنب، وادوات الاستجواب الراقية التي شاهدناها بالامس ما هي الا وسائل لكشف الخلل وعلاجه، وما لم يصاحبها رغبة جادة في الاصلاح فان الناس ستصل الى مرحلة اليأس ثم مراحل اخرى نراها في كثير من المجتمعات البشرية!!
نتمنى من رئيس مجلس الوزراء ان يحسن اختيار وزرائه ثم يحاسبهم، ولا شك اننا سنخرج من ذلك التيه باذن الله تعالى اذا توافرت الارادة الصادقة.
د. وائل الحساوي
[email protected]
لقد لخص النائبان المستجوبان لرئيس الحكومة في ساعة ونصف الساعة جميع هموم اهل الكويت ومعاناتهم، وكشفا تخبط حكومتنا منذ التحرير حتى اليوم بلغة الارقام وبلغة العاطفة في جميع المجالات ووضعانا أمام الحقيقة المخيفة وهي ان البلد ينجرف الى الهاوية، وان خطط الحكومة التي قدمتها للمجلس هي خطط وهمية، وان برنامج عمل الحكومة هو برنامج انشائي وهو عبارة عن (قص ولزق) وانه لم يتضمن ارقاما في اعداد المستشفيات والبيوت والجامعات التي تنوي الحكومة بناءها، كما سلطا الضوء على مآسي سرقة الداو والتحويلات المليونية والايداعات التي لم يتم التحقيق فيها، ولم يتم احالة احد للنيابة بسببها وانما تضمنت الخطة كلمة (س) عشرات المرات بمعنى انهم سيفعلون!!
بالطبع فان رئيس مجلس الوزراء قد فند استجوابه بان برنامج عمل الحكومة الذي قدم للمجلس ينبغي عدم محاسبة الحكومة عليه قبل ان يناقشه المجلس ويقره، وانه لا يمكن محاسبة حكومة لم يمض عليها أكثر من ثلاثة أشهر! لكن السؤال الذي نستطيع جميعا الاجابة عنه هو: لو اعطينا للحكومة ستة اشهر أو سنة او خمس سنوات، هل تستطيع اخراج البلد من تلك الهاوية؟!
والجواب هو: لا، لأن حجم المشاكل كبير جدا ولان عقلية تشكيل الحكومة وعملها لا يساعد على النهوض بالبلد!! وأذكر بأنني كنت ضمن وفد اعلامي قابل سمو رئيس الوزراء قبل بضعة أشهر وتكلمت بصراحة مع رئيس الوزراء بأن المعارضة القادمة لن تكون من قوى المعارضة القائمة، وانما من حجم الاحباطات التي يعيشها المواطن على جميع الأصعدة، وضربت له امثلة في مجال التعليم والاسكان والتوظيف وغيرها، وكان مستمعا جيدا، كما بين لي تألمه من تلك المشاكل... ونحن في الكويت لسنا مهتمين بالناطور ولكننا نريد العنب، وادوات الاستجواب الراقية التي شاهدناها بالامس ما هي الا وسائل لكشف الخلل وعلاجه، وما لم يصاحبها رغبة جادة في الاصلاح فان الناس ستصل الى مرحلة اليأس ثم مراحل اخرى نراها في كثير من المجتمعات البشرية!!
نتمنى من رئيس مجلس الوزراء ان يحسن اختيار وزرائه ثم يحاسبهم، ولا شك اننا سنخرج من ذلك التيه باذن الله تعالى اذا توافرت الارادة الصادقة.
د. وائل الحساوي
[email protected]
